بدأت في قاعة الشعب بالعاصمة الصينيةبكين اليوم الجمعة أعمال قمة منتدى اجتماع آسيا - أوربا (آسيم), بمشاركة رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية يمثلون 43 دولة أوربية وآسيوية, فضلا عن مشاركة قيادات في المفوضية الاوربية و رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان". وتهدف القمة التي تعقد مرة كل عامين إلى إشراك الدول الاسيوية بشكل أكبر في سبل حل مشكلات أسواق المال على خلفية ما يعرف بقمة ال 20 التي تضم أكبر الاقتصاديات العالمية والمقرر عقدها منتصف الشهر المقبل في واشنطن. وتركز قمة (آسيم) بشكل أساسي على سبل جاوز الازمة المالية العالمية التي تعصف بالولاياتالمتحدة قبل غيرها من دول الاتحاد الاوربي والدول الصناعية الكبرى الاخرى . لهذا طالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم الجمعة الدول الاسيوية بدعم مساعي الاتحاد الاوربي الرامية لحل الازمة المالية العالمية... معتبرا أن الوقت حان لاتخاذ القرارات . وقال ساركوزي الذي تترأس بلاده دورة الاتحاد الاوربي الحالية والذي يشارك في قمة (آسيم) أن الامر يتعلق بأزمة عالمية ولذلك يجب التعامل معها بشكل عالمي أيضا ..مشيرا إلى أن أوربا ستعمل على صياغة اقتراحات جماعية لحل الازمة خلال القمة الاقتصادية العالمية المقرر لها الخامس عشر من الشهر المقبل في الولاياتالمتحدة. وأكد الرئيس الفرنسي حاجة أوربا لدعم الجانب الاسيوي, موضحا أن أوربا بحاجة لدعم آسيا في مساعيها . ويتزامن أنعقاد القمة مع تحرك الاتحاد الاوربي لحث الصين -التي تمتلك أكبر احتياطي عالمي من العملات- على المساعدة في الإصلاحات المالية العالمية ومعالجة الاختلالات الاقتصادية التي نشأ منها الاضطراب الحالي. ويريد الاتحاد الاوربي أن توافق الصين على المشاركة في قمة حول الأزمة المالية تعقد الشهر المقبل في واشنطن, بحيث تكون مشاركتها نقطة بداية . من جانبه قال رئيس المفوضية الأوربية جوزيه مانويل باروسو "أتمنى كثيرا جدا أن تقدم الصين إسهاما مهما بحل هذه الأزمة", معتبرا أنها فرصة عظيمة للصين لإظهار إحساس بالمسؤولية, على حد تعبيره. في المقابل اكتفت الحكومة الصينية بالقول أنها "تنظر بنشاط" في حضور قمة واشنطن, بينما استبق الرئيس الصيني هو جينتاو جلسات القمة بلقاءات ثنائية وصف فيها الاقتصاد العالمي بأنه "محبط". ونقلت وكالة انياء الصين الجديدة (شينخوا) عن جينتاو قوله للرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو قبيل بدء أعمال القمة إن "الوضع الاقتصادي العالمي الحالي محبط ومعقد". في حين شهدت العاصمة الصينيةبكين اليوم العديد من اللقاءات الثنائية بين الزعماء المشاركين في القمة تركزت في معظمها -كما ذكرت رويترز- على محاولات الإفلات من الركود الاقتصادي. واتفقت بين رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في محادثات مع اليابانوالصين وكوريا الجنوبية على تحديث شبكة تأسست منذ وقت طويل لخطوط مبادلة العملات بحجم 80 مليار دولار بين البنوك المركزية في المنطقة, بهدف السماح لدولة غارقة في أزمة النقد الأجنبي بالحصول على دعم مالي بمبادلة عملتها بعملات جيرانها. وسيكون الهدف بيع المال المقترض في سوق النقد الأجنبي لتخفيف الضغط على العملة التي تتعرض لهجوم وبالتالي يمكن تجنب الانهيار الذي دفع بالعديد من الدول إلى ركود عميق أثناء الأزمة المالية الآسيوية عامي 1997 و1998م. يأتي هذا في وقتا لاتزال فيه الأزمة المالية العالمية من أولويات اهتمام الأممالمتحدة فقد عقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اجتماعا غير رسمي حول الأزمة مع عدد من الخبراء والأكاديميين ومدير برنامج الأممالمتحدة الإنمائي. وحول ذلك قالت الناطقة باسم الأممالمتحدة ميشيل مونتاس إن الاجتماع تناول وضع الاقتصاد العالمي وكيفية تأثير الأزمة الراهنة على الاقتصاديات الناشئة وأقل الدول نموا. وأضافت في مؤتمرها الصحفي اليومي الذي عقدته فى جنيف اليوم تبادل المشاركون في الاجتماع الآراء حول تمويل التنمية والنظام الاحتياطي المالي الدولي والتجارة والدور المنظِّم الذي يمكن أن تقوم به المؤسسات متعددة الأطراف بالإضافة إلى إصلاح بعض المؤسسات القائمة. وكان أن صاحب القمة انخفاض في اسعار النفط العالمية بالرغم من قرار وزراء النفط بمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) في وقت سابق اليوم بخفض معدلات الانتاج لمواجهة موجة تراجع اسعار النفط الخام الحادة, وذلك بمقدار 5ر1 مليون برميل في اليوم اعتبارا من الاول من شهر نوفمبر المقبل اي مايعادل