هل نقدر أن نقول: إن العلاقة بين اتحاد كرة القدم وصقر تعز بدأ عقدها ينخرط، وأن المساحة التى كانت متاحة للطرفين للالتقاء والتحاور أصبحت منطقة شائكة وأنه لم يعد هناك وسيلة يمكن أن تتيح للطرفين الجلوس معاً من جديد وإقناع كل منهما بما لديه.؟ نضع التساؤل بحسن نية بعد أن وصلت الأمور إلى حد لم نكن نحبذه أن تصل بين الطرفين ، فالصقر وعبر مؤتمره الصحفي الذي سبق لقاء الجمعية العمومية الاستثنائي لكي يستمد شرعية قراراته الداخلية من قوة وشرعية الجمعية العمومية التى تعتبر اليوم من وجهة نظر الإدارة الصقراوية أعلى سلطة في النادي وهو أمر حسن وطيب يفترض أن يكون لكل الأندية نفس التعامل مع جمعياتها العمومية وإشعارها بقيمتها والاهتمام بها من منطلق العمل المؤسسي الذي يربط الجمعية العمومية وأي إدارة. كنت متأكداً أن هناك عقلاء في الصقر يحبون مصلحة ناديهم ولايريدون التفريط في المنافسة والبحث عن الصدارة خاصة وأن الفريق يفصله عن المركز الأول سوى شيء بسيط، ولذلك كان موقف الجمعية العمومية للصقر والتى يحق لي أن أطلق عليهم «حكماء الصقر»،لأنهم فعلاً منعوا وفوتوا الفرصة لمن يريد للصقر أن يكابر ويعاند وينسحب من البطولة تحت مبرر الكرامة والظلم والتعسف، فالاجتماع الذي حضره كبار الصقراويين يوم السبت وضع النقاط على الحروف وأجبر الإدارة أن تكون مع رأي الجمعية العمومية حتى وإن كان هناك اتفاق مسبق لكن في النهاية لم ينجر العقلاء والحكماء في الصقر إلى رغبة البعض في الانسحاب وتعطيل الدوري العام والذي كان سيدفع الصقر ثمنه كثيراً من الجهد والمال، والوقت في إعادة الاستعداد لما بعد قرار الانسحاب والذي سيكون له تبعات والتزامات. الصقراويون وفي مقدمتهم رئيس مجلس إدارته كان هادئاً في إرسال رسائله للاتحاد العام لكرة القدم ولم يخرج عن اللياقة، فقد خاطب الجميع في الاتحاد وخاصة رئيسه بكلمات توحي بحرقة وجرح في النفس ومع ذلك كان الهدوء طبعه في المنصة وهو يلقي كلمته.. ويؤكد أن إدارة الصقر لن تترك حقها ولن تسكت عن حقها وعن الظلم الذي وقع عليها كإدارة وفريق. ومن يتهم الصقر أنه قد كبّر الموضوع واعطاه فوق حجمه أقول له ضع نفسك موضعه فماذا ستفعل؟ ومن يقول إن الصقر كان قادراً أن يلعب رغم الأحداث نقول له: «من يده في النار ليس كمن يده في الماء»، وبالتالي مهما قيل ومهما أخذت الأحداث من أبعاد هناك خيط في الموضوع لن يكشفه إلا رد لجنة الطوارئ أو فتوى الاتحاد الآسيوى، وبالتالي فمن حق الصقر أن يتمسك بالخيط الذي يوصله إلى إعادة البطولة إلى المسار الطبيعي وتنفيذ اللائحة وفق الوقائع والأحداث. والصقر من حقه أن يبحث عن الإنصاف كما هو من حق شعب حضرموت أن يتمسك بحقه في الثلاث النقاط ولكن كما قال رئيس الصقر إنه «مش» من المعقول أن يقبل الصقر ثلاث نقاط من مباراة لم تكتمل ونفس الحال إن شعب حضرموت لايقبل مع إشادته بالعلاقة بين الفريقين والناديين. ومن يقول إن الصقر متحامل على شخص أحمد صالح العيسي أعتقد أنه غير مصيب في ذلك، فالاختلاف هو في الإدارة وطريقة تطبيق اللوائح.. أما على المستوى الشخصي، فالعيسي تربطه علاقة طيبة مع رئيس الصقر، وأعتقد أنهما لو التقيا وجلسا على طاولة حوار معاً لخرجا بما يعيد للطرفين كرامته وحقه دون القفز على اللوائح او التعسف في القرارات ،لذلك من المحتمل أن تقوم لجنة الطوارئ بدراسة استئناف «تظلم الصقر» والبت فيه خلال الأيام القادمة.. ونتمنى أن تُقرأ السطور التى قدمها الصقر بعيون الحريصين على تماسك الجميع من أجل النجاح للوطن، وتقرأ الحيثيات التى قدمها الصقر بعيون المتمسك باستمرار البطولة وإنصاف المظلوم ، وكما قيل «المساواة في الظلم عدالة»، فما قدمه الصقر مقارنة مع قرارات وتوقف وتأجيل بعض المباريات للدوري يعطى الفرصة للجنة الطوارئ أن تتخذ قرارها من منظور مصلحة الطرفين وحرصها على سلامة الفريقين من أي أذى. البلاد ليس بحاجة إلى مزيد من التوتر والرياضة كما عرفت أنها وسيلة سلام ومحبة وتجميع الفرقاء فإننا نطمع أن نرى العلاقة المتوترة اليوم كأنها سحابة صيف تنقشع بمجرد إعادة الحق إلى نصابه وإعادة تقويم الأمور من منظورها الطبيعي. عمق الهامش : المطالبة بالحقوق والحرص على تطبيق اللوائح لا يعني معاداة القائمين على تلك المهام والمعنيين بمسؤولية العمل في الاتحاد ولجانه ينبغي أن لايتحسسوا من مطالب الصقر أو شعب حضرموت أو أي نادٍ آخر يبحث عن حقه أو إنصافه أو رفع ظلم عليه.