ميثاق شرف لإنهاء الثارات القبلية في مناطق الصبيحة بمحافظة لحج    القاء القبض على مدير مكتب الزراعة بعد الفضيحة الحوثية وإدخال المبيدات الإسرائيلية المحظورة    الروتي في عدن: صراع بين لقمة العيش وجشع التجار    بالصور والأدلة.. معلومات مؤكدة تكشف كذب جماعة الحوثي بعدما زعمت أمس تنفيذ 3 عمليات ضد السفن!    شاهد: مراسم تتويج الهلال بلقب الدوري السعودي    34 تحفة من آثار اليمن مهددة للبيع في مزاد بلندن    أول "قتيل أمريكي" في البحر الأحمر .. ومحمد علي الحوثي يعلق!    صادم للانتقالي.. الكشف عن تحركات أمريكية لحل "القضية الجنوبية" بعد تصريحات الرئيس العليمي وفقا لهذه الخطة!!    الوية العمالقة تتحدث عن طرد الحوثيين من المحافظات الجنوبية    السد يتوج بطلاً لكأس أمير قطر    سلاح وهدية حج للشاب الجريح الذي اثار اعجاب الجميع في استقبال العليمي بمأرب    الامتحانات وعدالة المناخ    الهيئة العامة لحماية البيئة تشكو من تدخلات وزارة الزراعة في رقابتها على مبيدات الصحة وتكشف عدم التنسيق معها    مصدر مقرب من انتقالي شبوة يصدر تصريح صحفي ردا على بيان حزب الاصلاح فرع المحافظة    غموض يكتنف وفاة الطفلة حنين القطوي بعدن: لا أدلة على الانتحار    ترحيب عربي ودولي بقرار "العدل الدولية" وقف الهجوم على رفح ومطالبات بتطبيقه فورا    مليشيات الحوثي تصدر بيانا بشأن منعها نقل الحجاج جوا من مطار صنعاء إلى السعودية    السعودية تعلن عن الطرقات الرئيسية لحجاج اليمن والدول المجاورة للمملكة للتسهيل على ضيوف الرحمن    كيف يزيد الصيف أعراض الربو؟.. (نصائح للوقاية)    حملة طبية مجانية في مأرب تقدم خدماتها لأكثر من 839 من مرضى القلب بالمحافظة    انهيار جنوني لأسعار الصرف وقفزة سريعة وجديدة للسعودي والدولار أمام الريال اليمني مساء اليوم الجمعة    يامال يودع تشافي على طريقته الخاصة    استشهاد وإصابة 4 مدنيين بانفجار لغم من مخلفات المليشيات غربي تعز    رئيس تنفيذي الإصلاح بحجة: الوحدة نقطة تحول مهمة في تأريخ اليمن الحديث    وزير المياه يناقش آلية التنسيق والتعاون مع مجموعة المانحين الرئيسيين لليمن    قرارات مفاجئة لنجمين في الهلال والنصر السعوديين قبل النهائي    مانشستر يونايتد يقرر إقالة إيريك تن هاج    عالم يرد على تسخير الإسلاميين للكوارث الطبيعية للنيل من خصومهم    الفن والدين.. مسيرة حياة    عن طريق أمين جدة السعودية.. بيع عشرات القطع الأثرية اليمنية في لندن    أحدث ظهور للفنان ''محمد عبده'' بعد إصابته بالسرطان.. كيف أصبحت حالته؟ (فيديو)    احباط تهريب 213 شخصًا من اليمن ومداهمة أوكار المهربين.. ومفاجأة بشأن هوياتهم    بصعوبة إتحاد النويدرة يتغلب على نجوم القرن و يتأهل إلى نصف النهائي    دورة الانعاش القلبي الأساسي للطاقم الطبي والتمريضي بمديرية شبام تقيمها مؤسسة دار الشفاء الطبية    الدوري الايطالي ... سقوط كالياري امام فيورنتينا    تصحيح التراث الشرعي (32) أين الأشهر الحرم!!؟    المهندس "حامد مجور"أبرز كفاءات الجنوب العربي تبحث عنه أرقى جامعات العالم    محاولات التركيع وافتعال حرب الخدمات "يجب أن تتوقف"    الروس يذّكرون علي ناصر محمد بجرائم 13 يناير 1986م    السعودية تقدم المزيد من الترضيات للحوثي    إعلان سعودي رسمي للحجاج اليمنيين القادمين عبر منفذ الوديعة    رونالدو يفاجئ جماهير النصر السعودي بخطوة غير مسبوقة والجميع ينتظر اللحظة التاريخية    نجل القاضي قطران: والدي معتقل وارضنا تتعرض للاعتداء    منارة أمل: إنجازات تضيء سماء الساحل الغربي بقيادة طارق صالح.    بنك اليمن الدولي يرد على شائعات افلاسه ويبرر وقف السحب بالتنسيق مع المركزي .. مالذي يحصل في صنعاء..؟    بنك مركزي يوقف اكثر من 7شركات صرافة اقرا لماذا؟    الحكومة تطالب دول العالم أن تحذو حذو أستراليا بإدراج الحوثيين على قائمة الإرهاب    سنتكوم تعلن تدمير أربع مسيّرات في مناطق سيطرة الحوثيين مميز    نايف البكري يدشن صرف البطاقة الشخصية الذكية لموظفي وزارة الشباب والرياضة    وزير الأوقاف يحذر ميليشيا الحوثي الارهابية من تسييس الحج والسطو على أموال الحجاج    للوحدويين.. صنعاء صارت كهنوتية    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المناضل الوطني والدبلوماسي سعادة السفير قاسم أحمد نعمان ل«الجمهورية»:
