المبعوث الأممي يعلّق على أحداث محافظتي حضرموت والمهرة    القوات المسلحة الجنوبية تضبط مصفاة غير قانونية لنهب النفط داخل مزرعة متنفذ شمالي في الخشعة    ضربة بداية منافسات بطولة كأس العالم للشطرنج السريع والخاطف قطر 2025    الافراج عن اكبر دفعة سجناء بالحديدة تنفيذا لتوجيهات قائد الثورة    أمن محافظة صنعاء يدشّن خطة البناء والتطوير    اتحاد حضرموت بحافظ على صدارة المجموعة الثانية بدوري الدرجة الثانية    الصين: صناعة الذكاء الاصطناعي الأساسية تتجاوز 142 مليار دولار في عام 2025    ندوات ووقفات نسائية في حجة بمناسبة عيد جمعة رجب    مأرب تحتفي بتخريج 1301 حافظًا وحافظة في مهرجان العطاء القرآني    استجابة لدعوة انتقالي لحج: احتشاد نسوي كبير لحرائر الحوطة يطالب بإعلان دولة الجنوب العربي    العليمي يجتمع بهيئة مستشاريه ويؤكد أن الدولة لن تسمح بفرض أمر واقع بالقوة    اجتماع برئاسة العلامة مفتاح يناقش آلية تطوير نشاط المركز الوطني لعلاج الحروق والتجميل    الدكتور العليمي يرحب برسالة وزير الدفاع السعودي ويؤكد أن المغامرات لا تخدم الجنوب    قراءة تحليلية لنص "لو تبلعني الارض" ل"أحمد سيف حاشد"    القيادة التنفيذية العُليا تناقش الجهود المبذولة لتأمين الخدمات للمواطنين ومراقبة أسعار الصرف    إيران تدين انتهاك الاحتلال الصهيوني لسيادة الصومال وتدعو لتحرك دولي حاسم    انتقالي حضرموت يقر إقامة مليونية كبرى بساحة الاعتصام المفتوح في المكلا    وزارة الإعلام تدشن خطة شاملة لإحياء شهر رجب وتعزيز الهوية الإيمانية    الرئيس يثمن الاستجابة العاجلة للتحالف من أجل حماية المدنيين في حضرموت    حملة أمنية تحرق مخيمات مهاجرين غير شرعيين على الحدود بصعدة    الأرصاد يخفض التحذير إلى تنبيه ويتوقع تحسناً طفيفاً وتدريجياً في درجات الحرارة    4 كوارث تنتظر برشلونة    ما علاقة ضوء الشمس بداء السكري.. نصيحة للمصابين    الدولار الأمريكي يترنح في أسوأ أداء أسبوعي منذ شهور    قرقاش يدعو إلى تغليب الحوار والحلول المتزنة كأساس للاستقرار الإقليمي    خبير طقس يتوقع ارتفاع الرطوبة ويستبعد حدوث الصقيع    إنجاز 5 آلاف معاملة في أسبوع.. كيف سهلت شرطة المرور إجراءات المواطنين؟    ترميم عدد من الشوارع المحيطة بشركة ( يو)    قمة أفريقية..تونس ضد نيجيريا اليوم    من يحرك أدوات الامارات في حضرموت والفاشر    العطاس: نخب اليمن واللطميات المبالغ فيها بشأن حضرموت"    المغرب يتعثر أمام مالي في كأس أمم إفريقيا 2025    ترامب يلتقي زيلينسكي غدا في فلوريدا    لماذا يفشل خطاب الوصاية أمام التاريخ الجنوبي؟    لمن يريد تحرير صنعاء: الجنوب أتخذ قراره ولا تراجع عنه.. فدعوه وشأنه لتضمنوا دعمه    جُمعة رجب.. حين أشرق فجر اليمن الإيماني    الكشف عن عدد باصات النساء في صنعاء    الكتابُ.. ذلكَ المجهول    ريال مدريد يدرس طلب تعويضات ضخمة من برشلونة    خلال يومين.. جمعية الصرافين بصنعاء تعمم بإعادة ووقف التعامل مع ثلاثة كيانات مصرفية    الصحفية والمذيعة الإعلامية القديرة زهور ناصر    كتاب جديد لعلوان الجيلاني يوثق سيرة أحد أعلام التصوف في اليمن    البنك المركزي بصنعاء يحذر من شركة وكيانات وهمية تمارس أنشطة احتيالية    صنعاء توجه بتخصيص باصات للنساء وسط انتقادات ورفض ناشطين    فقيد الوطن و الساحة الفنية الدكتور علوي عبدالله طاهر    لحج.. تخرج الدفعة الأولى من معلمي المعهد العالي للمعلمين بلبعوس.    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    ميسي يتربّع على قمة رياضيي القرن ال21    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحراك الجنوبي السلمي يحيي ذكرى تأسيسه ال7 في احتفال حاشد بالعاصمة صنعاء
نشر في الجمهورية يوم 07 - 07 - 2014

احتضنت العاصمة صنعاء مساء امس الأحد احتفالا حاشدا لإحياء الذكرى السابعة لتأسيس الحراك الجنوبي السلمي بحضور نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور احمد عبيد بن دغر وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى وقيادات وممثلي المكونات السياسية والاجتماعية والثقافية لأبناء المحافظات الجنوبية.
