تقدّم أيّ مجتمع من المجتمعات يُقاس بمدى تفعيلة لجميع شرائحه وفئاته الاجتماعية وبزيادة اهتمامه بالإنسان الفرد وحقوقه، كي يحيا حياة كريمة تليق بإنسانيته وكرامته.. وهذا يأتي من خلال إعطاء شريحة المُعاقين اهتماماً ورعاية غايتها تنمية قدرات المعاقين ومهاراتهم وتفجير طاقاتهم الإبداعية بغية إشراكهم في بناء المجتمع وصنع المستقبل.. ومن أجل ذلك جاء إنشاء صندوق رعاية وتأهيل المعاقين بصدور القانون رقم (2 ) للعام 2002م، وإصدار العديد من التشريعات والقوانين والقرارات التي كفلت للمعاقين حقوقهم بأن يحيوا حياة كريمة تليق بإنسانيتهم وكرامتهم، كما ضمن لهم الحصول على كافة مستلزمات ومتطلبات الرعاية والتأهيل وهي من المهام المناطة بالصندوق والملزم بتوفيرها على المستويين الفردي والمؤسسي. ولأهمية هذا الموضوع نزلت (إبداع) إلى صندوق رعاية وتأهيل المعاقين ، فرع عدن لمعرفة الهدف من إنشاء الصندوق والأعمال والأنشطة التي يقدمها الصندوق والصعوبات التي تواجهه، فإلى تفاصيل اللقاء: إشراكهم في البناء والتنمية مدير عام صندوق رعاية وتأهيل المعاقين فرع عدن، ياسين عبد الودود شاهر قال: إن إنشاء صندوق رعاية وتأهيل المعاقين جاء بهدف استغلال الطاقة الإنسانية للمعوق وإشراكه في البناء والتنمية. وأضاف: لتحقيق غاية نبيلة كهذه لن يتسنى لنا تحقيقها إلا بدمج المعاقين مع مختلف الشرائح الاجتماعية الأخرى، وإخراج المعاق من حالة العجز والخوف التي تسيطر عليه من خلال عمليات التأهيل والتدريب الشاملين وبالرعاية الاجتماعية والنفسية والطبية وبتهيئة كافة المجالات العلمية والمجتمعية حتى يتمكن المعاق من أن يسهم وبفعالية في بناء المجتمع وتنميته وصناعة مستقبله. وقال: صندوق رعاية وتأهيل المعاقين، فرع عدن افتتح في منتصف عام 2007م وكان الغرض من ذلك تسهيل المعاملات الخاصة بذوي الإعاقة في كل من محافظات (عدن، ولحج، وأبين)، ويهدف نشاط الصندوق إلى رفع المعاناة عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وكذا التسهيل لتوفير الخدمات الضرورية لهم..مبيناً أن الغرض من افتتاح فروع أخرى للصندوق في كافة المحافظات يهدف الى رفع المعاناة عن الأشخاص ذوي الإعاقة وتوفير الخدمات الضرورية لهم بدلاً من السفر إلى صنعاء لمتابعة قضياهم.. مؤكداً أن فرع محافظة عدن عمل على توفير الكثير من الخدمات الضرورية للأشخاص ذوي الإعاقة منها: صرف وسائل مساعدة ورسوم دراسية لذوي الإعاقة للملتحقين بالدراسات الثانوية والجامعية، حيث تم صرف رسوم دراسية لأكثر من (80) طالباً من مختلف الإعاقات والملتحقين بنظام التعليم. وأشار بأنه في العام 2007م وحتى 2011م قام الفرع بمتابعة العلاجات الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة إلا أن الخدمات العلاجية توقفت خلال الفترة 2011م حتى يومنا هذا لأسباب تتعلّق بالمركز الرئيسي في صنعاء، مؤكداً أن الفرع قد قام بصرف مساعدات صحية لإجراء العمليات الجراحية لأكثر من (50)معاقاً في عمليات مختلفة، وذلك بدفع مبالغ للمستشفيات والمستوصفات المتخصصة، والتي تقوم بإجراء هذه العمليات بالتنسيق مع المركز الرئيسي بصنعاء.. مشيراً إلى أن الصندوق يقوم بدفع نفقات تشغيلية لأكثر من (20) مركزاً وجمعية في إطار محافظة (عدن، ولحج، وأبين). تصاعد مستمر كما أوضح ياسين عبد الودود: إن صندوق رعاية وتأهيل المعاقين في الفترة الحالية يواجه الكثير من الصعوبات ومنها