تعكف وزارة الأشغال العامة والطرق، حالياً على إعداد رؤية أولية لمعالجة آثار كارثة السيول التي حلت بمحافظة حضرموت، ونجمت عنها انهيارات وتصدعات لحقت بالكثير من المنازل، وترتب عليها وجود عدد كبير من المواطنين دون مأوى وأكد وزير الأشغال العامة والطرق المهندس عمرعبدالله الكرشمي أن الوزارة تعمل وفق توجيهات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، التي صدرت للوزارة منذ الوهلة الأولى للقيام بواجباتها بأداء عال وحرص كبير، وقال: طبقاً للمعلومات والإحصاءات الواردة من الفرقة الميدانية العاملة في حضرموت، استطعنا تحديد النقاط الأساسية التي ينبغي الأخذ بها عند البدء بخطوات المعالجة والتي من أهمها أن تكون عملية إعادة البناء بعيدة عن مسار خط السيول، وان تتواءم مع البيئة المحيطة مراعية خصائص وادي حضرموت الطبيعه والتقلبات المناخية، وايضاً أن لا تخرج عملية إعادة البناء عن النمط المعماري الذي يجسد الموروث الحضاري والتاريخي لوادى حضرموت والمتمثل بالطين وتحديداً في « سيئون - تريم - شبام - ساه» لافتاً إلى أن عملية إعادة البناء في هذه المناطق ستسبقها دراسة إمكانية تقويم الأساسات وتأمينها، لأن معظم المباني التي انجرفت جراء السيول كانت دون أساسات للقواطع الداخلية، وكذا الحرص على طلاء المباني المعاد بناؤها بمادة النورة التي تقاوم زيادة الأمطار وعوامل التعرية مع إمكانية مزج المباني الطينية بتحسينات عصرية تعطي مظهراً جمالياً سواءً كان باستخدام هياكل خرسانية مغطاة بالطين، أو إضافة المادة الإسمنتية للطين بنسب محدودة مشيراً إلى أن عملية إعادة البناء ستتم في إطار وحدات الجوار المسكونة حالياً لضمان الاستفادة من البنى والخدمات التي لا زالت عاملة، مع إجراء دراسات حول إمكانية النقل الى الهضاب. موضحاً أن الوزارة قد أعدت دراسات لضوابط البناء والتخطيط في مناطق إعادة الأعمار بمحافظة حضرموت الوادي، وكذا مراعاة خصوصية وادي حضرموت التاريخي، إضافة الى وضع الآلية المناسبة للمساعدة وإعادة الإعمار وذلك من خلال التنسيق المتواصل مع السلطة المحلية بالمحافظة التي يقع على عاتقها دور كبير للوصول بالجهود المبذولة الى الجودة المطلوبة وفي ذات السياق أكد وزير الاشغال العامة والطرق توجه فريق من المختصين تابع للوزارة الى محافظة حضرموت للإطلاع عن كثب على حجم الاضرار وطبيعتها والتأكيد من سلامة مسار السوائل الطبيعية، ووجود مصدات للمياه عند التجمعات السكانية المقامة، وكذا التي ستقام مستقبلاً مؤكداً أهمية صيانة مسار السوائل بشكل دوري وتأمين المصدات والحمايات لان ذلك يساعد على تجاوز آثار مثل هذه الكوارث والتخفيف من تبعاتها مشيداً بالدور الكبير الذي تبذله الحكومة ممثلة برئيس مجلس الوزراء والأخوة الوزراء من خلال متابعتهم المستمرة ونقاشاتهم المستفيضة لما يستجد حول موضوع كارثة السيول والمعالجات المتخذة بهذا الشأن. 26 سبتمبرنت