سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ليس لعبة كبيرة لطفل ثري.. إنه مشروع متكامل بإمكانه تغيير الكثير من المشكلات المناخية والبيئية.. ويحلم مبتكروه أن يصبح مشروع استطلاع كطائرة بدون طيار.. «ريبوت».. بأيادٍ طلابية!
توقف الجميع لمشاهدته وهو يؤدي عرضاً بساحة كلية الهندسة بجامعة صنعاء ، لكن أكثر ما لفتني دهشة الرجل القروي الذي رأى بمثل هذه التجارب شيئاً من عمل الكبار كما في التلفزيون؛ لكن هذه التجارب اصبحت واقعاً هنا بقدرات طلابية ؛ كان الرجل يتساءل بكثرة وملامح الاستغراب تتزايد في محياه أكثر فأكثر.. لم تعد الامكانيات أساس كل شيء فالعزيمة والإصرار تكفي لتحويل أفكارك إلى واقع، هذا ما علّمنا الطلاب هنا بعد أن قوبلت أفكارهم بالرفض فجازفوا بطموحهم بعيداً ، وكانت النتيجة ابتكار (ريبوت) محلي يناسب البيئة اليمنية، ويحل كثيراً من تعقيداتها ، له القدرة على الاستطلاع العسكري وإرسال تقارير عن حالة الطقس في أي منطقة تريدها ؛ في خطوة تؤكد أن اليمن قادرة على الابتكار في حال توفرت الإمكانيات. مناسب للبيئة اليمنية يقول المشرف على هذا العمل الدكتور/عبد الرقيب عبده أ سعد : أن الريبوت “يستطيع تصوير الأحداث على مسافات بوضوح كامل ، كما يستطيع رسم الخرائط عن المنطقة التي يمسحها بدقة مقبولة ،وقياس بعض من العوامل الجوية المتعلقة بالطقس كمعدل نزول الامطار وغزارتها ومعدل الاضرار الناتجة عنها ، بالإضافة إلى قدرته على تحديث البيانات الواردة اليه باستمرار. وأضاف الاكاديمي أسعد ل«الجمهورية»:« أن الريبوت يعد كبيراً كونه أنتج بشكل محلي ولو أنتج بشكل دولي سيصبح صغيرًا جداً لدرجة تستطيع إدخاله داخل أنابيب المياه التي تتسدد لاكتشاف الخلل الموجود فيها، فيقوم برصدها ويعطي لنا معلومات وصورة عن منطقة الخلل وتحديد المكان بالمتر، وبالتالي سوف تكون هناك منظومة متكاملة من المعلومات تمكننا من الحفر بنفس مكان الأعطال وإصلاحها بدلاً من اضطرارنا لحفر الممر بأكمله ». وبحسب أسعد فإن الريبوت مصمم ليناسب البيئة اليمنية المليئة بالمتغيرات الجغرافية والمناخية ، حيث بإمكانه قياس المتغيرات المناخية اليومية في المناطق المتوقع حدوث كوارث او متغيرات مناخية وبيئية فيها ، «بإمكاننا استخدامه في الأراضي الزراعية في مواسم الأمطار حيث أترك الجهاز بمنطقة معينة فيرصد لي معدل نزول الأمطار وكمية السيول الناتجة عنها ومدى خطورتها على مسافة كبيرة تصل مداها إلى 120 - 150متراً، وهي مسافة كافية ، ومن خلال النتائج التي تصلني أستطيع أن أعمل تحذيراً للناس المتواجدين في منطقة أخرى ليتجنبوا مثل هذه المخاطر ، ويمكننا تحسين هذا الجهاز ورفع طاقته وجودته من خلال المواد الموجودة فيه أو بإضافة بعض القطع إليه». قابليته للتطوير يقول الطالب /عدي حسين احمد السياغي (مسؤول البرمجة في الريبوت): إن« الريبوت ممكن يستخدم في الاستخدامات العسكرية ويقوم بعملية استطلاع بحيث لا يستطيع احد تتبع