تعرّضت مقبرة عمر العجيلي في بيت الفقيه محافظة الحديدة لنبش وجرف عظام الموتى من قبل تجار ومتنفّذين استقدموا شيولات لطمس المقبرة التي يقدّر عمرها ب (800) سنة؛ دُفن فيها ضحايا معارك ثورة «الكدن» من أبناء الزرانيق وتهامة ضد العثمانيين, حيث أراد المتنفّذون اقتطاع جزء كبير من المقبرة التي تبلغ مساحتها كيلومتراً مربعاً وأقاموا العشش وقسّموا أجزاء منها ب “البلوك” بغية الاستيلاء عليها بعدما صارت المقبرة مطمعاً لكل تاجر جشع ومتنفّذ ناهب للأراضي خاصة أن موقع المقبرة بعد التخطيط العمراني في الخط الدائري الذي رفع سعر المتر إلى أكثر من ثلاثين ألف ريال!!. في هذا الأثناء وقد وقف أبناء بيت الفقيه أمام الاعتداءات على حرمة المقبرة يتقدمهم الشيخ حسن صالح أبو زينة, شيخ بيت الفقيه حارة العمارة بعمل خيري وذلك بتسوير المقبرة على نفقته؛ إلا أن عمل الخير يواجه بفاعلي الشر, وكان ما يُبنى في النهار يُهد بالليل وتحت تهديد السلاح. الأخ علي حسن صالح أبو زينة, أحد وجهاء بيت الفقيه قال في تصريح ل“الجمهورية” إنه في عام 2005م رفعت قضية بالمحكمة الابتدائية وقد نزل القاضي علي أبوالغيث، رئيس المحكمة وعندما شاهد القبور على مساحة شاسعة وقد تعرّضت للنبش صدر حكمه حينها بالتسوير وإزالة أي استحداثات, ولم ينفّذ الحكم حتى جاء مدّعٍ آخر ليفتح القضية التي مازالت في الاستئناف, ومع ذلك جاء متنفّذون بشيولاتهم وقاموا بمسح أرض المقبرة دون مراعاة لحرمة الموتى وتقسيمها إلى أراضٍ للاستفادة وبنوا عليها عششاً, منوهاً إلى أنه تم أمس التوجّه إلى المحكمة لرفع عريضة تطالب بإزالة الاستحداثات وعدم خلق أمر واقع في ظل عدم إصدار حكم نهائي يؤيد الحكم الابتدائي.