وتحدث في مستهل الاحتفال مؤسس الحراك الجنوبي السلمي العميد الركن ناصر علي النوبة, بكلمة حيا في مستهلها الشعب اليماني العظيم, وأبناء اليمن في داخل الوطن وخارجه.. وقال :" في مثل هذا اليوم ألأغر السابع من يوليو، وقبل سبع سنوات تقريباً من العام (2007م) تقدم "الصفوف" مناضلو الحراك السلمي الجنوبي ، وهم يحملون أرواحهم على أكفهم ، ليعلنوا "إشهار" و "قيام" الحركة السلمية الجنوبية ، كنواة رائدة ، وقوه حاملة لمعاناة أهلنا في جنوب الوطن ".. موضحا انه في ذلك اليوم تقدمت "كوكبة" من خيرة أبناء الجنوب ، لتعلن الاصطفاف، ضد القهر والظلم وترفع كل المطالب العادلة لأبناء الجنوب .
وأضاف :"إن خيار النضال السلمي الذي اختطيناه منذ انطلاقة الحراك السلمي الجنوبي في مثل هذا اليوم من العام 2007م رغم كل ما اجترحناه من صنوف القمع والعنف المشين ومحاولات جرنا إلى مربعات العنف والعنف المضاد .. التي منيت بالفشل الذريع .. وما قدمه شبابنا وشاباتنا الأوفياء الأخيار من تضحيات عظيمة .. كل ذلك يؤكد صواب وعقلانية خيارنا السلمي الحضاري ".
و ترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا في كل الساحات والميادين ورووا بدمائهم شجرة الحرية والكرامة الإنسانية .. مؤكدا أن أبناء الجنوب كسروا حاجز الخوف بإرادة جسوره مقدامة، لا تهاب "عسكرة" الشوارع ؛ ولا "ارتال" الدبابات والمدافع ، أو "أزيز" رصاصات القتل الهمجي اللا إنساني ؛ لأنها تؤمن إيماناً راسخاً أن مطالب الحرية والكرامة والحقوق الإنسانية لا ينالها الإنسان الإ بتقديم الأرواح والدماء "قرباناً" لها .
ومضى قائلا :" وما مجيئنا اليوم إلى صنعاء الا تأكيدا راسخا على نبل قيم "التصالح والتسامح" التي آمنا بها وعلى صواب خيار نضالنا السلمي وتمسكنا الثابت والمبدئي بالنضال السلمي كخيار أمثل في نجاعة الحلول المؤدية إلى صناعة السلام بالسلام وتحقيق كل ما نصبو إليه ".
وتطرق العميد النوبة في كلمته إلى بعض المحطات التاريخية، التي رافقت مسيرة الوحدة اليمنية وأوجه القصور التي صاحبتها بهدف أخذ العبرة منها.. وقال :" كُلنا يدرك كم عانينا في مسار "الوحدة اليمنية" قبل إعلان إشهارها ، وبعد قيام دولتها (الجمهورية اليمنية) على الرغم من "إدلَة" الاتفاقيات الوحدوية ، التي بيَنت لنا الأسس والمبادئ والموجَهات اللازمة كخارطة طريق لا بد من الرجوع إليها ، والأخذ بها عند بناء هياكل الدولة الوليدة ".
