سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشيخ دغسان أحمد دغسان (أمين عام مؤتمر السلام بصعدة) ل (الجمهورية): لا يوجد ما يدفع إلى الحرب.. وكل ما تطلبه القضية هو تصفية النفوس والرجوع الى الصواب والعقل والمنطق
تعتبر قضية صعدة إحدى أبرز القضايا الوطنية المطروحة على المشهد اليمني نظراً لما خلّفته تلك الحروب الست من تداعيات سياسية وإنسانية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وبالتالي فإن الإسراع في تنفيذ الخطة التفصيلية المزمّنة للنقاط ال 20 سيسهم بشكل فعّال في إنجاح أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل، فما تطلعات أبناء محافظة صعدة من مؤتمر الحوار الوطني وتنفيذ المقترحات المرفوعة عبر فريق صعدة كحلول والمعالجات اللازمة، وكيف قوبل اعتذار الحكومة لهم، وما حقيقة خروج صعدة عن سيطرة الدولة والتعايش الحاصل بين الحوثيين والإصلاحيين والسلفيين هناك.. وما المدخل الصحيح للتعامل مع قضية صعدة وحلحلتها، والكيفية التي يجب أن تكون عليها مخرجات الحوار؟ محاور عدة كانت حصيلة لقائنا مع الشيخ دغسان أحمد دغسان (أمين عام مؤتمر السلام بصعدة) وشخصية اجتماعية معروفة وأحد أعضاء آخر لجنة وساطة رئاسية شُكّلت في الحرب السادسة.. فإلى الخلاصة: .. ماهي تطلّعاتكم في محافظة صعدة والآمال التي تعلّقون عليها من خلال مؤتمر الحوار الوطني؟ - الأمل الذي يعلّقه أبناء محافظة صعدة هو على المولى تعالى، أما مؤتمر الحوار فنحن ندعوهم بأن يصدقوا نواياهم لإصلاح وطن والصلح على الله تعالى الذي ندعوه أن يهيئ للوطن من خلالهم ولكل اليمنيين الولوج إلى برّ الأمان، كما إننا نعوّل على كل من هم داخل لجنة الجوار وهم يجتمعون يومياً أن تكون توصياتهم منصفة ومرضية لعامة الشعب ولأبناء محافظة صعدة الذين تضرّروا إثر 6 حروب ظالمة، وأن يصلحوا كل القضايا العالقة، فالشعب بأكمله يتطلّع إليهم ويرقب منهم الخروج بنتائج مرضية ونسأل الله تعالى أن يهيئ النفوس ويقدّم ما فيه الخير للوطن وعامة المواطنين. .. هناك قرارات عده اقترحها فريق قضية صعدة مؤخراً في مؤتمر الحوار كحلول ومعالجات كافية.. ما تعليقك؟ - يجب أولاً تنفيذ ما يتعلّق بصعدة في النقاط العشرين والمتمثلة في سرعة استيعاب ودمج أبناء صعدة والمحافظات المتضررة من الحروب في كل أجهزة ومؤسسات الدولة أسوة بأمثالهم من القوى السياسية في الفترة الانتقالية، وإلزام وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي بسرعة معالجة أوضاع الطلاب والطالبات المتضررين من حروب صعدة، ومنح أبنائهم تخفيضاً بنسبة 10 % من نسب القبول في الجامعات، وبشكل استثنائي لمدة 10 سنوات، كما نأمل أن يتم تحقيق ما تضمّنته مقترحات الفريق المشكل لقضية صعدة في مؤتمر الحوار كحلول على أرض الواقع عبر برنامج تنمية شامل لصعدة والمحافظات والمديريات المتضرّرة واضح المعالم ومحدّد بمدة لا تزيد عن خمس سنوات، وموازنة محددة ومعلومة وبرنامج تنفيذي مزمّن يشمل كل قطاعات التنمية بما في ذلك قطاع التعليم العالي وقطاع الزراعة والتسويق وفتح منافذ علب والبقع، إضافة إلى إطلاق سراح المعتقلين على ذمة الأحداث لدى كل الأطراف، وعودة النازحين إلى ديارهم ومساكنهم من كل الأطراف دون قيود وشروط، وتعويضهم فيما أُخد ونُهب من ممتلكاتهم وإزالة ما يحول دون عودتهم. .. ما تقييمكم لتفهُّم الأطراف المشاركة في الحوار وتفاعلها مع أن تكون مخرجاته مُرضية وعادلة ؟ - مؤتمر الحوار يعلّق الشعب الآمال عليه، قد يهيئ الله فيه خيراً وأن يُخرج البلاد إلى برّ الأمان كما أسلفت ويحلحل الأمور حال وُجدت النوايا الصادقة لدى المشاركين في الحوار بحيث يتقبّل كل طرف الآخر، وعلى كل طرف سواءً كان حوثياً أو إصلاحياً أن يؤمنوا بالآخر ويمنحوه فرصة للتعبير عن رأيه وفكره، بل نتمنى أن يصلوا إلى قناعة - قبل أن يسفكوا دماء بعضهم- إننا إخوة وأبناء جلدة واحدة وشعب واحد ويجب الاعتراف بالآخر قبل حدوث حرب لا سمح الله وحدوث ما لا يُحمد عقباه ويجب أيضاً أن ننشد جميعاً التعايش السلمي داخل مجتمع واحد. .. كيف قوبل اعتذار الحكومة مؤخراً لأبناء صعدة؟ - الاعتذار كان في مقدمة النقاط العشرين وكان المفترض أن يقدّم قبل البدء في الحوار ومع أنه أتى متأخراً إلا أنه خطوة إيجابية إذا طُبّق على أرض الواقع ولابد أن يُصاحب الاعتذار تنمية وإعمار وسلام وماعدا ذلك فسيكون إشكالية , وبلا شك كان للاعتذار انعكاسات إيجابية وطيبة في نفوس أبناء المحافظة وبالتأكيد سينظرون نظرة إيجابية وستكون محفّزة لنا جميعاً لنخطو خطوات أكثر إيجابية وأكثر تفاعلاً مع مؤتمر الحوار الوطني ،كما أطالب رئاسة الجمهورية بتطبيق النقاط العشرين كاملة لكي تأتي مخرجات المؤتمر إيجابية وتجد طريقها إلى التنفيذ. .. كيف تلمسون التعايش الحاصل ما بين الحوثيين والإصلاح والسلفيين داخل صعدة ؟ - الأوضاع طيبة إن شاء الله وهناك من يريد تأجيج الوضع والإتجار من وراء الاقتتال بين الحوثيين والسلفيين وهناك من يحاولون الدفع بعجلة الحرب ليتاجروا من وراء قتل أبناء صعدة، وعلى طرفي الصراع أن يحتكموا إلى العدل والى الحوار الخلّاق وأن لا ينجرّوا إلى الاقتتال وسفك دماء بعضهما البعض، فأبناء صعدة اليمنيون عامة هم الخاسرون والمنتصرون هم قلة، وما نرجوه من الطرفين هو أن يحكّما لغة العقل والمنطق وأن لا ينجرّا إلى الإقتتال مع تأكيدي أنه لا يوجد أيّ سبب يدفع إلى الحرب وكل ما تطلبه القضية هو تصفية النفوس والرجوع الى الصواب والعقل والمنطق. .. يُشاع أنكم بصدد إشهار حزب السلام ؟ - نعم حيث مازلنا مصممين ونعوّل على اتساع وإشهار حزب سياسي ويكون مستقلاً. .. هل الحزب يمثّل أبناء صعدة ؟ - لا يمّثل أيّ قوى سياسية وسيمثّل مختلف الأطياف اليمنية ونحن بصدد إشهاره مع حلول الانتخابات القادمة إن شاء الله، وسيكون حزباً سياسياً ليس فيه أيّ نوع من المذهبية، ونريد رئيساً يكون للبلاد ويكون رئيساً ،حاكماً، عادلاً ككل أبناء شعبه رئيساً يمثّل اليمن بكل أطيافها السياسية والفكرية والمذهبية. .. ما تعليقك بشأن سير إعمار صعدة ؟ - نعوّل على فخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور أن يُصدر توجيهات كريمة بإنزال الصندوق للعمل من صعدة بدلاً من العاصمة صنعاء، لما لذلك من أهمية في إنجاز التعهدات في الميزانية المعتمدة خلال الفترة المحددة وبصورة تشمل نطاقاً أوسع مما هو معوّل عليه ضمن خطة الإعمار للعام الحالي 2013م.. كما سيسهّل أيضاً عملية المراجعة والمتابعة الروتينية الممنهجة حالياً، ولابد أن يعمل الصندوق من صعدة كما حصل في حضرموت سابقاً، حيث طالب أبناء المحافظة الحكومة والرئيس السابق بإنزال مكتب الصندوق ومدير الصندوق إلى المحافظة وبالتالي فإن مطلب نزول صندوق إعادة الإعمار للعمل من صعدة مطلب حق لكل أبناء المحافظة، وتشمل التعويضات أيضاً البيوت أو المزارع أو في المنهوبات. .. برأيك هل مبلغ عشرة مليارات كافية لإعادة إعمار صعدة؟ - هي غير كافيه ولا تعتبر حتى الثلث من إجمالي حجم الأضرار الناجمة عن ست حروب في صعدة، بل نجد أنها مناسبة لواستغلت استغلالاً مناسباً وسخرت تماماً في إعمار ما هو متفق عليه ضمن مراحل خلال العام الحالي2013م رغم كوني أجزم القول: إن 10 مليارات مبلغ سيكفي لإعادة إعمار مديرية سحار تماماً على سبيل المثال كونها أكثر ضرراً سواءً في جانب الإعمار أو الجانب الزراعي، وتبقى لدينا أربع عشرة مديرية، فكم تحتاج هي أيضاً؟. .. ما هي رسالتك الأخيرة التي تود أن تقولها؟ - أدعو كل من هو يمني، ينتمي إلى الأمة العربية والأمة الإسلامية أن يتحلّى بأخلاق الدين الإسلامي، وأن يعود كل غاوٍ إلى رشده وأن يسعى إلى حفظ واستقرار أمّته، كما هي رسالتي لأعضاء مؤتمر الحوار أنه يجب عليكم أن يستشعروا جميعاً المسؤولية المُلقاة على عاتقهم ويكونوا بمستوى أمل وتطلّعات الشعب اليمني الذي عانى كثيراً وتأخر كثيراً وقد حان الوقت الذي تجعلوا منه يمناً سعيداً كما سُمّي في يوم من الأيام.