يأمل اليمنيون أن ينجح مؤتمر الحوار الوطني القادم بغية إيجاد حلول للمشكلات السياسية والاقتصادية والأمنية العالقة منذ سنوات, وطي صفحة المرحلة الانتقالية بنجاح. ويناقش مؤتمر الحوار الذي يتوقع أن يعلن رئيس الجمهورية عن موعده قريبا الكثير من القضايا والملفات منها إعداد دستور جديد للبلاد والتحضير لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بموجبه في فبراير/شباط 2014. وفي هذا السياق تنصب الجهود الرسمية وغير الرسمية على التهيئة لانعقاده ونشر الوعي في أوساط الناس بأهميته وصولا لترسيخ ثقافة جديدة تقوم على الحوار الحضاري في حل القضايا والمشكلات والابتعاد عن لغة العنف والقوة لتحقيق المطالب أيا كانت . ويقع على عاتق الصحفيين هذا الدور بدرجة رئيسية في تذكير الناس وإشاعة ثقافة التفاؤل والأمل بمخرجات الحوار وحث القوى والمكونات المختلفة على المشاركة فيه واعتماد لغة تتسم بالتصالح والتسامح وتجنب ذكر كل ما من شأنه تخويف المجتمع بفشل الحوار قبل انعقاده وتثبيطهم من جدوى المشاركة. ومع بدء العدد التنازلي لانعقاد مؤتمر الحوار وانطلاقا من واجب المسؤولية الوطنية والتزاما بالدور الذي يجب أن يؤديه الإعلام في خدمة قضايا المجتمع,تسلط " الصحوة نت " الضوء على دور الصحفيين في هذا الجانب عبر استطلاع أرائهم حول الدور الذي يمكن أن يلعبوه ويساهموا فيه من مواقعهم في تعبيد الطريق لانعقاد المؤتمر. ويرى رئيس تحرير صحيفة مأرب برس محمد الصالحي أن الصحفي اليمني تقع عليه مسؤولية كبيرة في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين ورأب الصدع والخلافات,داعيا في تصريح ل " الصحوة نت " الإعلاميين إلى إزالة العوائق التي تقف في طريق الحوار وتذليل الصعوبات انطلاقا من موقع مسؤوليتهم الوطنية. وتمنى الصالحي ان يبتعد الصحفيين عن التمترس خلف الاهواء الحزبية والشخصية وأن يكون هدف الجميع خاصة في هذه المرحلة الحساسة والتاريخية المتمثلة بالحوار الوطني هو الخروج باليمن الى بر الامان . من جهته أكد عبدالملك شمسان رئيس تحرير صحيفة الاهالي أن الاعلام يلعب دورا هاما في التأثير على الرأي العام ومن هنا يجب على الصحفيين العمل بروح الفريق الواحد من اجل التهيئة للحوار والعمل على انجاحه . وطالب شمسان الاعلام الرسمي بكل انواعه المرئية والمسموعة والمقروءة القيام بدوره الوطني في مساندة التوجه الرسمي في انجاح الحوار الوطني وترك المناكفات التى لاتخدم الوطن ولا المواطن . وأكد في تصريح ل " الصحوة نت " أن الحوار سيضع مداميك مرحلة ما بعد الثورة خاصة وأن الشعب اليمني يعلق كل اماله على الحوار الذي سيحل كل المشكلات كونه زبدة المبادرة الخليجية. بدوره ينبه أنيس منصور مدير تحرير موقع الامناء نت الصحفيين للمخاطر التي قد تنجم عن التمييز والتفرقة داعيا إياهم إلى استشعار الولاء الوطني والتصدي لكل الدعوات التى من شأنها اعاقة خروج اليمن من ازماته . وقال منصور في تصريح ل " الصحوة نت " ان على الصحفيين بذل ما بوسعهم من اجل انجاح الحوار وان يظهروا الاحترام اللائق بكرامة الناس الذين يقابلونهم وخصوصياتهم وحقوقهم ورفاهيتهم، وذلك أثناء عملية جمع الأخبار وتقديمها للرأي العام . ويقول الكاتب والصحفي رداد السلامي أن الاعلام هو احد أبرز أدوات التسكين أو التسخين السياسي والجماهيري ،وبالتالي فإن مهمة الاعلاميين هي دائما الارتقاء بالوعي وتقديم المادة التي تعمل على انضاج ملكات الفكر والتعقل لدى الشعب ، لافتا في تصريح ل " الصحوة نت " إلى أن الحوار هو وسيلة فعالة لتخفيف حدة التصادمات وامتصاص افرازات العنف الكامن في الصدور نتيجة التعبئة اللامسؤولة من قبل الاعلام الذي لا يمتلك رسالة وطنية حقيقية ولا يعي وظائفه في عملية الرقي بالوعي الوطني. ويضيف :يجب على الاعلاميين السعي لتكريس المادة الخبرية والتقريرية والرؤيوية التي تعمل على تعزيز الوعي الناضج في الذهن الوطن العام حول اهمية الحوار ولملمة الصفوف والاجتماع على كلمة سواء يكمن في داخلها الوطني الذي يسعى الى حل الازمات والمشاكل بطريقة شوروية حضارية راقية، فالحوار هول الحل وهو الممكن المتاح الذي يمكن من خلاله أن يتاح لليمن الخروج من دوامة الازمات والعنف والفوضى الذي أضحى نهجا لدى القادمون من خارج الضمير الجمعي الوطني بكل أفكارهم وفلسفاتهم وتوجهاتهم الطائفية. ويشاطره الرأي الصحفي ياسر عقيل الذي يقول إن دور الصحفيين مهم في صناعة الرأي العام الذي من شانه التمهيد والتهيئة لأجواء الحوار وجعلها اكثر وئاما . وطالب في تصريح ل " الصحوة نت " الصحفيين بالابتعاد عن المناكفات الصبيانية والمناوشات التحريضية التى لاتخدم الوطن وهو يلج في اهم محطة تاريخية تحدد فيه مستقبله . من جانبها,شددت منى الحاج محامية وناشطة حقوقية على ان يكون دور الصحافة والإعلام اكثر فعالية وان يقدم الجميع مصلحة الوطن على المصالح الضيقة. وتمنت في تصريح ل " الصحوة نت " من قادة الرأي تهيئة أجواء الحوار وتفويت الفرصة على اعداء الوطن الذين همهم مصالحهم الضيقة فقط,وحثتهم في هذا السياق على نقل الصورة الحقيقية والمشرقة بعيدا عن اي مهاترات اعلامية تعيق عملية التغيير.