وأضاف :" إلإ أنه ولأسباب كثيرة ، لم يؤخذ بها ، بل تم الانقلاب عليها من كلا قيادتي الشطرين في جنوب وشمال الوطن وذلك عن طريق "التراضي" بين هاتين القيادتين على الانتقال "الدراماتيكي" إلى قيام دولة الوحدة الفورية" .
ورأى أن عدم الاعتراف بهذه "المحددات" من مبادئ وأسس بناء الدولة الجديدة ، وغض الطرف عنها من قبل قيادتي الشطرين ، قد أصاب دولة الوحدة "الوليدة" بمقتل . . لافتا إلى أن الوقائع التاريخية تشير إلى أن تلك القيادات؛ قد تجاوزت ما جاء من مبادئ وأسس، وموجَهات بوصفها المحددات الرئيسية في الانتقالات (الآمنة) التدريجية طبقاً لما بيَنته الاتفاقيات الوحدوية بدء من العام (1972م) وحتى (1989م) وعلاوة على ذلك لم تستأنس بالتجارب والخبرات الإنسانية الرائدة ، لتنأى بنفسها من الوقوع في "فخ" الانزلاق السياسي، والسقوط في "نزق" "التهافت" العاطفي اللا عقلاني ، دون خبره أو بصيرة .
وأستطرد قائلا :" وكانت من نتيجتها "الطبيعية حرب 94م ليصبح ذلك اليوم 7/7/1994م للوحدويين ، يوم "النصر العظيم" وفي نفس الوقت أصبح للانفصاليين يوماً مشؤوما وبسخرية القدر ".. مبينا أن القيادة المؤسسة للحركة السلمية الجنوبية ؛ اختارت تاريخ تأسيسها ليكون يوم (7/7/2007م) بعناية فائقة ، وأن هذا الاختيار لم يكن "عبثياً" ولا "مصادفة" بل قراءة موضوعية للمشهد السياسي الداخلي والخارجي.
وأعتبر العميد النوبة أن لحظة إعلان قيام "الحركة السلمية الجنوبية" في اليمن كانت لحظة دقيقة وحاسمة وإيذانا ومقدمة لثورات الربيع العربي .
واردف قائلا :" وحتى لا تتحول هذه الثورة المباركة إلى حرب أهلية مدمَرة تأكل الأخضر واليابس توافق الحكماء وأصحاب العقول النيَرة والخيَرة في اليمن ومجلس التعاون الخليجي على وضع "خارطة طريق" لِحلحلة الأزمة السياسية الخطيرة عبر مبادرة خليجية، وآلية تنفيذية تجنَب البلاد والعباد الكوارث العبثية والنوازع الهمجية ".
وتابع قائلا :" إن "التوافق" على انتهاج لغة الحوار، عبر قيام آلية "مؤتمر الحوار الوطني الشامل" كان بمثابة "طوق نجاة" والوسيلة الأرقى لخروج اليمن من أزمته السياسية صوب المراسي الآمنة" .
وأشاد مؤسس الحراك الجنوبي السلمي بالجهود التي بذلها الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لقيادة اليمن بحكمة وحنكة خلال هذه الفترة الهامة.. وقال :" كلنا يدرك ، أن الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي ، قد تسلَم مقاليد السلطة في ظروف غاية في الحساسية والتعقيد ، وندرك أيضا أن الأخ الرئيس لم يذهب إلى السلطة (مهرولاً) بل جاءت إليه مستنجدة ، ذليلة وطائعة ؛ وإن قبوله لها قد جاء ، ليس حُباً فيها ، وانما حُباً لشعب عظيم ووطن كريم أسمه اليمن ".
ومضى قائلا :" بالإضافة إلى حرصه الشديد على أن لا تتحوَل تداعيات الأزمة السياسية الخطيرة ، التي مؤشراتها – وقتذاك – كانت تؤسس "لكوارث" لا يعلم حجمها ومداها الإ الله وحده سبحانه وتعالى .. وبموقفه الوطني الجسور هذا لم يبخل على وطنه وشعبه قبول تسلَمه مقاليد السلطة (طواعية) ؛ وذلك لإنقاذهما من مآلات مخاضات وأزمات وكوارث لا يحمد عقباها بل لا تبقي ولا تذر ".
