مصرف الراجحي يوقف تحويلاته عبر ستة بنوك تجارية يمنية بتوجيهات من البنك المركزي في عدن    الانتقالي الجنوبي ثمرة نضالات طويلة وعنوان قضية شعب    فخامة الرئيس بن مبارك صاحب القدرة العنكبوتية على تحديد الضحية والالتفاف    ازمة الانتقالي الشراكة مع الأعداء التاريخيين للجنوب العربي الأرض والإنسان    تاجرين من كبار الفاسدين اليمنيين يسيطران على كهرباء عدن    كرة القدم تُلهم الجنون: اقتحامات نهائي دوري أبطال أوروبا تُظهر شغف المُشجعين    عيدروس الزُبيدي يصدر قراراً بتعيينات جديدة في الانتقالي    تجدد مواجهة مصيرية بين سكان صنعاء و الحوثيين    ما خطورة قرارات مركزي عدن بإلغاء العملة القديمة على مناطق سيطرة الحوثيين؟.. باحث اقتصادي يجيب    "إنهم خطرون".. مسؤول أمريكي يكشف نقاط القوة لدى الحوثيين ومصير العمليات بالبحر الأحمر    "لماذا اليمن في شقاء وتخلف"...ضاحي خلفان يُطلق النار على الحوثيين    غدر به الحوثيون بعدما كاد أن ينهي حرب اليمن.. من هو ولي العهد الكويتي الجديد؟    كشف هوية القاضي الذي أثار موجة غضب بعد إصداره أحكام الإعدام اليوم في صنعاء    يمني يتوج بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2024    المرصد اليمني: أكثر من 150 مدنياً سقطوا ضحايا جراء الألغام منذ يناير الماضي    كيف أفشل البنك المركزي اليمني أكبر مخططات الحوثيين للسيطرة على البلاد؟    ضربة موجعة للحوثيين على حدود تعز والحديدة بفضل بسالة القوات المشتركة    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    جريمة مروعة تهز المنصورة بعدن.. طفلة تودع الحياة خنقًا في منزلها.. من حرمها من حق الحياة؟    مشهد رونالدو مع الأمير محمد بن سلمان يشعل منصات التواصل بالسعودية    تنديد حقوقي بأوامر الإعدام الحوثية بحق 44 مدنياً    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    سلم منه نسخة لمكتب ممثل الامم المتحدة لليمن في الاردن ومكتب العليمي    صندق النقد الدولي يعلن التوصل لاتفاق مع اوكرانيا لتقديم مساعدة مالية بقيمة 2.2 مليار دولار    استشهاد 95 فلسطينياً وإصابة 350 في مجازر جديدة للاحتلال في غزة    بوروسيا دورتموند الطموح في مواجهة نارية مع ريال مدريد    المنتخب الوطني يواصل تدريباته المكثفة بمعسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا للشباب    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    بنك سويسري يتعرّض للعقوبة لقيامه بغسيل أموال مسروقة للهالك عفاش    موني جرام تعلن التزامها بقرار البنك المركزي في عدن وتبلغ فروعها بذلك    مجلس القيادة يؤكد دعمه لقرارات البنك المركزي ويحث على مواصلة الحزم الاقتصادي    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    شاهد: مقتل 10 أشخاص في حادث تصادم مروع بالحديدة    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    براندت: لا احد يفتقد لجود بيلينغهام    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    بسبب خلافات على حسابات مالية.. اختطاف مواطن على يد خصمه وتحرك عاجل للأجهزة الأمنية    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    قتلى في غارات امريكية على صنعاء والحديدة    الامتحانات.. وبوابة العبور    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء المناضل حمود بيدر:
المفارقة كبيرة جداً بين ظروف الشباب اليمني عام 1962م والعام 2011م
نشر في الجمهورية يوم 26 - 09 - 2012

يعد اللواء حمود محمد بيدر أحد أهم المناضلين المخضرمين الذين عاصروا وثورات وأحداث عاشتها اليمن ,كما عاصر عدداً ممن حكموا اليمن.. تقلد عدداً من المناصب العسكرية والسياسية والدبلوماسية، وأصبح في بداية التسعينيات أميناً عاماً لمنظمة مناضلي الثورة اليمنية والدفاع عن الوحدة (المحاربون القدامى ),حصل على عدد من الأوسمة ,وراجع عدداً من المؤلفات التي تؤرخ للثورة اليمنية 26 سبتمبر، وصف بالذاكرة الوطنية ,كما وصفه عدد من الساسة ب «أبو المناضلين» ,,«الجمهورية» التقته وطرحت عليه عدداً من الأسئلة المتصلة بالواقع اليمني وربطه بالماضي.
