في كل مساء يداهم البوذيون وقوات الامن في بورما ، جمهورية (ميانمار)، منازل المسلمين العزل، واعتقال الرجال والأطفال، واغتصاب الفتيات امام آبائهن وقطع اثدائهن.. في كل مساء يصحوا مسلمو بورما على تدحرج مئات الجماجم التي تفجرت بين اكوام النيران المتقافزة من نوافذ منازل قرى ومدن بورما، في تحد سافر للمسلمين الذين لم يعدوا كذلك، لتعطر هذه المدينة من دماء الاف الشهداء الابرياء، بعد ان ترصف شوارعها من جماجمهم، يمكن لنا سويا ان نسافر اليها سويا للاستطلاع على مدى معاناة المسلمين فيها على بساط هذا التقرير المقتضب نظرا لضيق المساحة.. يتعرض المسلمون العزل في ولاية راخين (أركان سابقًا) الواقعة غرب جمهورية بورما، أو ما يسمى جمهورية اتحاد "ميانمار" – احدى دول جنوب شرق آسيا- بدءا من 18 رجب 1433 - يونيو 2012م، للقتل والتنكيل وإشعال النيران بأجسادهم وهم أحياء، إضافة إلى تهجيرهم وتدمير منازلهم ومساجدهم واغتصاب نسائهم من قبل جماعة "الماغ" البوذية ، وسط صمت الحكومة البورمية المريب، ناهيك عن الصمت العربي المحرج والمقزز.. أحداث العنف والاعتداءات بدأت بإقدام حشد من البوذيين الماغ على قتل عشرة دعاةٍ من المسلمين هجوم على سيارة يستقلونها في مدينة تونغو جنوب ولاية راخين في الثَّالث من يونيو الحالي، مبررين -كما دأبوا- أنَّ ذلك كان انتقاما لقاء اغتصاب امرأة بوذيَّة، والحقيقة أنَّ بعض البوذيِّين اغتالوا امرأة بغيًّا منهم ووضعوا جثتها عند أحد المساجد ومن ثمَّ رموا المسلمين بالجريمة من غير أدنى بيِّنة، فلو كان القاتل مسلما لما طرحها عند المسجد. ثمَّ توالت سلسلة اعتداءات البوذيِّين على غالبية قرى المسلمين في مختلف الجهات والمناطق استخدموا خلالها أسلحة نارية وعززتهم رجال الأمن والشُّرطة في حكومة بورما. قبيل تنفيذ هذه المذبحة عقد مجموعة من ضباط الجيش اجتماعا مع عشرة الآف من البوذيين الماغ في مدينة سيتوي (أكياب) عاصمة ولاية راخين ودبروا الخطَّة. كما زوَّدت قبل فترة قوات الأمن في راخين البوذيِّين بالأسلحة البيضاء والبنادق خفيةً بينما عمَّمت على المسلمين حظر احتياز السِّكين الكبير.
أحداث منطقة سيتوي اما حكاية احراق القرى بمن فيها فتبدأ حكايتها الملونة بالسنة النيران التي تلبدت السماء من غيوم ادخنتها، تبدأ من قرية زيلا فارا (بايسيك) التي تحتوي على ثمانمائة منزل احرقت كاملةً بعد ان قام البوذيُون بقفل أبواب المنازل على السكان وأضرموا عليها النَّار واحرقت على خلفيتها خمسمائة شخص وقتل ثلاثمائة شخص، لتمتد السنة النيران البوذية دون اكتراث لاخمادها من قبل عشرات ملايين المسلمين الصامتين، الى قرية روئانجيا فارا (زي غونغ مولي) التي دمَّرت برمَّتها مع مسجدها ونهبت ممتلكاتها وقتل فيها أربعمائة شخص. يلي ذلك قرية بوخار فارًا التي أحرق مسجدها المعروف بمسجد شفيع كومباني وجميع منازل المسلمين حوله، ثم قرية فولتون (فلوتونغ) حيث أحرق نصفها مع مسجدها ومدرستها. اما قرية نازيرفارا وهي قرية مركزية تضمّ ثماني عشرة حارة وتتكوَّن من عدَّة قرى أحرق منها ثلثان وأصبح كتلة منَ الرَّماد من ذلك قرية خونسي فارا وقرية فول خالي وقرية ياسينّا فارا وقرية شوندوري فارا، وأحرق وقتل خلاله (3600) شخص. كما احرقت قرية هازيمّا فارا كاملةً وفيها أكثر من (450) منزلا وقتل