حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري الأحد المقبل في الخامس والعشرين من مايو/ أيار الحالي موعدا لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبنان .. وسيجري الانتخاب عند الساعة 17,00 بالتوقيت المحلي (14,00 تغ) وفق بيان صادر عن الأمانة العامة لمجلس النواب، جاء فيه "قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري تقريب موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانة من يوم الثلاثاء الواقع في 10 يونيو إلى الأحد 25 مايو 2008, في تمام الساعة الخامسة مساء". ويأتي الانتخاب تطبيقا لاتفاق الدوحة الذي أنجز الأربعاء بين الموالاة والمعارضة التي تساندها دمشق وطهران، ما أتاح انتخاب العماد سليمان رئيسا في الموعد ال 21 الذي يتقرر لملء هذا المنصب. وبعد شغل منصب الرئاسة، يتوقع أن تبدأ المشاورات النيابية، لتسمية رئيس حكومة الوحدة الوطنية التي تضمنها اتفاق الدوحة. لكن، وقبل وضع البيان الوزاري الجديد، أكد زعيم تيار المستقبل النائب سعد الدين الحريري، أن "حواراً طويلاً سينطلق حول سلاح حزب الله"، لتقرير كيفية التعاطي مع هذا السلاح، علماً أن البيان الوزاري للحكومة السابقة شرّع عمل المقاومة، وسلاح حزب الله. وأشار الحريري إلى أن الحوار حول السلاح انطلق فعلياً في مؤتمر الدوحة، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" الخميس. وعن سبب موافقة الأكثرية على إعطاء المعارضة الثلث المعطل في الحكومة، بعد أن كانت ترفضه في السابق، قال الحريري: "في البداية كان هناك رفض منا لإعطائهم الثلث المعطل بسبب المحكمة الدولية التي خرجوا من الحكومة بسببها، ولو أعطيناهم الثلث المعطل في حينها لما كان سيكون هناك محكمة دولية ولا قضاة ولا تمديد لمدة عام إضافي للجنة التحقيق الدولية". ورغم نجاح "إعلان قطر" بالتوصل إلى حلّ للأزمة السياسية، وتجنيب لبنان حرباً أهلية، إلا أنه ترك الانقسامات العميقة في البلاد دون حلّ. فتعتبر الخبيرة في شؤون "حزب الله" أمل سعد غريب أن ما تم التوصل إليه "ليس حلاً لائقاً بأي حال من الاحوال، ولا يعالج الأسباب الجذرية او الشكاوى التي قادت الى هذه الازمة في المقام الاول". وتضيف: "الاتفاق هو نتاج الاشتباكات المسلحة والتي أمالت كفة التوازن السياسي لصالح المعارضة". فبموجب الاتفاق، سيدعو الرئيس الجديد الى حوار بشأن ترسانة حزب الله ووضع الحزب المثير للجدل داخل الدولة اللبنانية. لكن غريب تقول انها تشك في أن ينجح هذا حيث فشلت المحادثات السابقة. وتشرح "بالنسبة لحزب الله ستظل هناك مشكلة الولاء لأطراف خارجية". وتشير غريب الى أن المعركة السياسية بشأن انتخابات عام 2009 والتي حددت نتائجها جزئيا بالفعل من خلال إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في الدوحة ستستأنف. مضت تقول "إنها تسوية جاءت على حساب الديمقراطية" مشيرة إلى أن التقسيمات الانتخابية التي تم الاتفاق عليها بالنسبة لبيروت تضمن الا تجري منافسة حقيقية في الانتخابات البرلمانية عام 2009 إلا على واحدة من الدوائر الثلاث بالمدينة. وأضافت أن حزب الله أبرم اتفاقا انتخابيا مع الحريري في بيروت، تصفه بأنه لا يفيد الديمقراطية، لكنه على الأقل يساعد في تخفيف حدة التوتر في العاصمة اللبنانية خلال الانتخابات التي تجري العام القادم. من جهته، يرى المعلق رامي خوري، المقيم في بيروت "هذا يسمح بتفعيل آليات الحكم مجددا وهو أمر بالغ الاهمية للاقتصاد ولسلامة الناس ومشاعرهم النفسية... لكنهم كانوا يستطيعون فعل هذا قبل عام". وتكهن أن يسود الهدوء النسبي لعام أو عامين لكنه حذر من أن القضايا المتفجرة ما زالت قائمة مثل سلاح حزب الله، وحاجة لبنان الى الخروج من الخصومات الاقليمية التي تؤثر على واقعه السياسي.