وزاد بالقول :" لقد أثبت الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي ، للداخل والخارج ؛ وفي كل المنعطفات التاريخية الحاسمة ؛ ومحطات العملية السياسية الانتقالية بل وما واجهه من عقبات وتحديات الحقيقية منها والمفتعلة وما أكثرها أنه "أهل" لها ؛ وإنه كان في كل مواقفه وسيظل - كما عرفناه- حريصاً على أن يتعامل مع كل هذه الوقائع والإحداث بالحكمة الثاقبة ، والصبر الجسور، والقدرة الفائقة والشجاعة النادرة ؛ ومواقف ثابتة قلما لا تتأرجح مع رياح "النزعات" والأهواء والمقاصد الأنانية الضيقة ، بل تميزت وتتميز بالتوازن والاعتدال ". . مضيفا أن من سجاياه المميَزة في كل مواقفه إنه كان وما يزال يقف على مسافة واحده من الأطراف المتصارعة ، وان ما يحكمه ويحتكم له في كل مواقفه هو المصلحة العليا للوطن .
وأثنى العميد النوبة على أبداه الأخ رئيس الجمهورية من حرصه شديد على تأمين مسار سفينة الوطن ؛ للوصول بها إلى مراسيها الآمنة .
واستطرد قائلا :" إذا كانت هذه هي المقاصد والأهداف للخيَرين من أبناء الوطن بقيادة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي، فإننا في الحركة السلمية الجنوبية ، علينا أن نقف في اصطفاف وطني واحد ، مع هؤلاءِ الخيرين ، بما يؤسس لشراكة حقيقية في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، ويحقق السلم والاستقرار والأمن للوطن ، ونهضته وآماله وتطلعاته إلى مستقبل أفضل ".. وقال :" ولا يُخفى على أحد ، أن كل ما اقر في مؤتمر الحوار الوطني الشامل من حلول وضمانات لقضيتنا الجنوبية ، ما كان لنا الوصول إليها لولا صبرنا وثباتنا في التعاطي مع قضايا الوطن العامة أو المطروحة في مؤتمر الحوار بإيجابية ورباطة جأش وحنكة واقتدار ".
وأضاف :" وبالطبع فقد كان لمكونات الحراك السلمي الجنوبي داخل المؤتمر دوراً كبيراً لا يستهان به، في كل جلسات "المؤتمر" وذلك بالمشاركة الفاعلة في الدفع بسفينة "المؤتمر" نحو معظم الأهداف والغايات التي نادينا بها ، وحرصنا على تحقيقها ".
وتابع مؤسس الحراك الجنوبي السلمي قائلا:" وطالما تحقق بعض ما سعينا إلى تحقيقه ، حتى وإن لم يصل إلى مستوى طموحنا ، فإن علينا واجب الإقرار بما تم تحقيقه ، والقبول به ، وأن لا نتوانى في الركون على ما وصلنا إليه ، بل مواصلة النضال موَحدين لتحقيق ما لم نستطع الآن تحقيقه ولدينا من الأمل والطموح إننا سنصل إلى ما نسعى إليه ونحقق كل آمالنا وطموحاتنا ؛ وإن غداً لناظره قريب".
وتطرق العميد النوبة في كلمته الى الأحداث التي عصفت بالوطن في الماضي وانعكاساتها السلبية ومنها التدهور الواضح في العلاقة البينية بين بعض مكونات الحراك السلمي الجنوبي ، بل و ازدياد حدة الخلافات بينها .. وقال :" إن الخلاف بين مكوَنات الحراك السلمي الجنوبي ، ولا سيما في تقدير أهمية هذه اللحظة التاريخية الحاسمة ، ومدى إمكانيات الاستفادة منها وتوظيفها ، بما يحقق مصلحة الوطن العليا ومصلحة "أبناء الجنوب"، كان له أثره في عدم تحقيق الاستفادة الملائمة من هذه الفُرصة ؛ مع الآخذ بنظر الاعتبار الدور الذي لعبته بعض المكوَنات ولا سيما السعي إلى إجهاض هذه الفُرصة ، وتفريغها من عناصر قوَتها ، وهو ما أدى إلى تحول هذه الفُرصة التاريخية الحاسمة إلى موضوعات لخلافات بين هذه المكونات هي في غنى عنها ".
