سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في «ندوة دور الإعلام في مواكبة وتهيئة أجواء مؤتمر الحوار الوطني ودعم عملية التحول الديمقراطي» رئيس الجمهورية: على الإعلاميين الابتعاد عن التعصب الحزبي والولاءات الشخصية
أكد الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية أن الجميع يقف أمام مرحلة دقيقة واستثنائية من مراحل تاريخ شعبنا العظيم وتاريخ ثورتيه المجيدتين 26 سبتمبر و 14 أكتوبر اللتين حققتا حلم شعبنا وتوقه للانعتاق من جور الظلم والتخلف وعزمه على التحرر، باعتبارهما بوابة الولوج لتحقيق حلم كل الأجيال اليمنية المتعاقبة في وحدة الأرض والإنسان اليمني الذي بلغ فجره التليد يوم 22 مايو 1990م. وقال الأخ الرئيس في كلمته التي ألقاها نيابة عنه مستشار رئيس الجمهورية لشئون الإعلام محبوب علي، في الندوة التي نظمتها أمس مؤسسة اليمن للثقافة والتنمية السياسية بعنوان (دور الإعلام في مواكبة وتهيئة اجواء مؤتمر الحوار الوطني ودعم عملية التحول الديمقراطي): إنه وتواصلاً لذلك المسار شهد الوطن تفجراً هائلاً أحدثته ثورة الشباب والنظام السياسي يوم 11 فبراير 2011م ليمضي الجميع متطلعين نحو مستقبل جديد للوطن يحفل بالامن والاستقرار وللشعب العيش الرغيد ويحفظ لليمن وحدته ورقيه وازدهاره. وأضاف: إن الشعب اختار كلمته الفاصله التي لا رجعة عنها في بناء دولته المدنية الحديثة وصياغة نظامه السياسي الجديد بمشاركة كل ابنائه بلا تمييز أو تغييب أو اقصاء من اجل بناء يمن جديد تسوده العدالة والمساواة والشراكة والمواطنة المتساوية للجميع بلا استثناء، وأن مؤتمر الحوار الوطني هو سبيل للخروج من الأزمة السياسية والظروف الاستثنائية الطارئة إلى صياغة معالم جديدة لمستقبل وطنٍ يتشكل بنبض أحلام وطموحات اليمنيين، وكلاهما الإعلام والحوار وجهان لعملة واحدة فمن خلالهما وبهما تتلخص مفاهيم وقيم عظيمة لحرية الرأي والرأي الآخر وتثمر شجرة الديمقراطية ثماراً طيبة إذا ما أحسن ارباب الكلمة وصناع مجد الحرف إيقاع الاداء الإعلامي بما يخدم المصلحة الوطنية. وحث رئيس الجمهورية الإعلاميين بأن يكونوا بمنأى عن التعصب الحزبي والولاءات الضيقة الشخصية التي لا ترقى إلى حجم الوطن وحجم المسئوليات الوطنية الكبرى التي لا يستثنى أحد من عبء تحمل امانتها أيًاً كان سياسياً أو صحفياً، بل إن الصحفي أكثر حملاً للأمانة لأنه في البدء كانت الكلمة. وقال: إنني على ثقة كبيرة ويقين راسخ أن حملة الاقلام ورجال الإعلام في ميادين الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة وفي مواقع التواصل الالكتروني هم ضمير الامة وحملة مشاعل النور والتنوير الذين يضعون مصلحة الوطن والانتماء إليه فوق كل الاعتبارات والانتماءات والولاءات الحزبية والسياسية والشخصية، وأن انتصار أرباب الكلمة لما ستفضي إليه نتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل في صياغة شكل النظام السياسي الذي يتوق إليه الشعب وبناء دولته المدنية الحديثة هو انتصار ليس لطرف سياسي بعينه ضد طرف آخر ولا بشخصٍ لذاته أو رئيس للجمهورية وإنما هو انتصار لأمة برمتها بل انتصار لوطن، و انتصار لليمن، ولعلها فرصة