الجرادي: الخلافات التي تحدث الآن حول أعضاء اللجان تضر اليمن ولا تخدمه.. يفترض على "الاعلامية" ان تكون قد بدأت عملها قبل عام الصعفاني: نظرتنا إلى الإعلام قاصرة والتعويم يؤسس للفشل أيام قليلة تفصلنا عن استضافة دورة كأس الخليج لكرة القدم "خليجي 20" ولم يتم حتى الآن تشكيل اللجان الرئيسية التابعة للجنة المنظمة وتسمية أعضائها، في وقت يفترض فيه أن تكون هذه اللجان قد شكلت وبدأت أعمالها منذ أشهر وسنوات، ومنها اللجنة الاعلامية للبطولة.. "الجمهور" التقت بالأستاذ عبدالله الصعفاني – رئيس تحرير صحيفة "الرياضة" – والزميل الصحفي منصور الجرادي واللذين تحدثا من واقع خبرتهما وحضورهما للعديد من دورات الخليج والبطولات الدولية عن تأخير تشكيل اللجان والتأثيرات السلبية لذلك على نجاح استضافة البطولة.. في البداية قال الأستاذ عبدالله الصعفاني رئيس تحرير صحيفة "الرياضة": "إننا تأخرنا كثيرا في تشكيل لجان خليجي 20 حيث حديثنا كله في الفترة الماضية محصوراً في قضية استكمال بناء المنشآت وأماكن الإيواء، وجهلنا أن نجاح البطولة من عدمه مرتبط بوجود لجان متخصصة محترفة، هي التي ستضعنا أمام التقييم الحقيقي لنجاحنا في الاستضافة، ويبدو أننا اطمأنينا إلى أن الاهتمام فقط بالمنشآت هو الذي يمثل كل عوامل نجاح الاستضافة، بينما اعلان تشكيل اللجان يضع كل لجنة أمام مسؤولياتها".. الغموض تأسيس للفشل وأضاف قائلاً: "نحن جديدو عهد بدورات الخليج.. والأشقاء في دول الخليج سبقونا حيث بدأت البطولة منذ عام 1970م، وهذا يعني ان الفارق في الجاهزية يصل إلى 40 سنة، لكن نأمل ان يتم فعلا الاسراع في تشكيل اللجان الخاصة بخليجي 20 وان لا نركن على التواكل، حيث نلاحظ ان كثيراً من الجهات تدعي انها معنية ببطولة الخليج مثل محافظة عدن ومحافظة أبين والتي تمثل السلطة المحلية في المكان الذي ستقام فيه البطولة، وزارة الشباب والرياضة، اتحاد القدم، اللجنة العليا.. لا شك ان البطولة تحتاج إلى جهود كل الناس، لكن من المهم ان تكون هناك تسمية واضحة للجنة المنظمة ولجانها المتخصصة بحيث لا يتوزع أي فشل – لا سمح الله- بين هذه الاطراف.. مهم ان تتحدد المسؤوليات والمهام، وعندما توكل اليك مهمة لا شك انك ستحرص على الوفاء بها، لكن عندما تبقى الأمور عائمة والتسميات غامضة فهذا يؤسس لفشل لا نتمناه أبداً". دورة إعلامية وعن تأخر اللجنة الاعلامية عن عملها في تهيئة الناس للبطولة قياسا بما حدث في الدول التي استضافت دورة الخليج، والتي بدأت الترويج للدورة منذ وقت مبكر قال رئيس تحرير "الرياضة": "هذا الموضوع يعكس فهمنا القاصر لدورة الخليج وما تمثله من أهمية.. من المعلوم ان هذه البطولة تعد أهم البطولات التي تشهدها المنطقة وهي دورة اعلامية بامتياز، يتابعها كل الناس وكل شعوب المنطقة حتى قادة المنطقة يتابعونها باهتمام، وعلى هذا الأساس يجب ان نعطي للمسألة الاعلامية الكثير من الاهتمام، لأنها كما قلت دورة اعلامية، وهناك أولا ما يزيد عن 1500 صحفي سيتواجدون في موقع البطولة.. قنوات كثيرة ستحل في مكان البطولة وستنصب