شاركت في عدد من التظاهرات الاحتجاجية ضد سياسات النظام الإمامي قبل اندلاع ثورة سبتمبر وفي بداية العام 2011 خرجت تظاهرات احتجاجيه ضد بعض سياسات الرئيس علي عبد الله صالح.. ماالفرق بين الزمنين ؟
- المفارقة كبيرة جداً بين ظروف الشباب اليمني في عام 1962م والعام 2011م ,ما قبل عام 1962 كانت اليمن جامدة وكان لابد من وجود حراك يحرك الجمود والمياه الراكدة فظهرت حركات داخل اليمن وخارجها مكونة من شيوخ القبائل والتجار والمثقفين والطلبة الذين كانوا في الطليعة، فالطلبة لعبوا دوراً حساساً خصوصا أنهم خرجوا بإرادة جديدة وهي تحدي نظام الإمام في ذلك الوقت وخرج الشباب مطالبين بأبسط حقوق المواطنة واستمر الحال حتى عام 65 م, العام الذي طالب فيه الشباب بتغيير النظام , فالنظام وصل الى مرحله الشيخوخة ,وكما قال ابن خلدون «تبدأ الدولة بالولادة ثم الطفولة ثم الشباب ثم الشيخوخة» فالنظام الإمامي كان قد وصل الى عدم مقدرته على مجاراة الركب ,وفعلاً اندلعت الثورة التي بدأت بالشباب وحققت في بداياتها انتصارات كبيرة وواجهت عدواناً كبيراً من داخل اليمن وخارجها وبعد ذلك فُرضت على الثوار الحرب استمرت 6 سنوات ,ولكن روح التحدي وإيمان الشعب اليمني بقضيته العادلة جعلاه يحقق انتصارات هامة, ووقعت مؤامرة كبرى تمثلت بضرب مصر التي ساندت الثورة في اليمن, وراهن الأعداء ان اليمن ستسقط ولكن الاعداء خسروا وصمدت صنعاء وانتصر اليمنيون ,وبعد الثورة بدأت تتسم ملامح قيام دولة بمعنى الكلمة بالرغم من الظروف الاقتصادية السيئة التي عاشها اليمن ,ولم تمر فترة الا ووقع انقلاب، ففي 13 يونيو ,وبعده وقعت أحداث مفزعة تمثلت باغتيال اثنين من الرؤساء الحمدي والغشمي ,ثم جاء علي عبد الله صالح بعد انتخابه من قبل المجلس التأسيسي ,وبدأت اليمن تسير وفق خطط تنموية وسياسية واجتماعية تمثلت بإيجاد الميثاق الوطني ,الذي شاركت فيه كل القوى والأحزاب السياسية غير المعلنة آنذاك ,وبعد ذلك تم اشهار حزب المؤتمر الشعبي العام والتف الناس حول الحزب الجديد, وفي ذلك الوقت كان لابد من ايجاد حل للصراع بين شمال اليمن وجنوبه ,فالنظام في الجنوب كان تقدمياً محافظاً على وحدة الجنوب ,والنظام الشمالي كان يحاول بناء دولة ما بعد الثورة ,وفي عام 89 م وقع اتفاق يخص الوحدة بين الشطرين الجنوبي والشمالي وتم اشهار وإعلان الوحدة في 1990م , وبعد الوحدة جاءت التعددية السياسية فخرجت الاحزاب من عباءتي حزب المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي ,وكنا نأمل ان التعددية هي أن يعترف المؤتمر بالاشتراكي والعكس وإذا بنا نفاجا بظهور أكثر من 30 حزباً أضعفت تلك الاحزاب محتوى فكرة التعددية، كون اليمن في ذلك الوقت بلداً ناشئاً ديمقراطياً ,وبعدها وقعت حرب 1994,ومابين