وأحرق (850) شخصًا وفقد (50) شخصًا. قرية واليس فارا هس الاخرى أحرق منها (200) منزل بما فيها مسجدها ومدرستها، اما قرية فوران فارا فقد أحرق فيها مسجد وعدد من المنازل وقتل عدَّة أشخاص. وبعد ان كانت القرى الاخرى بدأت تشعر ان وحشية الاحراق والقتل بدأت تتنازل، جاءت المفاجأة حينما تم احراق قرية سان تولي كاملةً التي تحتوي على (215) منزلا، قتل خلال هذه العملية (640) شخصًا وفقد (15) شخصا، اعقب ذلك احراق قرية زلتاخانا (شونغ غري لين) كاملةً وفيها (200) منزل، ثم احراق قرية بائاسورا وفيها (200) منزل مع مسجدها وقتل وأحرق الكثيرون، وعودة الى اقتراب ارقام ضحايا احراق قرى المسلمين في بورما فقد احرق في قرية ئاملا فارا (كودين روا) مسجد ومدرسة وبضع منازل مجاورة لهما. إلا ان الوحشية تعاود من جديد من خلال ضحايا احراق قرية دياتي زو و قرية شوي بيا التي احرق خلالها (700) شخص، كما أحرقت قرية كودو بانغا كاملة، واحرق من قرية روئاكوم فارا مائة منزل،وجزء آخر أيضا من قرية هادّي خولا (كتي روا). من جديد يعاود البوذيون تحدي المسلمين وحكام وملوك وامراء الدول العربية والاسلامية والقيام بإحراق قرية سامان غارا أحرقت كاملةً وفيها (460) منزلا فقد على اثر ذلك (115) شخصا وقتل كثيرون، لتمتد همجيتهم الى قرية خاران شونغ التي أحرقت مع مسجدها ومدرستها وقتل كثيرون. كذلك ايضا احراق(200) منزل في قرية ديروم فارا مع مسجدها وقتل (669) شخصًا. بالمثل كان لقرية سيدّا سوموني بجوار خوشاي فارا نصيبا حيث أحرق منها عشرة منازل، ومنزل في قرية مولوي فارا. كما احرق في قرية ميوتوجي (850) منزل وأحرق كثيرون، واحراق (50) منزل في قرية ليسي أحرق فقد خلالها (11) شخصا وقتل شخص واحد، اما قرية تامبوي فقد أحرق منها (25) منزلا وفقد شخصان. وفي 25 يونيو الحالي أسر رجال الأمن نحو (700) شخص وحملوهم في حافلات إلى مكانٍ مجهولٍ. قرى المسلمين السَّالفة الذِّكر والمدمَّرة بيد البوذيِّين المتطرفين بمؤازرة الجيش الحكومي كانت في منطقة سيتوي (أكياب) وكان إجمالي عدد قرى المسلمين فيها (22) قرية أحرقت ودمرت منها (18) قرية، و (4500) منزل، وتبقت أربع قرى، اما عدد القتلى المسلمين في كامل هذه المنطقة يزيد عن (9000) شخص مابين مقتولٍ ومحرقٍ ومفقودٍ. وتأكيدا على منع المسلمين من الدُّخول والعودة إلى قراهم المحرقة والمدمَّرة تبني حولها السُّلطة المحليَّة سياجًا منيعًا عاليا، وما تزال إلى الآن القرى المتبقية في هذه المنطقة تحت الحصار من قبل البوذيِّين يساندهم الشُّرطة فلا يتمكن المسلمون من الخروج لقضاء حاجاتهم الأساسيَّة والانتقال إلى أماكن أخرى طلبًا للأمان والبوذيُّون في محاولة مستمرة لإعادة الكرَّة عليها.
أحداث منطقة كيوكتو احراق (250) نزل في قرية سانشي فارا مع مسجدها، و (50) منزلا في قرية ئافوك وقتل البعض وفقدان (25) شخصًا، وفي بلدة رامري أحرق (150) منزل للمسلمين، كما احرق في قرية ليسون كوك (20) منزلا، و (90) منزلا في قرية سيغاغونغ أحرق وقتل أربعة أشخاص وفقد (115) شخصا. أما بلدة فاتّري كيلّا قرية مورو فقد هدم فيها البوذيّون مقبرة للمسلمين فيها، ليبنوا عليها مرافق لهم، وفي قرية ليسي أحرق منها (50) منزلا وفقد (11) شخصا وقتل شخص واحد، كما احرق في قرية تامبوي أحرق (25) منزلا وفقد شخصان.
