سيكون منتخب الأحلام الإماراتي على موعد مع كتابة تاريخ جديد له، عندما يلاقي نظيره العراقي عند الساعة الثامنة مساء اليوم، في استاد البحرين الوطني في نهائي "خليجي 21" المقام حالياً في المنامة . وسمي منتخب الإمارات "فريق الأحلام" بالنظر إلى إنجازات هذا الجيل من اللاعبين في المنتخبات كافة، ومن ثم أطلق عليه لقب "سوبر الخليج" بعد عروضه الرائعة في البطولة الحالية بعدما عبر من فوز إلى آخر، وتغلب على 4 منتخبات صاحبة تاريخ وحضور فني بسهولة متناهية . ويملك مدرب منتخبنا مهدي علي كل الحلول الفنية للفوز، حيث إن تشكيلته ال23 تزخر باللاعبين المميزين، ويبقى عامل الحظ مهماً جداً في مثل هذه المباريات، على أمل أن تكون الفرحة نهائية إماراتية كما عودنا دائماً صانع الفرح، ذلك المنتخب الذي لايعرف إلا لغة تحقيق ما يعتبر مستحيلاً . على العموم تتجه الأنظار اليوم إلى مباراة نهائية مثالية بين منتخبين لفتا الأنظار منذ البداية وتصدرا دائرة الترشيحات للقب . لم يكن المسار الذي خاضه كل من المنتخبين للوصول إلى المباراة النهائية سهلاً على الاطلاق، بوجود مجموعتين قويتين كان يصعب التكهن بهوية المتأهلين منهما إلى الدور نصف النهائي . لكن "الأبيض" الإماراتي ومنتخب "أسود الرافدين" العراقي كانا محط الأنظار في هذا الدورة منذ الجولة الأولى، فقدما إلى الكرة الخليجية أسماء جديدة تعد بمستقبل باهر، وأداءً فنياً جيداً منحهما علامات التفوق على الآخرين بوضوح . كل هذا بقيادة مدربين وطنيين، الإماراتي مهدي علي صاحب الإنجازات الكبيرة مع الجيل نفسه من اللاعبين في منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي، والعراقي حكيم شاكر القادم من إنجاز المركز الثاني آسيوياً مع منتخب شباب العراق الذي أهله للمشاركة في بطولة العالم، ما دفع بالاتحاد العراقي إلى إسناد المهمة إليه بعد الاستقالة المفاجئة للبرازيلي زيكو . المنتخب الإماراتي ظفر بلقب كأس الخليج مرة واحدة على أرضه عام ،2007 في حين توج المنتخب العراقي ثلاث مرات، لكن في الحقبة القديمة للدورة أعوام 1979 و1984 و1988 بقيادة مدرب محلي هو الراحل عمو بابا . يذكر أن العراق التحق بالدورة في النسخة الرابعة عام ،1976 وانسحب مرتين في 1982بقرار سياسي و1990 احتجاجاً على التحكيم، وأبعد من 1992 حتى 2004 بسبب غزو الكويت عام 1990 . لم يلتق المنتخبان سوى في سبع مباريات في دورات الخليج، ففاز العراق مرتين وتعادلا خمس مرات . "الأبيض" الساحر قدم منتخب الإمارات أفضل العروض الفنية في "خليجي 21" حتى الآن، بفضل انسجام لاعبيه ومهاراتهم خصوصاً عمر عبدالرحمن، مارادونا الخليج، الذي يتعامل مع الكرة بشكل راقٍ جداً إن كان في التمرير أو في الاختراق والتسديد أو في تخطي أي لاعب منافس، ما يجعله الورقة الرابحة في صفوف "الأبيض" . ويحظى المدرب مهدي علي أيضاً بلاعبين قادرين على تحويل مجرى المباراة في أي لحظة كالمهاجمين علي مبخوت (سجل هدفين)، وأحمد خليل (يتصدر ترتيب الهدافين بثلاثة أهداف)، فضلاً عن عناصر متمكنة في جميع المراكز كعامر عبدالرحمن وحمدان الكمالي وإسماعيل الحمادي وعبدالعزيز هيكل ومهند العنزي وحبيب الفردان وخميس إسماعيل وغيرهم . بدأ منتخب الإمارات البطولة تحت ضغط إنجازاته السابقة التي حققها مع مهدي علي ومع معظم عناصره مع منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي، فكان عند حسن الظن وتغلب على قطر في الجولة الأولى 3-1 . اكد الإماراتيون علو كعبهم في المباراة الثانية ضد منتخب البحرين، فاعتمدوا تكتيكاً حذراً أمام أصحاب الأرض الذين يجيدون بدورهم السيطرة على الكرة وبناء الهجمات، لكنهم عرفوا طريقهم إلى الفوز 2-1 وحجزوا أولى بطاقات التأهل إلى نصف النهائي . أراح مهدي علي العديد من اللاعبين الأساسيين ومنح الفرصة لآخرين لخوض المباراة الثالثة أمام عمان، فكانوا على قدر المسؤولية أيضاً ليخرج المنتخب بالعلامة الكاملة بعد هدفين لأحمد خليل . ارتفعت وتيرة الضغط الإعلامي والجماهيري في دور الأربعة بمواجهة من العيار الثقيل بين الإماراتوالكويت، مع وجود نحو 7 آلاف إماراتي حضروا إلى المنامة عبر الطائرات التي وضعت في تصرف الجماهير، وأيضاً عبر البر . أدى المنتخب