قرر وزراء الخارجية العرب، في اجتماع طارئ عقدوه في القاهرة الاربعاء 26-11-2008، ارسال المواد الغذائية والادوية والمعدات الطبية الى غزة بشكل فوري، واستقبال المرضي من الشعب الفلسطيني". وتم تكليف الأمانة العام للجامعة العربية التنسيق مع السلطات المصرية لتأمين إدخال مساعدات غذائية وطبية عاجلة إلى القطاع المحاصر. كما دعا الإجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى "الاستمرار في تحمل مسؤولياته كرئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية" الى حين اتمام المصالحة الوطنية والاتفاق على موعد لانتخابات رئاسية وتشريعية جديدة. وجاء القرار العربي بعدما أمضى سكان القطاع ليلتهم على ضوء "بطاريات السيارات"، التي استخدمها عمال فلسطينيون لإعادة تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة، والتي توقفت عن العمل لمنع اسرائيل تزويدها بالوقود. وقال مدير في المحطة طلب عدم الافصاح عن اسمه ان العمال أوصوا بحل المشكلة من خلال توصيل المولدات بنحو 170 بطارية سيارة. فتح المعابر وفتحت اسرائيل معابر القطاع، الأربعاء، بشكل جزئي، لمرور المواد الأساسية، الامر الذي اعتبره مسؤولو الأممالمتحدة غير كاف، مشيرين إلى أن الإغلاق المتكرر لنقاط العبور، في الأسابيع الأخيرة، "يجبر السكان على الإكتفاء بالقليل". وصرح المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بيتر ليرنر ان "حوالى 40 شاحنة مرت في معبر كرم ابو سالم اليوم". واضاف ان نصف هذه الشحنات نظمتها وكالات الاممالمتحدة والبقية تنقل مواد غذائية اساسية للقطاع الخاص. وتوقع ان تمر 20 شاحنة اخرى عبر المعبر. وأشار إلى "إمكانية السماح" بإرسال الوقود إلى محطة الكهرباء في غزة، مع الغاز المنزلي. وارسلت وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التي توزع مواد غذائية على نصف فلسطينيي غزة البالغ عددهم 1,5 مليون نسمة, 12 شاحنة من المساعدات الى غزة الاربعاء لكن فيليبو غراندي مساعد مفوضها العام رأى ان ذلك ليس كافيا. وقال، قبل السماح للشاحنات الاضافية بالدخول "منذ 4 نوفمبر، سمحت الدولة العبرية بدخول 16 شاحنة تابعة للاونروا الى غزة فيما نحن بحاجة ل 15 يوميا". واضاف ان "170 شاحنة تنتظر الكشف عليها في الخارج. انه وضع كفاف والامر يشبه العمل لخدمة مليون لاجىء ويديك مربوطتين وراء ظهرك" وجاءت تصريحاته بعد تأكيدات مماثلة صدرت عن ماكسويل غايلارد المنسق الانساني في الاراضي الفلسطينية. وقال غايلارد ان الوضع "اعتداء على كرامة الانسان ويخلف ابعادا انسانية قاسية". واضاف ان "كثيرا من الناس يدفعون ثمنا باهظا تحديدا في قطاع غزة اذ يناضلون يوميا من اجل الحصول على ما يكفي من الغذاء والماء لاطعام اطفالهم". عودة للأعلى تمويل المساعدات وكان الرجلان يتحدثان بينما اطلقت الاممالمتحدة ووكالات انسانية اخرى نداء لجمع 462 مليون دولار لتمويل برامج مساعدات في السنوات المقبلة لمنع تدهور الوضع في الاراضي الفلسطينية. واوضح غراندي ان مؤشرات الفقر والبطالة بلغت مستويات قياسية في قطاع غزة مما يزيد نسبة السكان الذين يحتاجون لمساعدة انسانية. واضاف "للمرة الاولى تعيش اكثر من 50% من الاسر في غزة تحت عتبة الفقر", موضحا ان معدل البطالة بلغ 42%. ورسمت الاممالمتحدة، في بيان، صورة قاتمة للوضع الانساني خصوصا "في مناطق الضفة الغربية (بما في ذلك القدس الشرقية) الاكثر تأثرا من الجدار الفاصل والمستوطنات الاسرائيلية وغيرها من القيود التي تفرضها السلطات الاسرائيلية على حرية التنقل وتؤثر على سبل العيش لمئات الآلاف من الفلسطينيين". ويفترض أن يعود 277 مليون دولار، أي اكثر من نصف ال 462 مليوناً المطلوبة، الى وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا). دعوات لكسر الحصار وقبيل اجتماع الوزراء العرب دعا بيان أصدره الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وتلقت العربية.نت نسخة منه مصر إلى فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة لتمكين قوافل الإغاثة من العبور معتبرا ذلك مما "توجبه حقوق الأخوة والجوار والمسئولية العربية والإسلامية"، كما ناشد الحكومة السعودية "تمكين إخوانهم ضيوف الرحمن منن غزة من أداء فريضة الحج هذا العام". كما دعا بيان الاتحاد الذي يترأسه الدكتور يوسف القرضاوي منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية وجميع الحكومات الإسلامية والعربية إضافة إلى الأممالمتحدة والهيئات الدولية ومن وصفهم ب"كل الأشراف والأحرار في العالم" ل"تحمل مسئولياتهم كاملة أمام هذا الوضع المأساوي والتدخل لحل هذه الأزمة، والعمل الجاد على رفع هذه المعاناة، وإعادة الكهرباء والغاز إلى هؤلاء المحرومين من أبسط الحقوق في القرن الواحد والعشرين"، مضيفا أنها إن لم تفعل ذلك فإنها "ستتحمل مسؤوليتها مسئوليتها الدينية والتاريخية والأخلاقية". وحث البيان الفرقاء الفلسطينيين في حركتي "فتح" و "حماس" على العودة للحوار "وتجاوز أي عقبات في سبيل ذلك حتى يقفوا صفاً واحداً في وجه العدو المتربص بهم". ووجه البيان دعوة إلى الشعوب العربية والإسلامية لاستخدام كل الطرق السلمية من اعتصامات ومظاهرات ل"مساندة إخوانهم المحاصرين والعمل والعمل بكل الوسائل المشروعة لرفع هذا الحصار، ومنع استكمال هذه الإبادة الجماعية".