تجددت المواجهات بين متظاهرين شبان والشرطة اليونانية في العاصمة أثينا لليوم السابع على التوالي مع بدء تظاهرة كبيرة دعا إليها طلبة جامعيون ونقابيون للمطالبة بتنحي الحكومة واحتجاجا على مقتل فتى برصاص شرطي. ورشق الشبان قوات الشرطة بالحجارة والقنابل الحارقة ما دفع أفراد الأمن للرد عليهم بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، وانقضت قوات من مكافحة الشغب على مجموعة تضم مائة شاب على جانب التظاهرة الكبرى واعتقلت عددا منهم وصرعتهم أرضا وسط صيحات المتظاهرين المطالبة بإطلاق سراح رفاقهم، وفق شهود عيان. وفي أحدث الاحتجاجات تجمع الآلاف وسط العاصمة اليونانية اليوم للمشاركة في تظاهرة كبيرة وصفت بالحاسمة تتجه إلى البرلمان، وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها الشرطة تحسبا لوقوع أعمال عنف وشغب. وقال مراسل الجزيرة في أثينا ناصر البدري إن بضعة آلاف من الطلبة تجمعوا في الساحة الرئيسية بالعاصمة اليونانية وهم يحملون لافتات مناهضة للحكومة والشرطة. وأشار المراسل إلى أنه ينظر إلى هذا اليوم على أنه حاسم في الاحتجاجات، إذ تحدثت الصحف اليونانية اليوم عن ما أسماتها انتفاضة حاسمة. مخاوف أثينا ومدن أخرى شهدت أعمال عنف على مدى الأيام الستة الماضية (الفرنسية) وأوضح أن تجمع ثلاث مظاهرات قد تحول الاحتجاجات إلى مواجهات مع الشرطة، مشيرا إلى أن خروج الأمور عن السيطرة قد يدفع الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ والاستعانة بالجيش. ويرى المراسل أن هناك غضبا وإصرارا من قبل المتظاهرين على إرغام الحكومة على الاستجابة لمطالبهم أو حتى الإطاحة بها. وكانت أثينا ومدن يونانية أخرى شهدت في الأيام الستة الماضية أعمال عنف أطلق شرارتها مقتل فتى برصاص شرطي في حي إسكارخيا بالعاصمة أثينا. ولم يفلح توجيه تهم القتل العمد إلى الشرطي الذي أطلق النار وتهم التواطؤ إلى زميل له في إنهاء احتجاجات امتدت إلى الولاياتالمتحدة وتسع دول أوروبية, حيث استهدفت بعثات دبلوماسية يونانية. وقال الضابط المتهم بالقتل إنه كان يدافع عن نفسه ضد الفتى ورفاق له, وخلص تقرير أولي إلى أن الفتى أليكسيس غريغوروبولوس قتل برصاصة مرتدة. وبدأت أحداث الشغب بعد أيام من انطلاقتها تتحول إلى احتجاجات منظمة, وبدأ المتظاهرون يوزعون منشورات تفصّل مطالبهم التي من بينها سحب شرطة الشغب من الشوارع والتراجع عن قرارات حكومية تقلص الإنفاق العام. مطالبة بانتخابات - في اليونان رصاصة "طائشة" فجرت الاحتقان وطلب الحزب الاشتراكي استقالة الحكومة اليمينية وتنظيم انتخابات مبكرة, لكن رئيس الوزراء كوستاس كرامنليس -الذي لا تملك حكومته إلا أغلبية صوت واحد- رغم الأزمة ذهب إلى بروكسل للمشاركة في قمة أوروبية, في وقت حذر سياسيون ومراقبون من امتداد الاحتجاجات إلى مجتمعات أوروبية أخرى خصوصا في ظل أزمة اقتصادية تحكم قبضتها على القارة. وقال مسؤولون في مكتب رئيس وزراء فرنسا فرنسوا فيون إنه كان يراقب الأوضاع عن كثب وإن الرئيس نيكولا ساركوزي طلب من نواب الحزب الحاكم الانتباه إلى احتمال حدوث احتجاجات مماثلة في فرنسا بسبب تدهور أحوال المعيشة، وقال "انظروا فقط ما يحدث في اليونان". وشهدت فرنسا في 2005 احتجاجات في أحياء المهاجرين بعد وفاة شابين من أصول مهاجرة صعقا بالكهرباء وهما يهربان من الشرطة.