مثل الاعتداء الإرهابي على مجمع وزارة الدفاع بصنعاء يوم أمس تصعيداً خطيراً للعمليات الإرهابية التي تشهدها اليمن خلال الفترة الأخيرة بحسب الخبراء والمتابعين الذين لم يستبعدوا العملية الأخيرة من قائمة طويلة لعمليات تستهدف إفشال العملية السياسية. غير أن تصريحات عدد من الخبراء العسكريين لم يوثقوا صلة تلك الأعمال بإجهاض موجة التغيير التي تمضي على طريقها اليمن فحسب، بل وربطوها بمحاولات ضرب الجهود الشخصية لقادة التغيير في البلاد وعلى رأسهم الرئيس هادي. العميد المتقاعد والخبير الاستراتيجي في الشؤون العسكرية محسن خصروف أكد في تصريحات إعلامية عقب العملية الإرهابية بمجمع الدفاع أن الاعتداء يستهدف الخطوات الإجراءات التي وصفها (بالشجاعة) للرئيس عبدربه منصور هادي والتي تصب في مسيرة التغيير التي ينشدها المواطن العادي. كاشفاً عن وجود جهات (متواطئة) على حد تعبيره أسهمت في الاعتداء الأخير أمس حيث قال: إن السيارة الملغومة التي انفجرت داخل مجمع العرضي تم إدخالها. معللاً تلك الأعمال بأنها محاولات لإعادة اليمن إلى المربع الأول وإحياء هواجس العنف والفوضى في البلاد، واعتبر خصروف في تصريحه على قناة (الجزيرة) ظهر أمس تلك الجهات بأنها غير مدركة أن العنف في اليمن (ممنوع) بقرارات دولية وإقليمية ليس من مصلحتها انزلاق اليمن نحو الاقتتال وأن المجتمع الدولي يؤيد إجراءات الرئيس هادي وخطواته نحو التغيير رغم التحديات والعراقيل التي تواجه مؤتمر الحوار وعملية التسوية.. ووصف العميد خصروف وجود رئيس الجمهورية في قلب (المعمعة) بعد ساعة واحدة من الاستهداف الإرهابي لوزارة الدفاع واجتماعه بالقادة العسكريين بأنه رد واضح وصريح على كل من يحاول إعاقة الحوار والمرحلة الانتقالية. ومهما رأى الخبراء والعسكريون يبقى اليمن ومواطنوه في انتظار الكشف عمن يقف خلف مثل هذه الاعتداءات والأعمال التي لم تكتفِ باستهداف المسئولين والعسكريين في الشوارع العامة، بل مضت نحو قلعة الجيش وحصنه الحصين وهو ما يستدعى الكشف عن الفاعلين في أسرع وقت ممكن أو خلال 24ساعة كما وجه رئيس الجمهورية بذلك لجنة التحقيق ليواجههم الشعب وليقطع دابر محاولات عرقلة المضي نحو التغيير المنشود.