الوحدة اليمنية أبرز الحاضرين في ذهن السياسيين واهتمامات العامة خصوصا مع الاقتراب أكثر من موعد انعقاد الحوار الوطني، كأحد متطلبات الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية والقرار الأممي 2014، نقف اليوم مع السياسي والاقتصادي عبدالعزيز المخلافي السفير بوزارة الخارجية منذ العام 2004م وأمين عام غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية منذ العام 2000م، في قراءة هامة حصيفة وموضوعية لتجربة الوحدة الألمانية بالمقارنة مع الوحدة اليمنية. قامت الوحدة الألمانية في العام 1990م، هل لنا أن نتعرف على الظروف التي أسهمت في ذلك؟ توحيد ألمانيا لم يكن ليتم دون الأخذ في الاعتبار التحولات السياسية الجذرية في الاتحاد السوفيتي السابق منتصف ثمانينيات القرن الماضي، من خلال الإصلاحات السياسية للرئيس السوفيتي آنذاك ميخائيل غورباتشوف، ما مهد الطريق لإرساء التحولات في دول أوروبا الشرقية وكانت بولندا والمجر سبّاقتين في الانفتاح على الغرب، حيث أقدمت المجر على فتح حدودها بالكامل مع أوروبا الغربية في مايو 1989م، ليتمكن الكثير من الألمان الشرقيين من الهروب عبرها إلى ألمانيا الغربية، الأمر الذي شجع على نمو حركة منظمة داخل ألمانيا الشرقية ليخرج الناشطون إلى الشارع معلنين عن مطالبهم الإصلاحية كما في مظاهرات الاثنين الشهيرة بمدينة لايبزغ تحت شعار “نحن الشعب”. أدت تلك التطورات إلى تقديم الرئيس الألماني الشرقي آنذاك وزعيم الحزب الشيوعي “إريش هونيكر” استقالته في 18 أكتوبر 1989م، ورغم محاولات خليفته على سدة الحكم “إيغون كرنز” ضبط الأوضاع وإعادة هيبة الحزب إلا أن هيئات الحزب لم تستطع المقاومة أمام ضغط الشارع ما أدى إلى استقالة جماعية للمكتب السياسي للحزب في 8 نوفمبر 1989م، ليشكل انهيار سور برلين بعد ذلك بثلاثة أيام - في ال 11 من نوفمبر 1989م - منعطفا هاما في تاريخ ألمانيا والعالم. مزيداً من التفاصيل الصفحة اكروبات