واصل الطيران الحربي الإسرائيلي مُسندًا بالبوارج البحرية شن الغارات على قطاع غزة، مستهدفا مقر الحكومة المقالة ومنازل تعود لقادة كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتصاعدت أعداد الشهداء والجرحى جراء القصف في عملية تعد الأكثر دموية بحق الفلسطينيين منذ انتفاضة الأقصى عام 2000. وأفاد مراسل الجزيرة نت في غزة أحمد فياض أن الطائرات الإسرائيلية أغارت على مبنى رئاسة الحكومة المقالة. ووصف سماء المدينة خلال الليل بأنها مغطاة بالطائرات الحربية التي تحاول فصائل المقاومة التصدي لها عبر نيران مضادة للطيران. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن الغارة أدت إلى تدمير مقر رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية وجرح خمسة أشخاص على الأقل من جيران المقر. وقال مراسل الجزيرة نت إن الغارات الإسرائيلية استهدفت في وقت سابق مسجد بدر في رفح، فهدمت أجزاء كبيرة منه، وأسقطت ستة شهداء من عناصر الشرطة الفلسطينية الذين كانوا قرب المسجد. كما شنت طائرات أف16 غارات شرق مدينة خان يونس، واستهدفت منزلا فارغا يعود لأحد قادة كتائب القسام. وأشار المراسل إلى أن البوارج الحربية قصفت حي الإسراء بمدينة غزة وتسببت في مقتل مدني وإصابة آخر. كما قامت المروحيات الإسرائيلية بقصف ورشة للنجارة بمدينة رفح، واستهدفت أيضا منزلا لأحد قادة القسام في بلدة بني سهيلة ولم يبلغ عن إصابات في كلتا الغارتين. من جهة أخرى قال مراسل الجزيرة في غزة سمير أبو شمالة إن المروحيات الحربية الإسرائيلية شنت ثمان غارات جوية منذ فجر اليوم الأحد أسفرت إحداها عن سقوط شهيد بشمال غزة. عشرات الشهداء وكان قد سقط ما يزيد عن ستين شهيدا في غزة خلال أربع وعشرين ساعة بينهم أطفال ورضيعة عمرها يومان، كما ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 160. جانب من الدمار الذي أحدثته الغارات الإسرائيلية بمنازل المدنيين (الجزيرة نت) وأحصت المصادر الفلسطينية استشهاد 22 ناشطا من الفصائل المسلحة معظمهم من كتائب عز الدين القسام وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية. وسقط الضحايا خلال غارات جوية حالت كثافتها دون إحصائها، وتركزت على مناطق في شمال القطاع. وفي المقابل أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن اثنين من جنوده قُتلا وأصيب سبعة آخرون بجروح في العملية العسكرية المستمرة. وقد أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك تعليماته للجيش بمواصلة عملياته العسكرية في قطاع غزة. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد واصلت حشد تعزيزاتها العسكرية على الحدود مع قطاع غزة. وقد أطلقت فصائل المقاومة قذائف صاروخية من قطاع غزة على النقب الغربي داخل إسرائيل سقطت ثلاث منها على الأقل في مدينة عسقلان.