أحداث منطقة راسي دونغ استمرارا لصمت شعوب المسلمين وحكامهم تستمر حكاية القتل والحرق للمسلمين في بورما وقراهم ومدنهم حيث قتل في مدينة راسي دونغ شخصان، وفي قرية كودوشونغ أحرق منها (80) منزل وقتل الكثير، كما احرق في قرية سوئوفارانغ (150) منزل، و(150) منزلا أيضا في قرية ئانوك فارانغ. اما بالنسبة لقوات الأمن فلها حكاية مع الصبيان المسلمين حيث أسرت عدد منهم صبيانا للمسلمين من هذه القرية (ئا نوك فارانغ) وغيرها وزجّتهم في مدرسة بها ومنعت منهم الطَّعام والشَّراب وكسرت أيديهم وأرجلهم وحاول أحد المسلمين تقديم الماء لهم فقتلته بالرَّصاص. واحرقت في قرية موزاي (100) منزل، كما احرقت في قرية سيرا فارانغ أحرق (150) منزلا مع مسجدها وقتل كثيرون.
أحداث منطقة بوسي دونغ احراق معظم قرية ساميلا ونزح عدد من سكانها إلى قرية سندي فارانغ التي اعتقلهم الجيش فيها، كما احرقت قرية زادي فارانغ كاملةً، وقتل عدَّة أشخاص في كل من مدينة بوسي دونغ، وقرية لاوا دونغ. بينما استمر فرض حظر التجول على المسلمين من قبل السُّلطة في منطقة (بوسي دونغ) وحتَّى الخروج من البيت لقضاء الحاجات الأساسيَّة حتى اصبح الكثير يموت جوعًا، أمَّا البوذيُّون فقد اعفتهم الحكومة من هذا الحظر. وبين الحين والآخر ما زالت هنالك عدد من المحاولات المتكررة لجموع البوذيِّين للهجوم على عدد من قرى المسلمين،ولغرض شل الطَّاقة المتبقية لدى المسلمين.
أحداث منطقة مونغدو بدأت الأحداث فيها بقتل شاب مسلم في مدينة مونغدو ثمَّ توالت وقتل فيها عشرة علماء وعلقت جثَّة أحد المشائخ على الشَّارع منكوسة الرَّأس وقطعت رؤوس عدد من طلاب العلم الشَّرعي وطعن رجل الأمن بالسِّكين محدث المنطقة الشَّيخ سعيد الأمين وهو في حالة حرجة، حيث تم احراق معظم قرية هاجّا فارا، واحراق نصف قرية خائارى فارا(ميومانكويا) وقتل فيها (7) أشخاص داخل المسجد مع إمامه أثناء أداء الصلاة مع استمرار الجيش لتنفيذ حملة الاعتقالات. وفي قرية ئانتي فارا دمَّر بعض بيوتها وقتل عدد من الأشخاص، كما هدم بعض جدران الجامع الكبير في مدينة مونغدو وجدران مسجد قرية خاندا فارا وتضرر جزئيًّا قرية باكّونا وقرية خادير بيل.
الجيش يقتاد الفتيات وفي يوم الخميس 14 يونيو 2012م في مدينة مونغدو اقتاد عناصر منَ الجيش (15) فتاة مسلمة إلى مكانٍ مجهولٍ ولم يعرف بعد مصيرهنَّ، واغتصبت قوات الجيش في ئاروشّوفارا عددا من الفتيات وقطعوا اثداءهن.. كما اغتصبت جماعة بوذية بمعية الجيش في قرية نور الله فارا فتيات مسلمات في خمسة منازل وفقد عشرة أشخاص. ليمتد ذلك الى قيام السلطات بمنع المسلمين من إقامة صلاة الجمعة في مساجد مونغدو في 25/7/1433 الموافق 15 يونيو2012 م، وفي قرية ساير كومبو اعتقل (25) شخصًا وقتل المدعوباسا ميان، كما اعتقل في قرية كونّا فارا (20) شخصا، وقتل (5) واعتقال (15) شخصا في قرية لا مبا كونا. كذلك قتل (3) اشخاص في قرية كيلاي دونغ وإحراق منزل. اما في قرية خايندا فارا فقد تم ذبح (4) أشخاص وقتل (5) آخرين بالرصاص، وذبح (3) اشخاص وذبح (8) آخرين في قرية مير الله. وإحراق قرية مييور تيك مع مساجدها وكتاتيبها وقتل البعض فيها بالاضافة الى كل من قرى "هاتي بازار بوشوفارا- خائانري فارا- مانغالا- ئودونغ -باك كوناوجد"، بينما بقيت كلّ من قرية "سومو نيا -خاديربيل -خوري تولي" تحت حصار البوذيِّين بمناصرة الجيش.
