سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لماذا أقال عبدالرحمن الأكوع اتحاد الإعلام الرياضي؟! عشر سنوات عجاف عاشها الإعلام الرياضي بين الشتات والفتات هل عجز رجال الإعلام الرياضي عن توحيد صفهم وإقامة كيانهم؟! الإعلام الرياضي.. قضية منسية ما تحملها ملف!!
الإعلام الرياضي بتفرعاته المتعددة والمختلفة (المقروء والمسموع والمرئي) يعد من أهم أشكال وأنماط الإعلام التخصصي والأوسع قاعدة، حيث يهتم الإعلام الرياضي بتسليط الأضواء على إجمالي الوقائع والأحداث الرياضية في مختلف ساحات العطاء والتنافس الرياضي والقيام بنقلها والتعليق عليها وتحليلها ونقدها سلبا وإيجابيا وتقديمها في إطار خدمة إعلامية رياضية متطورة والمرفقة بالصور. حيث يعد الإعلام الرياضي مرآة تنعكس عليها الأحداث الوقائع الرياضية سلبا وإيجابا، كما أن الإعلام الرياضي يعد مقياسا وثيقا لما تحققه الرياضة اليمنية من إنجازات ونجاحات في مختلف جوانب الممارسة الرياضية على الصعيد المحلي، وفي المحافل العربية والقارية والدولية. وهكذا أحتل الإعلام الرياضي موقعه المتقدم ضمن الإطار العام والشامل لممارسة الرياضة المتعددة الجوانب وعلى كافة المستويات والأصعدة في بلادنا. لمحة تاريخية ******* مع بداية صدور وانتشار الصحف في عدد من منتصف القرن الماضي وعلى سبيل المثال لا الحصر صحيفة قناة (الجزيرة واليقظة والأيام والنهضة والكفاح والرقيب والأخبار) وغيرهم.. ونظرا لتوسع قاعدة ممارسة الرياضة في عدن وبالذات كرة القدم، واتساع قاعدة الجماهير المشجعة والمتابعة لمباريات كرة القدم وإشكال الرياضة الأخرى أمثال كرة الطاولة والشطرنج والطائرة على إصدار هذه الصحف لتخصيص صفحات رياضية خاصة ضمن صفحات صحفها الأمر الذي أدى بدوره إلى ظهور وبذور انتشار الصحافة الرياضية المكتوبة وبالمقابل كان لها تواجد وحضور ملحوظ على صفحات هذه الصحف التي حرصت صفحات خاصة بالشئون الرياضية لما للجانب الرياضي من أهمية كبيرة وجمهور عريض. وفي هذه المدة المبكرة لظهور وبروز الإعلام الرياضي ممثلا بالصحافة الرياضية التي تحمل أعباء أعداها وتقديمها إلى الجمهور الرياضي الرعيل الأول والرائد من الصحفيين الرياضيين، وأبرزهم محمد مدي والطيب محمد ومحمد عبدالله فارع وعبدالرحمن بلجون وجعفر مرشد ومعتوق عبدالرزاق وغيرهم والذين شكلوا نواة ظهور الإعلام الرياضي، وتحملوا مسئولية الإشراف والإعداد والتحرير مع عدد من المساهمين الأوائل هذه الصفحات الرياضية في الصحف المحلية التي كانت تصدر وقتها. نقلة نوعية ******** وعند افتتاح إذاعة عدن عام 1954م شهد الإعلام الرياضي تقدما نوعيا، وذلك من خلال توسع مجالات الإعلام الرياضي استحداث إذاعة عدن لبرنامج خاص بالرياضة والشأن الرياضي ضمن برامجها العامة تحت اسم برنامج (ركن الرياضة) الذي كان يعده ويقدمه الصحفي الرياضي الكبير جعفر مرشد، وحقق هذا البرنامج الرياضي انتشارا واسعا في الأوساط الرياضية وكل مستمعي إذاعة عدن. وتواصل مشوار تطور الإعلام الرياضي خطوات واثقة، وذلك مع افتتاح تلفزيون عدن في عام 1964م، حيث دخل الإعلام الرياضي مرحلة جديدة جسدت بالقيام بالنقل المباشر لوقائع مباريات دوري كرة القدم من ملعب الشهيد الحبشي بعدن عبر الإذاعة والتلفزيون وأول نقل تلفزيوني ملون للمباريات الكروية كان في 1980م. هذا كما قام الصحفيون الرياضيون في عدن في السبعينيات بتشكيل أول إطار ينظم قدرات وطاقات الصحفيين، وذلك بإقامة وإشهار ظهور رابطة الصحفيين الرياضيين اليمنيين في عدن، وثم بعد ذلك تشكيل اتحاد الصحفيين الرياضيين في صنعاء في الثمانينيات. الكيان الموحد ******** ومع بزوع فجر الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م كان الإعلام الرياضي اليمني في الموعد لإقامة وتشكيل الكيان الموحد للإعلام الرياضية اليمني، حيث عقد في العاشر من سبتمبر 1990م في صنعاء الاجتماع التأسيسي للاتحاد اليمني للإعلام الرياضي، الذي أسفر عن تشكيل قيادة موحدة للاتحاد اليمني للإعلام الرياضي برئاسة الأخ حسين ضيف الله العواضي ومحمد عبدالله فارع نائبا للرئيس ومطهر الأشموري أمينا عاما وعضوية كل من الإخوة عبدالله الصعفاني ومحمد سعيد سالم وأحمد السياغي وهاشم