الكثير والكثير من استديوهات التحليل المباشر، وستتفرغ هذه الاستديوهات لمناقشة كل ما يتعلق بهذه البطولة.. لذا لا بد ان يكون الإعلام اليمني حاضراً ومتواجداً ولا بد أن يهيئ الجميع للبطولة، لكن يبدو ان الغموض الذي صاحب تسمية اللجنة المنظمة وبالنتيجة صاحب اللجان التي يفترض ان تنبثق عنها ربما أدى إلى ظهورنا متأخرين.. لكن في كل الأحوال دورة الخليج هي دورة اعلامية ويجب ان يكون الإعلام اليمني حاضرا ويجب ان نستوعب الأعداد الكبيرة ونتمكن من تسهيل مهامها، بمعنى ان بطولة بحجم دورة الخليج تحتاج إلى 3 مراكز اعلامية، مركز رئيسي ومركز في كل ملعب من الملعبين اللذين ستقام عليهما المنافسات، وبالتالي مهم ان نفكر في موضوع الإعلام ومهم ان يشعر الاعلاميون الذين سيحرصون على تغطية هذه البطولة على أننا نجحنا في تقديم خدمة اعلامية، تتناسب مع كوننا نستضيف هذه البطولة لأول مرة ونطمح بأن نسجل الحضور المشرف". نظرة قاصرة وفي سؤال للصحيفة عما إذا كانت اليمن قد فقدت الكثير من فرص الترويج للبطولة وللبلد عموماً نتيجة تأخر عمل الاعلام أجاب الأستاذ عبدالله الصعفاني قائلاً: "لا شك بأن هناك علاقة بين الإعلام وبين الترويج للبطولة وللبلد.. نحن للأسف نظرتنا للاعلام ما زالت نظرة قاصرة، فمثلا نهائيات البطولة الآسيوية لكرة السلة كانت فرصة لأن تقدم اليمن بشكل أفضل، ولكن للأسف الشديد في الوقت الذي تتجول فيه منتخبات 16 بلداً آسيوياً في الشوارع ويلاحظون ان ما يحدث هنا وهناك من اعمال تخريب ليس إلا استثناء، لكن لم نشاهد التغطية الاعلامية التي تواكب حركة هذه الوفود، وتقدم للعالم اليمن كما يجب ان تكون وخصوصا عبر الإعلام الفضائي". حرب اللجان من جهته أكد الزميل الصحفي منصور الجرادي بأن تشكيل اللجان قد تأخر كثيرا خاصة اللجنة الاعلامية، التي كان يفترض انها قد شكلت وبدأت عملها قبل عام على الأقل.. وقال بأننا الآن على اعتاب شهرين من البطولة وهذا التأخير من شأنه ان يؤدي إلى الكثير من الارباكات في الجوانب الفنية وفي اعداد الكتيبات والمطبوعات، وأيضا الاعدادات الخاصة بالبطولة سواء ما يتعلق بتدريب العاملين في اللجان أو غير ذلك.. مضيفاً: "هناك خطأ وقعت فيه اللجنة الاشرافية بعدم تشكيل هذه اللجان مبكراً، وعليها ان تتلافى هذا الخطأ لاننا تأخرنا كثيراً.. وبغض النظر عن كيفية تشكيل هذه اللجان اعتقد ان الاختلافات التي تحدث الآن حول اعضاء هذه اللجان هي تضر اليمن ولا تخدمه". حذاري من الانسحابات وعن التأثيرات السلبية التي قد يقودنا اليها التأخير في عمل اللجان قال الجرادي: "نخاف ان يؤثر ذلك على البطولة وعدم نجاحها من حيث تكرار الأخطاء التي وقعت كما شاهدنا في القرعة.. ربما أي خطأ قد يؤدي إلى انسحاب أي فريق، ولم لا خاصة وان مثل ذلك يحدث في البطولات الرياضية ولذلك لا نحب ان نصل إلى هذه المرحلة!". ولو مرة واحدة!! واختتم حديثه بالقول: "نتمنى ان نكون صادقين مع أنفسنا وارجو عند تشكيل اللجان ألا ننظر إلى مصالحنا الشخصية أو المادية في هذا الاتجاه وانما مصلحة البلد ولو حتى مرة واحدة".