عدم توفير العلاجات للأشخاص ذوي الإعاقة، وقلة النفقات التشغيلية للفرع، مبيناً بأنه في الوقت الحالي توقفت الكثير من الخدمات نظراً لعدم وجود موارد لدى الصندوق، وارتباطنا بالمركز الرئيسي بصنعاء وهذا يسبب لنا الكثير من الإحراجات والإشكاليات مع المعاقين وأولياء أمورهم. خدمات تعليمية وحول الخدمات التي يقدّمها الصندوق في مجال الرعاية الاجتماعية، قال: يقوم صندوق رعاية وتأهيل المعاقين بتوفير كافة متطلبات ومستلزمات الرعاية الاجتماعية، حيث شهدت الخدمات المقدمة من قبل الصندوق للأشخاص ذوي الإعاقة (المستوى الفردي) منذ إنشائه في العام 2002م تصاعداً مستمراً.. وتوزّعت هذه الخدمات على الخدمات الطبية والعلاجية، وتقديم المساعدات المالية والمادية، من الكراسي المتحركة وغيرها، كما يقوم الصندوق بتوفير الخدمات التعليمية (الفردية) للأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف مراحل التعليم سواء كان (أساسي، ثانوي، ودراسات عليا) الخاص والعام، وما يترتب عليها من تقديم رسوم الدراسة، ومستلزمات دراسية كتوفيرالمناهج الدراسية والوسائل التعليمية، وبدل المواصلات.. بالإضافة إلى قيامه بتنفيذ برامج الدمج. تأهيل وتدريب وعن مجال التأهيل والتدريب (المستوى المؤسسي) يقول: في هذا المجال يقوم الصندوق بدعم وتمويل المشاريع والأنشطة المؤسسية مثل: مشاريع التأهيل والتدريب المهني والتعليمي والثقافي والاجتماعي وتوفير كافة متطلبات ومستلزمات تنفيذ هذه البرامج والمشاريع في المجالين المؤسسي والمجتمعي، وكذلك الأنشطة والبرامج والمهرجانات والفعاليات الشبابية التي يقيمها المعاقون أوالتي تنظمها الجمعيات والمراكز والمنظمات العاملة معهم ومن هذه الأنشطة إقامة المخيمات الشبابية وتنظيم الرحلات الترفيهية والمسابقات الرياضية وأيضاً الأنشطة الثقافية، وكذا المشاركات والفعاليات والندوات والمؤتمرات وورش العمل المتعلقة بمجال رعاية وتأهيل المعاقين محلياً وعربياً ودولياً. مناهج ووسائل تعليمية معتمدة واستطرد في حديثه قائلاً: وتوفير المناهج والوسائل التعليمية المعتمدة لمراكز وجمعيات رعاية وتأهيل المعاقين وكذا توفير المعلمين الفنيين والمتخصصين لغة (برايل) للمكفوفين وفي لغة الإشارة الخاصة بفئة الصم والبكم.. وتنفيذ البرامج الإشراف والمتابعة والتقييم للمراكز والجمعيات العاملة في مجال المعاقين وتوفير كافة مستلزمات ومتطلبات تنفيذ تلك الأنشطة والبرامج. ورش عمل وندوات خارجية وأما عن الفعاليات والمشاركات الخارجية فقال: يحرص الصندوق على مشاركة بلادنا وحضورها كافة الفعاليات والمشاركات الخارجية المتعلقة بالأشخاص ذوي الإعاقة، موضحاً بأنه وفي هذا الصدد يتولّى الصندوق تمويل كافة النفقات المتعلقة بحضور الندوات وورش العمل والمؤتمرات والحلقات النقاشة، كذلك تمويل نفقات المشاركات الرياضية والفنية والثقافية. وفي ختام لقائنا مع مدير صندوق تأهيل ورعاية المعاقين قال: نأمل من القيادات السياسية والحكومة وضع معالجات لتوفير الخدمات لهذه الفئة من المجتمع التي هي في أمسّ الحاجة للرعاية والاهتمام وكذا التأهيل والتدريب حتى يشاركوا في العملية التنموية في المجتمع، كما شكر الأخ المهندس وحيد علي رشيد، محافظ محافظة عدن ووزيرة الشئون الاجتماعية على متابعتهما لتوفير الاحتياجات للمراكز والجمعيات العاملة مع الإعاقة وكذا الأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم.