انتهت مرحلة أولى من اختبارات الشهادة العامة للعام الدراسي 2012- 2013م، يرى غالبية طلاب القسم العلمي أنها مرت بسلام.. صحيفة (الجمهورية) رصدت مشاهدة وآراء عدد من طلاب الثانوية العامة في العاصمة صنعاء حول الأسبوع الأول من الاختبارات، وكيف كانت الأسئلة، وغيرها من الأمور المرتبطة، فضلا عن آراء معلمين ومراقبين في مراكز امتحانية.. طرح الأسئلة مختلف يقول الطالب امجد علي عبدالوالي - أحد طلاب الثانوية: “اختبارات القرآن الكريم والتربية الإسلامية والجبر والهندسة والتفاضل والتكامل، كانت سهلة بالنسبة لي، وربما لغالبية زملائي, الملاحظة الوحيدة هي طريقة طرح الأسئلة مختلفة في كافة المواد حتى الآن، فمثلا في الأعوام السابقة كانت أسئلة الجبر منفصلة عن أسئلة الهندسة، بعكس هذا العام حيث تم دمجها، وبالتالي بعض الطلاب واجهوا صعوبة وارتباك واعتقدوا أنها صعبة”. ويرى امجد، الذي يؤدي اختباراته في مدرسة ابن ماجد بالعاصمة صنعاء، أن فكرة تعدد نماذج الأسئلة ممتازة، يضيف: “الهدوء في قاعة الاختبار كان سيد الموقف طوال الأسبوع الأول، فعدد الطلاب 24 طالب، كل 6 طلاب لديهم نموذج من الأسئلة”. لم يدرسوا المقرر ويوافقه الرأي، زميله ايمن الحمادي “الحمد لله مر الأسبوع الأول من الاختبارات على خير، لم اجد أي صعوبة في الأسئلة سواء في القرآن الكريم والتربية الإسلامية أو الرياضيات، جميع الأسئلة من المنهج وواضحة، اختبار هذا العام أفضل من الأعوام السابقة”. من جانبه قال الطالب محمد العريقي (ثالث ثانوي علمي - مركز خالد ابن الوليد بالعاصمة صنعاء): “إجاباتي في اختبارات القرآن الكريم والتربية الإسلامية والجبر والهندسة كانت جيدة، أما في مادة التفاضل والتكامل فلست راضيا عنها، رغم إنني سأحقق نسبة نجاح، الإشكالية هنا انه وردت ثلاثة أسئلة في معادلة المماس ونحن لم ندرس هذا الدرس في المدرسة، وكالمثل سؤال في مبرهنة رول لم اجب عليه أيضا”. الطالبان محمد السعيدي وأصيل العبسي، يتفقان مع ما قاله زميلهما محمد العريقي ويضيفان: “ليست المشكلة فيما مضى من اختبارات، نحن نخاف الفيزياء والكيمياء والأحياء، نحن لم ندرس كامل مقررات هذه المواد”. 553 مخالفة في ثلاثة أيام وتميزت امتحانات الشهادة الثانوية هذا العام، التي تقدم لها 224 ألف و 608 طالب وطالبة يؤدون امتحاناتهم في 1497 مركزا امتحانياً، بإجراءات جديدة للحد من ظاهرة الغش، حيث تتعدد نماذج الأسئلة، بواقع 4 نماذج في القاعة الواحدة، بالإضافة إلى أن الأسئلة طبعت في دفتر الإجابة، لمنع تسرب الأسئلة، والحد من التجمهرات خارج المراكز الامتحانية. ورغم أن العملية الامتحانية في معظم المراكز تسير بشكل جيد ومنتظم, يتحدث تربويون وملاحظون عن عمليات غش منظمة في عديد المراكز الامتحانية بأمانة العاصمة ومختلف المحافظات، يضاف إليها خروقات وحالات غش غير منظم وانتحال شخصية، فضلا عن الفوضى والتجمهر واطلاق الرصاص الحي من قبل متجمهرين. رئيس اللجنة الإعلامية للإمتحانات بوزارة التربية والتعليم إسماعيل زيدان قال إن نحو 553 مخالفة رصدت خلال الثلاثة الأيام الأولى لسير امتحانات الشهادة العامة للعام الدراسي الحالي. وأوضح - بحسب المصدر اونلاين- ان من تلك المخالفات الامتحانية «336 خروج طلاب بدفتر الإجابة، 46 حالة تجمهر حول المراكز الامتحانية، 31 حالة غش جماعي ، 28 اقتحام مركز امتحاني ، 21 حالة انتحال شخصية ، 14 حالة فوضى وشغب ، 10 حالات تدخل اللجنة الأمنية، 9 ضعف اللجنة الأمنية، 6 حالات تقطعات على أعضاء اللجان الامتحانية، 5 دخول أفراد الأمن إلى القاعات، 4 تمزيق دفاتر ، 3 تدخل أعضاء السلطة المحلية ، 2 إطلاق نار ، 2 اعتداء، 1 تجمعات داخل المركز». وأكد أن اللجنة اتخذت العديد من القرارات الفنية لمعالجة بعض الاختلالات التي حدثت في بعض المحافظات ومنها نقل 45 مركز امتحاني «21 أساسي ، 24 ثانوي» بسبب التجمهر ومحاولة الاقتحام. ولفت إلى أن الوزارة «لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد كل من يتلاعب أو يتسبب في إرباك سير عملية امتحانات الشهادة العامة». فوضى واطلاق نار وسط العاصمة إلى ذلك أقرت اللجنة الفرعية للامتحانات بمحافظة تعز – كما هو حال عديد المحافظات – في اجتماعها الثلاثاء المنصرم نقل 27 مركزا امتحانياً لطلاب الثانوية العامة بسبب التجمهر وإطلاق النار واقتحام المراكز ومحاولة الغش بالقوة. وفي سياق متصل كشف مصدر مطلع في مركز مدرسة (الخليل إبراهيم) بمنطقة السبعين في أمانة العاصمة، أن المركز شهد يوم الاثنين الماضي أثناء أداء طلاب الثانوية (معظمهم من المدارس الخاصة) اختبار مادة الرياضيات (الجبر والهندسة)، أعمال فوضى واطلاق نار من قبل أولياء أمور ومرافقين للطلاب تجمهروا أمام المركز الامتحاني، وقاموا بمحاولة الغش للطلاب. وقال احد التربويين العاملين في الكنترول التابع للمركز - فضل عدم ذكر اسمه، انه تم إبلاغ مكتب التربية في المنطقة بعملية اطلاق النار التي تمت، والاعتداء على احد الملاحظين، وهو ما دفع بتعزيز المركز بطقم امني، غير ان بعض أفراده حاولوا تسريب أسئلة الامتحان وإدخال الغش إلى بعض الطلاب، مؤكدا أن احد الطلاب ارسل أسئلة الامتحان عبر جهازه الموبايل (ايفون) وتلقى الإجابات قبل أن يتم مصادرة هاتفه. وأوضح المصدر أن المركز يعاني نقصا شديدا في الملاحظين الذكور وتغيب عديد منهم، وأن إدارة المركز رفعت تقرير بكافة الخروقات التي رافقت سير العملية الامتحانية، وهددت بالتوقف عن العمل مالم تتخذ إجراءات صارمة لحماية المركز، مشيرا إلى أن المركز الامتحاني ساده الهدوء يوم الأربعاء الماضي أثناء اختبار التفاضل والتكامل، نتيجة تعزيزه بحراسة أمنية مكثفة، غير أنه سيتم نقله إلى مدرسة السماوي في منطقة الوحدة بداء من السبت القادم (الأسبوع الثاني للامتحانات).. تخدم الطالب الذكي وفي تقييمه لأسئلة امتحان الجبر والهندسة والتفاضل والتكامل لطلاب الثانوية القسم العلمي، قال معلم مادة الرياضيات التربوي نصيب ردمان،: “الأسئلة الامتحانية بحسب ما شرحها لي بعض الطلاب، كونها بداخل دفتر الامتحانات هذا العام، كانت شاملة لجميع أجزاء المقرر الدراسي، وراعت الفروق الفردية بين معظم الطلاب تقريبا”. وأكد التربوي ردمان تنوع أسئلة الاختبار، وأنها في الوقت نفسه طويلة وتخدم الطالب الذكي ولا تخدم الطالب غير الذكي، وهو ما ينطبق أيضا على تنوع نماذج الاختبار البالغة أربعة نماذج، والتي يرى إنها قللت من ظاهرة الغش، “ولكنها في المقابل سهلة عملية الغش، لأن معظمها تقليدية (صح وخطأ واختيارات ونحوها)، ومع ذلك فهي سهلة التصحيح” يقول نصيب ردمان. ويتفق نصيب ردمان مع عدد من التربويين أن معظم الأسئلة تبحث عن المعلومة لغرض المعلومة ذاتها، وليس بهدف البحث عن مستوى المعرفة والمهارة التي يتمتع بها الطالب, وأشاروا إلى أن ذلك ناتجا عن غياب الرؤية الواضحة لأهداف هذه الاختبارات, كما هو الحال في غياب الرؤية الواضحة بالنسبة لأهداف المنهج. - أخيرا يمكننا القول “من جد وجد”، ما يعني أن من ذاكر واجتهد طوال العام الدراسي سيحصد امتحانا سهلا، ومن أضاع وقته باللهو مع رفاق السوء لن يحصد إلا امتحانا صعبا، لذا نتمنى للطلاب التوفيق في أداء امتحاناتهم، والقائمين على التربية والتعليم تهيئة الجو الأمثل للطلاب.
