عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفوضية اللاجئين: أكثر من ثلاثة ملايين نازح في اليمن يعيشون حياة غير مستقرة تحفها المخاطر
النازحون داخل اليمن.. هل أصبحت قضية منسية ؟
نشر في الجمهورية يوم 03 - 02 - 2017

قضية النازحين في اليمن بسبب العدوان الذي تقوده السعودية ظلما وعدوانا ، مأساة إنسانية وحقوقية خاصة بعد أن وصل عددهم إلى الملايين أغلبهم يعيشون أوضاعاً صعبة تنذر بكارثة صحية ومجاعة حقيقية تحمل تداعيات صحية ونفسية عديدة ، سلطنا الضوء على هذه القضية المحورية في سياق التحقيق الآتي.. نتابع:
أسرٌ نازحة كثيرة وجدت في أمانة العاصمة صنعاء ملاذاً آمناً بعد أن لاقت صنوف المعاناة في المحافظات التي قدمت منها وتتعرض لقصف طائرات العدوان بشكل يومي ومواجهات مسلحة نتيجة تصعيد مرتزقة العدوان في أكثر من محافظة.
محمد قماز نازح من محافظة تعز منذ ما يقارب ثمانية أشهر ، قدم هو وأسرته المكونة من 7 افراد الى صنعاء، يعيشون وسط أربعة جدران بغرفة تبرع لهم بها أحد فاعلي الخير بمنطقة سعوان.
يقول قماز : تركنا بيتنا وحلالنا ومالنا في تعز نتيجة الحرب وكثافة الغارات الجوية من طائرات العدوان وغياب الأمن وصعوبة لقمة العيش وهناك نازحون كثر إلى العاصمة صنعاء بكونها الأكثر أمناً، غير أن الفقر كان حليفنا وصعوبة توفير احتياجات أسرتي المعيشية خاصة ونحن هنا غرباء لا نعرف ولا يعرفنا أحد وقد بعنا كل ما نملكه لمواجهة متطلبات الحياة.
وما يرجوه محمد هو أن يحظى بإدراج أسماء أفراد أسرته ضمن ما تقدمه المنظمات الخاصة أو الحكومية لدعمهم على الأقل بالمواد الغذائية.
دمر كل شيء
عبد الكريم الصايف نازح من محافظة صعدة إلى العاصمة صنعاء يقول : نزحنا من محافظة صعدة جراء العدوان الغاشم الذي استهدف البشر والحجر والشجر وجعل من المحافظة منطقة مستهدفة لا يفرق بين صغير ولا كبير، طفل ولا امرأة مستهدفا كافة المنشآت الاقتصادية والحيوية ومصدر أرزاق الناس وأعمالهم ومزارعهم ، فتركنا كل شيء بعد أن فقدنا كل شيء.
ومضى الصايف يقول: نحن طول أعمارنا لم نكن نتوقع أن نمر بهذه الظروف القاهرة والصعبة وان ننزح من بيوتنا وأن نتبهذل هذه البهذلة لدرجة أني لم أعد قادراً على توفير قيمة العلاج لهم والحمد لله على كل حال والله ينتقم من الظالمين.
أساسيات معيشية
النازحة أم عمار الشويفي من محافظة تعز أوضحت أن المساعدات تصلهم بعض من المنظمات المحلية وهي مساعدات غذائية سكر وأرز وزيت ودقيق وبقوليات وغيرها ولكنها سرعان ما تنتهي وتمر أشهر من دون أي دعم وفجأة يتم إبلاغنا لنذهب لاستلام المعونة.
متمنية أن تستمر وتدوم هذه المعونات شهريا لتسد حاجة أطفالها المعيشية حيث تمثل هذه المساعدات قوتهم الوحيد.
ليلى عبد الرحيم إحدى النازحات من محافظة حجة تقول: إن المساعدات التي تصلهم هي مواد غذائية ولكنها مساعدات غير دائمة وفي مواسم معينة فعند تسليم الدعم للشهداء والجرحى في حارتهم بمنطقة شعوب يتم دعمهم.
