نظراً لغياب مراقبة الأهل للفتيات المراهقات جعل ذلك أمر الخروج من المنزل إلى المدارس حَرياً بأن يوفر لهن فرصة لتكوين علاقات مجهولة المصير مع الشباب، و ليس لهم غير العبث والتسلية دون وجود أي أساس صحيح لتلك العلاقات التي تنتهي أغلبها بالفشل الذريع إن لم تكن مصيبة كبرى تتحمل عواقبها الوخيمة المراهقة، نتيجة استغلالها للهاتف للتحدث إلى الشباب سراً وفي أوقات متأخرة من الليل، بما في ذلك توفر الأنترنت في المنزل بلا رقيب أو حسيب الأمر الذي يشغل تلك المراهقات عن الذهاب إلى المدرسة وتجاهلهن للهدف الرئيس ألا وهو الدارسة والتفوق في التحصيل العلمي ويقع اللوم الكبير على أسرهن بسبب غياب الرقابة والمتابعة مما يقود ذلك لنتائج لا يحمد عقباها يكلف الفتاة خسارة فادحة يحرمها من إكمال مسيرة حياتها. الهواتف الذكية المطورة لقد أصبحت الهواتف الذكية المطورة منتشرة بأيدي الفتيات بشكل غير عادي بل يعد وجودها معهن ضرورة لابد منها الأمر الذي يعد الأكثر خطراً، وأخطر من ذلك كله أن الأهل هم من يسعون لتوفير هذه الهواتف لبناتهم دون إدراك لمخاطرها حيث تنجرف الأغلبية منهن بدوامة البرامج المختلفة والمتطورة التي يسهل معها عملية الاصطياد من قبل الذئاب البشرية والإيقاع بالفتيات وما يسهل لهم ذلك تبادل الصور من خلالها والذي كثيراً ما تندفع الفتاة إلى إرسال صورتها وبكل سذاجة دون أن تدرك خطر هذا الجهاز الصغير إلا بعد وقوع الكارثة التي تطيح بهدوء وسكينة وأحلام وتطلع كثير من الأسر في بناتهم وكلفهم ثمناً باهظاً وخسارة فادحة، كان حرياً أن يلفت الانتباه إلى شكوى بعض من الأسر التي عانت خطر هذا الأخطبوط. تراجع المستوى العلمي وخراب بيوت أم أشم: تعمل في حقل التربية حيث تقول: كانت ابنتي البالغة من العمر17سنة متفوقة في دراستها ومستواها الدراسي إلى الأمام دائماً إلى أن لبيت لها رغبتها واقتنيت لها هاتفاً مطوراً كمكافأة لتفوقها الدراسي في حين كان والدها معترضاً بقوة على ذلك فاستطعت إقناعه حباً بابنتي وثقة فيها وفي تربيتي لها وماهي إلا شهور حتى انقلب حالها وباتت تصحو متأخرة مع أنها تدلف إلى غرفتها للنوم مبكراً وأصبحت تتغيب عن المدرسة متذرعة بالمرض، وفي كل يوم تخلق لها عذراً مختلفاً ولم تعد تهتم بالمطالعة كما كانت بالسابق أو تهتم لأمر المادة الصعبة لتطلب مساعدتنا فيها مع أنها كانت تعلم أننا لن نتوانى في مساعدتها ولو كلفنا ذلك توفير دروس خصوصية لها لأننا كنا أنا ووالدها نؤمل فيها مستقبلاً واعداً وكنا نراها وسيلة لنحقق فيها ما عجزنا نحن عن تحقيقه. وتتنفس أم اشم الصعداء وتقول: بحزن ومرارة وفي إحدى الليالي وفي وقت متأخر من الليل صحا والدها وسمعها تتحدث بصوت خافت وسألها مع من تتحدثين بهذا الوقت فقالت: مع صديقتي وبادرها أنت ذهبت للنوم في التاسعة ولماذا سهرانة إلى هذا الوقت؟؟ وأخذ منها الهاتف ليطلع على ما فيه وهنا وجد الفاجعة التي نسفت كل سنوات تربيتنا لها رسائل بذيئة ومواعيد غرامية وأرقام هواتف شباب حتى أن آخر رقم كانت تتحدث معه كان رقماً لواحد منهم. وقد كذبت على والدها في ذلك أيضاً، وأثناء ذلك اشتد الخلاف بيني وبين والدها ملقيا اللوم عليّ كوني أنا من صممت على أن امنح أبنتي هاتفا في حين كان معارضاً في ذلك وبلغ الشجار ذروته وما كان منه إلا أن انهال على ابنته ضرباً ومنعها من الخروج والدراسة وأغلظ في يمينه وفي ثورة غضب رمى عليّ الطلاق، وما كان مني إلا أن ذهبت لبيت أهلي مما زاد الطين بلة وتفاقمت المشكلة نتيجة العند ودفعت الثمن غالياً نتيجة ذلك الجهاز الشيطاني اللعين. الهاتف المحمول وسيلة لهروب المراهقات أثبت مصدر أمني أن الهاتف الجوال سبب في هروب كثير من المراهقات من منازل أسرهن مع شباب في حين كانت وسيلة التواصل عبر الجوال من خلال المكالمات والرسائل والتنسيق المسبق معهن ومن ضمن تلك الحالات التي تم ضبطها قيام أحد الآباء بالإبلاغ عن اختفاء أبنته وبعد البحث والتحري تم العثور عليها مع أحد الشباب وأحضر الشاب والفتاة واستدعي الأب الذي ادعى بأن ابنته كانت مختطفة ووجه أصابع الاتهام إلى ذلك الشاب إلا أن رجال البحث تفحصوا هاتفها وأبلغوه بأنها هربت مع الشاب بمحض إرادتها، وتم العقد لهما وعاد الأب إلى منزله يجر أذيال الخزي والعار الذي جلب لها جهازاً صغيراً اقتناه بمحض إرادته ليسلمه لابنته المراهقة بحجة أن كل فتيات الأسرة لديهن جوالات وأن ابنته لا تنقص عليهن بشيء. الهواتف الذكية انحراف ووسيلة للابتزاز لقد سهل الهاتف النقال باب المحادثات بين الشباب والمراهقين من الجنسين دون علم الأسرة ولاسيما في الساعات المتأخرة من الليل وذلك يحدث بسبب غياب الدور الرقابي من جهة الآباء والأمهات, مما أدى ذلك وللأسف إلى وقوع كثير من الفتيات المراهقات عرضة لابتزاز الذئاب الآدمية التي تعمل بمكر من أجل استدراجهن لإرسال صورهن وتبادل رسائل غرامية ثم يستخدمونها بعد ذلك للتهديد والضغط عليهن في تنفيذ كل ما يرغبون فتجد الفتاة نفسها وقد وقعت في براثن الانحراف ومستنقع الرذيلة نتيجة إهمال الرقابة من تجاه أسرهن، وكذلك عدم حصولهن على حقهن من الحنان والتآلف الأسري مما يضطرهن للبحث عن الحنان والحب والاهتمام عن طريق أسهل وسيلة وأسرع دمار ألا وهو الهاتف النقال. التقنية الحديثة للهواتف المحمولة تفكك أسري مشين تجد الزوجة تترك زوجها وتنشغل بالمراسلات عبر الجوال وكذا البنت والولد فلا تجد شيئاً يجمعهم سوى التراسل عبر الواتساب أو الوشات فينقطع التواصل الحميمي بين أفراد الأسرة ويعيشون أغراباً في بيت واحد إن لم تكن غرفة بأربع حيطان حتى في الأعياد لا يكلف المرء نفسه أن يذهب يعاود أهله وذويه مكتفياً برسالة يكتب فيها عيدك سعيد هذا إن لم تكن قد وصلته من صديقه لذا فلا تنبعث المعايدة من القلب هذه الحالة في الأفراح وقس عليها الحال في الأتراح.