قال مصدر في ديوان محافظة عدن ل“الجمهورية” إن عملية إعادة فتح شارع مدرم في المعلا من قبل القوات الأمنية جاءت بعد فشل الحوار مع الشباب.. ووصف المصدر وجود الشباب في الشارع بأنه ساعد على غياب هيبة الدولة والتي تسعى قيادة المحافظة إلى إعادتها وفرضها، مشيراً إلى أن الحوار الذي قادته شخصيات اجتماعية وقيادية في المحافظة لم يفض إلى نتيجة في ظل تزمُّت وتشدّد الشباب “المسيطر على الشارع” إلا أن عدداً من الشباب الرافضين لفتح الشارع توجّهوا ظهر أمس إلى أمام ديوان المحافظة وتظاهروا ضد محافظ المحافظة، مشيرين إلى أن التفاوض والتحاور معهم كان مجرد التفاف عليهم ومباغتتهم باستخدام القوة والعنف.. وكانت قوات أمنية وعسكرية قد أعادت صباح أمس الجمعة فتح شارع الشهيد مدرم “الشارع الرئيسي” بمديرية المعلا في عدن بعد أكثر من أربعة عشر شهراً من إغلاقه. مصادر محلية قالت ل “الجمهورية” إن مدرّعات وعربات عسكرية تمركزت منذ الصباح الباكر في أبرز تقاطعات الشارع وعلى المداخل الفرعية للشارع دون أية مقاومة تُذكر، في الوقت الذي أشار سكان وأهالي الشارع إلى سماع إطلاق نار متقطّع تزامن مع دخول القوات الأمنية إلى الشارع. وبحسب شهود عيان فإن قوات الأمن باغتت الشباب الذين اتخذوا من الشارع مأوى لسهراتهم الليلية، وقامت بمطاردتهم؛ إلا أن المصادر المحلية لم تشر إلى أي اعتقالات في صفوف الشباب.. وقال الشهود: إن الشارع فتح أمام حركة المواصلات والمواطنين، وسمع سكان وأهالي الشارع أصوات أبواق السيارات وباصات الأجرة وهي تمر في الشارع، مشيرين إلى أن ذلك تعبير عن فرحة الأهالي وأصحاب المركبات بفتح الشارع المغلق منذ أواخر فبراير 2011م.. وعقب صلاة الجمعة قام مجموعة من الشباب المحتجين ضد فتح الشارع بإغلاق بعض أجزائه وعدد من الفتحات الفرعية البعيدة عن تواجد قوات الأمن، معلنين رفضهم إعادة الحياة إلى الشارع، كما قاموا بإحراق الإطارات ورمي الأحجار أمام المداخل الفرعية، غير أن قوات الأمن ومعها عدد من عمال النظافة أعادوا فتح وتنظيف الشارع بعد دوي أصوات لإطلاق نار.. واتضح من تصريحات بعض شهود العيان والأهالي القاطنين في الشارع مدى سعادتهم لفتح الشارع، مؤكدين أن إغلاقه تسبّب بخسائر مادية لأصحاب الشركات والفنادق المتواجدة فيه، حتى إن أصحاب البقالات والمحلات التجارية الصغيرة تأثروا بهذا الإغلاق. وبحسب الأهالي فإن صعوبة الحركة في الشارع والتي استمرت أكثر من عام انسحبت أيضاً على العامة والسكان الذين تضرّروا كثيراً، حيث تحوّل الشارع إلى مجرد وكر للخارجين عن القانون، وهو ما نشر الخوف والرعب لدى الأهالي، كما تسبّب الإغلاق بعدم وصول الخدمات إلى العمارات والمباني الآهلة، وما حادثة الحريق الأخيرة في عمارة النصر إلا دليل على ذلك، حيث حال إغلاق الشارع دون وصول رجال وسيارات المطافي في الوقت المناسب ما تسبّب في وفاة امرأة وإصابة آخرين. عدد من أهالي الشهداء والجرحى - ممن سقطوا في احتجاجات فبراير العام الماضي والتي على ضوئها تم إغلاق الشارع - قالوا ل “الجمهورية” إنهم مع فتح الشارع، إلا أنهم يطالبون السلطات المحلية بضرورة ضبط المتمهمين بقتل وإصابة ذويهم بالإضافة إلى منحهم تعويضات. يُذكر أن شارع الشهيد مدرم في المعلا, أو كما يطلق عليه “الشارع الرئيسي” أنشئ في خمسينيات القرن الماضي إبان الاحتلال البريطاني لعدن، ويتكون من أكثر من مائة بناية على جانبيه، ويعتبر من أعرق الشوارع في اليمن والجزيرة العربية، وصُمم بحسب المواصفات الهندسية الأوروبية حينذاك.