خمسة في المائة تقريبا من انتاج المنظمة العام. فقد انخفض سعر الخام الاميركي الخفيف أكثر من ثلاثة دولارات ليستقر سعر برميل النفط الواحد عند 75ر64 دولار اميركي كما انخفض مزيج بحر الشمال بنفس القيمة. كما انخفض مزيج برنت أكثر من أربعة دولارات أيضا ليستقر سعر برميل النفط عند 8ر61 دولار للبرميل. وفي تصريحاته للصحفيين عقب الاتفاق قال وزير النفط السعودي علي النعيمي إنه يتعين على الأوبك الانتظار حتى تظهر أثار القرار الذي اتخذته اليوم في سوق النفط قبل أن تدرس أي تخفيضات أخرى. وأضاف النعيمي أن السوق هي التي تحدد سعر النفط وأن منظمة الأوبك ليس لديها خطط لتبني نطاق سعري مستهدف, موضحا إن المنظمة لم تستبعد إمكانية عقد اجتماع استثنائي آخر قبل المؤتمر الوزاري المقبل المقرر عقده في ديسمبر المقبل. وأتابع بقوله "أوبك ستفعل كل ما هو ضروري لموازنة أسواق النفط". في حين لحقت الأسهم الأوربية بنظيرتها الآسيوية وسجلت انخفاضا واسعا قبل الإغلاق اليوم الجمعة فيما تدنت بشكل حاد أسعار النفط والذهب والعملتين الأوربية والبريطانية مقابل الدولار الأميركي والين الياباني. بينما أنخفضت الأسهم الأوربية في تعاملات اليوم أكثر من 8%، حيث هبط مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم الشركات الكبرى في أوربا 8.3% إلى 800.21 نقطة وهو أدنى مستوى منذ مايو/أيار 2003م. وقادت أسهم البنوك الاتجاه النزولي فانخفض سهم أتش أس بي سي 11.8% وسهم سانتاندر 11.3% وسهم يو بي أس 8.7%. وانخفض مؤشر قطاع البنوك الأوربية 10.6%. وكانت الأسهم اليابانية قد أغلقت الجمعة متراجعة بنسبة تقترب من 10% حيث أغلق مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية ببورصة طوكيو اليوم الجمعة منخفضا بنسبة 9.6%. وسجل نيكي في إحدى مراحل الجلسة أدنى مستوى له في أكثر من خمس سنوات مع هبوط سهم سوني كورب أكثر من 12%، بعد أن خفضت الشركة توقعاتها لأرباح التشغيل السنوية بنسبة 57%. وتراجع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 4.4% منهيا الجلسة عند 833.78 نقطة. وفي سوق العملات سجل الدولار والين ارتفاعا عاما اليوم الجمعة لأعلى مستوياتهما منذ أعوام عدة مقابل العملات الرئيسية، بسبب انخفاض أسعار الأسهم الذي أدى لاشتداد العزوف عن المخاطرة وسط مخاوف من كساد عالمي يلوح في الأفق. وارتفعت العملة اليابانية لأعلى مستوى منذ 13 عاما مقابل الدولار الأميركي، وأعلى سعر منذ ست سنوات مقابل اليورو الأوربي. وسجلت العملة اليابانية أعلى مستوى أمام الدولار عند 92.8 ينا، بينما انخفض اليورو الأوربي أكثر من 6% إلى أدنى مستوى منذ ست سنوات عند 117.21 ينا. فيما واصل اليورو تراجعه مقابل العملة الأميركية إلى 1.2577 دولار، وكذلك الجنيه الإسترليني الذي بلغ 1.5519 دولار، بينما ارتفع مؤشر الدولار أمام سلة من ست عملات رئيسية 2.19% مسجلا أعلى مستوى منذ عامين. وعلى صعيد متصل بالازمة المالية العالمية اعلنت الناطق باسم البيت الأبيض دانا بيرينو يوم أمس ان الاقتصاد الأميركي يمر حاليا بوقت صعب مما أثر على تشغيل الأميركيين والاستقرار المالي. وجاء اعلان بيرينو هذا في الوقت الذي تشهد فيه الولاياتالمتحدة الاميركية ارتفاعا في توقف الأعمال والبطالة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية, وإثر تحذير مدير بنك الإحتياطي الإتحادي الأميركي السابق /البنك المركزي/ آلان جرينسبان خلال جلسة إستماع في الكنغرس حول عمق الأزمة المالية الراهنة. وتحدثت بيرينو بوضوح حول مدى الأزمة قائلة إن جرينسبان على حق في تقييمه. وقالت مخاطبة صحفيين إنه لسوء الحظ فإن العديد من الأميركيين سيتأثرون بالأزمة. وعلى سياق متصل يعقد بالرياض يوم غد السبت اجتماع تنسيقي بين وزراء المالية والاقتصاد ومحافظي مؤسسات النقد والبنوك المركزية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية أن الاجتماع سيناقش آليات التنسيق والتعاون اللازمة لحماية اقتصاد دول المجلس من آثار الأزمة المالية العالمية والمحافظة على الوتيرة الإيجابية للنمو الاقتصادي لدول المجلس بما يعزز ويؤكد الثقة في الأسواق الخليجية. واشارإلى أن المجتمعين سيتدارسون الإجرءات التنسيقية المطلوبة لحماية الاقتصاد الخليجي من أي تأثيرات سلبية من جراء الأزمة العالمية الراهنة حيث ان ماحدث من تداعيات على الأسواق المالية في دول المجلس غير مبرر ولايعكس النتائج الإيجابية للشركات ولا الأداء الاقتصادي الجيد في دول المجلس مما يؤكد أن أسواق المال بدول المجلس هي في الاصل بعيدة عن الجذور الحقيقية للازمة.