دفعنا ثمناً باهضاً في خطيئة 86 وهو مادفع الحزب الاشتراكي لتغيير مفاهيمه للقضية الوطنية
نشر في الجمهورية يوم 14 - 10 - 2012

رافق مسيرة إعلان الوحدة اليمنية عام 1990م وما تلاها من أحداث وملابسات واحتكاكات وصراعات عاشتها اليمن.. كان في كل الاتفاقيات الوحدوية شاهد عيان وأحد أعضاء اللجان فيها.. عاصر كل الأحداث ملماً بكل تفاصيل القضايا الوطنية.. إنه المناضل الوطني الكبير سعادة السفير قاسم أحمد نعمان المعروف باسم «عثمان المهدي» الاسم النضالي يكشف ل«الجمهورية» عن المستور وخفايا الأحداث والملابسات، ويشخص الوضع الراهن في اليمن.. أمور كثيرة تطرقنا إليها.. وتحدث عنها بتفاصيل ودقة..فإلى نص الحوار:
لماذا تأخر موعد إعلان الوحدة اليمنية عشية الاستقلال الوطني؟
السؤال طبيعي ومشروع، والذي يجعله أكثر أهمية أنه لم يكن في استراتيجية الجبهة القومية إعلان نظام في الجنوب إلا لفترة بسيطة وتمكن القيادتين في الشمال والجنوب من التوصل إلى تفاهم حول كيفية الدخول إلى الوحدة، ثم إخراج هذه الصيغة، فأنت تعرف أن عدن والجنوب كان مستعمرة من الأراضي المحتلة، وفي عرف الأمم المتحدة ولجنة تصفية الاستعمار أن هذا إقليم محتل كان لابد أن يقرر مصيره أبناؤه، ولن تعترف الأمم المتحدة ولا حتى الجامعة العربية إذا قلنا أننا تابعون للجمهورية العربية اليمنية أو تابعين للنظام في الشطر الشمالي كما نسميه نحن في وثائقنا، وإنما كمنطقة مستعمرة ضمن نهج تصفية الاستعمار في كل العالم إندلعت ثورة فيه، ولابد من أن يقف المستعمر والمُستعمر المحتل، والمحتلون أي أبناء الجنوب، مع الإدارة البريطانية في يوم من الأيام ليحددوا مصير هذا الإقليم، وهذا ما حصل فالطبيعة السياسية في المفهوم القانوني الدولي، كان لابد من قيام إدارة تخلف الإدارة الاستعمارية البريطانية، وبريطانيا لا يمكن أن تعطي هذا الإقليم الاستقلال أو الحرية، إذا كان لا يراعى المصالح أو السياسة الدولية الراهنة في ذلك الوقت، ويعرف الكل أنه كان يوجد حينها معسكرين المعسكر الرأسمالي والاشتراكي، وكان لابد من أن ننال الاستقلال من قبل جهة معترف بها، تسجل عضو في الأمم المتحدة، وعضو في الجامعة العربية، بغض النظر عن مفهومها الداخلي ورغبتها في التوحد.
هذا كان من ناحية رغبة وإرادة القيادة في الجنوب، أو ما كان يسمى بالشطر الجنوبي من اليمن، فنحن كنا نريد الوحدة، ولكن لا بريطانيا بتعطينا الاستقلال ولا المجتمع الدولي بيقبل ولا بيعترف بنا، وحتى لو كان استلم الاستقلال تيار أخر، غير الجبهة القومية، فلن يمكنه إلا إعلان النظام لكي يكون عضو في المجتمع الدولي، وحتى ينال الاعتراف الدولي والعضوية الدولية في الأمم المتحدة.
الجانب الأخر أنه في اللحظات الأخيرة، حصل موقف دراماتيكي داخل الساحة اليمنية، وهو انقلاب الخامس من نوفمبر والذي قام به الضباط البعثيون وأزاحوا الناصريين والقوميين وجاءوا بالحكم الترويكي (عبدالرحمن الإرياني) وحصار صنعاء ووصول الملكيين ووصول قاسم منصر إلى مطار الرحبة الدولي، وغيره..وغيره،فلم يكن يوجد استعداد لدى القيادة في الشمال للبحث في مشروع الوحدة.. وأعتقد أن هناك من يمتلك الوثائق وهذه الوثائق موجودة، عندما يكتب التاريخ بطريقة متجردة ووطنية وصحيحة.. ودون تحيز.. بأنه كانت توجد تأكيدات من القيادات في الشمال بأنه ونظراً لما يمر به الشمال من ظروف صعبة وكذلك الجنوب أيضاً من ظروف سيئة فنحن غير مستعدون لإعلان الوحدة.. هذا رأي الإرياني ورأي الآخرين في قيادة الشمال.
