في أجواء إيمانية و مفعمة بالروحانية والسكينة يقف مليون وثلاثمائة ألف حاج من ضيوف الرحمن اليوم الاثنين التاسع من ذي الحجة على صعيد جبل عرفات الطاهر لأداء الركن الأعظم من مناسك الحج، ملبين داعين المولى عز وجل بغفران الذنوب وستر العيوب وتفريج الكروب طالبين الفوز بالجنة ، وألسنتهم تلهج بذكر الله { لبيك اللهم لبيك 00 لبيك لا شريك لك لبيك 00 إن الحمد والنعمة لك والملك 00 لا شريك لك }. وقضى ضيوف الرحمن يوم أمس، الثامن من ذي الحجة يوم التروية في وادي منى اقتداءً بالهادي المصطفى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وهناك تفسيرات عديدة لتسميته بيوم التروية, منها أن النبي إبراهيم عليه السلام تروى متفكراً في تفسير منام رأى فيه أنه يذبح بيده ابنه الوحيد آنذاك إسماعيل، متسائلاً هل ما رآه وحي من الله أم لا ؟, وهناك تفسير آخر لهذه التسمية وهو أن الحجاج يرتوون في هذا اليوم من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى،ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج. وينفر الحجاج بعد مغرب يوم التاسع من ذي الحجة من عرفات إلى مزدلفة, حيث يصلون فيها المغرب والعشاء جمع تأخير ويمكثون جزءاً من الليل قبل أن يتوجهوا إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصوات ويقصرون أو يحلقون رؤوسهم ثم يطوفون طواف الإفاضة بالبيت العتيق صبيحة يوم العيد أول أيام التشريق.. ويبيت ضيوف الرحمن بمنى ثلاث ليال، أو ليلتين لمن تعجل من أيام التشريق، وهن ليلة الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، أو ليلتا الحادي عشر، والثاني عشر للمتعجل، حيث يرمي الحجاج جمرات العقبة الثلاث الصغرى والوسطى والكبرى بسبع حصوات لكل جمرة وبعدها يطوفون طواف الوداع سبعة أشواط حول الكعبة المشرفة قبل أن يغادروا مكةالمكرمة عائدين إلى ديارهم. ويجتمع الحجاج في مشعر منى في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة من كل عام ويسمى هذا اليوم ب يوم التروية،وسمي بهذا الاسم لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى،ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج. ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء فترة إقامته في منى،كما يقوم الحاج بأداء صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء قصرا دون جمع ، بمعنى أن كل صلاة تصلى منفردة،ثم يقضي ليلته هناك،ويصلي الحاج بعد ذلك صلاة الفجر ويخرج من منى متجها إلى عرفة لقضاء يوم الحج الأكبر. والحجاج متجهين إلى الله قلبا وقالبا تلهج ألسنتهم على اختلاف لغاتهم بتلبية نداء الخالق جل جلاله وبذكره تعالى استجابة لأمر الحق في قوله تعالى (( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق)). كما انخفض عدد الحجاج هذا العام إلى النصف تقريباً بسبب فيروس " الكورونا" والتوسعة في الحرم المكي بهدف تسيير وتسهيل أداء طواف الوداع