يؤمل مشاركون في مؤتمر الحوار المحلي لمحافظة تعز أن تسود النوايا الطيبة وأن يركز المتحاورون على النظر في قضايا ومشكلات المحافظة ويخرجوا برؤية واضحة ترفد مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتعكس رغبات وتطلعات أبناء المحافظة في تحقيق التغيير والإسهام في إنجاح الحوار الشامل، وتقديم النموذج الأفضل على مستوى المحافظات باعتبار تعز ذات طبيعة مدنية، وعاصمة ثقافية وأقدر بوعي أبنائها على تجاوز الإشكاليات الطارئة وأذيال الأزمات.. ويرى البعض الآخر أن بعض السلوكيات التي رافقت افتتاح المؤتمر واستفزاز البعض لا تعبر عن حقيقة توجه أبناء تعز بقدر ما تسيء وتنم عن نوايا لأطراف لها أجندات خاصة حسب ما يراه البعض. انعدام التمثيل الحقيقي د. صلاح المقطري، أكد أن المؤتمر المحلي لا يمثل جميع الفئات تمثيلاً حقيقياً ورغم تمثيل المديريات والريف والحضر إلا أن الاختيار لم يكن حسب معايير صحيحة؛ الأمور خاضعة للاجتهاد ولا توجد أجندة خاصة بمحافظة تعز والأصل أن يكرس للتحاور حول مشكلات المحافظة. وعن تمثيل ودور مكون شباب الثورة قال د. صلاح: كشباب نحن مصرون أن نكون مكونا أساسيا وفاعلا ومعبرا عن ثورة مستمرة والمفروض أن يكون لدى الجميع نية صادقة لصياغة رؤية وتقديم تصورات ومقترحات حلول لإخراج المحافظة من تقديم النموذج الأفضل للتغيير؛ لأن تعز مؤهلة أن تحقق هذا النموذج في أقصر فترة زمنية؛ كونها محافظة تمتلك الكثير من القدرات وخاصة البشرية. مماحكات حزبية وعبر د. صلاح عن مخاوفه من المماحكات فقال: خلال الأيام القادمة ستستأنف الاجتماعات وما يدعو إلى عدم التفاؤل هو المماحكات الحزبية وعلى القوى الحزبية أن تبدي نية طيبة.. فالحزبية يبدو أن لها السيطرة التي يمكن أن يظهر أثرها فيما بعد بدليل أن تعليق العضوية أو المشاركة من قبل البعض بسبب موقف الشباب والاحتجاج على مشاركة شخصيات معينة لا يعني أن الشباب مع إقصاء أطراف، والشباب عبروا عن موقفهم سلمياً ولا نقبل بديلاً عن السلمية في التعبير عن موقفنا. لا توجد مراكز قوى ويرى د. صلاح أن بإمكان المؤتمر أن يجعل من أجواء الحوار المحلي أجواء مميزة أكثر بل أن ذلك مطلوب؛ لأن المتحاورين في هذا المؤتمر لم يأتوا من أجل المال، كما أن المخرجات في هذا المؤتمر المحلي للحوار غير ملزمة كما هو الحال في المؤتمر العام بصنعاء.. الأهم سنراه في الأيام القادمة والمهم أن الحوار جار والأمل معقود على المتحاورين. الخوف من النزعة العصبية مؤتمر الحوار المحلي في محافظة تعز من حيث الشكل يخشى أن يكون إطاراً لنزعة عصبية ومن حيث المضمون لا فائدة مرجوة منه، هذا ما يراه د. فؤاد البنا أستاذ الفكر السياسي الإسلامي بجامعة تعز والذي أضاف قائلاً: رأيي الشخصي أنه لا مبرر لمؤتمر الحوار المحلي في تعز؛ لأن المؤتمر المنعقد على المستوى الوطني ستكون مخرجاته لصالح البلد ككل، وما ينطبق على البلد ينطبق على المحافظات. تعز مكانة ثقافية وقال د. فؤاد: تعز عرفت بأدوارها التاريخية فهي ذات مكانة ثقافية وكانت حاضرة في إطار الفعل الثوري دائماً وفي هذه المرحلة أعلنت عاصمة للثقافة لكنها في نفس الوقت لم تقدم نموذجها المطلوب، بل قدمت الأسوأ في التحاور والتلاسن والإقصاء حتى بين الفصائل المحسوبة على الثورة أو السلطة السابقة.. لقد حضرت جلسات لهذا الحوار كعضو للمجلس الثوري بتعز إلا أنها كانت مليئة بدواعي الإحباط...