ما السر في تزامن أحداث انقلاب خمسة من نوفمبر في الشمال مع الحرب الأهلية بين جبهة التحرير والجبهة القومية في عدن؟
هذا التزامن للأسف الشديد الإمام تقريباً بكهنوته، وبظلمه كان المفهوم السيادي عنده أكثر دقة وأكثر وضوحاً وأكثر تحديداً مما حصل لنا بعد الجمهورية، كان يعرف السيادة، فلا وزع قواعد ولا وزع الثروات، بلوكات على شركات وهمية ولا خضع ولا باع الثروات، ولا تمتع أو ترك الآخرين يتمتعوا بخيرات الوطن أما نحن فبعد ثورة 26 سبتمبر قد يختلف معي البعض هل هي ثورة هل هي حركة لكن نحن لسنا في مصاف التعريفات البيزنطية، وكل هذه العوامل أخرت إعلان الوحدة، لأننا كنا هنا مجبرين، ودليل على واحديتنا أنه بعد الاستقلال مباشرة، أعلن فيصل وقحطان والوفد المفاوض الذي فاوض على الاستقلال تحت اسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، وهذا أحدث ضجة وارتجاجاً كبيراً داخل صفوف الجبهة القومية أن هذا اتجاه خطير لأن تسمية جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية هي تسمية جغرافية ذات مدلول سياسي، سيترتب عليها أن تكون في دستورك أن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية نظامها كذا، لغتها العربية، دينها الإسلام ويحدها من الشمال الجمهورية العربية اليمنية.. إلخ، إذاً أنت تثبت تسمية جغرافية وستأتي لقانون الحقيقة وستقول “اليمن الجنوبي، هو من ولد في اليمن الجنوبية أو خارجها لأبوين يمنيين جنوبيين، إذاً أنت لم تعمل حاجة أفضل من الرابطة التي تقول: جنوب عربي، بينما الثورة لم تنجح إلا لأنها أصرت على يمنية المنطقة وهذا ما كنت أريد أن أقوله عندما قاطعتني فيه، عندما كنت أريد أن أقول لك بأنه كان في خلاف على التسمية، هل جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل؟ أم جبهة تحرير الجنوب المحتل؟ فاتفق على أساس جبهة تحرير الجنوب المحتل، لكن لم يصمد هذا، إلى أن فرضت تسميتنا نحن ب«الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل».
من ينادون اليوم بالانفصال أين كانوا من هذه التسمية؟
الذين كانوا ينادون بالجنوب العربي ضلوا ينادون بالجنوب العربي إلى بداية الوحدة وفي الربع الساعة الأخيرة، غيروا في تسمية الجنوب العربي إلى حزب رابطة أبناء الجنوب رأي إلى رابطة أبناء اليمن رأي.
بعد الاستقلال ماهو أول عمل أو منصب تقلده المناضل عثمان المهدي؟
أول منصب تقلدته بعد الاستقلال هو مساعد مأمور مديريات عدن كامل لشئون كمران وميون، وهذا في بداية السبعينيات، لأنني بعد الاستقلال استمريت متفرغ تنظيمياً، ولم أكن موظفاً وعلى الراتب ال300 شلن التي كان يصرف لي من الجبهة القومية، ولم أتوظف إلا في مارس 1970م مع الدولة.
وبعدها انتقلت إلى الإدارة المحلية، ثم انتقلت إلى الداخلية في الأمن وصلت إلى رتبة نقيب، وتحولت إلى الخارجية مع انتقال محمد صالح عبدالله مطيع من الداخلية إلى الخارجية في السبعينيات، وأول ما بدأت بعثت إلى لندن للعلاج والعمل وكنت المسئول القنصلي في السفارة، ومسئول تنظيمي ثاني عن مجال تنظيم الجبهة القومية في المملكة المتحدة كلها، بين المغتربين.
هل تم فتح سفارة بعد الاستقلال مباشرة؟
من شروط الاتفاقية الخاصة بالاستقلال إقامة سفارة في لندن وكان أول سفير لنا هو علي جعفر عوض أو علي عوض جعفر، وفي ناس تحدثوا أنه لايوجد علاقة وعلى العكس، فكان أول سفير علي جعفر، وظليت في لندن حوالي ثلاث سنوات.. وكنت الرجل الثاني بعد القائم بالأعمال المرحوم عبدالله أحمد محيرز، كمسئول تنظيمي ورئيس القسم القنصلي، وظليت إلى أن جاء محمد هادي عوض “العولقي” سفير في لندن، فانسحبت وعدت إلى عدن.. واشتغلت في الدائرة العربية نائب مدير ثم مديراً للدائرة العربية بوزارة الخارجية لفترة مؤقتة ثم دائرة المنظمة الدولية، ثم دائرة القنصلية، عضو الهيئة الاستشارية، ثم مسئول عن الجزيرة والخليج والشطر الشمالي ضمنها، لأننا كنا لا نعتبره دولة، وإنما نظام وهم أيضاً كانوا يعتبرونا نظام وهذا هو القاسم المشترك بين اليمنيين، أنهم كانوا يعترفوا بأنهما نظامين في دولة واحدة، لكن واحد كان صادق في تعريفه والأخر مخادع، وهذه أثبتتها الوحدة فيما بعد، أن نحن كنا صادقين، والأخرين مخبئين لنا «الكلب تحت الشملة» اعتبرونا أقلية ومارسوا سياسة الضم والإلحاق والممارسات الخاطئة.
في أواخر السبعينيات عينت قائماً بأعمال البعثة في سفارتنا بالكويت وكانت من أجمل الأيام بالنسبة لي وأصدقها لأنه يومها كان اللواء عبدالله الراعي هو سفير الشطر الشمالي في الكويت وهو إنسان وطني معطاء ومتفهم وكانت العلاقة ودية بيننا حتى وقت الحروب، وهو من أفضل الشخصيات التي عملت معها في الخارج.
ما دورك في اتفاقية الكويت؟
أنا عضو في وفد المفاوضات وراعيها من رعاتها.