أو اختراق الإشارات والبيانات التي يرسلها عبر نظام (RSA) الذي يعتبر من أفضل أنواع التشفير ويستخدم بكثرة في الانترنت ». يضيف « تم ربط الريبوت بالأقمار الاصطناعية وبرمجته مع الإحداثيات حتى يمكننا من تحديد موقع الريبوت من خلال التلفون عبر رقم محدد يتم برمجة الريبوت عليه ، بحيث إذا أرسلت اليه يخبرك بموقع الاحداثيات ودرجة الحرارة والرطوبة بنفس المكان، وتحديد مسافات الأجسام من حوله ، ومن ثم تشفير هذه البيانات وإرسالها». جهاز التحكم ويؤكد الطالب/جهاد الخطيب (مسؤول قطاع التحكم بالمشروع)إن جهاز التحكم في الريبوت مفصول عن جسمه بشكل كامل بحيث إذا تم تطوير المشروع مستقبلاً يمكننا نقل وظيفته كالتحسس والتحكم عن بعد لطائرة بدون طيار ، ويمتلك الجهاز نظام التصوير بالليزر سيمكننا من الاستفادة منه في التصوير الفضائي. وأوضح هشام خالد الذي يعمل في الرسم ثلاثي الأبعاد ،«أن الريبوت يستطيع رسم الخرائط تلقائياً ولا يحتاج للخريطة سوى في المرة الأولى ، كما يمكنه التعرف على المكان والعودة إليه في أي وقت آخر، كون المعلومات تخزن في قواعد البيانات ويستطيع استرجاعها بسهولة». معوقات ويعتبر الطالب/علاء ابراهيم المسابلي ،أن العراقيل التي واجهتهم «كيف نحول التراسل بين الريبوت والتحكم إلى وايرلس (لا سلكي) بحيث يمكنك التعامل مع جسم الريبوت من بعيد ولا تضطر لاستخدام موصلات سلكية ». وأضاف المسابلي ل«الجمهورية»:« قدرة الليزر محدودة جداً فلا يقيس إلا في مدى 6 أمتار ، لأن الريبوت يعمل في بيئة داخلية تستطيع أن تعكس إشارات الليزر التي يأخذ من خلالها الصورة، لكن هذا سيكلف كثيراً ، من الممكن أن يؤدي الريبوت مثل هذه الوظيفة لكننا الآن مركزين على إكمال الريبوت وخطتنا المستقبلية تحتاج إلى دعم ومجهود، وسنلجأ إلى عرضه على داعمين لنعمل على تطويره ، ونستطيع أن نحوله بهذه الإمكانيات إلى طائرة بدون طيار». وأوضح هشام خالد :«واجهتنا صعوبات في بناء الكود البرمجي للريبوت كوننا عملنا على نظام اللينكس وهو نظام برمجي يجبرك على العمل من أول خطوة دون أن يتيح لك الاستفادة من البرمجيات السابقة» إن الجهاز قديم نوعاً ما وتكاليفه رخيصة لكن الاجهزة الحديثة تحتاج لتكاليف أعلى . من الممكن أن يكون أفضل وأكد مسؤول قطاع التحكم بالمشروع جهاد الخطيب أن جميع قطع الريبوت جئنا بها من أمريكا والصين كانت تصلنا القطع بعد شهرين فتحتجز في المطار، لكن بعضها كانت تالفة ولم نستطع إرجاعها كونها تحتاج لرسوم إضافية ، لكننا تلافينا المشكلة باقتصار عمل الريبوت على ثلاثة محركات، وهو ما قلل من كفاءة الريبوت مع أن عزمه لا يزال قوياً ، وكان من الممكن أن يكون افضل . يضيف: التكاليف الاستهلاكية كاللحام والأدوات البسيطة كانت موجودة لدينا لكن تقريباً وصلت تكلفة المشروع الى حوالي (1600) دولار (344000) ريال خارج التكاليف المحلية والقطع الموجودة في اليمن ، كنت اطمح لشيءأكبر من هذا لكن مع ذلك يعتبر هذا عملاً