دور العرض السينمائي.. أداة ترفيهية مهمة تحرص المجتمعات الحضرية على تواجدها كدليل على الرقي والتمدن.. وفي كل بلدان الله ثمة تنافس حميم بين هذه الدور في تقديم الأفضل.. وبين الفينة والأخرى تولد دور جديدة.. في بلادي يحدث العكس.. وتبقى “تعز” الشاهد المؤلم والمخجل.. كونها الموصومة دوماً ب«عاصمة اليمن الثقافية». شباب مثقفون سوء التدبير والإدارة أمات دور السينما بتعز وأمات معها وظائفها الثقافية والترفيهية.. دور العرض السينمائي بتعز ليس لها أي إسهامات تذكر في مجال التوعية والتثقيف وإنما هي أماكن أضحت تشبه الحظيرة لعرض أفلام هابطة ومبتذلة وخارجة عن القيم والأخلاق وإن ملاكها لم يستفيدوا منها ولم يفيدوا المجتمع الذي يعيشون فيه وينتمون إليه.. وهذا ما أكده بالفعل بعض من الشباب المثقفين من أبناء مدينة تعز.. سينما ولكنها حظيرة الشاب محمد صالح العبوس “مثقف” ضحك عندما طلبت منه أن يعطيني رأيه حول واقع دور العرض السينمائي بتعز ولكنه أتبع ضحكاته بالقول: شر البلية مايضحك.. ودور العرض السينمائي بتعز هي شر البلبة ولا فرق بينها وبين حظيرة الحيوانات فهي متسخة ومعفنة ولقد وصلت عفانتها لدرجة أنها تقوم بعرض أفلام تحتوي على مشاهد إباحية لا هدف لها ولا غاية سوى الإثارة كذلك تجد أن بعض من يدخلها تراهم أجساد إنسان ولكنهم يمتلكون عقول حيوانات فهم يدخلون إلى السينما بقصد التحرش بالآخرين وهل تصدق بأنني سافرت إلى بعض الدول العربية والأجنبية وحضرت دور العرض السينمائي فيها فلم شاشات العرض فيها متسخة وكراسيها مصنوعة من الحديد الذي قد غزاه الصدأ وعكس ذلك رأيته في دور العرض السينمائي في تعز ماعدى سينما واحدة فقط وهي سينما المنتزه سابقاً.. وهذه السلبيات ظلت كما هي لم تتغير لدى دور العرض السينمائي بتعز سواء في الماضي أو الحاضر.. دخلتها مرة واحدة الشاب ماجد ناجي الشرعبي تحدث بالقول: لقد دخلت السينما مرة واحدة فقط وبعد ذلك أقسمت بأن لا أدخلها أبداً والسبب أنني ذات مرة دخلت إحدى دور العرض في تعز وحينها كانت مكتظة بالمشاهدين فلم ألق كرسياً أجلس عليه مما اضطررت أنا وغيري من الشباب بالجلوس بالقرب من جدار شاشة العرض وفي أثناء انسجامنا مع أحداث الفيلم الأجنبي إذ بأكياس بلاستيكية مليئة بالقاذورت ترمى علينا وعلى الفور خرجنا من السينما وأقسمت بعدم الدخول إليها أبداً وإن ما حدث لي ولغيري يعد خروجاً عن آداب المشاهدة ولو كان القائمون مؤهلين في مجال إدارة وقيادة دور العرض السينمائي لما حدث لينا ماحدث ولكن مايهم هؤلاء سوى جمع المال فقط حتى لو امتلأت السينما عن بكرة أبيها.. وإن ما حدث لي يدل على أن دور السينما بتعز لاتعلب أي دور في المجال الثقافي وإنما دورها يقتصر في جمع المال فقط ولست مع من يقول عكس ذلك.. مستحيل وأما الشاب عمر أحمد حسن “جامعي” شارك بالقول: من المستحيل أن يدخل اليوم السينما إنسان مثقف ومتعلم خاصة أنه صار يوجد في تعز دار سينما واحدة وهي غير مؤهلة لأن تكون سينما حقيقية ويظهر ذلك جلياً من خلال ماتعرضه من أفلام أجنبية هابطة وتحتوي على مشاهد شاذة وخارجة عن العرف والدين ولايهمها من ذلك سوى جمع المال ورفع الإيرادات وأما مسألة الثقافة والتوعية فلا تعنيها لا من قريب ولا من بعيد. ولو أن ملاك دور العرض السينمائي بتعز أحسنوا في التدبير والقيادة الإدارية لاستفادوا وأفادوا المجتمع وطبعاً أقصد هنا بحسن التدبير والإدارة هو تحسين مستوى الخدمات في دور السينما ومن ضمنها خدمات البوفية والحمامات وكذا توسيع مباني دور العرض السينمائي والعمل على ترميم جدرانها من الداخل والخارج وترتيب وتجديد مقاعدها وتحديد نسبة الحضور فيها وعدم تحميلها أكثر من طاقتها الاستيعابية ودعم ذلك بالالتزام بقواعد الأمن والسلامة للحاضرين وبقواعد النظام والقانون والعمل أيضاً على توفير مختلف الأفلام السينمائية الهادفة والمفيدة وخلاصة ذلك أن ملاك دور العرض السينمائي بتعز لم يستفيدوا شيئاً ولم يفيدوا المجتمع الذي يعيشون فيه وينتمون إليه. ويقول المخرج المسرحي أحمد علي جبارة: رغم أن عدد دور السينما في تعز قليلة بالنسبة للسكان ولكنها.. أدت دوراً لابأس به.. الآن للأسف لايوجد دور سينما في تعز رغم بقاء صالات السينما نفسها عدى “سينما الجحملية” تحولت إلى صالة أعراس وسينما المنتزة “المسبح” تحولت إلى صالة أعراس + عروض حفلات فنية أحياناً وأذكر أن صالة سينما قصر سبأ احتضنت احتفالات للفنان أبو بكر بالفقيه وفنانين مثل: الآنسي السمة إلخ.. وقدمت مجموعة من الحفلات الرائعة. وصالة سينما قصر سبأ من أفضل الصالات من حيث الحجم والموقع والتي نرجو أن يعاد إصلاحها والعمل بها وتأثيثها لتناسب العصر وأن تكون خاصة بالحفلات الغنائية والفنية والمسرحية والحفلات الرسمية إلى جانب قاعة للأعراس وللعرض السينمائي المتميز “فهذا مشروع استثماري كبير”.. ياحبذا لو تقوم الدولة بشرائها من الورثة وإعادة تشغيلها عبر الفرقة الوطنية للمسرح و مكتب الثقافة. لايمكن أن تكون هناك مدينة ومدنية بدون وجود صالة عروض سينمائية فالسينما كصناعة وثقافة وعلم حاجة ملحة وضرورة لللمدنية والتحضر.. لأن التلفزيون والقنوات الفضائية وأفلام الفضائيات ليس لها طعم ولا لها تأثير كما للعرض في دار السينما وعلى الشاشة الكبيرة. موضوع ذات صلة