تنافست قنواتنا الفضائية المحلية خلال دورة رمضان التليفزيونية على تقديم موائد رمضانية للمشاهد اليمني احتوت على وجبات دسمة وخفيفة متنوعة ما بين أعمال درامية وكوسيلة صادقة وبرامج اجتماعية ساخرة وبرامج مسابقاتية معلوماتية جماهيرية مباشرة ومسابقاتية ميدانية في أنحاء محافظات الجمهورية والهدف تحقيق أعلى نسبة مشاهدة جماهيرية لشاشات القنوات والتي ستنعكس نسبة المشاهدة العالية على عائد تجاري لصالح القنوات من خلال كمية الإعلانات التجارية المعلنة فيها، لكنني ستناول في هذا المقال بعين المشاهد رؤيتي الشخصية المتجردة من أي مواقف أو أحكام سلبية إزاء قنواتنا المحلية. وأوكد أن رؤيتي المتواضعة هذه لا تحمل اتجاهات نقدية فنية أكاديمية لكن ما تم عرضه على شاشة رمضان من مسلسلات وبرامج متنوعة لكوني لست ناقداً فنياً لكنني أطرح انطباعات المشاهد اليمني الذي يمتلك إحساس الناقد وخيال المؤلف وعبقرية المخرج وإبداع الممثل ولن أبالغ في القول أن الكثير من آراء المشاهد تجاه الأعمال الدرامية والكوميدية والبرامج المختلفة وأداء الممثلين قد تكون أكثر دقة وأكثر عمقاً من آراء بعض النقاد لسبب واحد وهو أن المشاهد متحرر من قيود العلاقات والمصالح الشخصية التي تربط النقاد بالممثلين والمنتجين ومتحرر أيضاً من التعصب المناطقي والحزبي بعكس الناقد المكبل بتلك القيود والتي يضعها نصب عينيه قبل تقييمه للأعمال الفنية ومستوى أداء الممثلين. وعلى شاشة رمضان المحلية لهذا العام 2014ثمة أعمال ظهرت بشكل فني متميز سواء على مستوى الفكرة أو النص أو الرؤية الإخراجية أو أداء الممثلين وخاصة العنصر النسائي وفي مقدمة تلك الأعمال المتميزة والتي حظيت بالإعجاب الجماهيري الكبير المسلسل الاجتماعي الكوميدي الرائع الصهير صابر والذي عرضته شاشة السعيدة وهو من نوعية ( السبت كوم) التي تتميز بكوميديا المواقف والموقع الواحد ( للوكيشن) والفكرة الواحدة المتعددة تفاصيلها والمتجسدة في مجموعة من المشاهد الساخرة لكن صناع هذا المسلسل وضعوا بصمة فنية يمنية خاصة تختلف عن ظاهرة السيت كوم المعروفة عالمياً وعربياً وأقصد بهذه البصمة تلك الروح الجماعية المتجانسة بين الممثلين التي تجلب في أجواء العمل رغم وجود الشخصية المحورية للمسلسل وهي شخصية ( صابر) التي جسدها النجم صلاح الوافي وفي رأيي الشخصي أن هذا المسلسل وكذلك المسلسل الكوميدي (ملح وسكر) يعتبران بمثابة تكفير من قناة السعيدة ومن المخرج (فلاح الجبوري) على خطيئة الجزء السادس من مسلسل(همي همك) الذي يعد أسوأ أجزاء المسلسل وقد أثبت مسلسل الصهير صابر ومسلسل ملح وسكر من خلال نسبة المشاهدة العالية التي حظيا بها أن المشاهد اليمني الذي يعاني في حياته من مشاكل اجتماعية واقتصادية يبحث في شاشة رمضان عن مسلسلات تدخل البهجة والسرور إلى قلبه ويبحث عن مسلسلات تنسيه همومه وأوجاعه فالمشاهد اليمني لا يبحث عن إسقاطات سياسية أو تاريخية في مسلسلات حاولت أن تتوشح فيها بعباءة القضايا الاجتماعية والاقتصادية للمواطن ولكن الكثير من أحداث حلقاتها طغت عليها نزعة الثرى والانتقام السياسي والمذهبي من خلال استدعاء الماضي القريب والبعيد وتزييف أحداثه وتشويه حكامه مثلما شاهدنا في مسلسلي (همي همك) و(الراهنة) ومن النجوم الذين تميزوا في هذا المسلسل وغيره من المسلسلات النجم الكوميدي. صلاح الوافي بتنوعه الفني في أدواره خاصة وقد أدرك بحسه الفني أن استمراره بالعمل بالجزء السادس بمسلسل همي همك قد يحرقه فنياً