الإماراتي جيداً أمام "الأزرق" الكويتي صاحب الألقاب العشرة في البطولة، وكان المبادر إلى الهجوم وأحكم سيطرته شبه التامة على المجريات، مهدراً العديد من الفرص، إلى أن خطف أحمد خليل هدفاً قاتلاً اثر تمريرة عرضية في الدقيقة قبل الأخيرة، مانحاً فريقه بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية . نال الجيل الإماراتي المديح من الجميع، وما قدمه حتى الآن يؤكد أنه يفوق المنتخبات الخليجية قدرة على تأدية الأساليب التكتيكية والجمل الكروية الجميلة، ومعدل أعمار لاعبيه الذي لا يتخطى الرابعة والعشرين تجعله ينتقل إلى رحاب أوسع إن كان في تصفيات كأس آسيا ونهائياتها، أو حتى في تصفيات كأس العالم ومحاولة بلوغ نهائيات 2018 في روسيا . دخل منتخب الإمارات البطولة بتسمية "منتخب الأحلام"، لكنه قد يخرج منها بسرعة بغض النظر عن إحراز اللقب الخليجي أم لا، لأنه سينتقل إلى "منتخب الإنجازات" في حال فرض ذاته على الساحة القارية أولاً ثم الدولية ثانية . طموح الأسود حصد منتخب العراق العلامة كاملة أيضاً في الدور الأول في مجموعة ضمت منتخبين كبيرين هما الكويتي والسعودي، فضلاً عن المنتخب اليمني حديث العهد في دورات الخليج والمتواضع الطموح حتى الآن . كانت البداية مع "الأخضر" بقيادة المدرب الهولندي فرانك رايكارد الذي أقيل من منصبه، فعرف حكيم شاكر كيف يظهر مستوى لاعبيه الذين كانوا الأفضل في الانتشار والسيطرة على المجريات وخرجوا بهدفين نظيفين . أعادت المباراة الثانية مع الكويت ذكريات قديمة بين المنتخبين، لكن العراقيين أكدوا تفوقهم بهدف وحيد ضمنوا به التأهل إلى دور الأربعة، وفي المباراة الثالثة مع اليمن اضافوا الفوز الثالث بهدفين من دون رد، ليؤكدوا الترشيحات التي أهلتهم مع الإماراتيين إلى المباراة النهائية . وخلافاً للدور الأول، لم يقدم منتخب "أسود الرافدين" المستوى المطلوب، على الأقل من الناحية الهجومية، أمام منتخب البحرين صاحب الأرض والجمهور في نصف النهائي، فبعد ان تقدم عبر يونس محمود، تحمل ضغطاً كبيراً وهجمات بالجملة لتهتز شباك الحارس نور صبري للمرة الأولى في البطولة . كشف الشوط الثاني هبوط مستوى اللياقة البدنية عند العراقيين، التي قد تلعب دوراً غداً أمام الإمارات وذلك بعد أن خاضوا شوطين إضافيين، ثم ركلات ترجيح حملتهم إلى النهائي بعد تألق نور صبري في صد ركلتين وتصديه لتنفيذ الركلة الخامسة، حيث نجح بوضع الكرة في شباك حارس البحرين سيد محمد جعفر . وكما هي حال المنتخب الإماراتي، فإن العراقيين يمتلكون جيلاً واعداً من اللاعبين أمثال أحمد إبراهيم وعلي عدنان كاظم وأحمد ياسين وهمام طارق وحمادي أحمد، هذا فضلاً عن الحارس نور صبري والمهاجم يونس محمود وسلام شاكر وعلاء عبدالزهرة وعلي حسين رحيمة وغيرهم . ويواصل المنتخب العراقي مشواره في الدور الرابع الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2014 في البرازيل، ويشغل المركز الثالث في المجموعة الثانية التي تتصدرها اليابان (13 نقطة)، إذ يملك خمس نقاط خلف أستراليا الثانية، وتنتظره مباريات مع اليابانوأسترالياوعمان في يونيو/حزيران المقبل . تاريخ لقاءات المنتخبين في ما يلي نتائج اللقاءات السابقة بين منتخبي العراقوالبحرين في دورات كأس الخليج لكرة القدم، (فاز العراق مرتين وتعادلا خمس مرات) . الدورة الرابعة (قطر 1976): فاز العراق 4-صفر، الدورة الخامسة (العراق 1979): فاز العراق 5-صفر، الدورة السابعة (عمان 1984): تعادلا صفر-صفر، الدورة الثامنة (البحرين 1986): تعادلا 2-،2 الدورة التاسعة (السعودية 1988): تعادلا صفر-صفر، الدورة السابعة عشرة (الدوحة 2004): تعادلا 1-،1 الدورة الثامنة عشرة (أبو ظبي 2007): لم يلتقيا، الدورة التاسعة عشرة (عمان 2009): لم يلتقيا، الدورة العشرون (عدن 2010): تعادلا صفر-صفر . ملاحظة: بدأ العراق مشاركته في دورة كأس الخليج في الدورة الرابعة، وشطبت نتائجه في الدورة السادسة في الإمارات عام ،1982 وانسحب من الدورة العاشرة في الكويت عام 1990 احتجاجاً على التحكيم، وأبعد عن البطولة بدءاً من الدورة الحادية عشرة في قطر عام 1992 بعد غزو العراق للكويت في ،1990 قبل أن يعود للمشاركة فيها في النسخة السابعة عشرة في قطر .