أعرب الرئيس الفرنسي"فرنسوا هولاند "في ختام زيارته الأولى للسعودية أمس الأحد عن دعمه تشكيل حكومة سورية انتقالية، وتشديد العقوبات المفروضة على إيران. وقال في مؤتمر صحفي في ختام زيارته إن "فرنسا متمسكة جدا بأن تقوم المعارضة السورية بتشكيل حكومة من أجل منحها الشرعية والتأكد من أن هذا الأمر يدعم العملية الانتقالية الديمقراطية في سوريا"، وأضاف أنه بينما يعقد المجلس الوطني السوري اجتماعا مهما في الدوحة "من الضروري إعادة تنظيم صفوف المعارضة". وتابع ردا على سؤال حول تقديم أسلحة للمعارضة "هذا يفترض وجود حكومة انتقالية لأنه إذا تم تسليم أسلحة يوما ما فيجب أن تكون هناك معارضة تعرف بشكل مؤكد ماذا ستفعله بهذه الأسلحة". وأكد أن "القسم الأكبر من المحادثات مع الملك عبد الله بن عبد العزيز تركزت على سوريا ومن ثم لبنان والاقتصاد العالمي"، وأضاف أن المحادثات "أكدت وجود اتفاق واسع في وجهات النظر حيال العديد من الأمور وخصوصا سوريا، وقال إننا ندين العنف بسوريا ونؤيد عملية انتقالية، كما أكدنا أهمية أن يحشد العالم قدراته لمساعدة اللاجئين السوريين". وأشار إلى "موقف مشترك" مع العاهل السعودي حول لبنان المهدد بانتقال النزاع في سوريا إليه، وقال "نحذر مرة أخرى كل من يريد زعزعة استقرار هذا البلد الذي يحتاج إلى استعادة وحدته عبر الحوار". وأكد أن بلاده "هي من تتخذ المبادرات في مجلس الأمن، كما أنها تعمل على توحيد المعارضة السورية وتطالب بحماية المناطق المحررة واللاجئين وسنستمر في ذلك، إنها مسئوليتنا ولدينا تاريخ في هذه المنطقة من العالم". وجدد الرئيس الفرنسي مواقفه تجاه لبنان مستعيدا ما أعلنه في بيروت صباحا عن تحذيره من زعزعة استقرار هذا البلد الصغير، مشيرا إلى أن الملك عبد الله يشاطره الرأي. وقال ردا على سؤال "لا نستطيع الحلول مكان اللبنانيين لأن ذلك سيكون سيئا لنا ولهم، ما يهمنا هو استقلال لبنان وسيادته وعدم المساس بأمنه كما نرفض أية محاولة لزعزعة استقراره"، وأضاف "لا يعود لفرنسا أن تقول للبنانيين كيف يكون شكل الحكومة، لكن يتعين عليها تشجيع الحوار، وإذا جاء رئيس الحكومة اللبنانية إلى باريس فسأستقبله، تجب أن تجري الانتخابات التشريعية في لبنان الربيع المقبل". وكان هولاند أعلن على متن الطائرة التي أقلته من بيروت إلى جدة أن "زيارة السعودية طابعها سياسي قبل كل شيء"، مؤكدا أنه سيبحث مسائل "لبنانوسوريا وعملية السلام وإيران". وأضاف أن "فرنسا تلعب دورا نشطا في منطقة الشرق الأوسط، نحن البلد الأكثر نشاطا في الملفات المتعلقة بسورياولبنان وعملية السلام" في الشرق الأوسط. يذكر أن الرئيس الفرنسي الذي يقوم بزيارته الأولى للمملكة أعلن مرارا أن هدفه "إقامة علاقات شخصية مع الملك" عبد الله الذي تعتبر بلاده "أول شريك تجاري لفرنسا". وكرر مرارا خلال المؤتمر الصحفي أن زيارته هدفها "أولا إقامة علاقات شخصية مع الملك عبد الله وولي العهد الأمير سلمان" خصوصا، موضحا أن "زيارتي سياسية لبناء الثقة، فهي مفيدة للبلدين والمنطقة". وعلى صعيد العلاقات الثنائية، قال هولاند "يهمنا تحديد شراكة استراتيجية مع أول زبائننا وأول مزود لنا بالنفط، ورحب بالسياسة النفطية للرياض قائلا "أشيد بموقف السعودية التي زادت حصصها من الإنتاج، الأمر الذي سمح بالسيطرة على الأسعار"، مشيرا إلى رغبة المملكة في المساهمة في "انتعاش النمو الاقتصادي" في العالم. وأضاف ردا على سؤال "نعم هناك تعاون عسكري منذ زمن قديم بالإمكان زيادة وتيرته، لكنني أرغب في إقامة علاقات شخصية مع الملك أولا". وكانت الأوساط المحيطة بالرئيس أعلنت أن المحادثات ستتمحور حول قطاع الطاقة والنقل، موضحة أن المباحثات ستشمل مسائل تتعلق بالطاقة، مؤكدة أنه "لطالما أثبتت السعودية قدرتها على تحمل المسئولية" بشأن أسعار النفط وأبدت اهتماما ب"الطاقة النووية". وأعرب مسئول في السفارة الفرنسية لدى الرياض عن أمله في أن تكون الشركات الفرنسية حاضرة، في إشارة إلى رغبة المملكة في بناء مفاعلات نووية. وكانت مصادر الرئاسة الفرنسية لمحت إلى صفقة قيمتها مليار يورو لتحديث الأسطول السعودي بواسطة شركة فرنسية متخصصة. وأعلن الرئيس الفرنسي للصحفيين أيضا أنه "سيعود مطلع العام 2013 إلى المملكة على رأس وفد من رؤساء الشركات في زيارة اقتصادية". وبعد انتهاء زيارته المقتضبة، غادر الرئيس الفرنسي إلى لاوس للمشاركة في القمة الأوروبية الآسيوية التاسعة التي تعقد في فينتيان الاثنين بحضور نحو خمسين بلدا، أي مجموع ما يشكل "نصف الناتج الإجمالي العالمي وستين في المائة من سكان العالم"،- وفقا للإليزيه.