وتابع قائلا :" إن الاختلافات في وجهات النظر حول "الأولويات" لدى مكونات الحراك السلمي الجنوبي ، قد قوَضت من فُرص وحدتها وبالتالي أظهرت على السطح خطاباتها المتشنجة غير المسؤولة التي ساهمت في إبطاء سرعة حركتها ، وإضعاف قدرة تأثيرها ، لأنها قد أظهرت للشارع العام ، والسياسي تحديداً ضبابية الرؤية عند بعض هذه المكونات" .
ومضى قائلا :" ولأن التاريخ لا يكرر نفسه ، واللحظة التاريخية الملائمة لا تأتي الإ مره واحدة ، كما إن حركة المتغيرات ونوعيتها وطبيعتها تختلف من مرحلة تاريخية إلى مرحلة تاريخية أخرى ، فأنني لا أخفيكم سراً ، إننا قد توصلنا إلى "توافقات" مع مكونات الحراك السلمي الجنوبي ، المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، وغيرها من قوى الحراك والنخب الجنوبية الفاعلة .. على المبادئ والأسس العامة كموجَهات لتأسيس تحالف قوى الحراك السلمي الجنوبي لدعم مخرجات الحوار والاصطفاف مع الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي ".. داعيا في هذا الشأن كافة ألوان الطيف السياسي الجنوبي للمشاركة والانضمام لهذا التحالف الذي سيمثل غطاء لكافة القوى الجنوبية والتي ستعمل على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
ودعا العميد النوبة كل أبناء الجنوب في الدخل والخارج إلى الانتقال الفعلي للمصالحة الجنوبية الشاملة، والمشاركة مع القوى الوطنية الأخرى في العملية السياسية الانتقالية وذلك طبقاً لقرار مجلس الأمن رقم (2140) لعام 2014م .. وقال :" ولكي نحذر من الوقوع في "شرك" العداوات ؛ وسوء التقديرات في العلاقات ، علينا أن نواجه هذا المحذور بالاحتراس والحيطة الممكنة ، وذلك عن طريق استقراء وقائع المشهد السياسي للعملية الانتقالية ، واستنباط الحلول والتدابير الممكنة التي تتماهى مع قرار مجلس الأمن رقم (2140) لعام 2014م ؛ وموجَهات مؤتمر الحوار الوطني الشامل".
وثمن العميد النوبة في ختام كلمته مواقف الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وجهود المبعوث الأممي جمال بنعمر في سبيل إنجاح العملية الانتقالية ورعاية مؤتمر الحوار الوطني والذي توج بمخرجات قيمة وفي مقدمتها الاعتراف الصريح بعدالة ومشروعية "القضية الجنوبية" وبلورة المعالجات لها وهو ما عده انتصارا جديدا للنضال السلمي والقضية الجنوبية برمتها.
كما القى نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور احمد عبيد بن دغر كلمة هنأ فيها الحاضرين بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيس الحراك السلمي.
وخاطب الحاضرين قائلا:" لقد أخترتم أيها الزملاء الأفاضل المكان والزمان المناسبين لهذه الفعالية.. أما المكان فهو عاصمة دولة الوحدة صنعاء رمز الهوية، ومطمع الرجاء.. وأما الزمان فإنه زمان الوفاق، زمان التصالح، والحوار الوطني. ومخرجاته الهامة .. حيث حمّلت الأقدار عبء هذه المرحلة المناضل الكبير الرئيس عبد ربه منصور هادي المسؤولية في ظروف تتسم بقدر كبير من التعقيد، وتنبئ بمخاطر عديدة، ونعول كثيراً على حكمته، وطول صبره، وصلابة مواقفه الوطنية في التغلب عليها".
واعتبر نائب رئيس الوزراء إقامة هذا الاحتفال في صنعاء تحولاً حقيقياً في مسار الأزمة، في جانبها الوحدوي.. وقال :" اليوم يقول الجنوب كلمة قوية مدوية، نعم للوحدة، نعم لمخرجات الحوار الوطني.. نعم لإنصاف الجنوب ورأب الصدع بين الأهل في اليمن الواحد الموحد".. مشيرا إلى أبناء الجنوب كانوا الطليعة في النضال من أجل الحرية والعدالة، ومازالوا مناضلين من أجل التقدم والوحدة.
