كل عام تهل علينا هذه الأيام لتحمل معها أجواء جديدة تسمى: (الامتحانات) من أول أن تطرق علينا الأبواب حتى نهاية الامتحانات ولا أحد ينكر أن موسم الامتحانات مصدر قلقٍ وتوتر لكافة الأبناء والأسر، ففيه تعلن الأسرة حالة الطوارئ وتكرس استعداداتها واهتماماتها نحو توفير المناخ الصحي للأبناء لخوض الامتحانات النهائية. وقد تحمل معها التوتر والاضطراب والشجار و المشكلات الزوجية, والأزمات الأسرية إن لم يتم التعامل معها كما ينبغي.. ونحن في اليمن يعاني الطلاب إلى جانب كل تلك الضغوطات ضغطاً متواصلاً تزيد وطأته أيام الاختبارات وهي مشكلة انقطاع الكهرباء ولساعات طويلة. دور الأسرة إن دور الأسرة مهم للغاية خلال فترة الامتحانات النهائية والمسؤولية في شقها الأكبر تعود إلى الأم في تهيئة الأجواء الدراسية المناسبة للأبناء وتوفير المناخ الملائم لهم خلال فترة الامتحانات والتي تمثل منعطفاً مهماً في حياة الطالب، فأوقات المراجعة وكيفية تنظيمها تتوقف على طبيعة البيئة التي يعيش فيها، فإذا كانت تتسم هذه البيئة بالهدوء فلا مانع من المراجعة في أي وقت يختاره. وبالتالي فمسألة تحديد وقت المذاكرة تتوقف على الطلاب ومعرفتهم بطبيعة البيئة التي يعيشون بها. لكن المسؤولية في جانبها الأكبر تعود إلى الأم في توفير المناخ الملائم لهم خلال فترة الامتحانات وذلك من خلال تجهيز مكان صحي خاص للمراجعة، وأن يكون بعيدا عن الضوضاء وأجهزة التسلية التي قد تبعده عن الدراسة وإبعاده عن المشروبات المنبهة والاستعاضة عنها بالمشروبات المفيدة من العصائر التي تكثر فيها الفيتامينات وكذلك تجنيبه السهر المتواصل الذي قد يفقده التركيز ويؤدي به إلى النعاس داخل قاعة الامتحان والإكثار من فترات الراحة حتى لا يتم إرهاق جسده ونظره لكثرة المراجعة. كما تقع على الأب مسؤولية كبيرة في مساندة دور الأم داخل الأسرة وذلك من خلال متابعة الأبناء داخل وخارج المنزل ومحاولة مساعدتهم بشتى السبل في المراجعة للامتحانات، بالإضافة إلى ضرورة تحفيزهم بما سينالونه بتفوقهم ونجاحهم في الامتحانات لما للتشجيع من دور كبير في دعم العملية التعليمية. وعلى الأبناء الطلاب أن يعلموا أن هناك حدا أقصى لساعات المراجعة، لأن تجاوزها يؤثر بالطبع ودور الأسرة هنا في التوازن والتشجيع على المذاكرة, والاستعداد للامتحانات, وفى نفس الوقت ممارسة الحياة الطبيعية الحياتية, في النوم والطعام و الحديث و الترفيه و الراحة دون طوارئ, فاستقامة العلاقة بين الزوجين تؤثر تأثيرا مباشرا على الأبناء, فإن أيام الامتحانات تمضي ولكن العلاقات الزوجية هي الباقية والمستمرة والدائمة! دور الأب في أيام الامتحانات دور الأسرة المتوازن مطلوب في مشاكل التوتر أيام الامتحانات حتى لا يتحول جو الأمان المطلوب توفيره للأبناء إلى مزيد من التوتر والاضطراب, نصنعه بأيدينا وليس بأيدي غيرنا ولذلك فالمهمة تقع على عاتق الأبوين معا, لأن الأصل التكامل بين الزوجين, وتوزيع المهام بين الاثنين: ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ).. لقد أجريت دراسات عن الأم حينما تقوم بالتنشئة بمفردها, في حال غياب الأب, فإن ذلك ينعكس على شخصية الأولاد, والممثلة في ثلاث صفات خطيرة تكون وبالاً على الأسرة والمجتمع معاً. أولاً: غلبة السلوك الطفولي حتى المراهقة, وهذا ما يجعل الأبناء في أيام الامتحانات يجنحون إلى اللعب كالأطفال. ثانياً: ميل الأبناء إلى الاعتماد على الآخرين وهذا هو العدو الأول في أيام الامتحانات, لأن المواجهة الحقيقية تكون في اعتمادهم على أنفسهم. ثالثاً: بعض الأمهات في حال غياب الأب تستعير بعض الصفات السلطوية, لكبح جماح الأولاد وردعهم, ما يقلل من صفات الأمومة التي هم في أشد الحاجة إليها خاصة في أيام الامتحانات, فتنتقل إلى الأبناء هذه الصفات غير الطبيعية كالانفعال والغضب والصياح والتشدد والعنف والقسوة. وهذا سر سلبية بعض الأبناء, في المشاركة والإسهام داخل الأسرة الكبيرة (المجتمع), فالنجاح في الممارسة داخل الأسرة الصغيرة يصنع إنساناً يشارك بنفس المشاركة في المجتمع.