الكل يدعي أنه يمتلك الحقيقة ويشعر بأنه الأهم وهذا الشعور يولد شدا وجذبا وإحباطات ويمكن أن يؤثر سلباً.. وعن مؤتمر الحوار الوطني الشامل قال د. فؤاد البنا. ملاذ أبناء الوطن الحوار الوطني الشامل يمثل الطريق الوحيد للخروج الآمن من المتاهة فهو ملاذ أبناء الوطن وإن وجدت ملاحظات حول آليات عمله وما إلى ذلك. نجاح غير مضمون د. أمين أحمد ثابت سكرتير منظمة الحزب الاشتراكي بمحافظة تعز: حضرنا الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المحلي وكنتُ قد دعوتُ لمثل هذا المؤتمر قبل التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والتي تضمنت في أحد بنودها عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل كان الأصل عقد مؤتمرات حوار محلية قبل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل وخاصة في محافظة تعز على اعتبار أنها ذات طبيعة مدنية وعاصمة ثقافية ورائدة في مسار الحركة الوطنية والثورة على نظام الحكم الإمامي وفي انطلاقة ثورة فبراير 2011م وكان الهدف أن تقدم نموذجا من أجل بناء الدولة المدنية وتقديم رؤى في جوانب التنمية وتصورات لحلول ومعالجات للقضايا والمشكلات الماثلة. وقال د. أمين: المؤتمر المحلي والحوار الذي يجري الآن في تعز لا يدخل في إطار المشروع الوطني العام ولا هو ممتد عنه فلا يمكن أن تقيم حوارا محليا برعاية سلطة محلية، بل كان يجب أن يتم بحضور كل الجهات والمكونات ومنظمات المجتمع المدني ولكن باستقلالية وتكون له آليته ونظامهُ لكن من الذي ينظم المؤتمر الآن!؟ منظمة ألمانية وأخرى محلية وبرعاية السلطة المحلية وهذا لا يضمن نجاح الحوار المحلي بقدر ما يضمن الفشل، لاسيما وأن كل طرف ممثل في المؤتمر يهاجم الطرف الآخر من القوى السياسية المشاركة وهذا لا يحقق نتيجة وبالتالي لا قيمة للمؤتمر فهو ليس امتداد لمؤتمر الحوار الوطني الشامل وطالما قلنا وكتبنا أن مؤتمرا ممولا من جهة خارجية يمكن أن يكون إطارا لاستهلاك الأموال هناك من يحرك الأمور خارج معطيات المجتمع الذي حضرت أول جلسة فيه وقلت: لا جدوى لأن الأصوات لابد أن تخرج واضحة فكيف ذلك بينما المؤتمر ليس امتدادا لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي يفترض أنه يناقش رؤى ولا يتلقى مشاريع من المحافظات تفرض فرضاً. صراع حزبي المحامي طارق عبدالله الأمين العام المساعد للمنظمة الوطنية لمناهضة الإرهاب والعنف يرى أن من يذهب إلى الحوار سواء على المستوى المحلي أو الوطني يفترض به تجسيد ثقافة التسامح والتصالح والتعايش مع الآخر ..وأضاف قائلاً: إن ما حدث من سلوكيات في افتتاح مؤتمر الحوار وامتداد لصراع لم ينته بعد بل وانعكاس الأجواء غير المرغوبة هي نتيجة اعتراض بعض أحزاب على نتائج المفاضلة بين المرشحين لشغل الوظائف العامة في محافظة تعز وهذا الموقف مرتبط بالتصرفات والسلوكيات التي أدت إلى إرباك وتعطيل التعليم في تعز وإغلاق مكتب التربية والإضراب في جامعة تعز و..و..الخ كل هذه مؤشرات تدل على وجود صراع حزبي لا يخدم محافظة تعز والشباب هم ضحية هذا الصراع الحزبي فالأحزاب تتلاعب بمشاعرهم ويندفعون بعاطفة باتجاه غير بناء ولا يسهم في مناقشة قضايا ومشكلات محافظة تعز ويؤدي إلى صياغة رؤية واضحة لطبيعة القضايا والحلول والمعالجات التي ينبغي أن يخرج بها المؤتمر المحلي. إن جاء إلى الحوار وكان له يد فيما حدث ليس مؤهلاً لدخول حوار في لحظة تاريخية هامة. يعتمد على مؤتمر صنعاء وقال المحامي طارق: مؤتمر الحوار المحلي بتعز يعتمد على اللائحة المنظمة لأعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل في صنعاء وحسب هذه اللائحة هناك حقوق للعضو وعليه واجبات ويستبعد من لا يدرك واجبه من حضور الجلسات وهو ما لا يستوعبه البعض كما رأينا في افتتاح أعمال المؤتمر المحلي