كيف دارت المفاوضات برعاية دولة الكويت وقد جاء إلى الكويت رئيسا الشطرين علي عبدالله صالح وعبدالفتاح اسماعيل وعقدا لقاءات مع أمير الكويت المرحوم الشيخ جابر، وكل منهما ألقى خطاباً في اللقاء وحضر مع عبدالفتاح وزير الخارجية محمد صالح مطيع وآخرين لا أتذكر أسماءهم.. وقد خرج اللقاء بالاتفاق على ما يلي:
أولاً وقف الحرب بين الشطرين، اختصار الفترة الانتقالية التي حددتها اتفاقية طرابلس إلى ستة أشهر لاستكمال إعداد الدستور، ويكتفي بفترة انتقالية مدتها ستة أشهر ويستفتى فيها على الدستور وتكون فترة انتقالية، ومن حسن الحظ أنني كنت عضواً في اتفاقية القاهرة أكتوبر 1972م واتفاقية طرابلس نوفمبر 1972م واجتماع الجزائر وشكلت فيها لجان وكنت عضواً في اللجنة الدستورية ورئيس لجنة تبادل الأسرى في حرب 1972م، تلك اللجان من 1972م حتى الحرب الثانية عام 1979م ثمان لجان كانت تشتغل وتوصلت إلى نتائج منها اللجنة الدستورية، اللجنة الاقتصادية، ولجنة الشئون الخارجية، لجنة الصحة، لجنة الإدارة والمرافق، واللجنة العسكرية، أما اللجنة التاسعة التي هي لجنة التنظيم السياسي الموحد لليمن هي اللجنة التي لم تشتغل على الاطلاق خلال تلك الفترة، وهذا الموضوع يحتاج إلى الحديث عنه إلى محور خاص فيه، لأن بلاوي اليمن مآسي اليمن الحالية، تكمن من نقطة الوحدة.
كيف ذلك؟ هل العيب في حدث الوحدة أم في طريقة وأسلوب الدخول في الوحدة؟
الكيفية التي دخلنا بها إلى الوحدة النفسية التي كانت مخفية لدى القيادات حول تحقيق الوحدة.. يعني إلى 1979م إلى بعد 1986م بعد خطيئة 13 يناير التي حصلت هنا في الجنوب كان تفكير الجنوب، أقصد الحزب الاشتراكي وارتباطاته بالمعسكر الاشتراكي أنه يريد أن يحكم الشمال بأيدولوجيته.. بما في ذلك الغزو المسلح، والشمال كان يريد أن يحكم الجنوب، ويضم الجنوب كملحق...إلخ ترجمة لهدف إعادة الوحدة الوطنية.. أحد أهداف الثورة الستة، فإعادة تحقيق الوحدة الوطنية معناها إعادة الجنوب إلى الشمال، أو كما يقول الشيخ عبدالله رحمه الله، عودة الفرع إلى الأصل، والتخطيط الذي وضعه علي عبدالله صالح أوضح النوايا.
فقبل 1986م أنقذ عبدالفتاح اسماعيل هذه الوحدة حتى لاتصبح مستحيلاً إلى يوم الدين.
لأنه في حرب 1979م كان الجنوب مخططاً لإسقاط كل المناطق الشمالية بما فيها صنعاء عن طريق الهجوم العسكري، وكانت الخطة كاملة لاسقاطها عسكرياً، عبدالفتاح اسماعيل استخدم صلاحياته وأمر بوقف تقدم القوات المسلحة.. كان يوجد معارضين داخل المكتب السياسي.. ورد عليهم قائلاً: ((لا نريد أن نزرع إمامة ثانية..الدخول للوحدة بهذه الطريقة ستحول الآخرين كلهم إلى معسكر مضاد ضدنا ونحن كغزاة ولن تعود للوحدة أية قيمة ولن تتحقق الوحدة)).
الشعب اليمني منذ ثلاثة قرون وهو يحلم بعودة الكيان الواحد..فالشعب كان موحداً منذ الأزل والاقتصاد كان موحداً، والأرض موحدة والنفسية موحدة ولكن كان لا يوجد كيان سياسي، فقال لهم الشعب اليمني ينتظر تحقيق الحلم الوحدوي منذ ثلاثة قرون ونصف ولما بدأت تنتعش قضية الوحدة نرجع نتقاتل، فبدأ التفكير داخل الحزب الاشتراكي ونضج أكثر بعد خطيئة 1986م في عدن، والدور البارز الذي لعبه جارالله عمر وشخصيات أخرى، فالحزب الاشتراكي رغم أنه دفع ثمناً باهضاً في 13 يناير 1986م لكنه وصل إلى قناعة بأنه لابد من التغيير وطرح برنامج الإصلاح الاقتصادي السياسي، الاجتماعي الشامل، وغيّر مفاهيمه للقضية الوطنية، بدل من ضم إلى حوار، وبدل احتكار السلطة بيد الحزب، إلى منابر داخل الحزب وتفاعل ديمقراطي، بدل الاعتماد فقط على القطاع وسيطرة الدولة في الجانب الاقتصادي إلى إعطاء للنشاط الاقتصادي الموجه أو المبرمج كما هو في الصين.
بمعنى إعادة النظر وتصحيح الأخطاء سيما النظر بالهوس الفلاحي الذي كان يصادر الزوارق والمزارع، بمعنى إعادة تقييم رؤيتنا، وأن قضيتنا تكمن في أننا أولاً نحن يمنيين يهمنا وطنياً اليمن، ونحن عرب دائرتنا الأولى هي دول الجوار السعودية، عمان، جيبوتي، الصومال، اثيوبيا، وارتيريا وبعدها المعسكر الاشتراكي، ثم الدائرة الأخرى العالم الرأسمالي.
