يعتبر مركز الأمل لعلاج الأمراض السرطانية بمحافظة تعز بمثابة طوق نجاة للكثير من المصابين بهذا الورم الخبيث, الذين كانوا يضطرون للسفر خارج المحافظة لتلقي أبسط لوازم الرعاية الطبية الخاصة بمرض السرطان, والتي طالما افتقرت لها محافظة تعز, قبل افتتاح المركز في فبراير الماضي والذي يلعب الآن دوراً إنسانياً مهماً في محافظة تتصدر المرتبة الأولى في قائمة الإصابة بالسرطان على مستوى الجمهورية اليمنية . خلية مآس في ردهات المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بتعز, يوجد عالم حافل بالمآسي، آباء مفجوعون يتنقلون من غرفة إلى أخرى؛ سعياً لإنقاذ فلذات أكبادهم من آلام السرطان, نسوة عجائز يتحركن بمفردهن من أجل الحصول على ما يخفف عنهن أوجاع المرض, ولا معين لهن بعد الله سوى الخدمات التي تقدمها المؤسسة, التي تعتمد على تبرعات الخيرين من أجل مساعدة وتطبيب المرضى. أخيراً أصبح العلاج في تعز - خلال الأربعة الأشهر الأخيرة استقبل مركز الأمل لمعالجة الأورام بتعز (573) حالة من مختلف الأعمار, تقدم لها العناية اللازمة على يد كادر تلقى تدريباً خاصاً للتعامل مع الأورام السرطانية. يقول الدكتور علي هزبر، أحد الأطباء العاملين في المركز: يقوم المركز بإعطاء جرع العلاج الكيميائي للمرضى عن طريق كادر تمريضي مؤهل, حيث يتطلب إعطاء العلاج الكيميائي الالتزام بتوقيت زمني صارم, وتعقيماً خاصا بعملية منح المريض لجرعة العلاج الكيميائي. ويضيف د. هزبر: كما يقوم المركز بخدمة المعاينة والتشخيص لتحديد مرحلة المرض وعمل بروتوكول علاجي مناسب لمرحلة المرض. من جهته يقول الدكتور مراد المرادي وهو أيضاً أحد الأطباء العاملين في المركز: يتولى المركز مهمة متابعة الحالات التي يعطى لها العلاج الكيميائي, واستقبال الحالات التي تتعرض لمضاعفات ما بعد العلاج الكيميائي؛ لأن هذا العلاج يؤدي إلى حدوث أعراض جانبية لدى المريض يجب التعامل معها بسرعة، إلى جانب إجراء الفحوصات التشخيصية في المختبر التابع للمركز, حيث يقوم المختبر بإجراء الفحوصات اللازمة (26) حالة يومياً, قبل إعطائها جرعة العلاج الكيميائي بواقع خمسة فحوصات لكل حالة. وداعاً للسفر ` الطفل صدام عبدالله قائد (13) عاماً, أصيب هذا الطفل يتيم الأب, بسرطان الدماغ منذ عام, في الغرفة المخصصة لإعطاء العلاج الكيميائي كان صدام ممدداً على أحد الأسرة, ووريده موصول بأنبوب حقنة العلاج الكيميائي, في الماضي كان على الطفل صدام أن يحمل مرضه ويتوجه إلى صنعاء شهرياً من أجل الحصول على خدمة تعاطي العلاج الكيميائي, الآن أصبحت المسألة أسهل على صدام وأسرته من خلال مركز الأمل. هناك حالات أخرى كثيرة مشابهة لحالة الطفل صدام, كان عليها أن تتحمل آلامها ومشقة السفر إلى صنعاء أو عدن و ما يتطلبه من تكاليف مادية لاستكمال مراحل العلاج مهما كانت بسيطة, والتي تم توفيرها عن طريق مركز الأمل في محافظة تعز. مهمة إنسانية بحاجة للدعم - لكن المهمة الإنسانية التي يقوم بها فرع المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان, تواجه بالكثير من الصعوبات, التي تنعكس سلباً على المرضى المصابين بمرض قد يؤدي أي تقصير في مكافحته إلى جعله أكثر فتكاً. تتمثل أهم هذه الصعوبات بحسب المعنيين في المؤسسة في نقص العلاجات الكيميائية, والافتقار إلى الأجهزة التشخيصية والتي تكلف المؤسسة مبالغ طائلة, حيث يتم إرسال الحالات إلى مرافق صحية أخرى, كي تعرض على الأجهزة التشخيصية, تقوم المؤسسة بتحمل جزء كبير من تكلفة تلك الأجهزة. إصابات مرشحة للزيادة - كما يحتاج المركز إلى آباء واستشاريين متخصصين بالأورام السرطانية , إلى جانب الكادر العامل حالياً في المركز والبالغ عدده (21) شخصا بين أطباء وممرضين, والذين يواجهون أعباءً تفوق طاقتهم, خصوصاً أن أعداد المرضى مرشح للتزايد, حيث يجري يومياً اكتشاف من (3-4) حالات جديدة على الأقل في المركز, رغم أن المركز بدأ بتقديم خدماته منذ فترة وجيزة, ولا تزال هذه الخدمات غير معروفة لدى غالبية المواطنين. تبقى الأسباب مجهولة - يوماً بعد آخر تزداد رقعة المأساة التي يخلقها السرطان في اليمن , مخلفاً وراءه الكثير من الأيتام والأسر المنكوبة, بنسب تفوق المعدلات الافتراضية ,بينما لا تزال الجهود المبذولة لمواجهة المعضلة أقل كثيراً من المستوى المطلوب, مقتصرة على معالجة النتائج, دون النظر في الأسباب. .