ويقلل من رصيده الجماهيري في ظل عودة نجم المسلسل الأول. نبيل الآنسي (زنبقة) وأنصح النجم صلاح بالتركيز والاهتمام بمواهبه الفنية المتميزة بالابتعاد عن المشاركة في كتابة السيناريو والتأليف لأي عمل فني خاصة وهو يتقاضى أجوراً كبيرة تغنيه عن الخوض في مجال الكتابة لغرض مادي ولا يمكن أن نتحدث عن المسلسل دون أن نشير إلى شخصية حارس العمارة(إبليس العمارة) التي جسدها بشكل كوميدي ساخر النجم الكوميدي المثقف صاحب الخبرة الفنية الكبيرة. خالد البحري الذي يعد هو وزميله النجم صلاح الوافي والنجم محمد قحطان والنجم. نبيل الآنسي (زنبقة) أفضل نجوم الكوميديا في رمضان لعام 2014م وأهمس في أذن النجم نبيل الآنسي بالقول في أن الفنان الجيد هو الذي يتمرد على أدواره باستمرار ويغير جلده الفني بحيث لا يظل أسيراً لصورة نمطية ثابتة لا تتغير وللمسلسل فاكهته اللذيذة المتمثلة في النجمة الموهوبة. سالي حمادة والتي تمتلك مخزون فني كبير وطاقة كوميدية ودرامية كبيرتين تبحث عن مخرج يؤمن بموهبتها أولاً ويستطيع أن يوظف أدواتها وقدراتها الفنية ويفجر طاقاتها (الكوميدية والدرامية) الإبداعية وقد أظهرت النجمة سالي بدائها المتميز في المسلسل قدرات مذهلة كشفت عن سطوع نجمة المستقبل التي ستعتلي عرش البطولة الكوميدية والدرامية اللسانية على الشاشة اليمنية ومالفت نظري شخصياً في أداء النجمة سالي ان شخصيتها الفنية على الشاشة تشبه إلى حد كبير شخصية سيدة الشاشة اليمنية الراحلة مديحة الحيدري من حيث إحساسها الصادق في الأداء وثقتها بنفسها وجرأتها وخفت ظلها والمسلسل يعد بمثابة شهادة ميلاد فنية حقيقية وفتحة خير عليها في فتح كل النوافذ أمام الجمهور ليتعرف على أسمها وفي تقديري الشخصي ان النجمة سالي وزميلاتها نجمة الغناء والتمثيل “أحلام علي والنجمة المتألقة منال المليكي والنجمة الرائعة غيداء جمال هن أفضل نجمات الكوميديا والدراما في رمضان لعام 2014. إن ما تميزت به دراما شاشة رمضان المحلية هذا العام هو تطور المستوى الفني والدراما في رمضان لنجومنا الشباب والشابات في ظل تراجع مستوى نجومنا الكبار أمثال نبيل حزام ويحيى إبراهيم والممثلة القديرة أمل اسماعيل والممثلة فتحية إبراهيم ومن نجومنا الشباب والشابات اللذين أدوا أدواراً متميزة في أعمالهم النجم عبدالله يحيى إبراهيم والنجد عبدالعزيز البعداني والنجم أحمد المعمري عن دورهم في مسلسل (طريق المدينة) والنجم محمد القطاع الذي أبدع ويبدع كثيراً في تجسيد شخصيات قيادات وأمراء الجماعات المتطرفة باقتدار شديد كما شاهدنا ذلك في مسلسل “شرم برم” والمسلسل (الرهينة) والنجمان سلطان الجعدبي ونصر السماوي عن أدائهما في برنامج (البساط أحمدي ومن النجمات الشابات منى علي عن دورها في مسلسل (الصهير صابر) والنجمة رغد المالكي عن دورها في مسلسل (شرم برم) وللحديث عن أفضل برنامج اجتماعي ساخر على شاشة رمضان يأتي في المقدمة برنامج (البساط أحمدي) للكاتب الساخر المتميز أحمد غراب يشاركه في الأفضلية برنامج (صح النوم) للمبدع محمد الربع وأفضل برنامج مسابقاتي جماهيري مباشر برنامج (الجائزة) للإعلامي المتألق (محمد المحمدي) وأفضل برنامج مسابقاتي ميداني (خليك معي) بقناة آزال للإعلامية الجميلة (أسماء المجيدي) أما برامج الكاميرا الخفية فقد تميزت شاشة رمضان المحلية في تقديم هذه النوعية من البرامج وخاصة قناة آزال في برنامجها (شقاوة وابتسامة) وأفضل برنامج اللساني (وراء الجدران) التي عرضته قناة سبأ.