بمحافظة تعز. إخفاء قضايا المحافظة ومن حيث نوعية المشاركين قال طارق: خبرات وكوادر وشخصيات نعم هي موجودة، لكن الخسارة الكبيرة هي في إخفاء قضايا محافظة تعز حتى اللحظة والخوض في قضايا أكبر من مهام مؤتمر محلي يفترض أن تجري المناقشة وعرض رؤى لقضايا محلية والتحاور بشأنها وإثرائها والخروج برؤية ذات أبعاد قيمية ورؤى اقتصادية ، اجتماعية وثقافية تعكس هموم وتطلعات محافظة تعز وخصوصيتها من حيث مشكلة المياه والفقر والبطالة ومتطلباتها كعاصمة ثقافية وغير ذلك. فرص النجاح قائمة من ناحيتها ترى أ. نبيهة طارش رئيس فرع اتحاد نساء اليمنبتعز أن فرص نجاح المؤتمر قائمة ولولا ما حدث في الافتتاح لكان أفضل ودافعاً نحو النجاح من البداية، تعز كعاصمة للثقافة من المؤسف أن يشهد المؤتمر المحلي مثل ما حصل وهو ما أعطى انطباعا بأن هناك من يجب أن يركز على الأهداف التي تهم الجميع على مستوى محافظة تعز والوطن بشكل عام. وأضافت: تلك كانت زوبعة والمسؤولية في الجلسات القادمة على الأكاديميين الحاضرين بقوة في المؤتمر وهناك شخصيات ذات خبرة ومكانة علمية وعملية وقيادات وأعضاء منظمات مجتمع مدني وممثلي فئات وشرائح، كل هذه ممثلة ولابد أن يحقق المؤتمر نجاحه؛ لأن محافظة تعز بحاجة إلى تضافر جهود الجميع من أجل تحديد متطلبات المرحلة القادمة. توتر وغوغائية المحامي فضل عبدالحبيب الخرساني رئيس لجنة المناصرة لحقوق الإنسان بتعز تعرض من جانبه لعدد من الملاحظات فقال: حالة التوتر والصخب بل والغوغائية في بداية المؤتمر المحلي ونشاهد عبر التلفزيون جعل منه مسرحية؛ لأن المشاركين ليسوا بالمستوى المعبر عن تعز وما تزخر به من كفاءات وخبرات، كما أن الشفافية في طرح القضايا ليست ملموسة، نحن نتعاطف مع المحافظ، لكن في هذا الوقت لا مجال للمجاملات. التاريخ لن يرحم من ناحيته قال المحامي أسامة الأصبحي عضو مؤتمر الحوار المحلي ورئيس مؤسسة العدالة: الحوار المحلي والوطني فرصة لإخراج الوطن من معاناته وإذا لم يعمل الجميع على تحقيق نجاح حقيقي فإن التاريخ لن يرحم أحداً وستسخر منه الأجيال القادمة. وأضاف الأصبحي: مؤتمر الحوار المحلي في تعز يمثل نجاحه دعماً لمؤتمر الحوار الوطني الشامل والأصل أن يكون المواطن مستعداً لتحمل المسؤولية ومشاركا بفاعلية في إنجاح الحوار وإيجابيا في مجرى حياته اليومية في بيته ومدرسته ومقر عمله وفي المنتديات ..الأصل أن يكون الحوار سلوكا يوميا وأن تتجذر ثقافة الحوار في حياتنا على المستويات الفردية والاجتماعية.. ونأمل نجاح مؤتمر الحوار المحلي في تعز بل أن ذلك أمر ضروري لأنه يضم ألمع الوجوه والكفاءات. أصوات نشاز وبالنسبة لترتيبات المؤتمر قال الأصبحي: تعز قادرة أن تقدم نموذجها المشرف للتحاور وإن وجدت سلوكيات غوغائية فإنها استثناء وهي تسيئ لسمعة المحافظة ولعل الذين يريدون الإساءة هم من يعملون على إفشال الحوار وبإمكان الجميع أن يقدموا في مؤتمرهم المحلي أفضل نموذج للحوار من أية محافظة أخرى لخدمة محافظة تعز والوطن بشكل عام. قضايا المحافظة تنموية ومنها ما يتصل بترتيبات المرحلة القادمة على صعيد إدارة الشأن المحلي، ورسالتي أود من خلالها التأكيد على أن الوطن أمانة في أعناقنا جميعاً والمهم أن يكون الحوار في مصلحة اليمن وتقدمه وازدهاره كونه المستقبل الأفضل لكل مناطق وأبناء الوطن ويتطلب رؤى واضحة تمثل حصيلة نقاش جيد وحوار مسئول من أجل الخروج الآمن من المعترك سواء على مستوى كل محافظة أو على مستوى الوطن نريد أن يكون الوطن كله هو في رأس هموم المحافظات والمناطق وحتى الأسر قبل الأحزاب والحركات والمكونات الأخرى.