لكن الاشتراكي دخل إلى الوحدة بقناعة ؟ وهذه البرامج التي تحدثت عنها لم نسمع بها إلا بعد أن بدأ يعاني من استحواذ الطرف الآخر؟
هذه مسألة أنا لا أومن بالمؤامرة، لكن اليمن كما قلت سابقاً ليست معزولة عن ما حدث على الصعيد العالمي، فعلى الصعيد العالمي عام 1990م بدأ تفكك الاتحاد السوفيتي واليمن ترتبط به المصلحة الأمريكية، الفرنسية ، البريطانية ، الألمانية، وغيرها.
عام 1990م كان الاشتراكيون هم السباقون في المبادرة بإعلان الوحدة، فلماذا تغيرت نظرتهم بعد؟
لأن هذا حدث الآباء والأجداد.
ما الذي دفعهم للتراجع؟
هي مسألة الدخول إلى الوحدة.
من وجهة نظرك ماهي الآلية التي كان يمكن انتاجها للدخول إلى الوحدة؟
كانت المعاهدة الاستراتيجية والمراكز البحثية تزورنا في السفارات وتستفسر:« هل صحيح أنكم ستعملون على مبدأ التغيير؟».. بمعنى بدأت المؤشرات على أن الجنوب سيكون له مستقبل واعد، هذا الأساس إلى جانب التحاق الرئيس علي عبدالله صالح بالأمريكان دفعهم إلى أنهم لأول مرة يقومون باكتشاف واستخراج البترول في مأرب.. ودفع هذا الأمر السوفييت للعمل على اكتشافات نفطية بالجنوب، جربوا من الأسلوب المواجه فكانت الكفة راجحة للجنوب من حيث المستقبل، وبدأت أربعة بدينار والدخول بالبطاقة، والمجلس الوزاري إلى 1988م.
وبعد أن فشل الحل العسكري في الشمال.. كانت العقلية في الجنوب قد تغيرت أن العسكرة والاحتيال ما عاد لها حاجة .. وأن العمل والبناء الداخلي هو الذي سيوصلنا إلى الوحدة اليمنية، والشعب اليمني كله يريد الوحدة وتواق لهذا الحدث العظيم والحزب الاشتراكي هو ثلاثة أعضاء في الشمال مقابل عضو في الجنوب ليس من حيث العدد، ولكن من حيث الهدف.
فبدأ التهييج في وقت معين للوحدة.. فالهدف الحقيقي كان هو إيقاف هذه الصيرورة، أو التطور الذي حاصل في الجنوب لأنه يملك جيشاً قوياً وصامداً يمتلك ثروات ، مساحة كبيرة، مقومات الدولة الإدارة الناجحة، الثقافة..أنهى القبلية هذا الانفتاح سيعطي الجنوب آفاق رحبة، فبدأوا يهيجوا لمسألة الوحدة الاندماجية، في الوقت الذي كان فيه علي عبدالله صالح يهيج الملايين في الشمال ويتكلم عن الوحدة الاندماجية والإسراع فيها.. وكان في حقيقتهم باطنياً لا يريدوا إلا نوع من الفيدرالية يتمثل بتوحيد الخارجية والدفاع لهدفين معروفين وأسمح لي لأن التفصيل يحتاج إلى الكثير..؟؟!!
بينما كانت القناعة في الجنوب قد وصلت إلى أن نعمل نوع من الكونفيدرالية لا فيدرالية ولا اندماجية، من باب حب اليمن، لكي يحبل ويلد مولود صحيح كونفيدرالي، فعندما نزل الوفد في اتفاقية رمضان 1989م كان الجنوب كما استلمنا وثائقه نحن كسفراء ممثلين له في الخارج، أن الحزب الاشتراكي يريد خطوة متقدمة على طريق الوحدة أي كونفيدرالية، أيش ملامح الكونفيدرالية هذه...؟؟
استبدال اللجنة الوزارية، وكان في لجنة لقاء الرئيسين وفي ممثلين مكتبي شؤون الوحدة وبعد أحداث شبوة “ المنطقة البترولية المشتركة” بدأ الحزب يفكر خطوة متقدمة على طريق الوحدة.. وهذا التوجه هو ما أرسل لنا من قبل المكتب السياسي لنا نحن السفراء في الخارج لكي نطلع بها الدول التي تمثل فيها بلادنا، وتتمثل بتمويل اللجنة الوزارية والمجلس اليمني الأعلى” على مستوى الرئيسين” والممثلين الشخصين إلى قيادة يومية، تجتمع تقريباً في كل شهر، وفي خط ساخن بين الشمال والجنوب وتتمثل هذه القيادة برئيسي الشطرين، رئيسي مجلسي النواب والشعب، وزيري الداخلية ووزيري الدفاع، ووزيري الخارجية، الممثلين الشخصين، يكون الاجتماع في كل شهر أو نصف شهر في صنعاء أو عدن مع الخط الساخن ولا يتخذ موقف في الخارجية ولا في الدفاع ولا .. إلخ إلا بإيقاف تلك القيادة.
هذا الملمح الأول والخطوة المتقدمة على طريق الوحدة.
