سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. عبدالله أبوحورية :مدير عام المؤسسة العامة لطباعة الكتاب المدرسي.. في حوار ل(الجمهورية): بلغت الايرادات خلال العام الماضي 2011 تسعة مليارات وسبعمائة مليون ريال
رغم تأثيرات الأزمة على أداء المؤسسة,قال الدكتور عبدالله أبو حورية في لقاء خاص ل«الجمهورية» إن الإنتاج الفعلي للمؤسسة يبلغ من 52 - 54 مليون كتاب سنوياً وحوالي 16 مليوناً؛ يتوزع بين دفتر امتحاني ووثيقة امتحانية وغيرها من المستندات والوثائق, وتحدّث عن معوقات المؤسسة وعن خطط مستقبلية تضمّنها اللقاء التالي: .ما مدى تأثير الأزمة خلال الفترة الماضية على أداء المؤسسة العامة لطباعة الكتاب المدرسي؟. طبعاً المؤسسة كغيرها من قطاعات ومؤسسات الدولة المختلفة طالها تأثير الأزمة على مدى الأشهر الماضية من العام 2011م وفي عدة جوانب مثل مدخلات الإنتاج كالأحبار والأوراق وغيرها، حيث عزفت الكثير من الشركات عن دخول المناقصات مما أدى إلى تأخر وصول الأوراق، وهذا سينعكس بتأثيره على تسليمنا الكتاب المدرسي في الوقت المحدد؛ مع أننا نامل ألا نواجه عوائق في هذا الشأن. بالإضافة إلى وجود المؤسسة ومكاتبها في المناطق الساخنة والتي شهدت الصراع خلال الفترة الماضية الأمر الذي أعاق وصول الموظفين والمختصين والعمال، وكذا مشكلة الكهرباء التي وصل انقطاع تيارها إلى أكثر من 80 % في الوقت الذي يعتمد أداؤنا في المؤسسة على الكهرباء بشكل كلي, ناهيك عن انعدام الوقود التي تشكل عائقاً كبيراً أمام أعمالنا وحدّ من القوة الإنتاجية للمؤسسة بشكل لافت. .كيف تعاملتم مع هذه الأزمة للحفاظ على أدائكم ولو بمستوى محدد؟. حقيقة حاولنا قدر المستطاع أن نتجاوز الأزمة وذلك من خلال تكاتف الموظفين والعمال في المؤسسة الذين خاطروا بحياتهم من أجل الوصول إلى العمل ولم يكتفوا بذلك فحسب، بل عملوا على إضافة ورديات وساعات عمل إضافية، وحاولنا جميعاً توفير كل متطلبات المؤسسة وأهمها الديزل ولو بسعر أكثر مادام أداء المؤسسة سيظل قائماً، وقد برهنا ذلك من خلال إنجازنا كل الأعمال المطلوبة من المؤسسة بصورة كاملة. . كم يبلغ الإنتاج العام للمؤسسة؟. الإنتاج الفعلي يبلغ من 52 - 54 مليون كتاب سنوياً، وحوالي 16 مليوناً يتوزع بين دفتر امتحاني ووثيقة امتحانية وغيرها من المستندات والوثائق. أما بالنسبة لهذا العام فقد أنتجنا ما يقارب 34 مليون كتاب كجزء أول، وبدأنا من حوالي شهر الجزء الثاني والمخطط لنا هو 34 مليوناً وسبعمائة ألف كتاب تقريباً للجزء الأول، وحوالي 16 مليوناً وسبعمائة ألف للجزء الثاني. . رغم هذا الكم الهائل من الكتب إلا أن بعض المدارس تشكو نقصاً فيها وبالذات مدارس الأرياف, أين تكمن المشكلة؟!. نحن قمنا بطابعة الكتب وتوزيعها على كل مكاتب التربية في المحافظات؛ لكن مشكلة النقص قد تكون ناتجة عن قطع الطرقات، حيث إن كثيراً من ناقلات المؤسسة تعرضت لمثل هذا الإشكال بالإضافة إلى عزوف كثير من شركات النقل