طبيعة الاحتياجات
النازح محمد القادري يقول: ما نحتاجه هو سكن وملجأ آمن لنا ، ما نحتاجه هو توفير عمل مناسب لنا يعيننا على متطلبات الحياة ، إلى متى نظل ننتظر مساعدات المنظمات والتي تأتي متأخرة جداً ولا تفي بالغرض ، ما نحتاجه هو دعم نفسي لأطفالنا الذين شهدوا القصف على منازلهم واستشهاد ذويهم ، دعم صحي لنا لكوننا بالكاد أن نجد ما نأكله ، نحتاج إعانة أبنائنا في دور التعليم وتدريسهم لأن ظروفنا المادية صعبة ولا نقدر على دفع تكاليف التعليم ومستلزماته ، فلا نريد أن نتغرب ونشعر بالوحدة ونحن في أوطاننا.
وعن ممارسة حياته أوضح القادري إنهم يعيشون حياة متعبة ويشتغلون في عدد من الأعمال الحرة كبيع المناديل الورقية حتى يجدون عملاً يتلاءم مع احتياجاتهم.
لا تفي بالغرض
مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين عبد الوهاب الوشلي أوضح أن وجود أكثر من ثلاثة ملايين ومائتي ألف نازح منذ بداية العدوان بحسب حملة المتابعة لحركة النزوح والواقع أكثر مما ترفعه الأرقام يعيشون أوضاعا معيشية ونفسية وصحية صعبة ، بعد أن أجبروا على ترك منازلهم قسراً نتيجة العدوان والحرب.
مبينا أن دور المنظمات الدولية دور بسيط في دعم النازحين ولا تفي باحتياجاتهم المعيشية سوى 25 أو 30 %. غير أن المنظمات المحلية تساهم بشكل كبير في دعم النازحين خاصة المساعدات الغذائية والتكاتف المجتمعي من أصحاب الخير ورجال الأعمال.
قضية هامة
المحامي حميد الحجيلي – منظمة بامرو الدولية لحقوق الإنسان اشار الى أن ملف النازحين يعتبر من الملفات الشائكة والمعقدة ويمثل أحد أهم التحديات الصعبة التي تشهدها اليمن لأن هناك نازحين يعانون من فقد المأوى والسكن والأهم من ذلك هو فقدهم لسبل العيش التي كانوا يعتادون عليها قبل نزوحهم بالإضافة إلى مشاكلهم الصحية والنفسية.
ويرى الحجيلي أن الحلول التي تخفف من وضع النازحين هي استحداث وحدة عمليات صحية خاصة بالنازحين في كل منطقة يتواجدون فيها، وتركز على الأمراض التي يمكن ان تنشأ في اوساطهم، وتحويل المخصصات الصحية للمناطق التي نزحوا منها الى المناطق التي نزحوا اليها، من لقاحات وأدوية، ونخصّ بالذكر الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، مثل السكري وضغط الدم وغيرها.
وتابع : دمج المنتسبين في الدوائر الصحية في المناطق الساخنة، لأنه بالإمكان الاستفادة من هذه الكفاءات في مراكز صحية قريبة خاصة قريبة من مساكن النازحين، وعقد الندوات لزيادة الوعي الصحي والاستفادة من وسائل الإعلام، وطبع المنشورات لبث هذا الوعي.
وأكد الحجيلي أن مشاهد الدماء والموت والدمار وأصوات إطلاق النار ومحنة الهرب وفقد الأحبة، لها آثار سلبية عميقة في نفوس النازحين عامة وعلى النساء والأطفال خاصة إضافة إلى أن ظروف حياة النزوح الجديدة هي بحد ذاتها بركان يغلي ويولّد حمماً لأمراض نفسية قاسية وهذا يتطلب تشكيلاً فورياً لوحدات العلاج النفسي تقوم بمهمة المباشرة الفورية لمتابعة هذه الحالات قبل استفحالها والتي ربما تحتاج لسنوات حتى يتعافى المصاب منها…
وفي الجانب الاقتصادي اوضح الحجيلي أن النزوح له آثار اقتصادية وخيمة على النازحين انفسهم وعلى سكان المناطق التي نزحوا إليها لذا فإنهم يفتقدون تماماً لفرص عملهم الحر، ووجد الغالبية العظمى من النازحين أنفسهم في مناطق النزوح بلا أدنى مردود مالي.
