كل يوم والعدد يتصاعد لمرضى السرطان في اليمن بشكل عام وتعز بشكل خاص فيما المراكز العلاجية الموجودة لا تلبي احتياجات المرضى، لذلك يصف الدكتور ياسين الزريقي الأخصائي في جراحة الأورام السرطانية بمحافظة تعز الجهات المعنية بالمغمضة عينيها تجاه إنشاء مثل هذه المراكز بكل مقوماتها الأساسية وبسعر رمزي للمواطن الغلبان الذي أثقل كاهله هذا الداء الخبيث.. وفي زاوية من حوارنا المفيد مع أخصائي الأورام بتعز يكشف الزريقي عن أن أورام اللثة والفم والبلعوم تعد من الأورام النادرة جداً في العالم وفي اليمن من الأورام الشائعة حد وصفه مرجعاً أسباب ذلك إلى كثرة استخدام المبيدات الحشرية في الفواكه والخضروات والقات واستخدام الشمة أيضاً.. أمور كثيرة يسلط الضوء عليها الدكتور الزريقي حول السرطان، داء العصر فتابعونا. انقسام للخلايا * السرطان داء خبيث يشمئز الناس لسماعه، هل لك أن تحدثنا عنه؟ يسمع الكثير من الناس عن مرض السرطان ولا يعرف عنه شيئاً، فالسرطان هو انقسام للخلية بطريقة عشوائية وبشكل كثيف.. يظهر هذا الانقسام بشكل ورم في نفس العضو الذي ينتج فيه هذا الانقسام وتعمل هذه الخلايا العشوائية بالانتقال عبر الدم أو السائل الليمفاوي إلى الأعضاء المجاورة أو إلى أي عضو آخر ولو كان على بعد من المصاب. مبيدات حشرية * ما أسباب المرض؟ ليس هناك أسباب واضحة حتى الآن لظهور هذا الداء، ولكنّ هناك أسبابا مساعدة مثل الاستخدام العشوائي للمبيدات الحشرية في الفواكه والخضروات، التي نتناولها بشكل مستمر وبالأخص المبيدات المستخدمة في القات وهذا ما يفسر انتشار الأورام وبشكل كبير في الجهاز الهضمي “الكبد المعدة المريء وغيرها من الأعضاء” أورام نادرة !!.. ومن الأسباب المساعدة لظهور السرطان يقول الدكتور ياسين الزريقي: إن تناول الشمة بشكل مفرط أحد مسببات الأورام الأساسية في الفم والبلعوم الأنفي وهذا يظهر جلياً لدينا في اليمن وبشكل كبير جداً حيث إن هذه الأورام من الأورام النادرة في كل العالم، ولكن في اليمن توجد بنسب عالية جداً، بالإضافة إلى أن هناك أسبابا كثيرة، ولكن لا نستطيع تحديدها بشكل واضح؛ لأنه لا يوجد لدينا مراكز متخصصة للأورام في كثير من المدن اليمنية مما يصعب عمل مسح شامل لوجود الأورام في كثير من المناطق اليمنية، بالإضافة إلى أن انتشار أنواع معينة من الأورام في منطقة جغرافية معينة يختلف عنه في منطقة جغرافية أخرى من البلاد، ما يصعب عمل دراسة متكاملة لنوع الغذاء والهواء والشراب المتناول هنا أو هناك. تقصير حكومي * برأيك هل الجانب الحكومي أدى دوره الإنساني على أكمل وجه تجاه مرضى السرطان؟ في مدينة تعز هناك تقصير كبير من الجهات المعنية مثل وزارة الصحة ومكتبها في تعز، حيث لم يتم حتى الآن تأسيس أية وحدة متخصصة لعلاج الأورام تتبع القطاع الحكومي بالكامل برغم سعينا أنا ومجموعة من الزملاء المعنيين بالمهمة بفتح وحدة علاج كيميائي جراحي في مستشفى من المستشفيات الحكومية، ولكن سعينا للأسف باء بالفشل؛ لعدم وجود اهتمام لدى مسئولي الصحة بالمحافظة وكأن هذه المشكلة لا تعنيهم. تكاليف باهظة يقول الدكتور ياسين الزريقي إنه حين قصر الجانب الحكومي توجه هو ومجموعة من زملائه إلى المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان، وتم افتتاح فرع للمؤسسة بدعم من الأستاذ عبدالواسع هائل سعيد أنعم وهذا الفرع ساهم في التخفيف من معاناة المرضى الذين كانوا يسافرون إلى صنعاء لتلقي العلاج هناك مما كان يزيدهم معاناة فوق المعاناة، ومع كل هذا للأسف مازال هذا المركز مقتصرا على العلاج الكيميائي فقط وهذا غير كاف.. وبما أن تكاليف العلاج لأورام السرطان باهظة، فإن الجهات المعنية وبكل أسف لم تهتم ولو بفتح وحدة لعلاج الأورام وبشكل رمزي للمريض للتخفيف من أعبائه وآلامه الجسدية والنفسية والاقتصادية أيضاً؛ وذلك لأن مريض السرطان يظل بحاجة إلى رعاية خاصة وبشكل مستمر، أحياناً قد تستمر لسنوات وهذا يفوق قدرة المريض في مواصلة العلاج وهنا يكمن الدور الحكومي في التخفيف عن المرضى من المواطنين. مراكز لا تفي بالغرض * كيف يتم علاج مريض السرطان؟ الطرق العلاجية لمريض السرطان تتم بثلاث طرق إما العلاج أو التدخل الجراحي أو العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي، وأي مركز متخصص في علاج السرطان، لابد أن تكون هذه الثلاث الوسائل العلاجية متوافرة فيه، وهذا ما نفتقد إليه في تعز، فمركز الأمل هو المتوافر فيه جزء من العلاج الكيميائي فقط، وهذا لا يلبي احتياجات المريض على الإطلاق؛ لذا فنحن بحاجة إلى بذل جهود كبيرة لتوفير مثل هذه الخدمات ووسائل التشخيص لن تتوفر إلا بوجود المراكز المتخصصة وبشكل منظم وهذا للأسف غير موجود، وكأن الجهات المعنية مغمضة عينيها تجاه إنشاء مثل هذه المراكز وبالكيفية الصحيحة للعلاج. سوء تشخيص * هناك أخطاء طبية قاتلة، قد يمارسها الطبيب تكون سببا لانتشار المرض، هل هذا ناتج عن سوء تشخيص؟ كثير من الناس يتساءل عن وجود أخطاء في التشخيص، وعن أخطاء في طرق العلاج، ونحن نقول: إن هذه الأخطاء سوف تتواجد مادام هناك غياب للمراكز المتخصصة لعلاج السرطان وغير متوافر فيها جميع وسائل التشخيص ووسائل العلاج المذكورة سابقاً ويبقى الأساس أيضاً توفير الكادر المتخصص لكل فرع من العلاج وأيضاً أخصائي وسائل التشخيص. وفي تعز ليس هناك سوى أخصائي واحد لجراحة الأورام وثلاثة أخصائيين لأمراض الدم والعلاج الكيميائي فقط، وهذا العدد لا يكفي على الإطلاق في مواجهة العدد المتصاعد لمرضى السرطان ومع هذا أيضاً لا يوجد في المحافظة أية وسيلة تشخيص للسرطان في أي مرفق حكومي وهذه كما يصفها الدكتور الزريقي كارثة.