عن نقل الكتب إلى الكثير من المحافظات مثل أبين والضالع وصعدة والمحافظات ذات الانفلات الأمني بسبب الأزمة أو القلاقل الأمنية المختلفة, كما أن الكتاب المدرسي تأخر وصوله من مكاتب التربية إلى المدارس. وهنا ننوّه أيضاً إلى أن الكتاب المدرسي لا يُطبع بشكل كامل سنوياً وذلك عملاً بتوجيهات وزارة التربية والتعليم التي ترى أن ما نسبته 25 30 % من الكتب هي نسبة مستعادة، ربما توفر علينا الكثير من الجهد والمال, حيث إن الطالب الذي يفترض أن يحصل على عشرة كتب تصرف له سبعة جديدة فيما ثلاثة تكون مستخدمة. . الكتاب المدرسي متواجد بقوة في السوق السوداء والأرصفة؛ ويختفي في المدارس.. من المسئول عن ذلك؟!. نحن مسئوليتنا تنتهي باستلام سند قبض من مكاتب التربية في عموم محافظات الجمهورية التي نقوم بتوزيع الكتاب المدرسي عليها بالإضافة إلى التوجيه المعنوي ووزارة المغتربين التي توزعه على الجاليات اليمنية في الخارج وأيضاً توزيعنا لجمهورية جيبوتي بحسب توجيهات رئاسية.. ونحن نتعامل مع 22 مكتب تربية و350 مركزاً تعليمياً، وما يقارب 16 ألفاً وستمائة مدرسة، وربما يوجد أشخاص يقومون ببيع الكتب المرتجعة من هذه الجهات, لذا فإننا نطالب الجهات المعنية مثل القضاء والنيابة والبحث الجنائي وكافة الأجهزة الضابطة بمتابعة هذه الظاهرة والقبض على المتسبب لها ومحاسبته بحسب النظام والقانون. . ماذا عن فكرة الترقيم التي استحدثتموها للقضاء على هذه الظاهرة؟!. نعم عملنا ذلك, واكتشفنا أن أغلب الكتب التي تباع في أرصفة أمانة العاصمة هي قادمة من محافظات أخرى مختلفة وبعيدة مثل البيضاء والحديدة وحددناها؛ لكن الأمر في الأخير سيكون للجهات المعنية وليس نحن. . كم بلغت إيرادات المؤسسة هذا العام؟. هي ليست إيرادات إنما عقد طباعي مع وزارة التربية والتعليم، وبلغت قيمته حوالي تسعة مليارات وسبعمائة مليون ريال للعام 2011م، ونحن لا نحصل على المبالغ كاملة إنما مستخلصات من وزارة المالية تأتينا بالقطارة ما يؤثر على قدرتنا الشرائية لمدخلات الإنتاج واستكمال الخطة الاستثمارية للمؤسسة. ^.. ماهي أبرز المعوقات التي تواجه المؤسسة؟. بأمانة هي التدفقات النقدية من وزارة المالية وبعض عوائق استكمال المشروع الاستثماري للمؤسسة مثل عزوف مهندسي الشركات الأجنبية عن الوصول إلى فروعنا بسبب الأوضاع الأمنية في بلادنا، وكذا مشاكل الكهرباء والديزل وطموحاتنا في التدريب والتأهيل والتي لم نستطع أيضاً إنجازها بسبب الأزمة. ^.. ما هي الحلول برائيك؟. الإجماع على أن اليمن أغلى من كل شيء وفوق كل الاعتبارات وأكبر من كل الشعارات السياسية والمناطقية، وهي كفيلة بحل كل المشاكل في اعتقادي. . هل لديكم خطة مستقبلية في المؤسسة؟. المؤسسة لديها خطة تطويرية منذ العام 2008م؛ وقد أنجزنا منها ما يقارب 70 % ونحن بصدد استكمال هذه الخطة مثل البنية التحتية في فرع المؤسسة بعدن، واستكمال بعض المستلزمات للوحدة الجديدة التابعة للمؤسسة في منطقة جدر بعمران، وإضافة آلة طباعة لفرع المكلا، واستكمال عملية الهيكلة واللوائح المنظمة للمنظمة والاستمرار في تدريب وتأهيل الموظفين وتحسين أوضاعهم ومواصلة الإصلاح والصيانة للآلات وإيجاد مخزون استراتيجي للأوراق والأحبار وكافة مدخلات الإنتاج. . هل لكم مشاريع تجارية غير طباعة الكتاب المدرسي؟. للمؤسسة ثلاثة أهداف رئيسة تتمثل في طباعة الكتاب المدرسي، وطباعة المطبوعات الأخرى المتعلقة بالعملية التعليمية، والدخول في الجانب التجاري, لكننا إلى الآن لم نخض هذه التجربة نظراً لقدرتنا الإنتاجية المحدودة بالكتاب المدرسي، لكن مع دخول الآلات الجديدة - وهي الآن لدينا - أكيد سنخوض هذا الغمار وسيكون مصدرنا الآخر للدخل. ^..ما مدى التعاون بينكم وبين المؤسسات الأجنبية؟. طبعاً المؤسسة هي أكبر مطبعة في البلد وتطبع أكثر من 60 % من المطبوعات في الجمهورية اليمنية، وسنرفع مستقبلاً عدد الكتب المدرسية إلى 80 مليون كتاب، وذلك مؤشر على أن لنا علاقات بعدد من المؤسسات العربية والأجنبية كمكتب التربية العربي ومطابع الكتاب المدرسي في سوريا وفي مصر، ولدينا علاقة مع شركات عالمية عملاقة متخصصة في الطباعة، كما أننا على تواصل وحضور دائم للمؤتمرات الإقليمية والدولية المتعلقة بهذا الشأن لتبادل الخبرات والاستفادة في مجالنا وحتى نتمكن من مواكبة أحدث ما أنتج في مجال الطباعة. . هل لديكم استثمارات؟. لا توجد لدينا استثمارات مفعّلة وإنما لدينا بنية تحتية للاستثمارات، ووفقاً لقانون الإنشاء الصادر في 1991 الذي يخول مجلس إدارة المؤسسة الدخول في استثمارات، وكما قلت إن لدينا بنية تحتية تتمثل في أراضٍ للمؤسسة، ونأمل أن تتم هذه الخطوة والدخول مع شركاء في مجال الاستثمار وبما ينفع الجميع. . تحدثتم سابقاً عن إدخال أربع آلات طباعة جديدة لتعزيز أداء المؤسسة، أين توصلتم في ذلك؟. نعم تحدثنا عن أربع، واستطعنا أن ندخل خمس آلات، حيث أدخلنا آلة طباعة في جدر، وقيمتها تفوق المليار ريال وموجودة في الفرع هناك وربما يكون أحدث فرع ليس في اليمن فحسب إنما في المنطقة بأكملها، حيث يقع إلى 60 ألف متر مربع وبنية تحتية بقيمة ما يقارب 800 مليون ريال وبالات حديثة جداً وتطبع ما يقارب عشرين مليون كتاب سنوياً. بالإضافة إلى أن لدينا خط تجليد هو الأحدث في البلد، حيث يجلد ما يقارب 25 مليون كتاب سنوياً، بالإضافة إلى ملحقاته من آلات تعطيف ومقصات ورافعات وغيرها، ونتمنى من الصحافيين زيارتها للاطلاع عليها عن كثب، بالإضافة أيضاً إلى آلتين موجودتين الآن في فرع عدن، وهما من شركة ألمانية ومن أحدث الآلات أيضاً. . كلمة أخيرة.. اليمن تولي العملية التعليمية جل اهتمامها، لذا لابد أن يكون التعليم محايداً، حيث إن التعليم يتناغم مع الفن والموسيقى وليس مع المدفعية والصاروخ، وعلينا أن نتسامى بأنفسنا وطلابنا عن العمل السياسي والحزبي, ورسالة أوجهها إلى الطلاب والأسر بضرورة الحفاظ على الكتاب المدرسي والتعامل معه بقدسية وحتى يستفيد منه الآخرون.