انطلاقاً من قوله تعالى: «وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يُغنهم الله من فضله» وبهدف تيسير الزواج والتخفيف من تكاليفه الباهظة والحد من مظاهر الترف والإسراف والتباهي في الأعراس الفردية، إضافة إلى تعميق الشعور بالأخوّة والمساواة بين العرسان تأتي أهمية الأعراس الجماعية وبما يعكس عمق الروابط الاجتماعية. العرس الجماعي الرابع لليتيم الذي نظّمته مؤسسة الفاروق التنموية بالتعاون مع مؤسسة اليتيم وبدعم سخي من أمير دولة قطر بمبلغ مليونين و583 ألف دولار أمريكي استهدف 4آلاف عريس وعروس عدَّ الأكبر من نوعه على مستوى العالم؛ مُنحت على ضوئه مؤسسة اليتيم التنموية شهادة موسوعة «جينيس وجائزتها للأرقام القياسية؛ سلّمها إلى المؤسسة بحضور ممثّل رئيس الجمهورية في الحفل وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالرزاق الأشول ومستشار رئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن اللواء علي محسن الأحمر وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى ومساعد وزير الخارجية القطري والسفير القطري في صنعاء.. وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالرزاق الأشول بارك للعرسان هذا الزواج الميمون، مثمّناً مكرمة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر السابق بدعم وتبنّي هذا العرس الجماعي الرابع لليتيم، وقال: «هذه المكرمة لا تعبّر إلاّ عن إبداع وتميُّز وريادة». يتجلّى العطاء وأضاف وزير التربية: «حينما ننظر إلى هذه اللوحة الرائعة؛ نجد فيها كيف يتجلّى لنا العطاء والوفاء والإخاء والتكافل والتعاون وكل المعاني والقيم والدلالات التي ما أحوجنا إلى غرسها في مجتمعنا، وهي ظاهرة تعبّر عن قيمة إنسانية ينبغي أن نحرص عليها “الأعراس الجماعية” لكي نسعى من خلالها إلى التخفيف من معاناة الفقراء وأولهم الأيتام». لافتاً إلى أنه أمام العرسان مسؤوليات كبيرة تتمثّل في أدوارهم المنتظرة لبناء اليمن الجديد، وقال: «هم الآن بُناة لأسرة، والأسرة نواة المجتمع، وهذا المجتمع لا يمكن أن يتكوّن أو يتشكّل إلاّ ببناء هذا الجيل الذي لطالما انتظرناه طويلاً، وينبغي أن يُصاغ ويعدُّ كي يكون قادراً على ريادة اليمن الجديد الذي نتطلّع إليه جميعاً، يمن تقوم فيه دولة مدنية حديثة ترعى مصالح شعبها وأبنائها وأيتامها، منوّهاً إلى أن الاحتياج الأكبر الذي ينبغي العمل على توفيره هو تأهيل الأيتام وتعليمهم تعليماً صحيحاً، فالمجتمعات تُبنى بهذه الأداة». جهود خيّرة الدكتور محمد السعدي، وزير التخطيط والتعاون الدولي أشار بالقول: «الحقيقة لابد من الإشادة بجهود دولة قطر الخيّرة في دعم وتمويل المشاريع التنموية والخيرية باليمن في مختلف المجالات والتي تأتي في إطار تميُّز وعمق العلاقات اليمنيةالقطرية التي تسهم في تطوير العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، ولا ننسى تفاعل كل الخيّرين من المملكة العربية السعودية والكويت وكل الدول الخليجية ومن كافة أرجاء الوطن العربي والإسلامي، هذه الجهود الخيّرة نثمّنها ونقدّرها ونأمل من كل الخيّرين في اليمن حذو هؤلاء، كما نثمّن الجهود التي تبذلها مؤسستا اليتيم والفاروق في تنظيم هذه الفعاليات الرائدة التي تلبّي احتياجات الشباب سواء في تنمية قدراتهم ومهاراتهم أم حفلات الزفاف التي تسهم في صون الشباب وعفّتهم وإكمالهم نصف دينهم، وتسهم في تحقيق جانب من الاستقرار النفسي الذي تعود فوائده على الأسر والمجتمع ككل». أبعاد اجتماعية مساعد وزير الخارجية القطري الشيخ أحمد بن محمد بن جبر آل ثاني أوضح بقوله: «هذا العرس مشروع ذو أبعاد اجتماعية تنموية تأتي تعزيزاً لمبدأ الاستقرار الأسري، وتحصين شباب