عام 94الى عام 2011 تحمل علي عبد الله صالح مسؤولية الوطن مسؤولية كاملة، ومع الأسف الشديد وقعت تعديلات متعددة للدستور اليمني و لو استمر الدستور كما كان دستور الوحدة الذي حدد خصائص مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء لكانت الاوضاع افضل مما هو عليه حالنا الآن, واستمرت الصراعات التي كانت قائمة منذ قيام ثورة سبتمبر, وكان لابد من تفعيل الحكم الرشيد على أسس احترام النظام والقانون وحسن الإدارة وإيجاد دولة لا تزول بزوال الرجال, وأنا قلت قبل ذلك للأخوين علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض ونحن في اجتماع في دار الرئاسة عام 1991, لكن الحرب التي جرت في عام 94 اوجدت شروخاً مؤلمة في الجسد اليمني الواحد.
الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2011 سبقتها إرهاصات فمنذ العام 2006 بدأ العد التنازلي لزوال حكم الرئيس علي عبد الله صالح وهذا العد التنازلي كان نتيجة لتفشي الفساد والفوضى ,وطرحت نصائح للنظام من أجل تعديل المسار، لكن الفساد ظل في تزايد يوماً بعد يوم ,حتى إن منظمات دولية أوصت وألحت بقوة على الحكومات اليمنية المتعاقبة انشاء لجنة لمكافحة الفساد وشكلت تلك اللجنة التي مع الأسف ماتت قبل أن تولد, ولم نسمع إلى اليوم ان هذه اللجنة أدت عملها بجدية وألقت القبض على مسؤول فاسد أو شخص أخل بواجباته واختلس المال العام او كان ظالما, وأصبحت هيئة مكافحة الفساد ظاهرة من الظواهر, فجاءت ثورة الشباب لتنتشل ذلك الواقع المظلم.
البعض يعتبر ما حصل في 2011 م أزمة بسبب تأثر الشباب اليمني بما يسمى (الربيع العربي) بينما يرى آخرون أنها ثورة كاملة الاركان، ما تعليقك؟
- ما جرى في عام 2011من احتجاجات وتجمعات للشباب لم تكن في صنعاء فقط بل كانت في أغلب المحافظات اليمنية وهي تحمل رسالة واضحة وهي سحب الثقة من النظام والرغبة في إيجاد نظام بديل، وهي واضحة وضوح الشمس ولم يستطع النظام ان يعالج تلك الاحتجاجات في حينه واخفق ,وعجز لكن المبادرة الخليجية اعتبرت حلاً مرضياً وجيداً لإيقاف سفك الدماء وإيقاف الصراعات التي وقعت وكانت ستقع أكثر فأكثر.
أين دوركم كمناضلين وحكماء في ذروة الأحداث ؟
- نحن نصحنا الرئيس السابق ووقفنا موقف المناشد، فناشدناه أن ينزل إلى الساحة ويسعى لإيجاد الحلول ,وقلنا له لابد من ان تتذكر ان النظام جمهوري والحكم هو حكم الشعب، ودائما عندما نلتقي برئيس الدولة آنذاك نطرح آراءنا بصدق وبدون خوف او مجاملة, لدرجة انه لم يعد وجودنا في أي مكان يكون فيه الرئيس مرغوباً فيه ,فاضطررنا الى الانعزال وأن نقف متفرجين لأننا غير مستعدين كمناضلين يمنيين أن نهدم دولتنا التي بنيت خلال الخمسين سنة بأيدينا كما أننا غير مستعدين ان نقف ضد التيار الشعبي الجارف.
