جريمتان الأولى أبشع من الثانية من حيث التفاصيل والمعاني والطريقة، وحتى في سبب الارتكاب والدوافع الإجرامية الأفظع في الجريمتين هو أن أطرافهما مجني عليه وجانٍ من أسرة واحدة لا دخيل بينهم ولا في صلة القرابة الرابطة ببعضهم البعض، تفاصيل أوفى وأدق في السطور القادمة: شاب عشريني لم يمر على التحاقه بالسلك الأمني بضعة أشهر، وهو من أبناء مديريه السياني، محافظة إب، شكله عادي وبيئته طبيعية وتصرفاته لم يشكك بها أحد يوماً ما، إلا نادراً ولم يظهر عليه الجنون إلا ذات يوم ومؤخراً، حينما اقترفت يداه جرماً بحق أعز مخلوق وإنسان في حياته وبحق شريكة حياته التي تزوج بها قبل أشهر كذلك.. حيث شهدت مديريه السياني الأسبوع الماضي ارتكاب أبشع الجرائم الإنسانية والجنائية، حينما سقط رجل مُسن مقتولاً جراء إصابته بعيار ناري في البطن في الحقل الزراعي التابع له أثناء ما كان يعمل فيه صبيحة يوم الحادثة، حينما قدم إليه إبنه وفلذة كبده، رآه، فتبسم له وقلق من قدوم ابنه في هذا الوقت الذي ليس من «عوايده» المجيء إليه، ولكن ما سر حمل الإبن للسلاح؟ الأب كان قلقاً كثيراً لحظات فارقة وعصيبة مرت وحان الوقت للكارثة التي كانت كالطامة، فالشر يملأ وجهه، لم يمهل والده العجوز ينطق بكلمة أو يسأله عن سبب مجيئه إليه، يشهر السلاح الآلي نحو والده ويطلق عليه النار ويصيبه في البطن ويرديه قتيلاً في حقله ويفر هارباً، الأب لقي حتفه ولم يكن يعلم أن ابنه قد قام قبل أن يقتله بمحاولة قتل زوجته التي انكتب لها عمر جديد حيث أسعفت إلى أحد مستشفيات محافظة تعز، حيث قام زوجها بإطلاق النار عليها قبل أن يتجه إلى الحقل ليكمل مسلسل كارثته الإنسانية بأبشع جرم بحق والده، تبلغت شرطة مديرية السياني بالجريمتين والجاني واحد لا غيره، ولا ثاني له إلا الشيطان الذي وسوس له لارتكاب جريمته الشنعاء فتم استدعاء خبراء الأدلة الجنائية من مباحث المحافظة حيث وصل الخبراء، الرائد علي أحمد النصافي، رئيس قسم مسرح الجريمة والخبير فهد الفلاحي إلى مكان الحادث، وتم تصوير جثة الأب قبل أن يتم نقله لمسقط رأسه لدفنه في قرية أخرى، بينما الإبن القاتل كان يشهد عملية جديدة سطرها مع زملائه من رجال شرطة مديريه السياني الذين كانوا يقومون بتعقبه بهدف ضبطه، فقام بمقاومتهم وكان يتقدم الفريق الأمني المكلف بضبطه العقيد محمد أحمد البعداني، مدير شرطة مديريه السياني والمساعد عبده الوصابي وأفراد آخرون حتى تمكنوا من إلقاء القبض عليه وإيصاله إلى سجن الإدارة والتحفظ عليه، وإبلاغ مدير عام شرطة محافظة إب العميد الركن فؤاد محمد العطاب الذي أشاد بجهود رجال شرطة مديريه السياني خاصة، كان الجميع ينتظرون وعلى أحر من الجمر النتائج التي سيخرج بها المحققون في القضية تحديداً مع المتهم ومعرفة سبب إقدامه على قتل والده والشروع بقتل زوجته، المفاجأة كانت أنها لدواعٍ عائلية وخلافات أسرية بينه وبين زوجته ووالده مع بعض وعلّل ذلك بطريقة غريبة وعجيبة ورمى كل شيء على «الشيطان» إنه السبب الذي دفعه للتخلي عن العقل والصبر وأجبره على ارتكاب فعلته الشنعاء فعلاً كان كما يبدو عذراً أقبح من ذنب، بينما علل البعض أن المتهم الشاب مريض نفسياً ومختل عقلياً ولم يكن هذا أكثر إقناعاً للجميع، فالجريمة وقعت وبدم بارد، وهكذا كانت الجريمة التي هزت سياني اللواء الأخضر والأدهى أن السلاح الذي ارتكب فيه الإبن جريمته أخذه إلى منزلهم وهو تابع لأحد الأشخاص قام برهنه عند والده بمبلغ ستين ألف ريال حسب المعلومات الواردة.