لعبت وحدة التراث الثقافي في الصندوق الاجتماعي للتنمية دوراً مهما في الحفاظ على التراث المتنوع الذي تزخر به اليمن.. الحوار التالي مع المهندس عبدالحكيم السياغي ضابط استشاري وحدة التراث سلط الضوء حول المهمة النوعية التي تضطلع بها وحدة التراث في ترميم المعالم التاريخية في محافظة تعزواليمن بشكل عام, ومشاكل عدم تعاون الجهات المعنية التي تواجهها وحدة التراث في مشاريع الترميم. حاوره: زيد علي تاريخ ممنون للمانحين . متى تأسست وحدة التراث الثقافي في صندوق التنمية؟والمهام التي تقوم بها؟ في العام (2003)م تم طلب إنشاء وحدة التراث الثقافي من قبل مجموعة من المانحين, وقد تم إنشاء الوحدة لمساعدة الجهات المعنية في الجانب الرسمي، مثل الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات، والهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية، والأوقاف, إلى جانب الاهتمام بالتراث الحرفي والشفهى، وتتركز مهام الوحدة في دعم مشاريع الحفاظ والترميم لمعالم أثرية وتاريخية، ومخطوطات، والتركيز على تأهيل كوادر محلية ووطنية للقيام بهذه المهام ,وفق معايير دولية معتمدة، ومن خلال خبرات دولية معترف بها. معايير التدخل . هناك معالم تاريخية كثيرة في محافظة تعز وغيرها من المحافظات اليمنية وجميعها بحاجة إلى ترميم, ما هي المعايير التي يعتمدها الصندوق لترميم المعالم القديمة؟ الصندوق لديه معايير في التدخل، وتتمثل في فرادة وتميز المعلم، (الوضع الحفاظي) والذي يعني أن الأثر لايزال قائماً وقابلاً للترميم, وهناك مؤشر جديد وهو البعد الجغرافي والذي يعني الاهتمام بالمعلم إن كان في أطراف البلاد مثل صعدة والمهرة, كما أن كثافة العمالة التي يتطلبها المشروع هي من أحد الميزات, والأهم من كل ذلك تجاوب الجهات المعنية قولاً وفعلاً, إلى جانب شرط الاستخدام المستقبلي للمعلم والاستفادة منه مستقبلاً. ضحية التخاذل ^^.. هذه المعايير تنطبق على جامع المظفر في تعز لماذا لا يقوم الصندوق بإنقاذ هذا الجامع بعملية ترميم شاملة؟ تم تنفيذ عملية إنقاذ لهيكل بناء جامع المظفر التاريخي, والجهات المعنية أو التي نسميها (الجهات الكفيلة), لم تنفذ التزاماتها,سواء الأوقاف أو المجلس المحلي؛ مما أدى إلى توقف المشروع. تأثير محبط . إلى أي حد يؤثر عدم تعاون الجهات المعنية في عرقلة مشاريع الترميم؟ عدم التعاون يؤثر كثيراً على مشاريع الصندوق؛ لأن الصندوق جهة سواء فنية أو إدارية، وعلى سبيل المثال كنا قد بدأنا في أعمال إنقاذ وتدعيم جامع المظفر في تعز، ولو كانت الجهات المعنية مبادرة ومتعاونة كنا سنستمر في مشروع التدخل في المظفر ولكن ما لمسناه من عدم تجاوب والتزام من قبل الجهات الكفيلة مثل المجلس المحلي الذي تنصل عن دوره في ترحيل المخلفات وحل مشاكل الخدمات أثناء العمل في المظفر. خارج الخطة وهناك مشكلة حدثت لنا أثناء البدء في التدخل بالجامع الكبير في إب, والذي فوجئنا أن مكتبي الأوقاف والآثار قاما بالتوقيع مع مقاول لتنفيذ أعمال ترميم في الجامع خارج الخطة مما حذا بالصندوق الاعتذار عن الاستمرار بالمشاركة في التدخل. جهة داعمة فقط . هل يوجد لدى خطة ما لترميم المعالم الكثيرة المنتشرة في اليمن؟ بدون تعاون الجهات المعنية, لايمكن أن يقوم الصندوق بتنفيذ أي مشاريع لذاته، والصندوق مجرد جهة داعمة فنياً وإدارياً ومادياً. الطلب مفتوح .هل تتلقون طلبات للترميم المعالم القديمة من أي جهة؟ نحن نستقبل الطلبات لمشاريع الترميم من أي جهة سواء كانت حكومية أو أهلية، وإذا انطبقت عليها المعايير نبادر في ترميمها. في حالة تقييم دائم .ماهي نوعية المشاكل التي تواجهونها في مشروع ترميم جامع الأشرفية في تعز؟ نحن نقوم بعمل تقييم دائم للمشاريع القائمة، سواء من الناحية الفنية أو الإدارية أو المالية, وبالتالي نستخلص من هذه المشاكل أين نتدخل ومدى التدخل والشروط المتوافرة للتدخل.. ونحن حريصون على إتمام التجربة في جامع الأشرفية التي نعتز بها أنها تجربة رائدة هي والعديد من المشاريع الأخرى في مناطق مختلفة من اليمن وقائمة أخرى تنتظر. .هل يمكن أن تذكر لنا مشاريع ترميم الآثار التي نفذتها وحدة التراث الثقافي؟ القائمة كبيرة جداً, وأهم المشاريع الآن هي العامرية، وجامع الأشرفية، والجامع الكبير في صنعاء, وشبام كوكبان، غيل العوار في شبام كوكبان، ومشروع الحفاظ على مدينة شبام حضرموت، وجهود كثيرة في زبيد وصعدة وعمران.