أما الملمح الثاني فما تم إنجازه في اجتماعات اللجان المشتركة الثمان، وهو حاجز للدمج مثل النقل البري، مجال الصحة، التجارة والمرافق، إلى حدٍ ما السياسة الخارجية.
لأنه لم يعد لدينا حينها حساسية من الرأسمالية والإمبريالية.. والتي لم تكتمل فيها الرؤية الواحدة المشتركة، يستمر عمل هذه اللجان لتهيئة الأجواء لدمجها لاحقاً كالقوات المسلحة والاستخبارات..إلخ إلى أن تنضج ظروف الدمج.
ثم تحريك اللجنة التاسعة أي لجنة التنظيم السياسي الموحد، فكان هناك آراء أن يكون اندماج المؤتمر والاشتراكي.
لم يتم طرح فكرة الاندماج بين المؤتمر والاشتراكي في يوم إعلان إعادة الوحدة؟
كان هناك آراء ومقترحات أن يندمج المؤتمر الشعبي العام مع الحزب الاشتراكي وكان هناك آراء في تشكيل جبهة بحيث يحتفظ كل تنظيم من هذه التنظيمات باستقلاليته، لكن يعمل ضمن جبهة تضم إليها القوى المستبعدة التي استبعدها الجنوب من العمل السياسي، والتي استبعدها الشمال أيضاً من العمل السياسي. وكان في صيغ اندماج كامل ..هذا الذي كان مطروحاً ليلة اتفاق 1989م وإعلان 1990م.
- إذاً ما الذي غير موقف الحزب في إعلان 1990م؟ وما الذي حدث وما وجهة نظرك إزائه؟
في إعلان 1990م كان الاجتماع في قاعة فلسطين ليلاً، واحتدم النقاش حول صيغة الفيدرالية، وحول صيغة الكونفيدرالية. فتقرر أن تشكل لجنة مشتركة من الجانبين للتوفيق بين وجهتي النظر تلك والعودة صباح اليوم الثاني بقاسم مشترك أو باتفاق يأخذ برأي الجانبين.
طبعاً هناك من كان يدافع داخل الحزب في مكتبه السياسي ولجنته المركزية وحتى قواعده على أن هذا الوليد نريده أن يخرج 11 وليداً غير مشوه ولا ضعيف ..أنت حريص على اليمن وتريد الوطن أن ينجح ويتقدم فعليك أن تتخذ الخطوات الصحيحة والسليمة!!!
ثلاثة قرون ونصف والجنوب منفصل بل والجنوب ممزق إلى 22 سلطنة ومشيخة لكن الإيمان الشعبي واليقين والوثائقي على أن الوحدة هدف مقدس.
- بماذا خرج اجتماع قاعة فلسطين .. وكيف دارت المحادثات السرية بين صالح والبيض؟
بعد خروج المجتمعين من قاعة فلسطين دون التوصل لاتفاق معين وخرج كل واحد يفكر بكذا وكذا ( وعلي وعلي) روحواُ عن طريق نفق القاعة وجلسوا جلسة في الفندق لا ندري إلى متى استمرت وحوار دار بين واحد قبيلي محنك ذكي أقول ذلك رغم أني اختلف مع علي عبدالله صالح.
ولكن أعطيه حقه يعني ذكاءه ومراوغته وطموحه أوصله لأن يكون إمبراطوراً في اليمن مثل هيلاسلاسى وأيش الإمام أحمد مسكين يرحم الله إلى جانب علي عبد الله صالح.. فهو ذكي ومراوغ ويعرف كيف يلعب..وبين واحد أقل ما أقول عنه في الجانب الإيجابي(إنه صادق،لكن متسرع ولم يحسبها صح «يعني علي سالم البيض» فعلي سالم فيه سمات طيبة ولكن يغلب عليه الطابع المتسرع،فتم الحوار في وضعين مختلفين وخلفيتين مختلفتين،فعلي البيض كان معزولاً قيادياً نتيجة ممارساته التي جلبت على الحزب اشكاليات وكان يشتي أن يصل بالحزب كما وصل علي عبدالله صالح بالمؤتمر.
المهم أنهم اتفقوا على أن يتم إعلان الوحدة الاندماجية مقرونة بشعار الإصلاح والديمقراطية.
وفيما المشاركون ينتظرون الاجتماع صباح اليوم التالي للاستماع منهم إلى خلاصة ما اتفقوا عليه للجمع بين الفيدرالية والكونفيدرالية،إذا بعلي البيض يفجر قنبلته بأننا اتفقنا أنا والرفيق علي على وحدة اندماجية كاملة مع الإصلاح والديمقراطية.
- ماردة فعل أعضاء الحزب على اتفاق الرئيسين؟ هل هناك من معترض حينها؟
فوجئ أعضاء الحزب وكان من يقف داخل القاعة أكان في المكتب السياسي أو في اللجنة المركزية وإلا حتى مواطن عادي سيسحق لو عارض إعلان الوحدة ليس من قبل علي البيض أو علي صالح بل من قبل الشعب،لأنه واقف ضد إرادة الشعب فالحدث الكبير لا يواجه إلا بصدمة.
بالتأكيد كان في جانب شك ولكن كيف؟؟ إلى درجة أن وقت الإعلان لو لاحظتم أو تم تحليل صورة حيدر أبوبكر العطاس الذي كان رئيس هيئة مجلس الرئاسة فعلي سالم لم يكن له صفة إلا أنه أمين عام للحزب الاشتراكي.
