واقع مشاركات منتخب البراعم على الصعيد الإقليمي حكى بأن اليمن مازالت تحتفظ بالعديد من المواهب الكروية، لن يكون آخرها هذا المنتخب الذي ينتظر توجيهاً اتحادياً للمشاركة في المهرجان الآسيوي الذي سيقام في مدينة جدة السعودية.. فبعد أن حقق اليمن نجاحاً مذهلاً في هذه الفئة، جاء اعتذر الاتحاد العام لكرة القدم عن النسخة الجديدة المقرر بدءها أواخر الشهر الجاري، صادماً لكثيرين، لكن مسئولاً بارزاً في الاتحاد يؤكد أن الأمر لم يحسم بشكل قاطع وأن الأسبوع القادم سيحدد مسألة المشاركة من عدمها.. في الاستطلاع التالي تحاول «ماتش» مناقشة الموضوع مع المختصين وذوي الاهتمام.. البعض وصف اعتذار براعم اليمن لأول مرة في تاريخ المهرجان الآسيوي بمثابة «جريمة كبرى»، فيما آخرون يعتقدون أن الاعتذار أمر طبيعي فرضته الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلد.. أحمد مهدي: مازلنا ننتظر قرار المشاركة * رئيس لجنة الشباب والناشئين في اتحاد الكرة قال بأن الجهاز الإداري والفني المشرف على اختيار عناصر المنتخب، الذي سيمثل بلادنا في المهرجان الآسيوي الذي سيقام في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية، تلقى بلاغاً من الأمانة العامة في الاتحاد بتوقف المشاركة. وأكد أحمد مهدي: حتى هذا الوقت لم يتضح بشكل دقيق مدى إلغاء المشاركة.. وأوضح بأن الاتحاد الآسيوي قد طلب الوثائق الخاصة باللاعبين والجهاز الفني قام بتقسيم اللاعبين إلى ثلاث فئات «A, B، C»، وتم اختيار 30 لاعباً كتشكيلة أولية.. ولفت مهدي إلى أنه قد تم إرسال كافة البيانات إلى الاتحاد الآسيوي.. مؤكدا أنه قد تم ترتيب كل الأمور الخاصة بالمشاركة. وقال: كنا قد أقرينا 1 يناير موعدا لتجمع اللاعبين غير أن هذا التاريخ تزامن مع امتحانات الطلاب وكذا رفض أولياء الأمور استمرار الأبناء في معسكر البراعم وعلى إثر ذلك تم التأجيل حتى يوم 17 يناير كتاريخ معلوم لتجميع اللاعبين ليتم الاستقرار على اختيار 18 لاعبا. الغرباني: المشاركة تخدم مصلحة الكرة اليمنية * حول هذا الموضوع يعتقد مدير المنتخب سابقاً الكابتن عبدالسلام الغرباني بأن إعتذار اليمن عن المشاركة يعود للأوضاع السياسية التي تسيطر على البلاد. وقال: أتفق مع من يذهب إلى أهمية المشاركة في مهرجان البراعم الآسيوي، صحيح قد لا ننظر إليها باعتبارها تخدم المنتخب الوطني الأول لكنني سأظل أتمنى بأن تستمر مشاركات المنتخبات اليمنية في كرة القدم وبخاصة منتخب البراعم لأنه المنتخب الذي يشكل الأساس لسنوات طويلة قادمة.. وقال: من المفترض بأن نشارك في المهرجان الآسيوي ولكن من المحتمل بأن المانع بسبب الوضع الذي تتعرض له اليمن. لاعب المنتخب الوطني السابق الكابتن عبدالسلام يشير: بصفة عامة المتابعة من أجل المشاركة حتى على مستوى منتخب المدارس بالتأكيد تخدم مصلحة الكرة اليمنية. مجذور: الاعتذار كان من الأول * بمهارة فنية تحدث المدرب الوطني الكبير الكابتن عبدالعزيز مجذور قائلاً: من البداية المسألة ليست مرتبطة بشكل المنتخب الوطني للبراعم ويجب الاستمرارية سواء كانوا صغاراً أو أن البطولة مجرد مشاركة حبية، الأصل بأن الاتحاد ما يبدأ يعمل فترة إعداد إلا وقد تم تحديد ميزانية إعداد ومشاركة أما الاعتذار في هذا الوقت برأيي سيكون صادم جداً على لاعبين صغار ومن الصعب بأن يتقبلوا الأمر. وقال مجذور: إذا كان الاعتذار بسبب الظروف فأنا أرى فعلاً بأن الظروف قاهرة وإذا كان الجماعة قد أكلوا كل شيء فهذه جريمة وإلا لماذا تم تجهيز الفريق وتجهيز مدرب..؟ مجذور راح يتساءل: كيف الفريق الأول يسافر ويشارك هنا وهناك؟ ما الفرق هذا منتخب وذاك منتخب؟ طبعاً هناك من سيقول بأن مشاركة البراعم حبية إذاً هم على معرفة وماداموا يعرفون كان الأصل من البداية يتم الاعتذار. مجذور علق ساخراً: هنا تكمن المشكلة عندما نعرف بأن المسئول على الرياضة لا يستوعب مفهوم الرياضة بمعناه الحقيقي، عندك مثلاً الوزير الأول معمر الإرياني غادر الوزارة ولم يعمل شيئا للرياضة وهكذا سيروح الإرياني وسيأتي البيضاني والسوداني ...