تاريخية نادرة أن يلتئم الشعب بكل اطيافه السياسية جنباً إلى جنب مع فئات الشعب وقطاع المرأة ومنظمات المجتمع المدني في عملية إدارة الحوار الوطني الشامل من اجل بناء الدولة اليمنية الجديدة المرتقبة التي تستوجب منذ اللحظة على رجال الإعلام وحملة الاقلام مسئوليات وطنية جسيمة ليس بصفتهم اصحاب مهنة أخلاقية رفيعة بل بصفتهم اصحاب قضية نبضها الوطن وقدسيتها اليمن. وأثني الأخ الرئيس على دور مؤسسة اليمن للثقافة والتنمية السياسية لتخصيص هذه الندوة حول دور الإعلام في العملية السياسية وفي دفع قاطرة الحوار الوطني إلى مرساه الآمن ومبتغاه المنشود والتي تنعقد قبل أيام قلائل من التئام مؤتمر الحوار الوطني الشامل في 18 مارس الحالي ليشكل دور الإعلام في التهيئة وإنجاح المؤتمر رافداً من أهم روافد المشاركة الايجابية التي لا غنى عنها في هذه الظروف الدقيقة والاستثنائية التي يعول على تجاوزها والوصول إليها وبها إلى بر الأمان بإرادة الجميع ومن اجل الجميع. من جانبه المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الرئيس الأعلى لمؤسسة اليمن للثقافة والتنمية السياسية الدكتور عبد الكريم الارياني أوضح أن الندوة تأتي في وقتها ونحن على بعد 4 أيام من انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي استغرق الإعداد له قرابة 6 أشهر.. مؤكداً أن هذا الحدث التاريخي يضع على عواتق الجميع مسئولية نجاحه.. مشيراً أن المسئولية الأولى تقع على الإعلام في تعريف الناس بأهداف وموضوعات الحوار ومخرجاته وضمانات تنفيذ ما توصل إليه المتحاورون لكي يصبح الشعب اليمني بكل مكوناته حاضناً ومدافعاً وحاميا لكل هذه الأهداف والمخرجات.. وأضاف: ليس خافٍٍ على أحد الادوار التي يقوم بها الإعلام في تشكيل آراء الناس حول قضية ٍما، وقضية محورية كالحوار الوطني الشامل توجب علينا وطنياً واخلاقياً أن ننأى به عن اهوائنا وانحيازاتنا.. منبهاً بأن الحل السلمي الذي اختاره اليمنيون لتجاوز الصراعات الدامية التي كادت أن تعصف بالوطن أكثر دليلا على الحكمة اليمانية.. وتحدث الدكتور احمد بن مبارك أمين عام اللجنة الفنية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل أن اليمنيين أمام حدث هام ومفصلي سيحدد تاريخ اليمن وعهده الاجتماعي الجديد الذي يضمن لكل أبناء اليمن المواطنة المتساوية والدولة الراشدة والحكم الرشيد والمدنية والحداثة.. مؤكدا أنهم في الأمانة العامة حرصوا على التعاطي المهني الشفاف في التعامل مع الإعلام بشراكة وحرص شديد على توفير كافة الوسائل الفنية لتوفير المعلومة الصحيحة وبالجودة والوقت المناسب عبر الابعاد الثلاثة التوعوي والمعرفي والتفاعلي.. مشيراً إلى أن الإعلام إلى هذه اللحظة لم يكن إعلاما يتناول ويناقش بما يناسب موضوعات الحوار التي سيتم تناولها في المؤتمر لكنه اليوم أمام أهم مهمة حيوية وهي الحوار المجتمعي الذي يتوجب عليه بكل وسائله أن يبسط ويوصل المعلومة إلى كافة الشعب ويشعر كل مواطن بأنه جزء من الحوار الوطني الذي سيكون المخرج الرئيسي له دستوراً يتم الاستفتاء عليه والذي من المهم أن يتوافق مع رغبات واحتياجات وتطلعات الشعب الذي تكون له الكلمة الفصل عبر عملية