لافتا الى أن مشاكل البطالة والغلاء في المواد الأساسية والسكن، من أبرز سمات الوضع الاقتصادي والمعيشي في اليمن ، ومع وجود النازحين وحاجتهم لفرص العمل والدخل البسيط لسد حاجاتهم فإن أفضل السبل والحلول المتاحة لمساعدتهم والتخفيف من معاناتهم العمل على وضع قاعده بيانات لهم وتنظيمهم في إطار جمعيات إنتاجية وتموينية وتدريبية يمكن أن تكون مدعومة في البداية بمنهجية تمكنهم من أن يعتمدوا على أنفسهم بل ويصبحوا جزءاً من الحل لمشاكل ضعف الانتاج وتزايد الفقر والتعطل والبطالة في المجتمع وهذا في حد ذاته نشاط ? يمكن ضمان النجاح فيه أو له، ما لم يستند على تخطيط سليم.
ويرى ضرورة تخصيص لجنة اعلامية خاصة للنازحين، وموقع الكتروني، يتولى الاهتمام بشؤون النازحين الخدمية، وتهتم بالوعي الثقافي والامني، وعلاج المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، وتكون المرجع لهم في تلقي التبليغات والتعليمات واستقبال الشكوى، وكل ما يتعلق بشؤونهم اضافة الى تشكيل هيئة من النازحين تتولى مسؤولية متابعة الحكومة والمجتمع الدولي على حد سواء ، لوضع حد لمعاناة النازحين.
قنوات تواصل
الإيفاء بميزانية لمواجهة قضية النازحين للتخفيف من وطأة المعاناة احدى التحديات الكبرى التي تواجه حكومة الإنقاذ الوطني كما أن تكاليف هذه القضية تشكل عبئاً إضافياً والتزاماً حتمياً على الحكومة ويرى الناطق الإعلامي لوزارة المالية محمد الورد ضرورة فتح قنوات تواصل مع الخارج للمساهمة في التخفيف من معاناة النازحين لان قضية النازحين تمثل حالة خاصة إذ يحدث النزوح داخليا من محافظة الى محافظة ومن مدينة لمدينة وما يخفف جزئيا من هذه المعاناة هو البعد الاجتماعي حيث يجد النازح ملجأ يأوي اليه في إطار الأسرة والأقارب والمجتمع بشكل عام لكنها تبقى مشكلة خطيرة يمكن أن تخرج عن السيطرة في أي لحظة خصوصا في ظل استمرار العدوان الذي يستهدف المدنيين بشكل أساسي والحصار المفروض على بلادنا.
وقال : يجب على حكومة الإنقاذ تخصيص مبالغ لمعالجة أزمة النازحين ضمن خطة طوارئ محددة وتكثيف الجهود لرفع الحصار عن بلادنا كأولوية قصوى
برنامج الحكومة
من جانبه يقول خبير الأمن الغذائي ووكيل وزارعة الزراعة والري الدكتور محمد الحميري: إن النازحين وقضية إيوائهم ومساعدتهم في تجاوز صعوبات الأوضاع المعيشية والإنسانية التي دفعتهم نحوها كوارث العدوان ومؤامرات المعتدين ومرتزقتهم هي مسألة تمثل احد أهم التحديات الصعبة أمام جهود وبرنامج الحكومة الإنساني لأن اغلب النازحين يعانون من فقد المأوى والسكن والأهم من ذلك هو انعدام سبل العيش التي اعتادوا عليها.. وهو ما يعني أن مساعدتهم في تجاوز تلك الظروف يتطلب تمويلاً وبرامج إغاثة وتخطيطاً متكاملاً لخلق فرص عمل جديدة أمامهم تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم إذا نضبت موارد الإعانات والمساعدات سواء تلك التي تقدمها الحكومة أو مختلف المنظمات المعنية بهذه المسألة.
مبينا أن أفضل السبل والحلول المتاحة لمساعدتهم والتخفيف من معاناتهم هي تلك التي تقوم على تنظيم النازحين في إطار جمعيات إنتاجية وتموينية وتدريبية يمكن أن تكون مدعومة في البداية بمنهجية تمكنهم من أن يعتمدوا على أنفسهم بل ويصبحون جزءاً من الحل لمشاكل ضعف ا?نتاج وتزايد الفقر والتعطل والبطالة في المجتمع وهذا في حد ذاته نشاط ? يمكن ضمان النجاح فيه ، ما لم يستند على تخطيط سليم يعتمد على ما أشرنا إليه من فلسفة قيمية وأخلاقية ترتكز عليها الجهود المبذولة في اتجاه مساعدة النازحين وحل مشاكلهم.