كيف ترى تنامي الحركة الحوثية في اليمن بعد خمسين عاماً على ثورة سبتمبر؟
- الحركة الحوثية هي نتيجة أخطاء النظام السابق، فلا عدالة ولا تنميه ولا توزيع عادل في المناطق الأكثر حرماناً.. ففي صعدة يتمثل هذا الكلام.. شاهدوا المناطق المجاورة لصعدة جيزان ونجران التابعتين للمملكة العربية السعودية , وشاهدوا صعده، فرق كبير كبير, فالحركة الحوثية او جماعة الحوثي جاءت نتيجة لضعف الدولة في صعدة, ونفس التشخيص ينطبق على الجنوب ,لكن إخواننا في صعدة وبعض المناطق المجاورة لها لم ينظروا للفكر الإمامي او عودة الحكم الإمامي والفكر الإمامي انهى نفسه بنفسه فأي حلم يحلم به الإماميون بأن يرجعوا لليمن بنظام إمامي جديد في هذا العصر فهو بعيد كل البعد , اليوم انتشر التعليم.
ماذا تنصح الحوثيين ؟
أنصحهم أن يندمجوا مع اليمن في السراء والضراء وأن يطرحوا آراءهم وطالما الدولة سمحت بإيجاد تعددية فلابد من تشكيل الحوثيين لحزب سياسي موحد ونركز على كلمة موحد أي يكون في اطار اليمن الواحد، فلا يمكن ان تكون صعدة أكبر من اليمن الكبير فمن يحلم بتشكيل دولة باسم الإمامة اعتقد انه لم يعرف التاريخ او لنقل أخطأ في قراءة التاريخ، واقع الشعب اليمني تغير كثيراً والقوة في الوحدة وليس في التمزق، يجب ان نتعلم من المانيا والصين التي فيها أكثر من 100قوميه، لابد من ان نخرج من قولبة الافكار الضيقة سواء في شكل أيديولوجي قديم أو مناطقي.
كنت قائداً عسكرياً بمنطقة أرحب عام 63م وشهدت تلك المنطقة خلال العام المنصرم صراعاً مسلحاً، ما تعليقك؟
- أرحب قبيلة قوية عندما تعرضت في الماضي لضغوط الملكيين تمت معالجتها بشكل هادئ وسلمي أكثر من أي طريقة وسكان أرحب نشيطون زراعياً ويعملون في المقاولات وعدد من الاعمال الاخرى ,وفيما يتعلق بالمليشيات التي نشطت في عام 2011موضوعها مؤلم سواء الهجوم على المعسكرات التابعة للجيش سواء كان حرساً جمهورياً او غيره, وسواء قيام وحدات من الجيش بالهجوم على المواطنين في المنطقة , هي اساساً عملية خاطئة ولا يجوز ان تستمر لان المشكلة اساساً سياسية وليست عسكرية ,ومبدأ عام علينا رفض أي مليشيات مسلحة تتبع الاصلاح او المؤتمر او الحراك فمبدأ رفع السلاح في وجه الدولة خطأ وجريمة.
شاركت بدعم ثورة أكتوبر، والآن هناك مطالبات تطرح بقوه لانفصال جنوب اليمن عن الشمال، ما رأيكم ؟
- الدولة بعد 90 م قامت بإجراء استفتاء على دستور دولة الوحدة فوافق الشعب بأغلبية ساحقة على ذلك الدستور, لكن الدستور اخترق وتم تغييره، انا اطالب بإعادة دستور الوحدة من جديد ومن خلاله سنسمي المسميات بأسمائها ,الشعب اليمني في جنوب الوطن شعب حر أبي ساعد ابناء اليمن في شمال الوطن بأشياء لا يمكن ان تمحيها الذاكرة ومهما حاولت أي قوى ان تشق عصا اليمنيين , فلن تنجح، فمن يدعو لعودتنا إلى الماضي هذا مشكوك في وطنيته فالشعب اليمني واحد ومتجانس.