إلخ وسيظل الوضع الرياضي يحتاج إلى حل حقيقي لأنه في الأخير ليس هناك من هو قادر أن يقول للفاسد أفسدت. النزيلي: هناك تناقض كبير * من جانبه أكد مدرب نادي فحمان الكابتن وليد النزيلي أن أية مشاركة خارجية تعتبر ذات أهمية ولها فائدة بشكل أفضل، وقال: مثل هذه المشاركات تحدد ملامح الطموح عند اللاعب وتوسع نشاطه بحيث تحدد مسار البداية خاصة وأن فضل المشاركة الدولية تدفع اللاعبين للمواصلة وأن يتجهوا بشكل رسمي نحو الرياضة.. وأشار النزيلي: محور النقاش مشاركة منتخب البراعم في المهرجان الآسيوي ورسالتي واضحة يفترض بأن الاتحاد لا يسمح لنفسه بإلغاء المشاركة وبخاصة أن الاتحاد لا يعاني من ضغط البطولات السنية وهذا يعني بأن المشاركة مهمة وأن المشاركة الخارجية تأتي كبديل لبطولات الفئات العمرية التي لا تقام عندنا. وأضاف: الأمر كله ناتج عن سوء إدارة والوضع يحتاج إلى معالجة، مع ذلك نرى بأن الاتحاد العام ليست لديه الرغبة في العمل على بناء القاعدة. وأوضح: تصور لو كانت هذه المشاركة مرتبطة بالمنتخب الوطني الأول من المؤكد بأن الاتحاد سيتجاوز كل شيء وسيتحرك وسيبحث عن موارد وهذه دلالة بأنه ليست هناك رغبة للعمل على المدى البعيد، وفي نفس الوقت لاحظ بان المنتخب الأولمبي لديه مشاركة وكذا المنتخب الأول لديه مشاركة وهناك تواصل لإتمام هذه المشاركات وهذا المنطق في التعامل مع منتخب البراعم يثير التساؤل ويؤكد أن هناك تناقضا كبيرا. النفيعي: لابد أن نستمر * بدوره المدرب الوطني الكابتن محمد النفيعي تحدث قائلاً: أعتقد بأن الاستمرارية كان الأهم لأننا نحتاج إلى تكثيف المشاركة في لعب كرة القدم.. وقال: باعتقادي نحن على مستوى الفئات السنية نقدم مستوى طيبا ونتائج إيجابية وباعتبار اتحاد الكرة يركز اهتماماته على المنتخبين الأولمبي والوطني الأول، لابد من مواصلة الاهتمام بالمنتخبات الأخرى والذي منها البراعم ونحن والحمدلله لدينا مواهب غير عادية. وراح يؤكد: المشاركة غير مكلفة والمشاركة للبراعم بالنسبة لي مهمة وإلا كيف سنستطيع أن نقيم نجوم كرة القدم ونكتشفهم إلا من خلال هذه الفئات.. وأضاف: أتمنى إعادة النظر لأن احتياجات اليمن للاعبين كبيرة ومشاركة منتخب البراعم ستضيف الفائدة وتخدم مصلحة الكرة اليمنية. حميد شيباني: ببساطة أعلنا الانسحاب * عبّر الدكتور حميد شيباني عن استيائه الكبير من الموقف الجامد الذي تبديه وزارة المالية تجاه الإفراج عن مخصص المشاركات الخارجية وإذ سيطر على نفسه قال: هذا التعامل غير طبيعي مع الرياضة وأخشى أن نفقد وجود المنتخب الأول في باكستان ضمن تصفيات كأس العالم وكأس آسيا، كما وأننا قادمون على المشاركة في التصفيات الأولمبية التي ستقام في الإمارات، وهناك استحقاقات رياضية لم نتسلم مبالغها.. المفهوم من هذا كله بأن اتحاد الكرة أمام مشكلة مالية كبيرة لهذا لزم أن يعرف الجميع لماذا اعتذرنا عن المشاركة في مهرجان البراعم الآسيوي السنوي تحت سن 14 سنة.. ببساطة أعلن الانسحاب بسبب المال.. وأكد أمين عام اتحاد الكرة د.حميد شيباني أن اليمن اعتذرت عن المشاركة في المهرجان الآسيوي للبراعم، بسبب تعنت وزارة المالية في صرف المخصصات وعدم توافر المال اللازم لمشاركة البراعم مما يصعب من مهمة الاتحاد ، كما أن الاتحاد غير قادر على تغطية نفقات المشاركة. وقال: نحن منذ السنة الأولى لم نتسلم أية مبالغ مالية، ماذا نعمل؟.. “حوصنا” فمن شهر ديسمبر وبعد بطولة كأس الخليج 22 لا يصرف لنا سوى مخصصات النشاط الداخلي فيما مخصصات النشاط الخارجي لا تمثل أية أهمية بالنسبة للمالية، وهكذا الإحباط يتزايد علينا.. مشيراً: الآن أصبحنا خائفين من التأخير لدينا مشاركة في باكستان وأمامنا تصفيات المنتخب الأولمبي في الإمارات، ضف إلى ذلك مشكلة مدرب المنتخب التشيكي ميروسلاف سكوب الذي يرفض الإقامة في اليمن ويطالب بمتابعة مهمته من الخارج لقد أراد بأن نتكفل بنفقات إقامته في فنادق دبي وهناك من يدعم ذلك من داخل البلد.. وخلص الدكتور حميد: كل هذه الأمور مؤشرات تضاعف من الإرهاق الذهني والقلق الذي نعيش تحت وطأته فيما الصحافة الرياضية لم تتعرض لموضوع طلب المدرب الذي أراد أن يدير المنتخب من الخارج.