- أين يومها كنت؟
كنت سفيراً في الكويت ولما تم التقاسم محافظ بمحافظ ووزير بوزير وهكذا كانت جيبوتي من حسابنا .. ومن يومها رفعنا العلم وقلنا للحزب الاشتراكي مع السلامة.
وتوقفنا عن النشاط السياسي فقد تحققت وحدة اليمن بالطريقة التي يريدونها وبدأت الأمور تسير إلى الوراء وإلى أن وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.
- هل ترون أن الأخطاء التي رفضت إعلان قيام الوحدة وماتلاها من أخطاء كانت السبب في تدهور الأوضاع والمخاطر التي تهدد بتفكك النسيج الاجتماعي؟
طبعاً أمس وأنا أصلي مع أحد الأشخاص كل يؤم بالصف الأول في المسجد ولما قلنا له يوسع قليلاً قال: لي لما تحلوا عنا. أنظر كيف وصل الحال بالناس ألا ينذر هذا بتفكك النسيج الاجتماعي اليمني.
- باعتباركم دبلوماسي وسياسي وقيادي تنظيمي كيف انعكست الآثار المترتبة من الدخول إلى الوحدة الاندماجية؟
الدخول إلى الوحدة عام 1990م وبتلك الطريقة كان من الأسباب التي ترتبت عليها فيما بعد الضم، والإلحاق، والإلغاء، والإقصاء.
أولاً مؤسسات اليمن الديمقراطية الشعبية لم تكن مؤسسات جنوبية بل كانت مؤسسات يمنية كوادر اليمن الديمقراطية الشعبية سياسية عسكرية، سفراء، مدراء، جيش، أمن، طيارين، مهندسين، معلمين، لم يكونوا جنوبيين بل كانوا يمنيين.
إذاً الدخول في الوحدة وإدارة الصراع كان المقتل الثاني والنتائج البائسة هي التي جعلت الوحدة الآن إن لم تكن مستحيلة فهي صعبة ومكلفة وهذا الثمن الذي ندفعه جميعاً.
- كيف ترون مستقبل اليمن في ضوء المتغيرات الراهنة؟ والدعم الدولي؟
أرى أن مستقبل اليمن خطير.. والدعم الدولي الهدف منه الوصايا شئنا أم أبينا «ما أحد يهب لك على سواد عيونك» الآن في ظل التنافس بدأت عودة الروس والصينين وبداية ظهور مركز قرار دولي آخر طبيعة الصراع الموجود في العالم وفي الإقليم يؤشر بوضوح وإذا أردت أن تنجح أما أن تكون نداً للطرفين في تعاملك،أما إذا اردت أن تفشل وتفرق وتحرق فعليك أن تنحاز إلى طرف من الطرفين ومانراه الآن هو توريطنا للالتحاق بالقطار الأمريكي الإقليمي السعودي الذي تقوده السعودية يعني تطبيع نقل العداوة من الصهيونية والامبريالية إلى إيران وعنونة الصراع الديني شيعي وسني، مذهبي.
- ألا ترون أن الفترة الانتقالية تبشر بعهد جديد؟
لا نعتقد أنها ستحقق الطموحات التي نطمح إليها ربما تصل إليها ونأتي بوضع أسوأ وأخطر لأن علي عبدالله صالح طوال 33 سنة قد بنى مملكته كما تبني النحل بيوتها ولا زال متمكناً عسكرياً ومالياً وفي بشر وفي ظل الأوضاع.
فيما المجتمع الدولي حتى الآن غير قادر أن يلزمه بترك السياسة والتدخل في شئون البلاد،لأنه إذا حسمت ألأمور ستظهر ملامح دولة جديدة،فالمجتمع الدولي والإقليم لا يريد للثورة الشبابية أن تستمر وتنتصر في الوصول إلى أهدافها ولا يريد لقوى التأثير المعيقة والحليفة أن تنتهي،بل يريد كما هو الحال الآن في مصر بما يجعل مصر ضعيفة ولا يريدها أن تعود إلى دورها القومي الرائد ولا يسمح للتيار الإسلامي أن يطرح برنامجه أن الإسلام هو الحل من خلال إذكاء الصراعات مع السفليين الجهادين والسلفين العقال مع الإخوان المسلمين فالمجتمع الدولي يريد أن يجعل المنطقة في دوامة من وجهة نظري الشخصية.
- ألم يأن الأوان أن تدار اليمن بنظام فيدرالي أو كونفيدرالي مثلاً؟
الآن جرح اليمن بالإضافة إلى الفساد والديون والمرض والفقر وسوء التغذية..؟ أدى إلى تفكك النسيج الوطني شمالاً وجنوباً،فالقضية القاتلة والتي لاأرى أن هناك توجه لمعالجتها بشكل واضح رغم الضجيج حول الحوار هي القضية الجنوبية.
فالقضية الجنوبية لم يأخذ بها.
- لكن صدر مؤخراً قرار جمهوري أن يمثل أبناء الجنوب ب 50% بلجان الحوار؟
هذه كلها ترقيعات لكن المبادرة الخليجية لم تعط الاهتمام للقضية الجنوبية كما حدثت كقضية ..فأكثر الوحدويين مش جنوبيين بل من الشماليين حاصروا أنفسهم داخل البيوت برواتب بسيطة سوروا علينا لم يبقوا حتى شوية هواء نتنفس به.
- هل العيب في الوحدة أم في النظام السابق؟
العيب في دخول الوحدة وفي الممارسات التي تلت الوحدة.
