أمضى الشاب رأفت الأكحلي عشرين يوماً منذ توليه حقيبة الشباب والرياضة في حكومة الكفاءات الوطنية التي أدت اليمين الدستورية في التاسع من نوفمبر.. وحتى اللحظة ليس من المؤكد ما إذا كان أصغر وزراء الحكومة الجديدة سيمتلك القدرة على إحداث قفزة نوعية في الرياضة اليمنية، لكن الواضح أنه يمتلك الرغبة في تحقيق ذلك.. قبل شهر من الآن لم يكن اسمه معروفاً في الوسط الشبابي - الرياضي، غير أن “الأكحلي” استطاع في زمن قياسي أن يحظى بتقدير كثيرين من منتسبي هذا القطاع الذين باتوا يعلقون عليه آمالاً عريضة في الارتقاء بالواقع التعيس للرياضة اليمنية، وتحقيق ما لم يستطعه الأوائل، بعدما لمسوا في شخصيته الكثير من الحماس منذ الساعات الأولى لتعيينه في هذه الحقيبة التي كانت مطمعاً لكثير من الأحزاب والتيارات السياسية. في وزارة ك”الشباب والرياضة“ التي تتعامل مع أكبر شرائح المجتمع اليمني وعادة ما تكون محط أنظار الإعلام والمراقبين، لا تبدو الدروب سالكة أمام أي وزير كان، فالقفز إلى كرسي اأعلى هرم رياضي في البلد يغدو أشبه بمهمة انتحارية وسط حقل من الألغام، تستدعي التعامل معها بالكثير من الكفاءة والحذر. ربما يدرك الوزير الجديد حقيقة أن عنق “الشباب والرياضة” أضحى مخنوقاً بذراعات “اخطبوط الفساد” الذي توغل بشكل سافر في الآونة الأخيرة، لذلك قرر أن يضع مسألة ترتيب أوضاع الوزارة في صدارة أولوياته، وهذا أمر جميل يعكس الروح الوثابة التي جاء بها إلى هذا المنصب برغبة إصلاح ما أفسده الدهر وتدارك ما يمكن تداركه، غير أن هنالك العديد من القضايا والملفات الشائكة التي تستحق أن تكون ضمن أولويات مهامه. وإضافة إلى أهمية العمل على توجيه إيرادات صندوق النشء في الوجهة الصحيحة وتفعيل آلية واضحة للرقابة على أداء الاتحادات ومشاركاتها الخارجية، يبرز ملف اتحاد الإعلام الرياضي كأحد أهم هذه الملفات الشائكة التي تتطلب التعامل معها بشيء من الجدية انطلاقاً من حتمية تحقيق الشراكة الفعلية مع هذا القطاع الذي يمثل حلقة رئيسية للارتقاء بالواقع الرياضي في اليمن. “الوضع معقد للغاية وهناك مهام كثيرة أمام الوزير” هكذا يقول الزميل فؤاد قاسم المستشار الإعلامي لوزير الشباب والرياضة، ويضيف: لاشك أن ملف الإعلام الرياضي لن يكون بمنأى عن اهتماماته.. لكن حلحلة هذا الملف ليس بيد الوزير وحده، فالإعلاميون الرياضيون مطالبون بالتفاعل الجاد أيضاً وتقديم مبادرة حقيقية يتم من خلالها طرح حلول موضوعية لإعادة الاعتبار لهذا الكيان المفقود. ويشير “قاسم”: مشكلتنا الحقيقية تكمن في أننا نضع هذه المعضلة على طاولة المسئولين بصورة مجردة دون أن نقدم الحلول الجادة للخروج من هذه الإشكالية، إضافة الى أن هناك من يسعى لوضع العراقيل والمطبات في طريق أية محاولة لتشكيل هذا الاتحاد. ويعيش الإعلام الرياضي اليمني حالة من الفراغ دون وجود مظلة رسمية له منذ نحو 13 عاماً بعدما أصدر الوزير السابق عبدالرحمن الأكوع قراراً بتجميده نتيجة الخلافات التي نشبت آنذاك بين أعضاء إدارة الاتحاد وعلى إثر ذلك تم تشكيل لجنة مؤقتة برئاسة “محمد سعيد سالم” لكنها أصيبت بالشلل عقب أقل من عام على تشكيلها. وظل ملف اتحاد الإعلام الرياضي في دائرة النسيان طيلة أكثر من 10 سنوات تولى خلالها 3 أشخاص منصب وزير الشباب والرياضة قبل أن يعود الحديث عن هذا الملف الى الواجهة مجدداً خلال فعاليات المؤتمر الوطني الرياضي الأول الذي جرى بمدينة تعز في أبريل من العام الفائت، ولقي تفاعلاً إيجابياً من الوزير السابق معمر الإرياني الذي أصدر قراراً بتشكيل لجنة للإعداد والتحضير للانتخابات برئاسة “حسين العواضي”. ورغم تحفظ البعض على تشكيلها استناداً إلى أن اللجنة شملت في عضويتها أسماء كانوا هم السبب في وصول اتحاد الإعلام الرياضي إلى هذا الوضع التعيس ولا يعول عليهم أن يكونوا جزءا من الحل، إلا أن “لجنة العواضي” استطاعت بالفعل الشروع في الخطوات الإولى لإعداد قوام الجمعية العمومية للاتحاد وميثاق الشرف وكانت على وشك الدعوة لإجراء الانتخابات، لكنها واجهت معضلة كبيرة في استخراج المخصصات المالية التي وجه بصرفها الإرياني مما دفع رئيس وأعضاء اللجنة للاستقالة والاعتذار عن إكمال المهمة “حد قولهم”. وإزاء محاولات إعادة ترتيب البيت الإعلامي الرياضي لا يبدو “عبدالله الصعفاني”، وهو أحد مؤسسي الإعلام الرياضي في اليمن، متفائلاً في إمكانية عودة هذا الكيان العريق إلى سابق عهده. ويلخص “الصعفاني” مشكلة الإعلام الرياضي بكونه “عبارة عن 400 إعلامي كلهم يشتوا يسافروا”!! ويضيف: للأسف الشديد لم يعد الإعلام الرياضي كما كان في السابق.. الآن أصبح مرتعاً خصباً للنطيحة والمتردية وما أكل السبع، وليس هناك معايير حقيقية وواضحة للانتساب. الصعفاني لا يستطيع الجزم فيما إذا كانت اللجان التي تم تشكيلها سابقاً قد فشلت أم أفشلت، لكنه يؤكد: هناك أقلية منتفعة من هذا الوضع المائل غير أنه من الصعب تحديدهم بالاسم كما وليس بمقدورنا تحديد أدوارهم على وجه الدقة.