واردف قائلا :" لقد جربنا الكثير من الأطروحات السياسية، ومارسنا عديداً من التوجهات الوطنية في العقود الخمسة الماضية، والآن نستطيع أن نقول إن خيار الوحدة القائم على العدالة، واحترام الآخر، والتعويض عن الضرر والاعتراف بالخصوصية قد غدى الاتجاه العقلاني الأكثر قبولاً، والأكثر موضوعية. والأكثر تقدمية، فلا تقدم بدون وحدة، ولا مستقبل إذا ضاعت الوحدة، ولا وحدة بدون الجنوب، ولا معنى للجنوب إلا في ظل الوحدة، هدفنا الوطني وغايتنا القومية".
واستطرد الدكتور بن دغر قائلا :" إن الوحدة التي نعيد صياغة مفاهيمها، ونقوم بترتيب أولوياتها قد حملت اليوم مفهوماً جديداً مغايراً بعد مؤتمر الحوار الوطني، كون القضية الأكثر جوهرية في هذه المسألة، هي في اختيار شكل الدولة المدنية الحديثة العادلة التي نبتغيها، وقد تعاقدنا وتوافقنا على أن شكلها اتحادي من ستة أقاليم تمثل خلاصة تجربتنا الوطنية في البقاء، والتقدم، دولة تحافظ على حرية الأفراد والمجتمع، وتشكل أساساً لمستقبل واعد ومعطاء تضمن الوحدة، وتعترف بالتنوع، ترفع الظلم، وتجبر الضرر".
ومضى قائلا :" لقد عانى الجنوب كثيراً من اختلال التوازن في العلاقة بين الإخوة، وقد أدرك الشمال بذات الوقت حجم ما ارتكب من أخطاء خلال العقدين الماضيين، وقد حان الوقت لرأب الصدع، وإعادة الأمور إلى طبيعتها التي تحترم الحق في العيش المشترك تحت سقف متفق عليه من العدالة والمساواة". مؤكدا أن هذا الأمر لا يتحقق إلا بالالتزام التام بمخرجات الحوار الوطني، والاعتراف بأن الدولة المركزية التي أقمناها في 1990م لم تعد قادرة على الصمود، و على الحفاظ على وحدة البلاد، ووحدة المجتمع ".
وأوضح نائب رئيس الوزراء أن الأمر العاجل والملح هنا هو ما تقوم به اللجنة الدستورية..وقال :" ندرك أن كافة القوى الوطنية المحبة لليمن، والمخلصة لأبنائه تنتظر بفارغ الصبر ظهور وإعلان الدستور الاتحادي الجديد، للدولة الاتحادية الجديدة، الذي تحافظ على الوطن موحداً، والمجتمع متماسكاً، دستور يُعيد الألفة للهوية الوطنية اليمنية الواحدة التي تعرضت للكثير من التشويه خلال السنوات الماضية من جانب، والأفعال المضادة والتي كادت أن تطيح بوحدة الوطن من جانب آخر".
وخاطب بن دغر المشاركين من أبناء الجنوب في هذا الاحتفال قائلا :"إن وجودكم اليوم في صنعاء هو تعبير آخر عن الإرادة الوطنية المشتركة لكل اليمنيين، وهو بذات الوقت تعبير عن الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع وتجاه القيادة، وإعلان تقدم جديد في الوفاق الوطني، وخطوة أخرى في السير نحو إزالة آثار الماضي، وتجاوز الأزمة".
وشدد أن هناك مسؤولية وطنية أمام هذا الجمع الغفير من المناضلين الذين أسهموا في نجاح ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وكانوا زاداً ووقوداً لوحدة مايو العظيمة.
واردف قائلا :" إن هذه المسؤولية هي في الدعوة الصريحة لمصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً، مصالحة تجب ما قبلها، مصالحة ترفع من شأن المسامحة، وطي صفحة الماضي الانقسامي التناحري الذي ساد علاقتنا وطغى على سلوكنا".. مبينا أن المصالحة الوطنية التي ننشدها جميعاً تبدأ بالاعتراف بالأخر في الحياة، وفي المشاركة السياسية، وإدارة الشأن العام، بما في ذلك إدارة السلطة والثروة، وتوزيعها توزيعاً عادلاً يحقق الرضاء، ويقوي أواصر الإخوة والوحدة الوطنية.
