حوار مصطفى يحيى بدأ مسيرته الإعلامية من تليفزيون لبنان الرسمي، قبل أن ينضم عام 1979 إلى فريق إذاعة مونت كارلو في باريس، حيث كان من أهم مقدمي البرامج السياسية، ليحقق معها شهرة استمرت حتى عام 1992، وتسلم خلالها منصب رئيس التحرير في الإذاعة، بعدها انتقل جورج قرداحي إلى رئاسة تحرير إذاعة الشرق في باريس، التي قضى معها عامين لينضم في 1994 إلى إذاعة «إم. بى. سى إف أم» في لندن التي كانت تمر حينها بظروف بالغة الصعوبة، إلا أنه استطاع أن يعبر بها إلى بر الأمان. ثم حدثت نقلة كبيرة أخرى في حياته أواخر عام 2000 من خلال تقديمه لبرنامج «من سيربح المليون» على قناة «إم بى سى»، ثم ترك ال«إم. بى. سى»، لينضم إلى قناة «إل. بى. سى» ليقدم برنامجه «افتح قلبك»، ولم يستمر أكثر من سنة ثم عاد إلى قناة إم بى سى وظهر مرة أخرى في برنامج «من سيربح المليون»، ثم قدم برنامج «القوة العاشرة»، بعدها انتقل إلى قناة الحياة ببرنامج «المليونير». ** كل مرحلة أو محطة توقف بها كانت له شخصيته ومدرسته الخاصة في عالم الميديا، حتى أصبح أحد رموزها، وأصبح ينافس نجوم الفن في الشهرة والانتشار، في البداية سألته عن السر وراء تمسكه بهذا البرنامج طوال هذه السنوات؟ * قال: طالما أن البرنامج يسير بخطى ثابتة ومحبوب بين الناس وله نجاحات وكثافة مشاهده كبيرة لماذا لا استمر. ** لكنك قضيت سنوات طويلة من عمرك في برامج المسابقات وهذا قد يكون به ظلم لإمكانياتك الإعلامية؟ * هو ليس مثل برامج المسابقات الأخرى، برنامج المليونير لا يشيخ أبدا متجدد بطبعه، ثقافي يعطى المعلومة، وبالمناسبة هناك برامج استمرت 60 سنة، المهم هو مدى إقبال الناس عليها. ** لكن اهتمام الفضائيات الآن أكثر بالبرامج السياسية على حساب الثقافية؟ * هذا بحكم ما تمر به المنطقة العربية من إحداث ساخنة، فالناس في المنازل مشغولة بما يحدث من حراك في الشارع السياسي، وأغلب الفضائيات تلبى تك الحاجة، وتلاحظ أن المشاهد يعزف عن البرامج الثقافية فتتجنبها، لأنها لا تعود عليها بالجدوى الإعلانية، وتجربة «من سيربح المليون» كانت فريدة من نوعها، أثبتت للجميع أنه بالإمكان تقديم برامج ثقافية، ولكن إذا غلفت هذه البرامج بقالب جميل يمكن أن تمرر الثقافة إلى الملتقي، إنما إذا قدمت للمشاهد برامج ثقافية معلبة وأكاديمية، فالناس لا تتقبل ذلك. ** أين أنت الآن بعد ثورات الربيع العربي من تقديم البرامج السياسية التي عرفناك من خلالها عبر راديو مونت كارلو؟؟ * القصة أن العالم العربي قبل ثورات الربيع العربي لم يكن مهيأ لكي تقدم برنامجا سياسيا له القدرة على النقد، لذلك كنت أرى أنه لا جدوى من برامج سياسية وهناك أنظمة ترفض طرح أى موضوع يحتاج إلى بحث ومناقشة، وأشعر أننى كنت محظوظا لأننى لم أقدم هذه النوعية، ولكن الآن من الممكن أن أفكر في هذا لأن التغييرات جعلت الإعلام مهيأ بشكل أفضل للطرح والمناقشة. ** لو قدم لك عرض بتقديم توك شو في مصر ستقبل؟ * مصر بالنسبة لى حبيبة القلب ويشرفني أن أقدم فيها أى برنامج، المهم الفكرة والمضمون طالما أن المناخ مناسب. ** ما رأيك فى من يقدمون برامج التوك شو؟ * كل من نجح في جذب الناس بالتأكيد يستحق النجاح، لأن المواطن منحه تلك الشهادة التي لا يمكن لأى كيان أن يمنحه إياها، وأنا احترمهم كثيرا. ** وما رأيك فى كم البرامج الكبير في تلك الفترة؟ * العصر الذي نعيشه في الوطن العربي سواء الدول التي وصلها الربيع أو التي تنظره يشجع على البرامج الحواريه لم يعد هناك ما يرهب الإعلام والشعوب تريد الحقيقة. فالناس تحتاج أن تعرف إلى أين تذهب؟ وتحتاج من يحلل ومن يعطيها الرأي، التوك شو الآن حاجه وليس ترفا. ** ماذا عن المضايقات التى يتعرض لها الإعلاميون الآن؟ * هذا أمر يحزنني، لا أتصور أن يحدث هذا وسط مجتمعات تبرمج نفسها نحو مسار الديمقراطية، ويجب أن تترك الحكومات لكل وسائل الإعلام حرية التعبير عن نفسها، ولابد أن يستقر الوضع إلى ما كانت ترجوه الثورة . من تحقيق للديمقراطية وحرية الرأى والتعبير. ** حققت شهرتك عن طريق الإذاعة هل لديك حنين للعودة لها؟ * بالتأكيد هناك حنين لميكرفون الإذاعة، ولا أستطيع أن أغفل نجاحي من خلالها، لكن ما حدث لى مع التليفزيون كان مثل تسونامى، وهذا الأمر غطى على كل نجاح، وبحكم الوقت والشهرة والمشاريع الخيرية لم يعد لدى الوقت إلا للبرامج التليفزيونية. ** أنت الآن في بيروت متى تعود للقاهرة؟ * أعود قبل نهاية هذا الشهر لتسجيل مجموعة جديدة من حلقات البرنامج. ** أفهم من هذا أن البرنامج مستمر؟ * مبدئيا مستمر، طالما القناة تريد هذا وأنا شخصيا عندي رغبة الاستمرار لأسباب قلتها وهى جماهيرية البرنامج.