حملة وطنية
يحيى الشرفي – عضو مجلس النواب ذهب الى القول : قضية النازحين ينبغي أن تكون من ضمن أولويات مهام حكومة الانقاذ التي يجب أن تعمل على حل هذه القضية للتخفيف من معاناة النازحين…
موضحا أن ذلك يبدأ بعمل حصر لكافة النازحين وأماكن تواجدهم ومن خلال الدعوة لعمل حملة وطنية لمعالجة أوضاع النازحين ومن ثم توفير الخيم والأغطية والفرش والأغذية والأدوية وكذا الخدمات الأخرى الضرورية التي يحتاج اليها النازحين فضلاً عن التنسيق مع المنظمات الدولية التي تعنى بشؤون النازحين وإيصال المساعدات الى النازحين وفقا لآلية دقيقة ومعدة سلفا لهذا الغرض تتوفر لديها معلومات شاملة وكاملة عن النازحين وأعدادهم واماكن تواجدهم وما هي احتياجاتهم…وهي أعمال إنسانية ودينية في إطار التكافل الاجتماعي…
البديل
مدير مكتب الحقوق والحريات بمجلس النواب كهلان صوفان قال: إن قضية ومشكلة النزوح من أعقد القضايا والمشاكل التي واجهت وستواجه متخذي القرار في بلادنا، سواء كانت أثناء العدوان الغاشم أو بعد انتهائه كونها متعددة الأبعاد وتحتاج إلى تدخلات متعددة ومتنوعة ومكلفة أيضاً.
واضاف : ان الأسرة النازحة تتكون من المرأة والطفل والمسن ورب الأسرة وكل هؤلاء بحاجة إلى تدخلات جماعية وفردية تبدأ أثناء العدوان بتوفير المسكن البديل المؤقت والمأكل والمشرب والملبس أو مقابلها من النقود. وكذا توفير التعليم المجاني القريب من أماكن النزوح ومتطلباته لأطفال الأسرة النازحة ذكورا وإناثا، وتوفير الخدمة الصحية والعلاج المجاني. ناهيك عن برامج التأهيل النفسي وإعادة الإدماج لأفراد هذه الأسرة النازحة في المجتمع الذي نزحوا إليه لتجاوز لحظات الألم والرعب التي لاقوها أثناء النزوح وبعده وعند فقدهم أحد أقاربهم وما تعرضوا له أثناء القصف.. ثم يأتي دور برامج التدريب والتأهيل وتوفير فرص عمل جديدة للقادرين على العمل ونقل ملفات العاملين منهم إلى موطن النزوح أو تمكينهم من فتح مشاريع صغيرة للاعتماد على النفس.
وطالب صوفان بوضع استراتيجية شاملة لمواجهة ظاهرة النزوح تأخذ بعين الاعتبار كل ما ذكر ووضع الكلفة التقديرية لكل تدخل، وتسويقها دولياً ومحليا.
مشاكل صحية:
وكيل وزارة الصحة الدكتور ناصر العرجلي أوضح أن وزارة الصحة والسكان ازاء هذه القضية الانسانية وجهت كافة المستشفيات الحكومية في المحافظات التي تستوعب مجاميع ومخيمات النازحين بتقديم الخدمات الطبية لهم مجانا، اضافة الى اقامة عدد من المراكز الصحية الثابتة في المخيمات ، كما يتم التنسيق مع المنظمات الدولية لتوجيه جزء من الدعم للجانب الصحي لما يخص النازحين وتنظيم مخيمات طبية وعيادات متنقلة تقدم الخدمات الصحية والرعاية الطبية للنازحين.
ويستطرد العرجلي: اما المشاكل الصحية فتتنوع حسب المكان الذي وفد منه النازح والمكان الجديد فقد يحدث للشخص مشاكل في الجهاز التنفسي. او صداع او في الجهاز الهضمي من عدم تكيف مع المكان الجديد وبشكل عام هذه المشاكل حدوثها هي ردات فعل طبيعية في أي مجتمع بسبب العدوان الغاشم على بلادنا ولكن تختلف درجة حدوثها حسب العمر والنساء والاطفال الأكثر تأثرا. ومعهم أصحاب الأمراض المزمنة مثل الضغط السكر أو التحسس والأمراض الجلدية المتعددة.
تداعيات نفسية:
المختص النفسي الدكتور عبده الشليلي تحدث عن أبرز التداعيات والأمراض النفسية للنازحين قائلا: يعاني النازح من مشاكل نفسية عديدة ومعقدة هو وافراد اسرته ومحيطه العائلي.