كنت وزير داخلية سابقاً وخلال توليك الوزارة مرت عليك أحداث أمنية مختلفة، كيف تقيم الوضع الأمني في البلاد بعد انتخاب الرئيس هادي؟
- الأوضاع الأمنية عندما كنت وزيراً للداخلية كانت مستتبة بالرغم من وجود الجبهة في بعض المناطق الوسطى لكننا تعاونا مع اخواننا في الجنوب، وزارة الداخلية مشكلتها مشكلة فهل قوات الأمن المركزي والنجدة وقوات الأمن بشكل عام حالياً كاملاً بيد وزارة الداخلية وتحت تصرفها يجب ان يتم توسعة صلاحياتها ,فيجب اعادة إصلاح الوزارة وفرزها، فمهمة وزارة الداخلية خلال هذه الايام أهم من مهمة القوات المسلحة الذي يجب ان تدافع عن حدود الوطن ,يجب ان يعمل الجميع على المحافظة على أمن واستقرار البلاد ومواجهة كل التحديات الأمنية التي تواجه الوطن.
ما هي رؤيتكم حول موضوع الحوار الوطني المرتقب ؟
- الى الآن لم نتلق أي دعوة للمشاركة في الحوار، بالرغم ان لدينا مشروعاً وطنياً جاهزاً وأهم ما في الحوار تصحيح مسار الوحدة بإعادة دستور دولة الوحدة الذي صيغ من خلال قيادات جماعية، ففي الجنوب كان هناك مجلس رئاسة والشمال مجلس جمهوري واتفق الطرفان ان يتحمل مجلس الرئاسة كل الهموم والمشاكل التي تحيط بالوطن القيادة الجماعية تخفف العبء والتوتر على اليمنيين كما تخفف من ظلم الناس لرئيس الجمهورية وظلم الرئيس للناس
كيف سينجح الحوار الوطني ؟
اذا اليمنيون أدركوا ان اليمن فوق الجميع ومصلحة اليمن فوق مصلحة الأسرة.. لابد من طرح شعار الفرد من أجل الكل فإذا جعلنا المصلحة الوطنية تتغلب على المصالح الضيقة فسينجح.
وأعتقد ان القرارات الرئاسية الأخيرة هي من حق الرئيس هادي الذي لابد أن نقف الى جانبه وعلينا ان ندعم أي قرارات تعمل على تهيئة الجو المناسب لحوار جاد، كما انه من الضروري عدم اغفال ما جاء في المبادرة الخليجية التي اعتبرت مخرجاً شريفاً للأخ علي عبد الله صالح واعتبرت وثيقة انقاذ لليمنيين كافه ,علينا ان لا نتناسى الاعداد الكبيرة من انصار المؤتمر الشعبي العام وبالمقابل اعضاء وأنصار اللقاء المشترك.
حدثنا عن تجاربكم السابقة في الحوارات الوطنية ؟
- الحوار الوطني المزمع اجراؤه خلال الفترة القادمة يذكرني بالمؤتمرات الشعبية كمؤتمر خمر وعمران وريدة وحرض وكان اليمنيون يستمعون لبعضهم البعض والحوار ظاهرة صحية وهو افضل من الصراع المسلح والمصالحة مع الملكيين حققت نجاحاً وأوقفت نزيف الدم اليمني في مؤتمر عمران عام 63 م, والذي تبناه الشهيد محمد محمود الزبيري ودعا فيه كافة قبائل اليمن، وبالرغم من أن المؤتمر فشل فإنه فتح الابواب للقيام بحوارات متعددة وهناك مؤتمرات كمؤتمر خمر عام 65م,والذي استمر لمدة اربعة ايام ومؤتمر الجند عام 65م, ومؤتمر حرض الذي اتفق فيه الرئيس المصري جمال عبد الناصر والملك السعودي فيصل على ان يجتمع الطرفان المتنازعان الجمهوري والملكي من اليمنيين، جزء كبير من الشعب اليمني كان مضلاً عليه من قبل نظام الإمام قبل اندلاع الثورة المباركة بدليل ان الإمام البدر عندما قام بزيارة الى الجوف ومأرب عام 1959م ألقى الإمام خطاباً بمناسبة تلك الزيارة قال للناس: عليكم