- الوحدة وقد دخلناها ..أين يكمن الخلل؟
الوحدة دخلناها لكن إذا بتعالجها ممكن فموضوع الحوار مائلاً ينبغي أن يكون الحوار واضح.
- كيف؟
أولاً معالجة القضية الجنوبية أعطى رد الاعتبارات لكل كوادر جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من المدرس إلى الموظف إلى نائب الرئيس..إعادة قطع الأراضي بحسب تقارير هلال وباصرة إنصاف الناس من الممارسات التي مورست ضد بعضهم.
المواطنة المتساوية، الشراكة الحقيقية، وإعادة الحقوق لأصحابها، فالآن معظم الشباب الذين يخرجون في المظاهرات والمسيرات كان أباؤهم من خيرة المناضلين ولكنهم اليوم لا يعرفون شيئاً سوى أنهم مجدول بهم بدون عمل لمدة 23سنة ويعرف أنه مجبر على تعاطي الحبوب والمخدرات بطريقة ممنهجة، يعني إفساد الشباب سلوك ممنهج وخطير؟
ومن وراء ذلك؟
أنا أكرر نفس السؤال..من وراء ذلك؟ كلنا نعرف منهم أصحاب المصالح من وراء إفساد الشباب والشابات كنا أيام الحزب لانرى أحداً يخزن بشمة واليوم انتشار ظاهرة تناول الحبوب والمخدرات بين أوساط شبابنا على مسمع ومرأى الجميع!!
يعني واحد راتبه 20ألف ريال ويكفل ثمانية أشخاص هم أفراد أسرته وكيلو البصل ب 300ريال، لا يعرف اللحم ولا حتى الصيد.
وأصبح الناس يعملوا أشياء لا إرادية والعناصر مع ما يسمى بأنصار الشريعة منهم كثير من أبناء عدن ومن قلب مدينة عدن، ومن الناس الذين لم يصدق أحد أنهم سيتحولون إلى تلك الاتجاهات المتطرفة.
ماهو النظام الذي تراه مناسباً لحكم اليمن ولإخراجه من أزمته الراهنة؟
أولاً اشترط أن نكون يمنيين، لا تكون يمنيتنا مشوشة الإمام، واليهود بعمران، وريدة، السلاطين، أبناؤهم، الرؤساء في خارج اليمن.
علينا أن نتعرف أولاً بأنه كان يوجد غلط في فهمنا لهذه المسألة لأن كل واحد يحب اليمن، وكل على طريقته، بمعنى أنه لا إقصاء ولا إزالة..هدف الثورة كان إزاحة.
لا نربط حركتنا وأنشطتنا الداخلية بأجندة دولية، لا نكون جزءاً من الصراع الدولي الراهن.
لا نعادي إيران ولا نعادي السعودية نقول للسعودية أنتم قدر بالنسبة لنا لا نقدر نزيحكم ولا تقدروا تزيحونا، ونتعامل بندية ولا نتحول إلى أبواق، نستفيد من التاريخ ونعترف أننا ارتكبنا أخطاء، ولابد من تصحيحها، وأن نتعامل مع الناس بروح وطنية، ولا عدو لنا إلا الأجنبي واليمن خصم نتباين ونختلف مع بعضنا بالرؤى ثم يأتي دور إحسان إدارة الصراع والقبول بالآخر وجعل السيادة اليمنية والانتماء اليمني والولاء لليمن مقدمة على كل الأولويات ضرب مراكز الفساد والقضاء عليه.
هل يعني ذلك أنك أقرب إلى نظام الفيدرالية؟
مسألة النظام يمكن يكون النظام الفيدرالي..
كيف يمكن إعطاء الصلاحيات مثلاً للحوثيين دون صفة دستورية أو نظام معين؟
أعطيهم حق المواطنة مثلما هذا زيدي، هذا شافعي اسمح له يعمل له مدرسة ويعبر عن رأيه كما سمحت للآخرين.
وبالنسبة لأبناء الجنوب؟
فيما يتعلق بالجنوب نحن دخلنا بوحدة موثقة وبقناعة.. إلخ.
وهنا لابد من إصلاح الأخطاء المرتكبة بحق الوحدة مع وضع صيغة تطمئن الآخرين ممكن تكون اليمن كله على شكل أقاليم شرق، غرب، شمال، جنوب، وسط وتعطي عدن وضعية خاصة.
لماذا عدن بالذات؟
لأن عدن ليست جنوبية وليست لحجية أو حضرمية وبس، مافيش أسرة عريقة في عدن إلا ولها أصل في المناطق الشمالية “عنتري، الجراش، الوحصي، النجاشي، العريقي، المقطري، القوسي، البصيلي، السكاكي، الشوافي، الأغبري المشولي، الدبعي، الذبحاني... إلخ إضافة إلى آل لقمان، جرجرة، البهري ويمكن يكون عن طريق أقاليم تقسم اليمن كما ذكرنا، ويمكن أن يكون أقاليم، شمال، جنوب على أساس فيدرالي لفترة معينة والاتجاه نحو إصلاح الأخطاء من شأن الشعب يختار البقاء في الوحدة، وكل الصيغ مقبولة ولكن متى؟ عندما تهدأ الأنفس.
كيف يمكن أن تهدأ النفوس؟
عندما يعترف بالقضية الجنوبية كقضية جنوبية، وعند تنفيذ ال20نقطة التي طرحها الحزب الاشتراكي والاعتذار الرسمي لأبناء الجنوب وإعادة حقوق الناس، وبشكل واضح ودون نقصان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.