ومن أبرز المشاكل حسب الشليلي الاكتئاب والقلق والخوف والفزع واضطراب النوم وفقدان الشهية للأكل وأيضاً ازدياد الخلافات الأسرية بين الأزواج والأبناء وتدني مستوى التحصيل الدراسي عند الأبناء وأيضاً يحدت للنازح ما يسمي الاغتراب النفسي نتيجة انتقاله من مكان لآخر وعدم التأقلم السريع مع الأطفال في الحي أو المدرسة.
ونوه الدكتور الشليلي بأنه قد يحصل للأطفال التبول اللا إرادي ليلاً أو قضم للأظافر نتيجة الذعر أو الخوف نتيجة العدوان والقصف وانتقال الطفل الي مكان آخر بعد أن فقد أصدقاءه بعد موتهم وبعد أن فقد ذكرياته في منزله المهدم ولعبه وصورة ودفاتره لأن العدوان دمر نفسية الطفل وأحلامه لكنه لم يدمر صموده وكبرياءه.
ومضى الشليلي يقول : ومن المشاكل النفسية للنازحين الشعور بالاحراج أو الخجل من الآخرين عندما ينتقل من مكان إلى آخر أو ينتقل من وضع مادي إلى وضع أقل والشعور بالعجز ولكن هذا الشعور قابله المجتمع بنوع من التكافل والتعاون من للناس ونحن كيمنيين فينا نخوة واخوة وصمود ضد العدوان الغاشم وبالتالي لم يكن هذ الشعور بدرجة عالية.
احصاءات صادمة :
وكانت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، قد أعلنت أن عدد النازحين والمهجرين قسريا جراء العدوان السعودي على اليمن ارتفع إلى 3 ملايين و154 ألفاً و527 شخصاً.
وأوضح تقرير مشترك للمفوضية والمنظمة الدولية للهجرة ” أن النزوح الداخلي شهد ارتفاعا في الآونة الأخيرة وأن “عدداً كبيراً من النازحين يحاولون العودة إلى ديارهم، أي أن نسبة الزيادة تصل إلى 24 %، وقدرت هذه النسبة ب 184 ألفاً و491 شخصاً، مشيراً إلى أن “محاولات العودة يشوبها الحذر الشديد حيث يترقب السكان تحسناً ملموساً في الصراع القائم”، لافتا إلى أن هناك 949 الفا و470 نازحا حاولوا العودة إلى ديارهم.
وشدد ممثل منظمة الهجرة الدولية في اليمن السيد لوران ديبوك على ضرورة اعتبار “النازحين العائدين ضمن دورة النزوح المستمر لطالما لم يتمكنوا من استعادة الاستقرار المستدام و لطالما استمروا في احتياجاتهم الشديدة، وهذا الحال ينطبق أيضا فيما يتعلق بمصالح المجتمع المضيف من غير النازحين ”
وقالت نائب ممثل مفوضية اللاجئين في اليمن، “إيتا سخويتي”، إن “الأزمة الراهنة تجبر المزيد من الناس على ترك منازلهم بحثا عن الأمان، وأكثر من ثلاثة ملايين شخص يعيشون حاليا حياة عابرة غير مستقرة تحفها المخاطر، ويكافح هؤلاء من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية.
وأبرز التقرير الصادر عن المفوضية ، صورة مقلقة لحياة النازحين، حيث تثبت التقارير وجود تحديات حقيقة متعلقة بالاحتياجات الأساسية والضرورية للاستمرار على قيد الحياة ومن تلك الاحتياجات الغذاء، يليها المأوى ومياه الشرب.
ولفت الى أن “استمرار النزوح لفترات طويلة، يؤثر سلبا على المجتمعات المحلية التي تستضيف النازحين من السكان، وهذا يشكل ضغطاً نظراً لزيادة الطلب على الموارد الشحيحة أصلا، حيث يعتمد 62 % من النازحين على كرم عائلاتهم وأصدقائهم القادرين على الاستضافة.
وأوضح انه مع استمرار الصراع بلا هوادة فإن ذلك يطيل من متوسط الفترة الزمنية التي يقضيها النازحون بعيدا عن ديارهم فمعظم النازحين والذين تقدر نسبتهم ب 89 % قضوا ما لا يقل عن 10 اشهر بعيدا عن ديارهم.
الثورة نت
تصوير/ فؤاد الحرازي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.