ومضى نائب رئيس الوزراء قائلا:" لقد أثبتت الأيام الماضية أن أحداً بمفرده لا يمكنه قيادة اليمن، وصناعة حاضره ومستقبله، إن مثل هذا الافتراض قد سقط في ظل واقع مرير، وفي خضم المعارك الجانبية التي خضناها ضد بعضنا البعض، خسرنا فيها المزيد من الأرواح، والكثير من الإمكانيات والموارد حتى شارفنا للأسف الشديد على السقوط، وشارفت الدولة على الانهيار، و فقدنا أمننا، واستقرارنا، وتعرضت مصالحنا وحقوقنا وحقوق أبناءنا للخطر".
وأردف :" ليس فقط بسبب الأزمة المالية التي تعصف باقتصادنا كما يعتقد البعض بل بسبب الصراع، والحروب، والخروج على الدولة", موضحا أن الأزمة الاقتصادية ليست سوى الناتج الموضوعي لحالة التناحر والقتال الأهلي، وازدياد أعمال العنف والإرهاب التي طالت مناطق واسعة من بلادنا، وقوضت السلم الاجتماعي وحولت أماننا خوفاً، وأمننا رعباً.
واستدرك قائلا :" إننا إزاء وضع خطير فإما أن نبادر إلى لملمة عناصره، وتحييد قوى الشر فيه، وهذا لن يتم إلا بمصالحة وطنية شاملة، وإما أن نفقد القدرة على ضبط إيقاع الحياة في بلادنا فنسلمها للمجهول".. منبها في ذات الوقت ان صيحات الانتقام، والثأر، والنيل من الآخر يرافقها وينتج عنها المزيد من الدماء، والتشرذم، وصعود خطر الانقسام ليس إلى جنوب وشمال، بل إلى أكثر من جنوب، وأكثر من شمال.
وحذر الدكتور بن دغر من أي مخاطر من شأنها تعريض الثورة، والجمهورية، والوحدة لاحتمالات الفشل كون ذلك سيعد أسوأ ما أنتجته التجربة الوطنية في تاريخنا كله، قديمة وحديثه، وأسوأ ما مضت إليه القوى السياسية، ونخب المجتمع، وشبابه ورجاله ونسائه.
واردف قائلا:" إنني أخشى أن نوصم حينها جميعاً بالتخلف السياسي حيث لم ندرك حجم المخاطر المحدقة ببلادنا، وحجم الانهيار المتوقع لإنجازاتنا التي تحققت بتضحيات الأبطال من رجالنا خلال العقود الماضية".
وتابع :" لهذا وجب علينا أن نسارع إلى لم الشمل، ونسيان الماضي، والسمو فوق خصوصياتنا المذهبية، والمناطقة، والسياسية، التي غلبناها على كل ما هو وطني، وللأسف مرة أخرى لم يتبق لنا إلى القليل القليل من الوقت".
وشدد أنه ليس هناك من معنى عن مصالحة وطنية شاملة دون الحديث عن مصلحة وطنية حقيقية في الجنوب على قاعدة المصالح الوطنية العليا، الجمهورية، والوحدة، والديمقراطية، وأمن البلاد واستقرارها والتي تجسدت في مخرجات الحوار الوطني. . مبينا أن امام الجميع مهمات معقدة.
واستدرك قائلا:" ولعلي أرى بوادر الخير والآلفة والمحبة على بعد مرمى حجر تبدأ من الجنوب، وتفيض شمالاً، وتغمرنا شرقاً، وغرباً في كل أرجاء الوطن".
كما القيت خلال الاحتفال عدد من الكلمات من قبل وزير حقوق الانسان حورية مشهور و رئيس فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار الوطني خالد باراس وعضو مجلس النواب عضو مؤتمر الحوار عوض بن محمد العولقي. . أشادت جميعها بالنضال السلمي الجنوبي الذي كان له الدور البارز لكشف المعاناة والمظالم التي عاناها أبناء الجنوب خلال العقدين ونيف الماضية .. منوهين بالمخرجات التي توج بها الحوار الوطني في سبيل معالجة مختلف القضايا الوطنية وفي المقدمة القضية الجنوبية فضلا عن رسم خارطة طريق لبناء المستقبل الأفضل وتأسيس لبنات قوية للدولة اليمنية الاتحادية دولة العدالة والمساواة والنظام والقانون.
وشددوا على أهمية اصطفاف أبناء الجنوب في سبيل دعم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وانجاح العملية الانتقالية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.