بالطاعة وعلينا بالطاعة والناس مساكين لا يعرفوا خبايا الإمام، ممكن ان تستفيد لجنة الحوار من الحوارات السابقة والتي جرت في عدد من مناطق اليمن كما يجب توعية الجيل الصاعد من ابناء الشعب الأبي وأي جهة تحاول ان تلغي تاريخنا فيجب ان تعلم انها ستحاسب أمام الله سبحانه وتعالى حتى عندما نتكلم عن النظام الإمامي نتكلم عن سلبياته وايجابياته، حتى نظام الحكم الاشتراكي له سلبياته وايجابياته كما كان في اليمن سابقاً أحد الحكام وهو المتوكل على الله اسماعيل الذي وحد اليمن والجزيرة العربية التي أصبحت في حكمه, وكان مقر عاصمة تلك الدولة آنس, هناك قصة قصيرة حيث عين المتوكل أحد عماله الى عمان اسمه الديلمي, فشكا اهل عمان ان الديلمي يريد ان يفرض على اهل البلاد صيغة «حي على خير العمل» عند رفع الأذان فكتب الإمام الى الديلمي ياديلمي من قال لا له الا الله وكفى كف عن أذية الناس واشغالهم.
حدثنا عن منظمة مناضلي الثورة (المحاربون القدامى) والتي ترأسها ؟
- طلبنا من الرئيسين صالح وعلي سالم البيض عام 91 م , أن يسمحوا لنا اقامة منظمة للمناضلين اليمنيين والمحاربين القدامى وقلنا لهم إنكم سمحتم بالتعددية الحزبية فإخوانكم من المناضلين والمحاربين القدامى لهم رصيد نضالي كبير وهم غير مستعدين في الانخراط لأي حزب، يجب ان نكون منظمة تدافع عن الحقوق والمصالح الخاصة بهم وانتم الاثنان يوم من الأيام ستكونان أعضاء في هذه المنظمة , فوافقا على إنشاء المنظمة وأشهرت وأعلنت اللجنة التحضيرية ودعينا الف عضو وبدأت تعمل على جمع القوى التي همشت في الشمال والجنوب لكن بعد عام 94 م همّشت وجمدت المنظمة للأسف.. الدولة تقدم للمنظمة اربعة ملايين ريال سنويا فقط وانأ اتحدى أي شخص يقول غير ذلك بينما هناك افراد يتقاضون من الرئاسة مثل اعتماد المنظمة في سنة خلال شهر واحد، أما عن عدد منتسبي المنظمة فهم مائة الف عضو، وأغلب اولئك المناضلين يساهمون من جيوبهم لدعم الانشطة والبرامج المتواضعة للمنظمة وهناك هيئة عامة خاصة للرعاية لديها ميزانية تقدر ب ثلاثة مليار ريال، والمنظمة ليس بيدها شيء ولم نطالب الرئيس هادي بشي لان الظروف غير مناسبة لأي مطالبات وآخر لقاء جمعني بالرئيس هادي عندما دعانا في حفل افطار خلال رمضان لم نبلغه بأي شيء حتى نترك له فرصة الجيش جيش الشعب نحن ضد السيطرة على الجيش اليمني من قبل أسرة او فرد حتى القائد في الجيش يجب ان يعي بأنه قائد يمثل الجيش، ولا يمثل اسرته او قبيلته كنا نطالب الرئيس صالح بأشياء تساعد على نهوض المنظمة وكنا نلتقي بمدير مكتبه علي الآنسي لكن ملفاتنا كانت تختفي وعندما كنا نطالب بأوامر معينة تخص المنظمة يرد علينا الآنسي انه لا يستطيع ان يعمل شيئاً طالما عرض الملفات على الرئيس صالح ولم يوقع عليها.
* ماهي الرسالة الأخيرة التي توجهونها للقراء ؟
- علينا أن نغلب مصلحة الوطن على مصالحنا الشخصية والحزبية والفئوية والقبلية والفردية ,وأن نحافظ على مكتسبات ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين وأشكركم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.