مرضياً. ويرى السياغي:أن الكاميرا قدراتهاإلىحد ما متوسطة وتستخدم في الاستخدامات الداخلية ولا يمكن أن تستخدم في الخارج لأن تكاليف الأجهزة التي تستخدم في الهواء الطلق مرتفعة ، هذا العمل كانت تكاليفه عالية جداً بحيث اضطررنا للدفع من جيوبنا لأنه لا يوجد دعم مادي ، حاولنا عرضه على رجال أعمال لكن لا أحد أيدنا أو دعمنا . ويلخص الدكتور/ عبد الرقيب أسعد معاناة طلابه :عانوا كثيراً في الحصول على القطع خاصة حين كانت تحتجز في المطار ولا تخرج إلا بعد معاناة شديدة وكأنها أشياء ممنوعة مما يضطروا لتركيبها من أجهزةأخرى متواجدة داخل العاصمة أو يتم تجميعها ، حتى وصلوا الى هذه النقطة التي وصلوا اليها ، وهذا يعتبر مجهوداً طيباً وكبيراً ما بالك لو كانت القطع كلها متوفرة في الداخل لأنتجوا وأنجزوا عملاً أكبر من هذا . مجالات تطبيقه في شارع القاهرة المتفرعة من جولة مذبح لا تزال السائلة قيد التوقيف نتيجة طمرها وتسديدها بالمخلفات وهو ما جعل هذا المشروع الحيوي الذي يعمل على تصريف السيول في العاصمة صنعاء معطلاً في حين تجتاح المياه شوارع العاصمة لانسداد الكثير من منافذ تصريفها ؛ لكن الريبوت الذي ابتكره مجموعةمن طلاب جامعة صنعاء سيكون بادرة أمل لتشغيل منافذ تصريف المياة لتعود لعملها إذا تم استغلاله ..! وفي 2011 جرفت مياه الأمطار مخيمات المعتصمين في ساحة الجامعة القريبة من السائلة المطمورة لعدم وجود منافذ تصريف لها وهو ما جعل أحياء الجامعة والشوارع القريبة منها تغرق في موسم الأمطار ،ولا تزال هذه السائلة عصية عن الحل حتى اللحظة . وتظل سائلة صنعاء التي رصفها الصينيون واستخدمها اليمنيون كطريق مختصر للهروب من زحمة السير في شوارع العاصمة خطراً محدقاً على السيارات في أيام الصيف ، كونها لا تحتوى على جهاز إنذار يحذر السائقين المتواجدين فيها من السيول القادمة من مختلف مناطق العاصمة صنعاء التي انشئت لغرض تصريفها. ويفاجأ السائقون بهبوط السيول في ظل وجود أشعة الشمس في اطرافها نتيجة لهبوط الأمطار في أماكن أخرى، وتوجه السيول إلى السائلة التي تعتبر المكان الوحيد لتصريف أغلب مياه السيول في العاصمة ، وهو ما سيجعل من هذا المشروع حلاً لتحليل كمية السيول فيها ومدى خطورتها على السيارات والمركبات وبالتالي إصدار تحذيرات في الإذاعات المحلية التي يستمع إليها السائقون دوماً ، كما ستصبح معلومات الطقس الواردة من نقيل “سمارة” بمدينة “إب” مهمة جداً لتجنيب المسافرين مشاكل الطريق كالغيوم والأمطار والتقطعات. أمل يأمل الدكتور/عبد الرقيب أسعد أن يجد مشروع طلابه شركة تجارية تعمل على تبني إبداعهم ، كما يأمل طلابه أن ينال مشروعهم اهتماماً من قبل الجهات المعنية المشغولة بصراعاتها السياسية حتى يصبح حلمهم واقعاً يجنب اليمنيين الكثير من الكوارث والمخاطر المناخية. لا يكلف تطوير المشروع قيمة قذيفة تسقط هنا أو هناك وما أكثرها في الوقت الحالي ، في وقت يحتاج الوطن إلى مشاريع بناء لا مشاريع هدم