يقف ضيوف الرحمن اليوم على صعيد عرفات الطاهر لأداء ركن الحج الأعظم، مكبرين مهللين متجهين إلى المولى عز وجل بقلوب وجلة مفعمة بالإيمان، بأن يغفر لهم ذنوبهم ويتجاوز عنهم سيئاتهم ويتقبل نسكهم، ويرحم موتاهم ويشفي مرضاهم. وسيصلي الحجاج الظهر والعصر في عرفات قصراً وجمعاً وبعد وقوف ضيوف الرحمن في عرفات، سينفرون إلى مشعر مزدلفة بعد غروب الشمس ،والذي سيبيتون فيه، كما يؤدون فيه صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، ويؤدون فيه كذلك صلاة الفجر، بعدها سيقومون بالنزول إلى منى، حيث يقومون برمي الجمرة الكبرى (العقبة) وذبح أضاحيهم وهديهم، ويتحللون التحلل الأصغر حيث يلبسون ملابسهم العادية بدلاً من ثياب الإحرام. وكان ضيوف الرحمن قد توافدوا إلى عرفات منذ الساعات الأولى من منتصف الليلة الماضية، ومع إطلالة فجر هذا اليوم الخميس، إلى عرفات للوقوف على الصعيد الطاهر، بعد ان قضوا ليلتهم الأولى في المشعر المقدس منى، (يوم التروية) اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. واقترن توافد مواكب ضيوف الرحمن تحفهم عناية الرحمن بالهدوء والسكينة وارتفعت أصواتهم بالتلبية “لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك”، متجهين إلى الله قلبًا وقالبًا تلهج ألسنتهم على اختلاف لغاتهم بتلبية نداء الخالق جل جلاله وبذكره تعالى استجابة لأمر الحق في قوله تعالى: “وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق”.