يتوجه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية،اليوم الى أبوظبي في زيارة لدولة الامارات العربية المتحدة، تلبية لدعوة من اخيه سمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة . وسيجري فخامته خلال الزيارة مباحثاث مع سمو الشيخ خليفة تتناول علاقات التعاون الأخوي بين البلدين وآفاق تعزيزها بمايخدم المصالح المشتركة للبلدين.. إلى جانب التشاور إزاء التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا التي تهم البلدين والامتين العربية والاسلامية. وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه علاقات التعاون الأخوي بين البلدين تناميا مضطردا في ضوء ماتشهده هذه العلاقات من رعاية وإهتمام من قيادتي البلدين وإستنادا إلى الجذور التااريخية المتينة التي تربط البلدين منذ الأزل. وبإستقراء مراحل تطور وإزدهار العلاقات اليمنيةالإماراتية في العصر الحديث سنجد محطات عديدة أسهمت في أن تصل هذه الى العلاقات المستوى المتطور الذي باتت تتبوأه في الوقت الراهن .. وذلك ما سنسلط الضوء عليه في هذا التقرير : فقد أنطلقت علاقات البلدين بخطى متسارعة في عام 1971م، وهي الفترة التي أعقبت نشأة دولة الإمارات العربية المتحدة، وشهدت البداية الأولى للتمثيل الدبلوماسي والعلاقات الرسمية بين البلدين، وأعقبها فتح سفارتين في كل من صنعاء وأبو ظبي. واسهمت الزيارة الأولى لصاحب السمو الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان، إلى صنعاء في 22 نوفمبر 1972م، في توطيد العلاقات التاريخية بين شعبي البلدين، ومثلت الانطلاقة الحقيقية لعلاقات أكثر تفاعلا وجدية بين البلدين، حيث نتج عنها التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون المتعلقة بالتبادل التجاري والفني والثقافي والإعلامي بين البلدين، بالإضافة إلى موافقة الجانب الإماراتي على تقديم مساعدات لليمن لتنفيذ عدة مشاريع في مجالات التربية والتعليم والمواصلات والإسكان، كما ساهم صندوق أبو ظبي للتنمية -الذي أنشئ في يوليو 1971م كجهاز رئيسي في دولة الإمارات لتقديم المساعدات الخارجية- في تمويل عدد من المشاريع الاقتصادية والزراعية والسياحية والصناعية في اليمن، بالإضافة إلى تمويل عدد من مشاريع البنية الأساسية والخدمات والتي بلغ حجمها الإجمالي خلال الفترة 1974م-1996م في شطري اليمن قبل إعادة تحقيق وحدة الوطن في 22 مايو 1990 أكثر من 920 مليون درهم . ودخل التعاون بين البلدين مرحلة جديدة من التقدم، بإنشاء مجلس التنسيق اليمنيالاماراتي برئاسة وزيري خارجية للبلدين خلال الفترة 1974-1984م، حيث أسهم في تنظيم التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ومن ابرزثماره تمويل صندوق أبوظبي للتنمية، مشروع تنمية المرتفعات الجنوبية الذي نفذ علي مرحلتين ابتدآ من 1975م، بقرضين بلغت قيمتهما الإجمالية 345ر77 مليون درهم. وجاءت الزيارة الثانية للفقيد الراحل سمو الشيخ زايد بن سلطان الى صنعاء في 12 مارس 1977م، لتؤكد على عمق وحميمة العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعطي دفعة قوية لتنميتها وتعزيزها في العديد من المجالات وفي إطار هذا التنامي كانت الزيارة الأولى لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، الى ابوظبي في 6 ديسمبر 1978م، والتي مثلت محطة هامة لمواصلة خطى التساريع في تنمية علاقات البلدين ، حيث أثمرت مباحثاته مع القيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على جملة من المرتكزات لتعزيز وتطوير العلاقات التاريخية بين البلدين بناءً على قاعدة صلبة من الثقة والشفافية والاحترام المتبادل بينهما. وفي إطار تبادل الزيارات بين القيادتين اليمنيةوالاماراتية، جاءت الزيارة الثالثة لسمو الشيخ زايد بن سلطان، لليمن في الأول من أكتوبر 1984م، والتي كان من ثمارها وضع حجر الأساس لإعادة بناء سد مأرب التاريخي الذي انهار قبل 3500 سنة، وقدم الشيخ زايد، مبلغ 390 مليون درهم حوالي (105 ملايين دولار) كمنحة شخصية من قبله لإنجاز مشروع السد. وتواصلت زيارات زايد الخير الى صنعاء، ففي 20 ديسمبر 1986م وتلبية للدعوة الموجهة اليه من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، شارك الشيخ زايد الشعب اليمني في احتفالاته بافتتاح سد مأرب التاريخي الذي تم انشائه على نفقته. ونتيجة للتطورات الهامة التي شهدتها علاقة البلدين منذ أواخر السبعينات، جاءت الزيارة الثانية للرئيس علي عبدالله صالح، لدولة الإمارات، في 22 فبراير 1982م، وتركزت أعمال الزيارة حول تنسيق جهود البلدين في سبيل تحقيق التضامن العربي، بالإضافة إلى مستقبل العلاقات التاريخية بين البلدين. وكانت الزيارة الرابعة التي قام بها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، الى ابوظبي، في العاشر من إبريل 1990م، وجاءت قبل ما يزيد على شهر واحد من إعلان إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، ماعكس الأهمية الكبيرة التي تحتلها دولة الإمارات العربية المتحدة لدى صناع القرار والسياسة الخارجية اليمنية، وجسدت تلك العلاقة الجيدة في مباركة دولة الإمارات العربية المتحدة، إعادة تحقيق الوحدة المباركة بين شطري اليمن، في الثاني والعشرين من مايو 1990م. وعقب قيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م، دخل البلدان في آفاق واسعة من التعاون الاقتصادي البناء في شتى المجالات، بحيث أصبحت اليمن سوقا تجاريا هاما للصادرات الإماراتية ، والتي مثلت نحو10بالمائة من إجمالي واردات اليمن من البضائع والمواد الغذائية والمنسوجات والمشتقات البتروكيماوية، كما احتلت صادرات الإمارات المرتبة الأولى من بين الصادرات الخليجية والعربية والدولية إلى اليمن. كما شهدت العلاقات التجارية العديد من التطورات الهامة خصوصا في ضوء إنشاء المنطقة الحرة بعدن في 3 يناير 1993م، لتعزز إرتباط اليمن بدول مجلس التعاون الخليجي وبالتجارة الدولية. ورغم ما شاب العلاقات من فتور بسبب في أعقاب حرب الخليج الثانية في العام 1990 والإحتلال العراقي الغاشم للكويت ، والتي كان من أهم مظاهرها توقف دورات مجلس التنسيق اليمنيالإماراتي، إلا أن الاتصالات لم تنقطع بين مسئولي البلدين على مختلف المستويات، إلى أن توجت بالزيارة الخامسة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، لدولة الإمارات في 11 مارس 1994م، أعقبها بعدة زيارات بين عامي 1995م و1998 و1999، والتي هدفت في مجملها إلى اعادة بناء جسور التواصل الأخوي وفتح آفاقا رحبة للعلاقات المتميزة بين البلدين، ونجحت الدبلوماسية اليمنية، في إعادة التقارب بين الجمهورية اليمنية ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى سابق عهده.