سجون جديدةً للأسرى لقد استخدم البوذيون أسلوبا ماكرا بقيامهم بذبح المسلمين ورمي رؤوسهم في الشَّوارع واخذ أجسادهم والباسها زي كهانهم واعلانهم أنَّها جثث كهانهم ذبحهم المسلمين. وقيامهم ايضا بالتقاط صور لنسائهم وهن يرتدين زي النِّساء المسلمات حاملات مدية وبندقية، والتقاط صور لرجالهم وهم يرتدون زي مشايخ المسلمين حاملين أسلحة ويبثونها في وسائل الإعلام تضليلًا للرَّأي العام واتهامًا للمسلمين بالاعتداء. وقيام عناصر الجيش بمداهمة بيوت المسلمين وتعذيبهم في السجون الى ان يتم دفع فدية عنهم تحدد بمبالغ طائلة أو يلقون حتفهم. وكذلك وحسب ما نقلته مصادر اعلامية قيام عناصر الجيش بمداهمة منازل المسلمين ليلا واغتصاب النِّساء واطلاق النَّار لمن تعرض لهم واقتياده إلى مكانٍ مجهولٍ أو اعتقاله بسقف البيت موثقًا معصوب الوجه منكوس الرَّأس. وبأمر من قوات الأمن أقفلت مؤخَّرًا جميع المساجد المتبقيَّة في جميع أنحاء ولاية راخين (أركان)، كما أنشأت قوات الأمن في مكان يسمى (12ميلا) سجونا جديدةً للأسرى المسلمين يزجّون فيها في غرف ضيقة يُذاقون شتَّى ألوان العذاب. وطلبت قوات الأمن من كل فرد من أفراد المسلمين مليونا ونصف مليون عملة بورميَّة فداء لنفسه، وتقديم المسلمين يوميًّا إلزاميًّا على حسابهم عدَّة أبقار مع مستلزمات طبخها طعاما لمركز الجيش والشرطة، اضافة الى قيام قوات الأمن بأخذ كلَّ يوم من قرى المسلمين مبالغ باهظة ومواد غذائيَّة بكمياتٍ كبيرة كان من بينها قرية فيرولا-بوسي دونغ التي قامت بدفع (400) كيلو من الزَّيت ورغم كل ذلك لا تحجم عن تعذيب المسلمين وهتك أعراض نسائهم العفائف.
مسلسل الحصار والاعتقال - (170) شخصًا من المنكوبين تسللوا إلى أراضي بنجلاديش فسلمتهم سلطاتها إلى قوات بورما في مونغدو فأعدمتهم عن بكرة أبيهم بالطَّلقات النَّاريَّة في 21 يونيو. - في كلِّ المناطق الَّتي تم ذكرها او التي لم يتسن لنا ذكرها نظرا لضيق المساحة كان جميع الضَّحايا المسلمين بمن فيهم الأطفال والنِّساء والشُّيوخ، حيث لا يقل عدد القتلى عن (10.000) نسمة ما بين مقتولٍ ومحرقٍ ومفقودٍ ومتوفى تحت التَّعذيب في السُّجون في جميع المناطق في غضون ثلاثة أسابيع اعتبارًا من 8 إلى 28 يونيو 2012م. - يعثر دوما في عرض الأنهار على جثامين طافية للضحايا المسلمين وأخرى مشبوكة بشبكات صيادي السَّمك أثناء الاصطياد. - بعدما اكتظت السجون بالمسلمين في منطقة مونغدو حوّل (900) معتقل من المسلمين إلى سجون منطقة بوسي دونغ وهناك جرَّدهم الجيش من الملابس وألقوهم على وجوههم على الأرض مرصوصين وجعلوا من ظهورهم جسرًا يمشون عليه بالأحذية وكل من تأوَّه كان مصيره القتل بالرَّصاص. - اقتحم مدينة مونغدو بعض عناصر الجيش منزل في 4 يوليو 2012م واقتادوا منه فتاة إلى حضيرة أبقار والقيام باغتصابها ومن ثمَّ قطعوا ثديها. ومن الأساليب الكيديَّة الَّتي يتبعها البوذيُّون أنَّهم بعدما يحرقون قرية مسلمة يلتقطون صورها مع أنفسهم ويبثونها في وسائل الإعلام بالتَّواطؤ مع الإعلام البورمي مدعين أنَّها قريتهم أحرقها المسلمون. - توجد لقطات منَ الصُّور لبعض هذه الأحداث في شبكة الانترنت وبثِّ شيئًا منها بعض القنوات والصُّحف.