الصحافي اليمني حامل المشقة والتعب.. خاصة كونه حلقة وصل بين المجتمع والجهات المعنية كانت حكومية أو سياسية أو غيرها. فهو الباحث عن الحقيقة، كاشف المستور عن أي خلل أينما كان اجتماعياً أو سياسياً، وهو صوت الناس وكل المظلومين وناقل الحقيقة للرأي العام. ولهذا الصحافي في بلادنا من أكثر الكوادر العاملة المعرضة للانتهاكات والاعتداءات. فقد كشف تقرير حديث صادر عن مؤسسة «حرية» للحقوق والحريات والتطوير الإعلامي وهي مؤسسة غير حكومية أنها رصدت خلال العام الماضي 282 حالة انتهاك ضد حريات الصحافة داخل اليمن. وأوضح التقرير أن هناك تراجعاً كبيراً في الانتهاكات مقارنة بالعام 2012م من حيث العدد الذي رصد فيه 432 حالة انتهاك، ولكن أشارت إلى أن انتهاكات العام 2013م أكثر خطورة في نوعية الانتهاكات ضد الصحفيين وذلك من حيث القتل، والشروع في القتل، والاعتقال، والإخفاء، والاختطاف والتي توزعت على كل أنواع تلك الانتهاكات. وخلص التقرير إلى أن الحريات الإعلامية في اليمن مازالت في خطر. وفي دراسة للإعلامي عارف أبوحاتم نال بها درجة الماجستير كشفت أن «تحكم مصادر المعلومات» هي أكثر الضغوط التي يتعرض لها الصحفيون، تليها الضغوط السياسية، وجاءت «ضغوط قوى الإرهاب» في آخر قائمة الضغوط التي يتعرض لها الصحفيون. وأشارت الدراسة إلى أن «المنع من دخول الجهة» يأتي في صدارة المواقف التي يتعرض لها الصحفيون أثناء البحث عن المعلومة.. وكذلك الصعوبات (المادية) التي هي من أهم الصعوبات التي تحول دون الحصول على المعلومات. ودعت الدراسة إلى عدم التعامل مع الصحفيين كأطراف في الصراع السياسي.. كما حثت إلى رفع مستوى أجور ومكافآت القائمين بالاتصال، حتى لا تمثل الأعباء المعيشية ضغوطاً نفسية تحد من قدرات الصحفيين على الإبداع. من جانب آخر يشير بعض الإعلاميين إلى أن صدق الكلمة قد يكلف الصحفيين أشياء كثيرة خاصة الانتهاكات المتكررة في حقهم، بالرغم من أن الصحفيين اليمنيين الأقل أجوراً على مستوى الشرق الأوسط. اليوم يعاني الصحافي اليمني من أوجاع المهنة وضنك العيش آملاً بلوغ الدولة المدنية الحديثة وبزوغ فجرها الذي بدأ مع اختتام مؤتمر الحوار الوطني لينهي المعاناة التي يعيشها يومياً.