يعاني مركز الحروق في هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة من نقص الإمكانيات وعجز في الموازنة في ظل الإقبال الكبير عليه من قبل المرضى، حيث وأنه يعد المركز الوحيد في عاصمة إقليم تهامة الذي يتوافد إليه المرضى من مناطق عدة، وقد أولت هيئة مستشفى الثورة اهتمامها بالمركز لكنه إلى الآن يحتاج إلى إكمال المبنى الجديد وافتتاح عناية مركزة خاصة به وغرفة عمليات وتوسّع للمركز هذا وتعتبر الحالات الراقدة في المركز وأسباب احتراقها هو زيادة ظاهرة الانتحار بين الفتيات بعد قيامهم بصب مادة الكيروسين على أنفسهن وإقدامهن على الانتحار بإشعال النار في أجسادهن، حيث اتضح أن الكثير منهن مُصابات بحالات نفسية والبعض الآخر بسبب مشاكل أسرية وضعف الوازع الديني، وغياب الوعي لدى الأسرة وتفشّي الأمية، «إنسان الجمهورية» استطلع مركز الحروق في هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة، وكذا الأسباب التي تؤدي إلى إقدام النساء على إشعال النار في أجسادهن، وهي ظاهرة أصبحت تتفشّى في مجتمع يُعاني الكثير من الهموم على عاتقه. الشيخ إبراهيم الشراعي، رئيس فريق الرصد الميداني أكد أن مركز الحروق يقوم بدور كبير في معالجة الحالات القادمة إلى المركز وبسب نقص غرفة العناية المركزة وغرفة العمليات نخسر أرواحاً أيضاً لعدم اكتمال الجوانب الصحية التي تساهم في شفاء المرضى وخاصة الحالات الحرجة التي تحتاج إلى عناية مركزة وتحتاج إلى سرعة إكمال المبنى الذي يتم بناؤه الآن، مشيراً إلى أن جهد الدولة غير كافٍ لتغطية كل ذلك ولكن بتعاون رجال المال والأعمال وفاعلي الخير في مد يد العون للمرضى المرقّدين في المركز، حيث وأن جلّهم من أُسر فقيرة لا تستطيع توفير العلاجات لمرضاهم لأجل التخفيف من معاناتهم والوقوف بجانبهم. الدكتور عادل قطقط، مدير مركز الحروق بهيئة مستشفى الثورة العام في الحديدة قال: إن أغلب الحالات التي تصل إلى المركز تأتي من مديريات القناوص - الزهرة - الجراحي - بيت الفقيه - المنصورية مشيراً إلى أن الحالات التي تتوافد إلى المركز 90% منها نساء وأغلبها حالات انتحار مضيفاً أن المركز يقوم بصرف ما يقارب 30000 ريال للمجارحة في اليوم الواحد منها مرهم ميبو 2000 وشاش طبي الباكت 20000 في غير الأدوية التي يحتاجها المريض كلّها على حساب المركز، إضافة إلى أن المركز يضم 31 ممرضاً والمريض الواحد يحتاج إلى ما يقارب ساعتين داخل غرفة المجارحة. وأضاف قطقط أن المبنى الجديد للمركز لا يزال قيد البناء وأن ميزانية المركز غير كافية لصرف كافة العلاجات للمريض مطالباً الجهات المعنية للنظر في الميزانية ودعم المركز لتقديم خدمات أكثر للمرضى.. مشيراً إلى أن البعض عند انعدام بعض العلاجات يقومون باتهام المركز بالقصور والقيام بنشره في “مواقع التواصل الاجتماعي” وفي الصحف دون الرجوع إلى إدارة المركز لمعرفة الأسباب الحقيقية. الأستاذة. آمال معجم، منسقة حقوق الإنسان في المحافظة وبعد اطلاعها على الحالات التي ترقد بالمركز أكدت لنا أن أغلب الحالات في وضع يُرثى له تحتاج إلى الدعم والوقوف بجانب إدارة المركز حتى يتمكن من توفير العلاجات واستقبال كافة الحالات الوافدة إليه من مختلف المديريات والمحافظات المجاورة للمحافظة، مشيرة إلى أن حالات الانتحار تحصل بين الفتيات وخاصة من الأرياف إما أن تكون الفتاة مصابة بحالة نفسية أو تكون ضغوط الأهل هي من تجبر الفتيات على ارتكاب الجريمة بحق أنفسهن بسبب أخطاء الآباء أو الأمهات أو إخوانهم تجاه الفتيات، مؤكدة إلى أن حالات الانتحار بالحروق منتشرة في المحافظة وكذا الإصابات