فيما رحب الحوثيون باعتذار الحكومة عبر نرحب بقرار الاعتذار الذي صدر مؤخرا عن الحكومة الحالية والذي تضمن الاعتذار عن خطأ الحروب الماضية التي شنت على المحافظات الشمالية وكذلك حرب عام 94م التي شنت على المحافظات الجنوبية ونعتبر ذلك خطوة جيدة في طريق معالجات الماضي الأليم ونتمنى أن يترجم هذا الاعتذار على أرض الواقع فتعالج مخلفات تلك الحروب وما نتج عنها ويجبر الضرر وتضمد الجراح وأن تتبنى الحكومة مواقف صادقة باتجاه وقف حملات التحريض والكراهية التي تمارسها بعض وسائل الإعلام ووقف الملاحقات والاعتقالات التعسفية وأن يلحق هذه الخطوة خطوات أخرى تعزز قيم التعايش والمشاركة المجتمعية في مختلف المجالات وإنهاء حالة التمييز السياسي والفرز المناطقي والطائفي . انتقد الدكتور عمر مجلي عضو مؤتمر الحوار الوطني الاعتذار الرسمي الذي وجهته حكومة الوفاق الوطني لأبناء المحافظات الجنوبية وأبناء محافظة صعدة. ووصفها ب«غير المنصف وغير العادل». وأوضح مجلي أن «الحكومة والدولة مشكلة من كل فئات الشعب، وبالتالي فالاعتذار سيكون من كل الشعب لأطراف إما دعت للانفصال أو دعت للفتنة، وهذا نوع من الابتزاز السياسي في هذه المرحلة للدولة». وقال: «من يعتقد أن هذا الاعتذار خطوة إيجابية لمعالجة قضية صعدة فهو واهم، إذ أن المفترض أن يكون الاعتذار منصف ومن كل الأطراف تعتذر لبعضها البعض وتفتح صفحة جديدة». وتساءل مجلي: «عن أية مرحلة من الحروب في صعدة التي لا زالت متتالية إلى الآن شمل هذا الاعتذار، هل هي لستة حروب أم ل11 حربا شنها الحوثي بعد ستة حروب دامية». واتهم مجلي جماعة الحوثي بشن عدة حروب آخرها حرب الرضمة بإب، وحرب العصيمات بعمران، وحرب دماج بصعدة. وقال: في تصريحه ل«الخبر» إن «الخسائر من الحروب التي أشعلها الحوثي بعد الستة الحروب أكثر من الحروب الستة نفسها». وطالب مجلي جماعة الحوثي أن «تعتذر لأبناء محافظة صعدة وأبناء المناطق التي اعتدوا عليها اعتذاراً واضحاً وصريحاً، وأن يعترفوا بالخطأ الذي أقدموا عليه». وأكد عمر مجلي أن «أبناء صعدة يحتفظون بحقهم فيما ارتكبه الحوثي من جرائم بشعة بحقهم، حيث أراد الحوثي من اعتذار الحكومة تصفية وتنظيف ملفاته السابقة الجنائية». وفي ذات السياق قال: الشيخ صغير بن عزيز عضو مجلس النواب وعضو مؤتمر الحوار الوطنى «إن الاعتذار الذي قدمته حكومة الوفاق للجنوب وصعدة كان مطلبا من بعض الأطراف». وأضاف: في بلاغ صحفي - تلقى «الخبر» نسخة منه - «إن اعتذار الحكومة كان يجب أن يشمل أبناء الجنوب وصعدة وسفيان، والمناطق المتضررة من حرب الحوثي وكذلك القوات المسلحة والأمن الذين كانوا يؤدون واجبهم في صعده وسفيان من أجل الأمن والاستقرار». وتابع قائلاً: «كان من المفترض أن يعتذر الحوثي أولاً عن خروجه عن طاعة ولي الأمر ومجابهته للأمن والاستقرار، وقتله للمواطنين ونهب ممتلكاتهم في صعدة وسفيان وحجة وعمران والجوف وغيرها من المناطق, وأن يعتذر من دعا إلى الانفصال وشق العصا ودعا إلى الفتنة في الجنوب». وأكد أن «الحوثيين هم من يجب أن يعتذروا».. واعتبر أن وصف جماعة الحوثي للإعتذار بالهزيل «يأتي من باب المغالطة لشعب اليمن، لكن في الحقيقة الحوثي من يجب ان يعتذر عن ما أجرم في صعدة وسفيان وغيرها». وأضاف: «يجب أن يتعذر الحوثي عن ما اقترفه من جرائم قتل وتهجير ولا يزال حتى اللحظة يمارس الظلم والاعتداءات وقتل الناس وممارسة انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ويكف عن أذاه للناس في هذه المناطق».