يبدو أن اليمن ستواجه حرباً من نوع آخر مع تنظيم «القاعدة».. فعقب إعلان الجيش عن تطهير عدد من المحافظات من مسلّحي التنظيم بعد أكثر من عام على المواجهات؛ اشتعلت حرب العبوّات الناسفة واصطادت عشرات من الجنود والقيادات العسكرية.. وعبّرت وزارة الدفاع في وقت سابق عن قلقها من تفاقم ضحايا العبوّات الناسفة التي تستهدف كبار الضباط العسكريين؛ غير أنها أكدت في نفس الوقت قدرتها على المواجهة واستئصال شأفة الإرهاب، فيما تعلن العبوّات الناسفة حضورها الكبير وأنها لن تتوقف.. صباح أمس أعلن مسؤول أمني في محافظة عدن أن خبراء من الهندسة العسكرية تمكنوا من إبطال عبوّة ناسفة كانت مزروعة بجوار مصلحة الضرائب في منطقة خور مكسر؛ وذلك بعد يوم من قيام مجهولين بزرع لغم أرضي في الشارع الرئيس بمدينة معبر محافظة ذمار، حيث أكدت أجهزة الأمن بالمحافظة أنها تلقّت بلاغاً بوجود لغم أرضي في الشارع العام بمدينة معبر، فهرعت مباشرة إلى المكان وقامت بتطويقه وإخلائه من المارة، كما استدعت فرقاً متخصصة لمسح الشارع الذي زرع فيه اللغم تحسباً لوجود ألغام أخرى وتفكيك اللغم الذي زرعه المجهولون.. وفي ذات المحافظة أعلن مصدر أمني الجمعة قبل الفائتة عن إبطال مفعول عبوّة ناسفة شديدة التفجير وضعت في جانب سور أحد المستشفيات وبالقرب من مدخل معسكر الأمن المركزي.. وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية تلقّت بلاغاً بوجود عبوّة ناسفة مع أسطوانة غاز مغطاة ببعض أغصان الأشجار زرعها مجهولون بالقرب من سور مستشفى ذمار العام وعند المدخل الجنوبي لمعسكر الأمن المركزي في المحافظة.. وقال إن الأجهزة الأمنية باشرت بالتعامل مع الوضع وسارعت بإبطال مفعولها قبل انفجارها.. وفي وقت متأخر من مساء أمس الأول قالت وزارة الداخلية إن الأجهزة الأمنية في محافظة عدن عثرت على عبوّة ناسفة محلية الصنع مزروعة على الطريق الرئيس المؤدية من مدينة خور مكسر إلى محافظة أبين.. وفيما اكتملت مراسم تشييع المسؤول في جهاز الأمن السياسي العقيد محمد القدمي الذي لقي مصرعه مساء الأربعاء الفائت في انفجار عبوّة ناسفة زرعها مجهولون في سيارته التي كانت متوقفة بالقرب من منزله بالعاصمة صنعاء, أعلنت الأجهزة الأمنية عقب يوم واحد من الحادثة أن مسؤولاً أمنياً نجا من محاولة اغتيال بعد قيام مجهولين بزرع عبوّة ناسفة في جوار سيارته.. وقالت إن العبوّة الناسفة انفجرت قبل موعد وصول مدير مركز شرطة مذبح صالح المصطفى، فيما أدّى الانفجار إلى احتراق السيارة بأكملها.. ومع تفاقم خطر العبوّات الناسفة التي راح ضحيتها أكثر من 48 من ضباط جهاز الأمن السياسي منذ نهاية العام الفائت وحتى الآن بحسب إحصائية أمنية, شدّدت الأجهزة الأمنية من إجراءاتها الاحترازية في عواصم المحافظات مع إطلاق تنظيم «القاعدة» تهديدات تتوعّد باغتيال قيادات عسكرية ومدنية واستهداف منشآت حيوية ومصالح أجنبية؛ غير أن خبراء عسكريين يحذّرون من أي تساهل أو تراخٍ في ملاحقة عناصر «القاعدة». وقال الخبراء إن «القاعدة» انتهت كوجود ظاهري على الأرض بانتهاء سيطرتها على مدن أبين؛ غير أن خطرها مازال قائماً ويتأكد ذلك من خلال العثور المتكرر على العبوّات الناسفة في أكثر من محافظة والاغتيالات التي تطال المسؤولين الأمنيين.. وأكدوا أن عودة «القاعدة» إلى مخابئها في الجبال يعني أنها ستعود إلى أسلوبها القديم في التفجيرات والاغتيالات، كما أكدوا أن لها خلايا نائمة وعناصر جاهزة لتنفيذ عمليات انتحارية، وطالبوا أجهزة الأمن باليقظة.. ويرى خبراء أن العديد من القيادات العسكرية اليمنية ستظل هدفاً سهلاً لعبوّات «القاعدة» حيث إنها تمكنت بعد أيام قلائل من تطهير محافظة أبين من اغتيال اللواء سالم قطن، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية كرد على نجاحه في طردهم من مدن المحافظة بعد أشهر من تسلّمه منصبه.