بالحروق، وأن المركز الوحيد غير كافٍ لاستقبال كافة الحالات, داعية إلى توفير عناية مركزة في المركز وغرفة عمليات حتى تتم معالجة الحالات بطريقة صحيحة وسليمة. فتاة تُحرق نفسها بسبب عنف والدها أما الفتاة فاطمة التي أقدمت على إشعال النار في جسدها فقالت سبب إحراقها لنفسها هو ظلم زوجي لأبنائه و أن ما يلحق ببناتي يلحق بي أيضاً حيث وأنه على أي شيء بسيط يقوم بضرب كل من في البيت بصورة غريبة وهستيرية حتى أصبحنا لا نطيق البقاء في البيت من شدة قسوته.. وأضافت أن والد البنت طلب منها أن تذهب لرعي الغنم فردت عليه بأنها تعبت من الرعي للأغنام التي يأخذها الأب من الناس مقابل أجر التربية، وعندما رفضت قام والدها بضربها ضرباً مبرحاً هي وأختها, فذهبت إحداهن إلى الرعي، أما الأخت الكبرى فدخلت إلى البيت ووجدت مادة الديزل فقامت بصبّها على نفسها وأشعلت النار في جسدها.. وبعد أن قامت بإحراق نفسها لم يقم أبوها بإسعافها إلا بعد أن أحرقت نفسها كاملة, وتم منع أي شخص يقوم بإسعافها ما عدا أحد أقاربها الذي أخذ الفتاة بالقوة وقام بإسعافها وقد رقدت الفتاة في قسم الحروق لمدة خمسة أيام ثم لفظت أنفاسها الأخيرة إلى جوار ربها لتبقى هذه الحالة من ضمن العشرات من الحالات التي تصل إلى المركز ولم تجد الاهتمام الكافي لإنقاذها. الأرياف.. الأكثر عرضة الناشط الحقوقي، عمر الأهدل قال: إن الإحصائيات تؤكد أن أغلب حالات الانتحار خصوصاً أو الحروق عموماً تأتي من أرياف المدينة خاصة المحاذية لمحافظة الحديدة نتيجة لغياب الوعي لدى من تسوّل له نفسه قتلها أو مع من يتعامل مع أدوات الطبخ مثل دبات الغاز التي تعتبر من كوارث المطبخ التي تلحق الأذى بهن وغياب أدوات السلامة في المنازل وتعتبر التوعية جانباً كبيراً في حفظ الأرواح وسلامتها 'وعلى الإعلام المرئي والمسموع والمقروء دور كبير في توعية المجتمع. وأكد الأهدل أن هناك وحوشاً أصبحت تفترس أقرب الناس إليها مما يؤدي إلى حدوث الخلل في الأسرة والمجتمع ونحن بحاجة إلى وازع ديني يوقف كل من تسوّل له نفسه التفكير في الانتحار، لأنه يُعتبر جرماً كبيراً وفاعليه يتجاهلون عقوبته.. وأشار الأهدل إلى أن فريقاً حقوقياً قام بزيارة مركز الحروق بمستشفى الثورة العام للاطلاع على أداء المركز فوجد أن هناك تضحيات كبيرة تقوم بها إدارة المركز ممثّلة برئيس هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة الدكتور - خالد سهيل ومدير المركز الدكتور - عادل قطقط لكن قلة الإمكانيات وشحة الدعم بالعلاجات وقلة الموازنة المرصودة للمركز لا تكفي لاستقبال كافة الحالات، لأن غرف الرقود قليلة و لا يوجد هناك مؤمّن للأطباء والممرضين للحفاظ على المريض خاصة إذا كان في حالة غياب وعي أو كان مصاباً بحالة نفسية، مناشداً قيادة السلطة المحلية بإيفاء كافة المتطلبات حتى يتم تقديم الخدمة على أساس طبي متكامل. - إحصائية خاصة بحالات الانتحار وعدد الحالات التي وفدت إلى المركز يناير عدد الحالات الوافدة = 10حالات. عدد حالات الانتحار= 2 حالة. فبراير عدد الحالات الوافدة =21 حالة. عدد حالات الانتحار= 5 حالات. مارس عدد الحالات الوافدة =17 حالة. عدد حالات الانتحار = 6حالات. إبريل عدد الحالات الوافدة =16حالة. عدد حالات الانتحار = 3حالات. يوليو عدد الحالات الوافدة =16حالة. عدد حالات الانتحار = لا توجد. يونيو عدد الحالات الوافدة =12 حالة. عدد حالات الانتحار =6 حالات. سبتمبر عدد الحالات الوافدة =4 حالات. عدد حالات الانتحار =2حالتان. أغسطس عدد الحالات الوافدة =19 حالة. عدد حالات الانتحار =7 حالات. رابط المقال على فيس بوك