أثير خلال الأيام الماضية جدل واسع بين السياسيين وأقرانهم وبين الشباب وأقرانهم الحوار كيف سيبدأ ومتى سيحصد ثماره.. ألفاظ طغت على حياتنا وصرنا نتخوف من كابوس فشل الحوار وماذا بعده، وكيف سيخرج بأهداف يطمح إليها شباب التغيير.. اليوم نلتقي بأحد أعضاء اللجنة الفنية للحوار الدكتور عبد الرشيد عبد الحافظ أستاذ فلسفة القانون بكلية الشريعة والقانون، نحاول من خلال اللقاء وضع النقاط على الحروف بالنسبة للحوار.. نتعرف من خلاله كيف جرت التحضيرات، وكيف تم تقسيم المكونات، ماذا عن الشباب والأحزاب، كل هذه التساؤلات وغيرها نحاول الإجابة عنها خلال السطور التالية: كيف جرى التقسيم لمؤتمر الحوار الوطني؟ وماذا عن الأقليات في اليمن، وأهمية مشاركتهم؟ حقيقة سعت اللجنة الفنية للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني أن تدخل كل مكونات الشعب اليمني داخل الحوار سواء بالتمثيل الجغرافي أو السياسي أو الاجتماعي لكي يطرح كل صوت من المكونات وجهة نظره في الحوار لهذا منحت مكونات رئيسية وهي ثمانية الشباب والحراك الجنوبي وقضية الحوثيين والأحزاب السياسية والمرأة ومنظمات المجتمع المدني كل هؤلاء سيكونون مشاركين، إضافة إلى أن كل مكون عليه أن يراعي بتمثيله التنوع الجغرافي والاجتماعي في تكوينه؛ وبهذا أعتقد أن كل أطياف الشعب اليمني سيشارك , المطلوب هو تمثيل متوازن وقد كان الهم الرئيسي للجنة وهي تعد للمؤتمر أن تبحث عن تمثيل متوازن التوازن لكل التيارات والقوى وكل الفئات بحيث يدخل الجميع الحوار وأيضا يتمكن الجميع من الوصول برؤية جيدة. هل هناك ضمانات لدخول كل أطياف المجتمع؟ اللجنة وضعت ضمانات جيدة لكي لا يطغى رأي على آخر أو سياق معين كنتائج الحوار باتخاذ آليات معينة لا تسمح أن يسيطر تيار على الآخر أو رأي على غيره من المهم وجود كل أطياف المجتمع اليمني. أعتقد هناك خيارات أن يترك لكل الأحزاب والتيارات أن تمثل هذه الأطياف عبر مكونها، إضافة إلى أن هناك نسبة معينة وضعت لرئيس الجمهورية بحيث إن الفئة التي قد لا تمثل بشكل جيد يستطيع الرئيس واللجنة وضعها بتوازن بعد أن تأتي المكونات بأعضائها في التمثيل وحقيقة الأمر المطلوب وجود كل صوت لبناء الدولة المؤسسية التي طمحنا لتحقيقها والتي غابت عنا فترة طويلة فكل صوت يعبر عن قضية معينة وهذا هو المهم وليس العدد فهذا الصوت سيكون موجودا وحاضرا ليقول رأيه والموضوع الذي سيطرحه متعلق بنا ويمس قضايا اجتماعية تهمنا جميعا كقضية الاضطهاد الديني أو المهمشين أو مشاكل طائفية أو غيره كل هذه القضايا وطنية فلابد من وجود من يعبر عنها وعلى كل الناس أن يتبنوها كي تبنى الدولة الجديدة المؤسسية القادرة على حماية حقوق الناس جميعا. الحوار والساحات باعتقادك هل الحوار سيتكفل بتحقيق التغيير الذي ينشده المجتمع اليمني؟ - أنا أقول إن الحوار بوابة لبناء المستقبل لا أكثر و لا أقل وكثير منهم يعتقد أنه خاتمة المطاف للعمل السياسي في هذه المرحلة وأنا أقول العكس هو سيضع لنا الخطوط العريضة للدولة فيما يتعلق بالدستور وحل القضايا العامة المهم ليس الاتفاق على أسس جيدة لبناء الدولة بل كيف نوفر الضمانات التي من خلالها سنطبق هذه الأسس وستجد طريقها للتطبيق لا معنى للحوار من غير تطبيق وإلا فسيكون المؤتمر عبارة عن منتدى فقط دون أن تكون هناك سبل للأفكار والقواعد للتنفيذ وهذا الأمر مرتبط بكل الأحزاب السياسية وكل القوى الاجتماعية، وعلى كل القوى السياسية والتيارات جميعها أن تعي أنها لابد أن تساعد ليس فقط في الكيفية للوصول إلى الأفكار الجيدة بل لآليات التطبيق. إذاً مع بداية الحوار تنفض الساحات كجزء من تنفيذ المبادرة؟ - لا نستطيع أن نقول ذلك فلا توجد في المبادرة إنهاء الساحات فالمسألة ليست مربوطة بالمبادرة فالساحات حق مشروع، الأمر مربوط بالشباب فإذا وجدوا أن بقاءها هي الضمان لتحقيق أهدافهم فليكن أو أنهم يرون أن هناك طرقا أخرى يستطيعون من خلالها تحقيق أهدافهم فالمسألة مربوطة فيهم وحدهم فقط. إذاً ما المطلوب في هذه المرحلة؟ - المطلوب الآن في هذه المرحلة من تاريخنا وجود كتلة تاريخية تضع على كاهلها بناء الدولة المؤسسية القول إن طرفا سياسيا أو فئة معينة تستطيع بناء الدولة هو أمر صعب، وعلى كل الأحزاب السياسية والتيارات الاجتماعية أن تقتنع أن بناء الدولة لابد أن تكون عبر كتلة سياسية لها أهداف و تمتلك رؤية واضحة، وهذه الرؤى ستوفرها نتائج الحوار فكل النتائج تحتاج إلى حاضن وهذا المشروع لن يقوم به إلا كتلة تاريخية وأعتقد أن اللقاء المشترك هو النواة لهذه الكتلة التي يمكن أن تقوم على كاهلها بناء الدولة القادمة. أنت تحدثت عن اللقاء المشترك وهو جزء من بقية الأحزاب فهل كل القوى السياسية متمثلة بالأحزاب لديها الوعي الكامل لما قلته عن هذه المرحلة؟ وهل لديها القدرة على العمل بشكل مفيد بعيدا عن التنظير؟ - نحن نرى أن الأحزاب السياسية تتلقى هجوما كبيرا خاصة من الشباب، هجوما فيما يخص دورها ونحن نعلم ونتفهم ذلك خاصة من الشباب فهم يمتلكون الحماسة والتسرع بحسب مرحلتهم، لكن هذا لا يعني أننا لا نفي بحق الأحزاب السياسية خاصة اللقاء المشترك والتي حسمت أمرها في 2007م عندما رأت انه لا مجال للعبة السياسية في ذلك الوقت وصرفت عن العمل السياسي وفق النظام السياسي آنذاك فرفضت المشاركة بالانتخابات في ظل النظام الانتخابي واللجنة الانتخابية التي كانت قائمة وسارت الأمور بالتدريج، وسعت بوسائلها المتاحة لإيجاد تسوية سياسية مناسبة وعندما صمت السلطة آنذاك لصوتها دعت أحزاب المشترك لمؤتمر اللقاء التشاروي لتشكيل رأي عام أو جبهة عريضة لإحداث التغيير وإصلاح النظام السياسي وقبل أن تصل العملية إلى نهايتها فجر الشباب ثورتهم وهذه الأعمال السابقة مهدت للثورة برغم أن الأحزاب كانت قد دعت للمظاهرات والتصعيد السياسي ومع أن الربيع العربي من ثورة تونس ومصر ونجاحهما كان دافعا كبيرا لتفجير الثورة هنا وبها قطعت المسافات والآن نريد أن نجني ثمار الثورة بشكل حقيقي وفق الرؤية التي لدينا من سابق فنحن نمتلك رؤية لبناء الدولة و لا نعمل في فراغ. الثورة سرقت * بما أنكم تمتلكون الرؤية فأين الشباب منها؟ - بالنسبة للحوار فالشباب سيمثلون بشكل جيد ب 20 % وشباب الساحات من خلال المكونات الثورية والمستقلين أيضا لهم نصيب وهم جزء من التيارات السياسية والشباب كفئة عمرية لديهم رؤيتهم الخاصة وستكون حاضرة وموجودة وهذا سيكون جيدا والقضايا الخاصة بالشباب ستطرح بوجودهم. هل هناك وعي لدى الأحزاب أن الشباب هم من سيقودون في الفترة القادمة ؟ - الشباب أداة التغيير داخل أي مجتمع. ومستقبل أي حزب أو وطن هو في كيفية إعداد الشباب فإذا أحسن تأهيلهم وأحسن مراعاتهم ومتطلباتهم فسينعكس هذا ايجابيا على نمط عمل الأحزاب.. أعتقد أن الشباب مدد الحياة قد يكون هناك قصور أو خلل لكن مستحيل ألا تدرك هذه المسألة الأحزاب والسياسيون. معنى هذا أن مقولة " الثورة سرقت من أيدي الشباب " حقيقة نتلمسها الآن؟ - هذا كلام ليس منطقيا؛ الثورة ليست قطعة شوكلاته تسرق هي عمل تغييري داخل المجتمع، لكن الشباب الذين خرجوا هم الدافع لتحريك المياه الراكدة آنذاك، ونحن ندرك أنهم أداة التغيير لكن لابد من وجود العملية السياسية والخبرة السياسية قادرة أن تحقق النتائج التي سعى الشباب لتحقيقها فالعملية السياسية التي دارت بعد نوفمبر كانت جيدة أي إن المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية فالمبادرة كانت في مبادئها وآلياتها التنفيذية ترجمة لأهداف الثورة ولو تم تنفيذها بشكل كامل وبشكل حرفي لترجمة الأهداف فالثورة عملت على هدفين أساسيين سعى لهما الشباب هما تغيير النظام السابق، وإقامة دولة مؤسسية مدنية والمبادرة جاءت لتحقيق هذين الهدفين. الشباب ورقة ضغط كيف تقرأ الواقع في ظل العراقيل الموجودة؟ - علينا أن نثق بأنفسنا نحن قطعنا شوطا كبيرا وليس لدينا شك في تجاوزها الآن. ماذا عن الرؤى الاقتصادية لدى الأحزاب السياسية؟ - كل حزب لديه رؤية وبرنامج واللقاء المشترك لديه رؤى وهو الإنقاذ الوطني، فكل الموضوعات ستتضمن داخل الحوار. ما النصيحة التي تقدمها للشباب؟ - أقول الشباب خرجوا إلى الساحات ودفعوا ثمنا غاليا ولكن من الخطأ الكبير في هذه المرحلة أن يتنازلوا عن كل المنجزات؛ فدورهم الحقيقي سيبدأ الآن ما حلموا به هو ليس فقط تغيير شخص؛ بل بناء دولة مدنية مؤسسية ديمقراطية مثل كل شعوب العالم. عليهم أن يواصلوا دورهم، وأن يشعروا أنهم ما يزالون ورقة الضغط في مشهدنا لديهم القدرة على تغيير الوضع من المهم أن تكون جذوة النضال موجودة وعليهم أن يستمروا بفعلهم ومن غير الضغط، سيكون عبارة عن تنازل عن حقهم وأعطوها لمن سيملأ الفراغ. وأنا أقول لهم مطلوب منكم أن تستمروا بالعمل إضافة إلى رؤيتهم التي سيطرحونها في الحوار والتي لابد وأن تكون واضحة ومتبينة لقضايا المجتمع والوطن.