عبدالرزاق وعوض بامدهف وفيصل مكرم. وشكل قيام هذا الاتحاد بداية جيدة ومسعفة لمشوار الإعلام الرياضي، وسعى بجهد واضح إلى إقامة تقاليد إعلامية رياضية جديدة في محاولة جادة لإرساء القواعد التعامل الإيجابي بين الإعلاميين الرياضية ومن أهمها تأصيل الإعلاميين الرياضيين والمساواة بينهم في تفريع فرص مرافقه والمنتخبات الرياضية المختلفة وأن يكون الاتحاد اليمني للإعلام الرياضي هو الجهة الوحيدة والمسئولة والموكلة بتوزيع فرص مرافقة الإعلاميين الرياضيين الفرد والمنتخبات الرياضية بهدف تحقيق المساواة وعدالة التوزيع وكذا تعميم الاستفادة الكبرى من تبادل الخبرات والاحتكاك بالزملاء الإعلاميين الرياضيين في اتحاد العالم. بداية الانهيار ****** ولأن دوام الحال من المحال فمع حلول عام 1994م شهد الإعلام الرياضي بداية انهياره بمرور الوقت وخاصة بعد اعتماد أسلوب تمثيل كل المحافظات في عضوية مجلس إدارة الاتحاد اليمني للإعلام الرياضي، وكذا ظهور بوادر الخلافات بين الزملاء التي كانت تتمحور حول فرص السفر والهيمنة عليها، وانعدام المساواة والعدالة في التوزيع خاصة بعد هيمنة البعض على توزيع فرص السفر التي ظلت وستظل محور الخلافات خاصة بعد اعتماد نظام الأقربون أولى بفرص السفر، وتحول معها الإعلاميون الرياضيون إلى أشبه بالواقفين على أبواب اللئام. لماذا الإقالة؟! ********* في عام 2002م وعندما بلغت أحوال الإعلام الرياضية إلى حافة الهاوية بسبب الخلافات والتدهور والانحسار جاءت إقالة الأخ عبدالرحمن الأكوع وزير الشباب والرياضة الأسبق لمجلس إدارة الاتحاد اليمني للإعلام الرياضي.. مفاجأة غير سارة للإعلاميين الرياضيين الذين وقفوا موقف المتفرج، لما يمر به الإعلام الرياضي خلافات وتدهور، ورغم أن الإقالة ليست هي الحل الأمثل لواقع الإعلام الرياضي من حيث أنها أصحبت بمرور الوقت واقعا ملموسا على صعيد الملموس الواقع. وقد قدم الأخ عبدالرحمن الأكوع وزير الشباب والرياضة الأسبق حيثيات قرار الإقالة قائلا: "إن إقالة مجلس إدارة اتحاد الإعلام كان الخيار الوحيد المتاح أمامه بعد أن تصاعدت المشاكل في الاتحاد، وساءت أوضاع الإعلام الرياضي، واتضحت صعوبة استمرار العمل في ظل تفاقم الخلافات، وعدم الانسجام بأن عدم الإعلان عن لجنة مؤقتة لإدارة شئون الإعلام الرياضي باعتباره نشاطا تابعا لمجلس إدارة اللجنة الأولمبية سببه صعوبة الحصول على قائمة من الإعلاميين الذين يمكن اعتبارهم إعلاميين محايدين". إن من مساوى أوضاع الإعلام الرياضي أنه لا يملك تصنيفا للإعلاميين الرياضيين، ولا من هو الإعلامي العامل من الإعلاميين المنتسبين من الإعلامي المتدرب، وقد بات الوضع يسير في خدمة من لا يستحق على حساب من يستحق. ولذلك فإننا نكلف الإدارة العام للإعلام بالوزارة بإعادة تصحيح هذه الأوضاع للحصول على جمعية عمومية نوعية وخالية من شوائب الصراعات والمشاكل وعلى أسس مهنية سليمة، وأن تؤدي كل ما يتعلق بدور الإعلام الرياضي وحتى يمكن الدعوة إلى انتخابات تخدم وجود اتحاد جيد للإعلام الرياضي ورفع الكفاءة المهنية للإعلاميين الرياضيين. عجز إلى متى؟! *********** ولم يتحقق شيئا مع الأسف الشديد جاء في وزير الشباب والرياضية الأسبق، حيث تواصل الشهور مرافقا لمشوار الإعلام الرياضي.. وطوال ما يقارب من عشرة سنوات عجاف ظل العجز ملازما للإعلاميين الرياضيين الذين اكتفوا بموظف القيمة السلبية على وضح الإعلام الرياضي المتدهور بينما استفاد البعض من غياب الاتحاد اليمني للإعلام الرياضي ونصب نفسه سلطانا غير متوج على مقاليد الإعلاميين الرياضيين، وخاصة فيما يتعلق بتوزيع فرص السفر التي احتكروها لصالحهم والثلة المقربة منهم محاولين من خلال العمل السيئ لشراء الذمم والضمائر لبعض الإعلاميين الرياضيين الذين استرخصوا أنفسهم من أجل الحصول على سفرية لا تغني ولا تشبع. وأمام هذا الموقف المخزي من قبل البعض دفع ببعض المسئولين عن الرياضية، وخاصة في اتحاد الكرة بتهميش الإعلاميين الرياضية على أساس "سفرة تجيبهم وسفرة توديهم"!!. وإلى متى يتواصل عجز الإعلاميين الرياضيين في إعادة تصحيح أوضاعهم والخروج من دائرة الشتات والتهافت على فتات الموائد.. ولا عزاء للإعلام الرياضي العاجز!!.