تفاعل المواطن من أقصى مديرية وعزلة وقرية في الوطن مع مكونات مؤتمرالحوار الوطني. داعياً كافة وسائل الإعلام إلى أن تكون عند مستوى هذا الحدث والمسئولية.. موضحاً انه تم إعداد برنامج تفصيلي بأدوات إلكترونية يضمن تفاعل الشعب من خلال وسائل مختلفة قليلة التكلفة وأن الاستعدادات وكافة التحضيرات قد تم استكمالها لنجاح المؤتمر الذي صمام أمانه الرئيسي الإرادة الشعبية المستشعرة بأن هذا الحدث هو أهم محطة في تاريخ اليمن الحديث. وحمل أعضاء مؤتمر الحوار الوطني المسئولية الوطنية الكبيرة والتاريخية التي تلقي على عواتقهم أمانة ومسئولية الوطن وتطلعات وتضحيات ابنائه الذين لولاهم لما كان الجميع اليوم يقف على استحقاق يمني كبير قائم على قاعدة التغيير . وبدوره أكد وزير الاعلام علي احمد العمراني ضرورة أن يضطلع الإعلام الرسمي بدوره المحوري في مواكبة ومؤازرة مؤتمر الحوار الوطني والتهئية له وانجاحه والاستمرار على الدوام في أداء دوره.. مشيراً إلى أن الإعلام العام لم يعُد بمفرده في الميدان ولم يعد وحده الفاعل والمؤثر في الساحة الوطنية مثلما كان عليه الحال في السابق ما يفسح المجال للحرية والتنوع والتنافس وتقديم ما هو أفضل واجمل وأكثر نفعاً للناس.. وقال: على الرغم من أننا نوشك أن نخرج من تجربة مريرة سادها الصراع والخلاف والشحناء فإن الإعلام العام والخاص من واجبهما معاً أن يتحملا مسئولياتهم الوطنية والتاريخية في مؤازرة إنجاح الحوار الوطني وهي ليست مهمة الإعلام وحده، فإنجاح الحوار يستلزم توفر إرادة وطنية استثنائية جامعة من كل المعنيين في هذه اللحظة التاريخية القادمة، إما أن تكون هذه البلاد أو لا تكون، وواضح تماماً أن ليس امامنا إلا أن نكون وليس أمام بلادنا العزيزة إلا أن تكون في الايام وفي الاسابيع والشهور القادمة وسيكون الإعلام الوطني إلى جانبهم مؤازراً ومسانداً وعليه أن يكون مراقباً لنقل حقائق ما يدور للناس.. ووجه دعوته إلى المتحاورين ومن يقف وراءهم أن يكونوا بمكان من العطاء والتضحية والمسئولية الوطنية التاريخية من اجل سيادة شرف اليمن وعزتها ونهضتها.. مشيداً بإعداد مسودة ميثاق الشرف الإعلامي الذي تمنى أن يرى النور عما قريب إقراراً وممارسة والتزاماً ليجعل مهنة المتاعب اقل تعباً ونصباً وأجدر مكانة وأكثر احتراماً. وتقدم عن الاتحاد الاوروبي سفير ألمانيا الاتحادية هولجر جرين موضحاً أن انطلاق الحوار في ال 18من مارس لا يشكل حدثاً هاماً وكبيراً لليمنيين، بل لتلك الدول التي ترعى المرحلة الانتقالية في اليمن.. مؤكداً أن ألمانيا واحدة من الدول التي تدعم مؤتمر الحوار الوطني مادياً ومعنوياً وتسعى من خلال دعمها أن يكون مؤتمر الحوار ناجحاً.. معلنا أن ألمانيا قدمت دعماً إضافياً بواقع مليون ونصف يورو لدعم الحوار الوطني والإصلاحات الدستورية عبر صندوق الثقة التابع للأمم المتحدة. وأفاد أن أوروبا تقف إلى جانب اليمن حيث أن 75 % من مبالغ صندوق النقد التابع للامم المتحدة قدمها الاتحاد الاوروبي ودوله الاعضاء.. موجهاً دعوته إلى وسائل الإعلام أن تتعامل مع مجريات الحوار الوطني بشكل مستقل يهتم بالمصلحة العامة ويبتعد عن الانحياز إلى الأحزاب والاطراف السياسية.