الأيتام، ومساعدتهم للتخفيف عنهم تكاليف الزواج، وتوسيع دائرة الفضيلة والعفاف، وتمكين الأيتام من الاستقرار النفسي والاجتماعي». شرف كبير وأضاف مساعد وزير الخارجية القطري: «إنه لشرف كبير لي أن أمثّل دولة قطر نيابة عن سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في هذا المجمع العرائسي الفرائحي الكبير والذي يهدف في المقام الأول إلى مساعدة الشباب في التوجُّه نحو تحصين أنفسهم من الهوى وإرساء قيم التكافل والتعاون بين شرائح المجتمع والتخفيف من التكاليف الباهظة على المقبلين على الزواج، الجهود القطرية الإنسانية والإنمائية في اليمن انطلقت من حرصها الأكيد والتزامها العميق بدعم كافة الجهود التي تعمل على توفير مناخ ملائم وداعم لعملية الحوار الوطني، وتحقيق الأمن والاستقرار الذي يكفل التحوُّل من مواجهة معدّلات الفقر والوضع الإنساني الحاد إلى توفير بُنية تحتية مواتية لتنمية مستدامة تحقّق تطلُّعات الشعب اليمني الشقيق». دعم الحوار الوطني وعن دعم دولة قطر الشقيقة للحوار الوطني في اليمن، يقول مساعد وزير الخارجية القطري: «دولة قطر لا تألو جهداً في دعم الحوار وجهود الأشقاء في اليمن لتحقيق ما يصبو إليه الشعب اليمني الشقيق من التنمية والرفاه والازدهار، وقد قدّمت دولة قطر في هذا الاتجاه مليون دولار لدعم الحوار الوطني الشامل، قطر تأمل في أن يكون هناك توافق يفضي إلى انتقال سلمي للسلطة وتنفيذ المبادرة الخليجية في اليمن». مؤكداً أن ما تقوم به دولة قطر ما هو إلاّ واجب وطني عربي تجاه أشقائها في اليمن السعيد، معبّراً عن شكره لفخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي لرعايته هذا العرس الجماعي الكبير. ظاهرة فريدة الشيخ حميد عبدالله بن حسين الأحمر أوضح بقوله: «لا شكّ أن هذا العرس الجماعي الكبير ظاهرة اجتماعية فريدة بكل المقاييس كونه أولاً أكبر عرس جماعي على مستوى العالم، وثانياً لوحة رائعة يتجلّى فيها العطاء والإبداع والتعاون والتكافل، وهو قيمة اجتماعية ينبغي علينا الحرص على تعميقها في مجتمعنا تعزيزاً لمبدأ الاستقرار الأسري، وتحصين الشباب بمن فيهم الأيتام ومساعدتهم للتخفيف عنهم تكاليف الزواج وتوسيع دائرة الفضيلة والعفاف، نشكر مؤسسة اليتيم على هذا العمل الخيري الرائع، ونشكر الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على هذه المكرمة بتبنّي هذا العرس الجماعي الرابع الكبير والمتميّز للأيتام، ونتمنّى أن تتكرّر مثل هذه الفعاليات لما لها من آثار على الواقع الاجتماعي والمعيشي للناس». يعزّز الروابط الأخوية الدكتور حميد زياد، رئيس مؤسسة الفاروق التنموية تحدّث بالقول: «مشاركة أشقائنا في الخليج من أمراء ومسؤولين ورجال أعمال للمشاريع التنموية والخيرية وحضورهم أفراح اليمن الذي تحتفل بزفاف أربعة آلاف عريس وعروس؛ يعزّز من روابط الأخوّة الإسلامية المتينة، ويقوّي المفاهيم التي تؤكد واحدية الجسد الواحد لكل أرجاء الأمة الإسلامية، هذا الزفاف الجماعي سيسهم في تعميم الفرحة على أرجاء الوطن باعتبار العرسان يمثّلون كل المحافظات والتي ستشهد احتفالات بهذه المناسبة الهادفة إلى تحصين الأيتام من الشباب لاستكمال نصف دينهم، العرس يشكّل تظاهرة اجتماعية باعتباره أكبر عرس بحسب موسوعة «جينيس» العالمية، مؤسسة اليتيم تسعى إلى أن تكون أساساً للنهضة الصناعية في اليمن من خلال برامجها المختلفة في تعليم وتأهيل وتدريب منتسبيها من الأيتام، كما تسعى مؤسسة الفاروق التنموية من خلال برامجها ومشاريعها الدعوية مثل مشروع كفالة مركز تأهيل وتدريب الحفاظ ومشروع كفالة القرى الدعوية إلى تنمية الإنسان اليمني، وبناء جسور المحبّة والتسامح والسلام بين أبناء اليمن الواحد في أرجاء الوطن”.