أزمة غذائية حادة يواجهها اليمن ليتهدد خطر المجاعة أكثر من ثلاثة ونصف مليون يمني وفق مؤشرات محلية وأممية وتعد محافظات الجوف والحديدة وحجة من أكثر المناطق اليمنية تأثرا بمظاهر المجاعة ،الأمر الذي يهدد اليمن بأزمة غذائية كارثية أشبه بتلك التي يعيشها الصومال في الوقت الحالي. عائلة أحمد الفقيه المكونة من ثمانية أفراد والساكنة بالإيجار في العاصمة صنعاء لا تجد الطعام الذي يسد رمقها، فالأب لا يملك أي مصدر للرزق، و الأسرة بلا حول لها ولا قوة .. صابرة على جوعها لأكثر من يومين حتى يجود الرب عليها بطعام يمنع عنهم الموت .. يقول احمد الفقيه بحسرة زائدة وجوع: "ما الذي بيدي أفعله فلقد بحثت عن أي عمل اضمن من خلاله طعاما يقي أولادي وزوجتي من الموت جوعا دون جدوى، ولدي أربعة من الأولاد مقعدون". الحال من بعضه مع اسر يمنية أخرى قل أن تجد طعامها فالطفل محمد ذو التسع سنوات يحمل ميزانه الصغير ليعول أسرته من خلاله ، تساعده اثنتان من أخواته الأولى عمرها سبع سنوات والثانية خمس سنوات ، ويؤكد محمد أن والده يطلب من كل واحد منهم أكثر من ثلاثمائة ريال ليسد به رمق أسرته التي قد يمر يومان عليها بلا طعام ،ويضيف متمنياً أن يموت شهيدا حتى ينجيه الرب من قسوة والده الذي يعاقبه وأخواته على تدبير ريالات لا يستطيعون من خلال ميزانهم الحصول عليها. منظمات تابعة للأمم المتحدة تؤكد أن قرابة أربعة ملايين شخص سيتضررون في العام2012 من جراء الأزمة التي تشهدها اليمن، محذرة من إمكانية تحول هذا البلد، إلى صومال آخر، وأكدت اللجنة المشتركة لهيئات الأممالمتحدة ومنظمات إنسانية شريكة في بيان أن سوء التغذية يتجاوز ثلاثين بالمائة، وأعربت اللجنة عن قلقها إزاء الوضع الاقتصادي والسياسي في البلاد الذي قد يحول دون وصول المساعدات الكافية للمتضررين خصوصا بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية في اليمن ارتفاعا فلكيا بلغ قرابة خمسين بالمائة بينما بلغت أسعار النفط أضعافاً. مصطفى نصر رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في اليمن أوضح أن هناك أزمة كبيرة يعانيها المجتمع اليمني، لاسيما ما يتعلق بتوفير المواد الأساسية التي ارتفعت أسعارها حيث ارتفعت نسبة الفقراء أو المعرضين لسوء التغذية وفقر الغذاء إلى تسعة ملايين يمني، مقارنة بسبعة ملايين ونصف قبل حوالي عام حسب التقارير والمؤشرات الدولية ويؤكد نصر أن الفقر تزايد خلال الأزمة الراهنة ونداء الأممالمتحدة جاء بناء على تقارير ومعلومات محلية كان المركز قد أصدرها في وقت سابق وحذر فيها من وجود كارثة إنسانية ووصول الفقراء إلى مرتبة الجوع ذلك أن بعض الأسر لا تستطيع أن تحصل على وجبات الغذاء الأساسية جراء تفشي ظاهرة الفقر نتيجة ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة جداً.