أوضح السفير الفلسطيني في القاهرة نبيل عمرو، إن مقترح إجراء الانتخابات التشريعية الذي تقدمت به السلطة الوطنية الفلسطينية، سيكون مخرجا ديمقراطيا من الأزمة الفلسطينية الداخلية، ناصحاً حماس بالموافقة عليه. وقال عمرو في حوار مع "السياسية": "رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، أعلن أكثر من مرة أنه لن يقْدم على إجراء انتخابات إلا بعد الحصول على الموافقة عليها من كافة الأطراف، لذلك على حماس أن تكون إيجابية في هذا الصدد وأن تتعاون من أجل إجراء انتخابات جديدة". وعما إذا كانت المبادرة اليمنية ستكون ضمن أجندة طاولة الحوار الفلسطيني- الفلسطيني الجاري حالياً في القاهرة قال عمرو: "المبادرة اليمنية موجودة على طاولة الحوار بقوة؛ لأنها لم تعد فقط مبادرة يمنية بل أصبحت قرار قمة عربي، وجميع الأطراف إذا أرادوا الوصول لقرارات لا بد أن يحترموا هذه المبادرة نصا". وحول دعوة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، إلى حكومة وحدة وطنية داخل إسرائيل تقبل بإقامة دولتين؛ أوضح عمرو أن كل ما يقال في إسرائيل يدخل في سياق المسابقات والحملات الإعلامية للانتخابات وبالتالي هذه التصريحات لا تؤخذ على محل الجد. وأكد عمرو "لا نريد أن نتفاوض مع إسرائيل عبر وسائل الإعلام، فالتفاوض له موائد رسمية". وفيما يلي نص الحوار: * بداية نسأل عن صحة الخبر الذي نشر عن إغلاق السفارة الفلسطينية في اليمن؟ - هذا خبر غير صحيح، ونفاه السفير، ونحن نؤكد عليه، ولا داعي للحديث عنه؛ لأنه أخذ أكبر من حجمه. * بدأ اليوم حوار للمصالحة الفلسطينية، فهل الجامعة العربية ترعى هذا الحوار الدائر الآن؟ - للجامعة العربية دور في فترة لاحقة، الآن مصر وحدها من يقوم بالاتصالات والحوارات الثنائية مع الفصائل الفلسطينية، وعندما تستكمل هذه الحوارات سيجري تحديد الطريقة والمضمون الذي سيكون عليه دور الجامعة. * وصل وفد من حركة الجهاد الإسلامي ووفود أخرى، وحماس لم تصل، فهل هي معترضة على الحوار في القاهرة؟ - لا الترتيبات على أن يأتي كل فصيل على حدة، فليس متوقعا أن يجري الحوار مع كل الفصائل في وقت واحد، الترتيب هو أن يأتي الحوار مع الفصائل كل على حدة، بعد ذلك يسوغ المصريون وثيقة يجري عملها مع الجميع. * ومتى تتوقع أن تكون الفترة الزمنية المقررة في ضوء ما تشهده الآن من حراك؟ - أتوقع أن تأخذ أياما، وليست فترة طويلة لا أستطيع أن أحدد بالضبط، ولكنها ليست فترة طويلة. * هل هناك دور سوري في المصالحة؟ - لا.. هنالك دعم سوري للمبادرة المصرية بشأن الحوار الوطني حصل عليه الرئيس محمود عباس حين زار دمشق، وعندما التقى بالرئيس بشار الأسد في باريس، وهنالك اتصالات هاتفية بين الرئيس أبو مازن والرئيس الأسد، وهنالك دعم من جانب الأشقاء في سورية لهذا الحوار، وهناك رغبة حقيقية لدى السوريين أن يسفر هذا الحوار عن نتائج ملموسة. *كونداليزا رايس تزور المنطقة، وهناك تزامن مع بداية الحوار، هل هناك ترتيب أم كانت مجرد صدفة؟ - كونداليزا رايس زائر دائم للمنطقة، وبالتالي لا علاقة لحضورها بالحوار الوطني، هي مجرد مصادفة فقط جاءت من أجل إيجاد محاولة اقتراح للمفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية التي لم تصل لنتيجة حتى الآن وبالتالي لا صلة بين الحوار الوطني وزيارتها. * هل هناك توقع أن يتم اتفاق سلام بين فلسطين وإسرائيل خلال الفترة المقبلة قبل نهاية عمر إدارة بوش؟ - ليس موضوعيا التفاؤل بإحراز هذه النتيجة الكبرى؛ لأن الجميع، هنا، في مرحلة انتقالية الإدارة الأميركية والإدارة الإسرائيلية والإدارة الفلسطينية إن أحببت، وبالتالي لا أمل بأن يكون هناك نتائج حاسمة لكن إذا كان هناك قدرة لدى جورج بوش أن يقترح حلا، فنحن في انتظار هذه المعجزة، ونتمنى أن تحدث. * هل تتوقع الخير في اوباما؟ - نحن العرب نتخيل أن الإدارات الأميركية تشبه الدول العربية، فلدينا أحيانا أن الشخص هو كل شيء، الولاياتالمتحدة ليست كذلك مع هذا انطباعات الرئيس محمود عباس، عن اوباما أثناء لقائه به ايجابية للغاية فهو رجل متفهم مستعد لأن يستمع، وهو جاهز لأن يكون موضوعيا أكثر، وأن يفتح ملفات الحل في الشرق الأوسط بمجرد أن يدخل البيت الأبيض فهم يقولون هذا وهم مرشحون، ولا نعرف كيف يتصرفون عندما يصبحون رؤساء. * بالنسبة للجنة الرباعية لم تنعقد منذ يونيو الماضي تقريبا، هل هناك رؤية أو طرح لعقدها في الفترة المقبلة؟ - نحن لسنا أصحاب القرار في هذا، فهي مرتبطة بالآفاق التي تفتح عادة للحركة السياسية، عادة لا نرى ولا نعرف الأسباب التي أدت إلى تعطيل عمل اللجنة. * المبادرة اليمنية هل ما زالت مفعَّلة؟ - المبادرة اليمنية تضمنت بنودا في غاية الأهمية، وستكون موجودة على طاولة الحوار بقوة، وهي أيضا أحد عناوين الحوار؛ لأنها لم تعد فقط مبادرة يمنية بل أصبح قرار قمة عربي، وبالتالي هي موجودة بقوة وموجودة بإيجابية وجميع الأطراف إذا أرادوا الوصول لقرارات لابد أن يحترموا هذه المبادرة نصا، والتي "نعض عليها بالنواجذ". * خارطة الطريق هل ضلت طريقها؟ وهل ستقوم اللجنة الرباعية بدفع السير فيها، خاصة أن هناك بطئا في الفترة الحالية؟ - خطة خارطة الطريق فيها البند الأول الذي يحتوي على التزامات فلسطينية، وبعد البند الأول ما تبقى هي التزامات على الجانب الإسرائيلي، نحن قمنا بما علينا في هذه الخطة، على الإسرائيليين حاليا أن يقوموا بما عليهم، وبالتالي يجب أن يتوجه الضغط إلى الجانب الإسرائيلي الذي يحاول بين وقت وآخر أن يظهر أننا لم نكمل ما علينا من التزامات، وخاصة على الصعيد الأمني، نحن نقول إننا أكملنا هذه الالتزامات على خير وجه، وبالتالي أصبح الآن الجو مهيأ للانتقال إلى الخطوات التالية، وأن الإسرائيليين عليهم أن يقدموا شيئا، ولكنهم بدلا من ذلك يحاولون أن يتهربوا من الاتفاقات، حتى لو كان ذلك بطرح مبادرات وهمية لإلغاء المبادرات السابقة، ولكننا متمسكون بخطة خارطة الطريق، ومتمسكون بالالتزامات على الإسرائيليين في هذه الخطة. * بالنسبة للجندي الإسرائيلي شاليط، هل حركة فتح مشاركة في المفاوضات الدائرة الآن بين حماس والجانب الإسرائيلي؟ - نحن لسنا طرفا، ولا علاقة لنا بهذه المفاوضات، حتى أننا لا نعرف ما يجري من مفاوضات حول هذا الموضوع. * هاجمت منذ فترة نبيل شعث بسبب لقائه مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر... - ليس من سياستنا أن نلتقي بأحد من الإخوان المسلمين، نحن هنا على علاقة تحالفية مع النظام المصري بقيادة الرئيس محمد حسني مبارك، مع القيادة المصرية، وبالتالي لا داعي للقاءات مع الإخوان المسلمين، هذا هو موقفي وموقف الرئيس محمود عباس، وموقف السلطة الوطنية. * منذ فترة أيضا انتقدت موقف الزعيم ياسر عرفات في اتفاقية كامب ديفيد الثانية... - رحم الله الرئيس ياسر عرفات، هو كان قائدا رمزاً، ومازال وكان مسموحا لنا في حياته أن نختلف معه؛ لأنه كان قائدا ديمقراطيا، وبالتالي بعد أن توفي سنظل نتغنى بمآثره دون أن نتوقف عن الاختلاف في بعض الأمور، وهذا هو العمل الديمقراطي؛ لأن ياسر عرفات كان يقبل الانتقادات وهو حي، وهي لا تنقص من قامته كزعيم وطني. * أتحدث عن الانتقاد نفسه، هل لا تزال عند رأيك؟ - أنا ما زلت عند موقفي، ولم أتراجع، ولكن يجب أن يذكر كما هو، ولا يعني التقليل من أهمية الحدث بالطبع، ولا قيمة الرئيس عرفات. فكما قلت كان متاحا لنا أن نختلف معه، حتى ونحن نشكل معه فريقا مساعدا. * هل هناك إمكانية إجراء انتخابات تشريعية مبكرة بمشاركة حماس؟ - نعم، ونحن أصحاب مبادرة الانتخابات كمخرج ديمقراطي من الأزمة الفلسطينية الداخلية. وأنصح حماس بالموافقة على ذلك، وأعلم أنها ترفض ذلك والرئيس عباس أعلن أكثر من مرة أنه لن يقدم على إجراء انتخابات إلا بعد الحصول على الموافقة عليها من كافة الأطراف لذلك على حماس أن تكون إيجابية في هذا الصدد، وأن تتعاون من أجل إجراء انتخابات جديدة. * هل يمكن أن تكون الانتخابات بعد المصالحة التي ربما تكون بعد شهر رمضان؟ - هذا ما نأمله ونرجوه أن تكون مصالحة سريعة وعاجلة لتهيئ الظروف لإجراء انتخابات جديدة. * هناك مناوشات إعلامية بين حماس والقاهرة، هل هذه تؤثر على موقف القاهرة المتوازن في إدارة عملية الحوار برائك؟ - حتى الآن الجانب المصري لم يتأثر ببعض المواقف الصادرة من غزة من قادة حماس، ولم يغير اتجاهها بضرورة إنجاز الحوار الوطني الفلسطيني للمصالحة الوطنية، ويبدو أنها على حق في ذلك؛ لأن لو تأثرت القاهرة بما يقال في غزة، هذا سيكون له تأثير سلبي على الحوار، نشكر القاهرة على عدم تأثرها بالمواقف السلبية التي تصدر من غزة. * صادرت القوات الإسرائيلية منظمة الأقصى، ما تعليقك على أسلوب المصادرة الذي تم أمس؟ - نحن نعترض على الأسلوب وعلى المضمون أيضا، لماذا من حق أهلنا في أم الفحم، والعرب في إسرائيل أن يقدموا كل الدعم لأشقائهم الفلسطينيين، وأن يقدموا كل الدعم للقدس وإعمار المقدسات، وبالتالي نحن نرفض هذا العمل، ونعتبر أن ذلك من شأنه أن يضعف قوة التضامن الإسلامي مع القدس من قبل أهلنا داخل الخط الأخضر. * هل هناك اعتراض وجِّه من قبلكم تجاه ما حدث؟ - نحن أعلنا هذا الموقف، وأعتقد أن الأخوة وراء الخط الأخضر هم يستطيعون أن يطلبوا أي موقف يريدوه، وبالتأكيد نحن سنستجيب لذلك. * وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، دعت إلى حكومة وحدة وطنية داخل إسرائيل تقبل بإقامة دولتين، دون حق العودة ما تعليقكم؟ - كل ما يقال في إسرائيل من الزعماء سواء ليفنى، موفاز، أو نتنياهو، أو باراك كله يدخل في سياق المسابقات والحملات الإعلامية للانتخابات، وبالتالي لا تؤخذ على محمل الجد هذه التصريحات. هم لا يصرحون إلا بما يفيدهم في حملاتهم الانتخابية، وبالتالي لا نريد أن نتفاوض مع إسرائيل في الإعلام، التفاوض له موائد رسمية، هناك، نريد أن نسمع منهم ما يريدون، ونرد عليهم، إنما عبر الإعلام هم الآن يقومون بمزايدات كثيرة هدفها ليس السلام مع الفلسطينيين، وإنما كسب الأصوات في انتخاباتهم المحلية. * هل تفرج إسرائيل عن التسعة آلاف فلسطيني المحتجزين الآن بناء على الوعد الذي تلقاه أبو مازن من أولمرت؟ - نحن سعداء بالإفراج عن 198 أسيرا، وسنعمل على إطلاق سراح الجميع، لكن إسرائيل تساوم بالأسرى والمعتقلين للحصول على مكاسب سياسية، نحن من جانبنا سنواصل التزامنا بتحرير أسرانا جميعا بكل الوسائل الشرعية. *تعاني السلطة الفلسطينية من عجز في الميزانية يقدر ب400 مليون دولار تقريبا، ماذا تفعل خاصة وشهر رمضان على الأبواب؟ وما هي الحلول المطروحة؟ - لو قدم الجميع الالتزامات التي تعهدوا بها فلن نرى هذا العجز؛ لذلك سنعمل كل ما باستطاعتنا على الالتزامات التي تعهد بها أشقاؤنا العرب وغير العرب؛ لأن الإنفاق على السلطة الوطنية الفلسطينية أحد عوامل الاستقرار في المنطقة. * فكرة نشر قوات عربية في قطاع غزة، هل ما زالت مطروحة؟ - هي مطروحة كفكرة، ولكنها ليست مطروحة كبند داخل جدول أعمال، وهذه مسألة معقدة للغاية، ولكن إن تمت فأعتقد أنها تكون المخرج العربي الملائم والإسهام العربي الفعال لإغلاق الجرح النازف في غزة. *هل من الممكن بلورة مشروع عربي- فلسطيني يوافق عليه جميع الأطراف في القاهرة؟ - هذا ممكن جدا، وهذا هو المخرج، على الجميع أن يفكر بهذه الصيغة، التفكير الفصائلي مدمر. حماس فكرت لمدة سنة كفصيل والنتيجة أن قطاع غزة يعاني، فعلى حماس أن تدرك أن التفكير كفصيل يؤدي إلى تدمير وحدة الوطن ووحدة القضية وزخم القضية، تعالوا للتفكير مع الكل والتفكير الوطني هو الأسلم للفصيل وللوطن. *أخيرا، رسالة توجهها إل الأخوة في حماس؟ - تعالوا إلى الحوار بعد أن تتخلوا عن أوهامكم في إقامة إمارة في غزة لكم، تعالوا كشركاء وليس كبدلاء، تعالوا دون الاستفادة من الانقلاب أو ما تسمونه الحسم العسكري؛ لأن أحدا لم يدفع لكم ثمن الانقلاب على الشرعية. * اليمن تحمل لك كل حب وتقدير فماذا تحمل لها؟ - ونحن نحمل كل الأمنيات لليمن الشقيق، فعندما كانت شطرين كان الرئيس عرفات يقول إن فلسطين الشطر الثالث، وعندما توحدت بفضل فخامة الرئيس علي عبد الله صالح، أصبحت فلسطين الشطر الثاني الذي نتمنى أن يلتئم. فكل الحب للشعب اليمني الشقيق وللرئيس علي عبدالله صالح الذي يهتم بالقضية الفلسطينية ويهم بما يدور من صراع سياسي فيها، والذي يكن لفلسطين مثلما تكن له كل حب واحترام وتقدير له ولشعبه الداعم للمواقف الفلسطينية. السياسية